القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رِضا الهِندي الكل
المجموع : 4
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ / لأمر به نيرانُ فارِسَ تخمُدُ
وإيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذناً / بأن بناءَ الدين عادَ يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمةً / فهل حان من خير النبيين مولدُ
نعم كاد يستولي الضلالُ على الورى / فأقبل يهدي العالمينَ محمدُ
نبيٌّ براهُ الله نوراً بعرشه / وما كان شيءٌ في الخليقة يوجدُ
وأودعه من بعدُ في صُلب آدمٍ / ليسترشد الضُّلاَّلُ فيه ويهتدوا
ولو لم يكن في صُلب آدمَ مُودَعاً / لما قال قِدماً للملائكة اسجدوا
له الصدر بين الأنبياء وقبلهم / على رأسه تاج النبوة يعقد
لئن سبقوه بالمجيء فإنَّما / أتوا ليبثُّوا أمره ويمهدوا
رسولٌ له قد سخَّر الكونَ ربُّه / وأيَّدَهُ فهو الرسول المؤيّد
ووحَّدَهُ بالعزِّ بين عباده / ليجروا على منهاجه ويُوَحِّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد / فجاحده لا شكَّ لله يجحد
ومن كان بالتوحيد لله شاهداً / فذاك لِطه بالرسالة يشهد
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل / لمالك يوم الدين إيّاك نعبدُ
ولا أصبحت أوثانهم وهِيَ التي / لها سجدوا تهوي خشوعاً وتسجد
لآمنة البشرى مدى الدهر إذ غَدت / وفي حجرها خير النبيين يولد
به بشَّرَ الإِنجيل والصُّحفُ قبلَهُ / وإن حاول الإخفاء للحقّ ملحد
بسينا دعا موسى و ساعير مبعث / لعيسى ومن فاران جاء محمد
فسل سفر شعيا ما هتافهم الذي / به أُمروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وَعَدَ الرحمن موسى ببعثه / وهيهات للرحمن يُخلَفُ موعد
وسل من عنى عيسى المسيح بقوله / سأُنزله نحو الورى حين اصعد
لعمرك إن الحق أبيضُ ناصعٌ / ولكنما حظُّ المعاند أسود
أيخلدُ نحو الأرض متّبع الهوى / وعمَّا قليل في جهنّم يخلد
ولولا الهوى المُغْوي لما مال عاقل / عن الحقّ يوماً كيف والعقل مرشد
ولا كان أصناف النصارى تنصّروا / حديثاً ولا كان اليهود تهوّدوا
أبا القاسم اصدع بالرسالة منذراً / فسيفك عن هام العِدى ليس يغمدُ
ولا تخش من كيد الأعادي وبأسهم / فإن عليّاً بالحسام مُقلَّد
وهل يختشي كيدَ المضلّين من له / أبو طالب حام وحيدر مسعدُ
عليٌّ يدُ الهادي يصول بها وكم / لوالده الزاكي على أحمد يدُ
وهاجر أبا الزهراء عن أرض مكّة / وخلِّ عليّاً في فراشك يرقدُ
عليك سلام الله يا خير مرسل / إليه حديث العزّ والمجد يسندُ
حباك إله العرش منه بمعجز / تبيد الليالي وهو باقٍ مؤبّد
دعوتَ قريشاً أن يجيئوا بمثله / فما نطقوا والصمت بالعيِّ يشهدُ
وكم قد وعاه منهمُ ذو بلاغة / فأصبح مبهوتاً يقوم ويقعدُ
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة / صفا لهمُ من مائها العذب موردُ
شريعة حق إن تقادم عهدها / فما زال فينا حُسنُها يتجدّد
عليك سلام الله ما قام عابد / بجنح الدّجى يدعو وما دام معبد
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى / أحين ترجيناك تستأصل العدى
فديت نفوس المسلمين بمهجة / نفوس جميع المسلمين لها الفدا
وقمت بأمر الله لا متهيباً / من الحرب عقباها ولا مترددا
فلو أن ماء البحر سال كتائباً / أو انهار رمل الأرض جنداً مجنّدا
وأفردك الجمع الذي كان حاشداً / عليك للاقيت الكتائب مفردا
ولم أنس إذ تستنفر الناس للوغى / وتؤذن أن النفر موعده غدا
فقلت متى يطوي الظلام وينجلي / فتنجز للدين الحنيفي موعدا
ولو كنت أدري ما أرى في صباحه / تمنيت أن الليل أطبق سرمدا
فيا حافظاً دين النبي محمد / فقدنا بمثواك النبي محمدا
مضيت حثيث السير لم تشك علَّة / ولا بتَّ في فرش السقام مسهدا
ولا احتجت في وصف الدواء ممرضاً / ولا اختلف الأحباب نحوك عوَّدا
لأنك لا تنفك تطلب راحة ال / برايا ولم تبرح لنفسك مجهدا
خلائق قد عوِّدتهنَّ وإنما / لكل امرىءٍ من دهره ما تعوّدا
فهدَّ من الإسلام حصناً ممنعاً / وهدَّم للإِيمان قصراً مشيَّدا
وقمت ثقيل الخطو حتى كأنني / أجَرُّ بأغلال القيود مصفَّدا
إذا انطلقت رجلي كبوت لوجهتي / لأنّي في نعماك أمس مقيدا
ولم يدمِ قلبي يوم فقدك إنّنا / فقدنا أعزَّ الناس مجداً وسؤددا
وأحسن أهل الأرض خلقاً ومنطقاً / وأصدق من فيها وعيداً وموعدا
وأعلاهمُ كعباً وأدناهمُ ندىً / وأقربهم خطواَ وأبعدهم مدى
وأثبتهم رجلاً إذا وقفوا على / مزلٍّ وأقواهم إذا بسطوا يدا
وشخصاً بأبراد الفضائل كاسياً / إليها ملوك الأرض تدخل سُجَّدا
ولكن شجاني أن شملاً جمعته / مَعاذاَ له قد كاد أن يتبدّدا
وأن عيون الشرك قرَّت بفادح / به ناظر التوحيد أمسى مسهّدا
أحين نضاك الدين سيفاً مجرداً / تعود باطباق الصفايح مغمدا
وفي حين أعلام الضلال خوافق / تنكسك الأقدار يا علم الهدى
مضيت فكم أبكيت للعلم منبراً / وأوحشت من فقدِ العبادة مسجدا
وكم صارخ لم يلف بعدك مصرخاً / ومستنجد لم يلف بعدك منجدا
وكم حازم يبكي الفضائل والنهى / وذي عيلة يبكي السماحة والندى
أقام عليك المسلمون مآتماً / بيوم أقام المسلمين وأقعدا
ولم يندب الإسلام إلا لأنه / يخاف بأن تمسي فقيداً فيُفقدا
فيا علماء الدين هبوا لنصره / فإن قناهُ كاد أن يتقصدا
ألا نهضة ملِّيةٌ تنسف الربى / وتقذف موج البحر بالدم مزبدا
تحيل صباح الكفر بالنقع قاتماً / وتلبسه قطعاً من الليل أسودا
وتغشى الصليبيين فيها كتائب / ينادون في نقع العجاج محمد
إذا أبرقت أسيافهم سالت الدما / ولم يرهبوا صوت المدافع مرعدا
متى تتغنَّ البندقيات يسرعوا / لشرب كؤوس الحنف مثنى وموحدا
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل / تنوب وإن الصبر ما زال محمودا
بل هو محمود لدى الناس كلهم / ولكنه بالرغم أصبح مفقودا
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد / بقبته زهر الكواكب تهتدي
وقدست أرضاً قلت فيها مؤرخاً / يغيب بها مهدي آل محمد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025