المجموع : 8
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلى
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلى / وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ / وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ / وَقَطعُ الفَيافي وَاِرتِكابِ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن قِيامِهِ / بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى
إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى / فَأَكثَرُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ
وَكانوا عَلى الإِسلامِ إِلباً ثَلاثَةً
وَكانوا عَلى الإِسلامِ إِلباً ثَلاثَةً / فَقَد بُزَّ مِن تِلكَ الثَلاثَةِ واحِدُ
وَفَرَّ أَبو عَمروٍ هُبَيرَةَ لَم يَعُد / لَنا وَأَخو الحَربِ المُجَرّبُ عائِدُ
نَهَتهُم سُيوفُ الهِندِ أَن يَقِفوا لَنا / غَداةَ التَقَينا وَالرِماحُ المَصايِدُ
هُمومُ رِجالٍ في أُمورٍ كَثيرَةٍ
هُمومُ رِجالٍ في أُمورٍ كَثيرَةٍ / وَهَمّي مِنَ الدُنيا صَديقٌ مُساعِدُ
يَكونُ كَروحٍ بَينَ جِسمَينِ قُسِّمَت / فَجِسمُهُما جِسمانِ وَالروحُ واحِدُ
مَضى أَمسُكَ الباقي شَهيداً مُعَدَّلاً
مَضى أَمسُكَ الباقي شَهيداً مُعَدَّلاً / وَأَصبَحتَ في يَومٍ عَلَيكَ شَهيدُ
فَإِن كُنتَ في الأَمسِ اِقتَرَفتَ إِساءَةً / فَثَنِّ بِإِحسانٍ وَأَنتَ حَميدُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ يَوماً إِلى غَدٍ / لَعَلَّ غَداً يَأتي وَأَنتَ فَقيدُ
وَيَومُكَ إِن عايَنتَهُ عادَ نَفعُهُ / إِلَيكَ وَماضي الأَمسِ لَيسَ يَعودُ
تَمنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
تَمنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت / فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَلَيسَ الَّذي يَبغي خِلافي يَضُرُّني / وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي
وَإِنّي وَمَن قَد ماتَ قَبلي لَكَالَّذي / يَزورُ خَليلاً أَو يُروحُ وَيَغتَدي
أَرِقتُ لِطَيْرٍ آخِرَ اللَيلِ غَرَّدا
أَرِقتُ لِطَيْرٍ آخِرَ اللَيلِ غَرَّدا / يُذكِّرُني شجْوًا عَظيمًا مُجَدَّدا
أَبا طالِبٍ مَأوى الصَعاليك ذا النَدى / وَذا الحِلُمِ لا خلفاً وَلم يَكُ قَعدَدا
أَخا المُلكِ خَلِّ ثَلمَةً سَيَسُدُّها / بَنو هاشِمٍ أَو يُستَباحُ فَيَهمَدا
فَأَمسَت قُرَيشٌ يَفرَحونَ لِفَقدِهِ / وَلَستُ أَرى حَيّاً لِشَيءٍ مُخَلَّدا
أَرادَت أُموراً زَيَّنَتها حُلومُهُم / سَتُورِدُهُم يَوماً مِنَ الغَيِّ مَورِدا
يَرجونَ تَكذيبَ النَبِيِّ وَقَتلَهَ / وَأن يُفْتَرى بُهتاً عَلَيهِ وَيُجْحَدا
كَذَبتُم وَبيتِ اللَهِ حَتّى نُذيقَكُم / صُدورَ العَوالي وَالصَفيحَ المُهَنَّدا
وَيَظهَرُ مِنّا مَنظَرٌ ذو كَريهَةٍ / إِذا ما تَسَربَلنا الحَديدَ المُسرَّدا
فَإِمّا تُبيدونا وَإِمّا نُبيدُكُم / وَإِمّا تَرَوا سِلمَ العَشيرَةِ أَرشَدا
وَإِلّا فَإِنَّ الحَيَّ دونَ مُحَمَّدٍ / بَنو هاشِمٍ خَيرُ البَرِيَةِ مَحتِدا
وَأَنَّ لَهُ فيكُم مِنَ اللَهِ ناصِراً / وَلَيسَ نَبِيٌّ صاحَبَ اللهَ أَوحَدا
نَبِيٌّ أَتى مِن كُلِّ وَحيٍ بِخُطبَةٍ / فَسَمّاهُ رَبّي في الكِتابِ مُحَمَّدا
أَغَرُّ كَضوءِ البَدرِ صُورَةُ وَجهِهِ / جَلا الغَيمُ عَنهُ ضوءَهُ فَتَوَقَّدا
أَمينٌ عَلى ما اِستَودَعَ اللَهُ قَلبَهُ / وَإِن قالَ قَولاً كانَ فيهِ مُسَدَّداً
صَديقُ عَدُوّي داخِلٌ في عَداوَتي
صَديقُ عَدُوّي داخِلٌ في عَداوَتي / وَإِنّي لِمَن وَدَّ الصَديقَ وَدودُ
فَلا تَقرَبا مِني وَأَنتَ صَديقَهُ / فَإِنَّ الَّذي بَينَ القُلوبِ بَعيدُ