المجموع : 12
هو السعد لم يصلد لقادحه الزند
هو السعد لم يصلد لقادحه الزند / فمن لم يعنه الجند لم يفنه الجد
عن السعد حدثنا وكرر حديثه / ومهما ادعى شيئا فقل صدق السعد
وإن ناب دهر فاقتحمها عضوضة / فليس لجاني الورد من شكوه بد
سأركبها أما لحتف معجل / وأما لعز عيش صاحبه رغد
واترك اخلاط الأماني لأهلها / فإن التمني جهد من لا له جهد
والطم وجه الصحصحان بحافر / يطير جذاذا تحته الحجر الصلد
إذا لم أشمر زند أحوس باسل / فلاضا جعتني البيض والسمر الملد
ذريني أقدها تمضغ اللجم شزبا / يغور بها غور وينجدها نجد
إذا لم أجردها ليوم كفاحها / فقل لي لماذا تربط الضمر الجرد
ذريني أذق حر الزمان وبرده / فلا خير فيمن عاقه الحر والبرد
إذا المرء لم يترك قرارة داره / فما هو إلا الميت غيبه اللحد
أرى السيف لم يقطع وإن كان ماضيا / إذا لم تفارقه الحمائل والغمد
ولا السهم لولا رأي راميه صائب / ولا السيف يفري الهام لكنه الزند
ذريني أطرق كل حي بصاحب / أبي اللَه إلا أن يدوم له عهد
من البيض لافي نصحه الغش كامن / ولا بين جنبيه على صاحب حقد
أرى العقل لم يجمعه والمال جامع / وللضد طبع لا يلائمه الضد
إذا لم تجد من صاحب ما هويته / وفوق الذي تهوى فقد كذب الود
ومن يسأ التجريب عن كل صاحب / يجبه جواب القبح عما هو الرد
ذريني أدرك بالمتاعب راحتي / فلا نوم إلا بعد أن يفرط السهد
وما أنا إلا من عرفن فعاله / سل القدحة الصماء عما حوى الزند
وفي العقل رشد النفس لو تقتدي به / وما يفعل المولى إذا ابق العبد
وهيهات إن الهو عن المجد بالهوى / وكيف بطين القار يستبدل الند
تعد أميم وجه رشدي ضلالة / لعل ضلالي يا أميم هو الرشد
أمثلي من يخشى وإن شب جمرها / وليس بضرار على الذهب الوقد
إلى المجد غيري كم تخلى سبيله / وكم عاطل يبكي على جيده العقد
ولو كان قرما من ينازع همتي / لهونت ما ألقى ولكنه وغد
يرى نفسه ليث العرين لشدة / نزا نزوانا بين أثوابه القرد
أقول لدهري حين أنكر جوهري / أعد نظرا فيه فقد فاتك النقد
أتحسبن أن السيف يخترم الطلى / جهلت وأيم اللَه لكنه الزند
وليل كيوم الصب راقبت هوله / كأن به شهب الدجى حدق رمد
أساير فيه الغول شعثا عوابسا / كأني مليك بينها وهي الجند
توهمتها يا سعد تدرك بالونى / إذا كان هذا رأي سعد فلا سعد
وبين الردى والعيش والفهم والغنى / مناكرة والضد ينكره الضد
أأشكو زمانا فيه للجود باذل / أبي اللَه إلا أن يدوم به الوفد
إذا جزرت مدا يد اليمن والمنى / فمن نوء قاضي المسلمين لها مد
أمين كنوز الفضل عيبة سرها / هو العالم العلوي والجوهر الفرد
إذا لم يغث غيث العلوم بكشفه / فواحيرة المشتاق عاث به صد
نزارية أحسابه مضرية / يطرزها تاج النبوة والبرد
ربيع من الآلاء يمطره النهى / فينبت في حافاتها الحمد والمجد
فتى طبق الآفاق جم علومه / واوشك منها ذو الغواية ينقد
من القائدين الخيل خوصا إلى الوغى / خماصا عليها الأسد أقواتها الأسد
ملوك المعالي والعوالي كأنهم / سهام الردى لا يسطاع لها رد
أخذت بأيدي العلم والحلم والحجا / وكانت عليها كل عادية تعدو
إليك أمين اللَه زمت ركابنا / وحاديك من حسن الثناء بها يحدو
اثرها ولا تسأل عن الحال مفصحا / وما حالة الحلفاء جدّ بها وقد
إذا الجد لم يسعدك لم ينفع الجد
إذا الجد لم يسعدك لم ينفع الجد / هو السيف لا ما أرهفت حده الهند
أذود الليالي والليالي تذودني / فيقعدني جد وينهضني جد
لعلك يا ابن الأرحبية ملحقي / بمرتبة في السبق ما بعدها بعد
تعللني الدنيا بيومي أو غد / لقد طال يا دنيا على الطالب الوعد
ومن جرب الدنيا يجد بين شهدها / ذعافا وما بين الذعاف له شهد
أعاذلتي ما الكأس لي بقعيدة / ولا من مراعي الضيغم الشيح والرند
فلا الدن يصبيني إلى خندريسة / ولا تتصاباني بآرامها نجد
ولا طمع الحرص الذميم يقودني / إلى كل حر قاده طمع عبد
يطاول باعي من تقاصر باعه / فيضحكني الضحك الذي حشوه الوجد
وما العيش إلا العز لا شيء غيره / إذا الماء لم يعذب فلا حبذا الورد
سأدرك من مولى خزاعة غاية / إذا رامها العبوق عوقه البعد
أرى حمدا فيض المحامد كلها / يضيق به البحر الذي جزره مد
له شيم أنسية ملكية / لها التاج من وشي المكارم والبرد
يروع العدى بالرقش طورا وتارة / بأبيض ذي حدين مالهما حد
معيد الورى سكرى بنشوة رفده / كأن الطلا من بعض أنواعها الرفد
ليمناه يمن كلما عز مطلب / ويسراه يسر كلما أعسر الوفد
أنخ في مغانيه تجد في ظلالها / عبير ربيع في منابته المجد
فتى تقتني جدواه من حيث تتقي / سطاه وقد يجنى من الحسك الورد
حكيم له حل الأمور وعقدها / ومن حكماء الحكمة الحل والعقد
فيا حبذا يوماه في الباس والندى / كأنهما لحظ المليحة والخد
ضروب لأمثال الكماة كأنما / عليه لقد الفارس البطل القد
تحل حنبى الأقيال من نظراته / سهام ردى لا يستطاع لها رد
لقد أوردته أريحية طبعه / موارد عنها يصدر الأسد الورد
فتى الخيل يقريها الطعان صواديا / عرابا عليها الأسد مرنها الكد
يزين أسارير المعالي بواضح / عليه الثناء السبط والشرف الجعد
إذا انبجست بالدر أخلاف دره / ترى الغيث لا برق هناك ولا رعد
كريم قد استولى على كل فاقة / نداه كما استولى على ابل طرد
مطل بروحانية ذات نفحة / قضى ندها أن لا يكون لها ند
كسوب بحسناه المحامد كلها / ومن أخطأ الإحسان أخطاه الحمد
إذا طاولت أيدي الملوك بنانه / فقل لبروج الشهب طاولك الوهد
تجانب جنبيه الدنايا تنفرا / كذا الضد يابى إن يلائمه الضد
به غضت الأحداث عينا كليلة / فأعينها صور وأجراسها درد
فيا مرسل الآلاء للناس شرعا / لهم عدد منهم وليس لهم عد
لقد سرّت الدنيا رياستك التي / لسائر قصاد البلاد هي القصد
تصد بنات الدهر منك مهابة / ومالك عن اصلاح فاسده صد
فواطرب الزوراء إذ زار أفقها / فتى قمر الأقمار من درعه يبدو
فتى شبت الأشياخ منه بنظرة / وياشد ما شاخت بزجرته المرد
لعمر المعالي أنت قرة عينها / وإن كان منها في عيون العدى سهد
تحاول في ناديك مسح جفونها / وما لكليل الطرف من أثمد بد
أجزها على بعد من الدار منعما / فما رد ضوء الشمس عن كرم بعد
هو السعد لم يصلد لقادحه زند
هو السعد لم يصلد لقادحه زند / ومن لم يعنه الجد لم يغنه الجد
ومن أصبحت ترعاه عين عناية / تداني له النائي ولان له الصلد
فخذ بالعلى واترك مزخرفة الهوى / ففي مرتع الآرام لم ترتع الأسد
وقد بركب الأمر المهول أخو النهى / إذا لم يكن من دون ذاك له بد
ولا تنكر الأسباب في كل حالة / فلولا انتشاء الجود لم ينشأ الحمد
وبادر إلى الحرب الزبون مشمرا / إذا المرأ لم يقتل فليس له الخلد
ولا تطلبن مجدا بغير ذبابه / فمن لم يحز بالسيف مجدا فلا مجد
ومن لم ير الهندي سائس ملكه / فلا حله حل ولا عقده عقد
ولا ضير إن قابلت بالمكر أهله / فغي يزاح الغي فيه هو الرشد
وإن شئت أن ترقى من العزقنة / يطول على الشم الرعان لها وهد
فيمم سليمان الزمان ومن له / مآثر ما تنهى إذا ما انتهى العد
فتى ألف العلياء إلفتها له / حلفي هوى ما حال بينهما حد
وكم جاس نقعا فانجلى من جبينه / بأبلج رفاف على تاجه السعد
وأقبل والرايات تخفق خلفه / إذا ما انتهى للعين جند بدا جند
وذلل بالهندي كل أبية / موارد عنها يصدر الأسد الورد
همام إذا ما سل في الروع سيفه / فليس سوى فرق الكميّ له غمد
وكم روض الآمال موطن ريفه / وحسب الحشا الحرانة المورد الصرد
وقابل بالإحسان كل إساءة / وللمرء مما كان يزرعه الحصد
وإن فاق أبناء الزمان جلالة / فليس لشمس الأفق في نورها ند
ورب عنيد تاه عجبا بنفسه / فصبحته بالدهم يحفزها الطرد
فولى كحفان الموامي خيفة / ولم يدر إن الخوف منه لك الجند
ولا يطمعن في عودة الفخر هارب / فماضي الصبا لا يستطاع له رد
وعذراء فخر قد حبته بوصلها / فاضحى لها من مجده الشنف والعقد
أخو همة تعلو السماك وفتكة / إذا قرعت كوفان ماج لها نجد
وإن أبدت الهيجاء عنوان فضله / فلا عجب إن حسن الذهب الوقد
ولا غرو أن حار النهى في صفاته / فتلك جهات ليس ينهى لها حد
مناقب تحكي الشهب نورا ورفعة / ولا عيب فيها غير إلا لها عد
وأين العقول العشر من وصف واحد / قضى اللَه إلا بعد غايته بعد
مليك له يعنو الزمان مهابة / ولا غرو أن يعنو لمالكه العبد
وقال به اليوم الأغر مؤرخا / سليمان لا ينفك خادمة السعد
ألا في ذمام اللَه سيرة راحل
ألا في ذمام اللَه سيرة راحل / يسايره من كل ناحية سعد
فتى الخيل يقريها الملوك بصارم / سوى الصفح والإحسان ليس له غمد
إذا حل في ناد تبين أنه / هو القمر الأرضي والفلك المجد
وإن سار سارت منه شمس منيرة / منازلها فضل طوالعها حمد
ظفرت أبا داود منها عناية / هي العزة القعساء والشرف النجد
أثرها إلى الهيجاء خوصا لحاظها / فما فوقها إلا الأكاسير والأسد
وضع قدمي مسعاك في معطس السها / فنقعهما للمجد يوم الوغى ند
وسر غير مأمور سعيد مؤيدا / لك السيف عبد والقنا أبدا جند
لأحمد عود فاض بالعز وبله
لأحمد عود فاض بالعز وبله / تعود الليالي من غواديه عودا
تراه بحيث النجم يبدو لناظر / ويكبر قدرا أن تلامسه يد
هي الدولة الغراء ليس لافقها / سوى أحمد شمس وبدر وفرقد
فما السيف أمضى منه حدا إذا سطا / ولا الحظ في إقباله منه أسعد
يزر على ذي لبدتين قميصه / به يسعف اللَه البلاد ويسعد
بعيد على أيدي الحوادث جاره / وإدراك معناه على الوهم أبعد
خبير بأعقاب الأمور كأنما / له مقلة للغيب ترعى وترصد
لئن رقدت عينا سواه عن الندى / فليس له عين عن الجود ترقد
سريع لإسعاف الأماني كأنما / له قسم عند الأماني وموعد
أبت نفسه إلا السماحة موردا / لقد طاب مولود كريم ووالد
فخار ملوك الأرض خيل وعسجد / وأدنى عطاء منه خيل وعسجد
تعود أسداء الجميل وإنما / شديد على الإنسان ما لا يعود
إذا حسدت قوم علاه فقل لهم / كفى حمقا إن الكواكب تحسد
وفي تعب من رام إدراك شأوه / ومن ذا رأى ماء المجرة يورد
كأن تصاريف الزمان عرفنه / فأعضاؤها من برق ماضيه ترعد
ولو كان للبحر المحيط قراره / لما خلته بالريح يرغو ويزبد
إذا طا ليل النائبات على امرىء / فأحمد ما يستطيع الناس أحمد
لك الخير يا مولي المكارم كلها / كفاها فخارا إنها لك أعبد
ولو كان بالفضل الخلود لفاضل / لكنت على رغم الليالي تخلد
وما تربت كف لها منك نائل / ولا قديت عين لها منك أثمد
سللت على الأيام كل مشطب / بحديه أعناق الملوك تقلد
إذا الكون غشته غواشي خطوبه / فنجمك نجم ثاقب الليل مرشد
قدمت بإقبال وخير فأرخوا / بطيب فعال الخير عودك أحمد
يدبر صعب الخطب حتى كأنه
يدبر صعب الخطب حتى كأنه / تحقق قبل الأمر ما يقتضي بعد
إذا ما خطيب من مطول فضله / تلا لم يطق من شرح تبيانه بعد
لقد عطّر الافاق نشر سماته / كما فاء بين الروض غب الحيا الورد
ولا بدع إن حاز المكارم كلها / فمفرد لفظ الألف من تحته عد
وقد ضم من سامي المفاخر ما سما / عن الرسم تعريفا فأنى له حد
أراه ولي الفخر وابن وليه / وجامع اعداد العلى وهو الفرد
له الجود أن مس البسيطة كفه / لما عد فوق الغور مرتفعا نجد
ويا من له قد خاض من أم قسطل / عبابا على شاطيه تحر نجم الأسد
به افتخرت آباؤه وجدوده / ورب حفيد فيه يغتنم الجد
هو المصقع المقوال ان خط للعدى / كتابا ترى منه عليهم سطا جند
من القوم إما فخرهم فمؤبد / واما علاهم فهو ما سمك المجد
إذا مدح المثنون قوما فليس لي / بغيرهم في نظم سمط الثنا قصد
ألا يا حميد الطبع وابن محمد / ويا من إليه ينتهي المدح والحمد
أقول لسعد وهو خلّي بطانة
أقول لسعد وهو خلّي بطانة / وأي عظيم لم أنبه له سعدا
إذا نكبت نجدا مطاياك لم أحل / بعيش وأن صادفته خضلا رغدا
إلى كم يعادي الدهر كل مجيد
إلى كم يعادي الدهر كل مجيد / ويستخدم الدنيا لكل عنيد
أبت شيم الأيام إلا سفاهة / ترى أحمد الأفعال غير حميد
خليلي نجم الدين أين محله / أرى طالع الأمجاد غير سعيد
ومن أين للأجواد عيش ولم يزل / يشاب بلحظ للزمال حسود
خليلي من يعثر بداهية القضا / يجد من زلال الماء ذات وقود
وكم تحدث الأيام من مدلهمة / يطيش لديها رأي كل سديد
بني ودنا الأدنين هذا فرافقكم / فراق حياة لا فراق ودود
قفوا نتزود نظرة قبل بينكم / فقد طلعت أجناده ببنود
ولا تحرمونا بهجة الحسن منكم / هي الروض تجلو قلب كل عميد
رحلتم فأرواح المحبين بعدكم / تصد عن الأجسام أي صدود
أرى الدهر لم يترك جوادا على الثرى / فياعين بالدمع المضاعف جودي
خليلي أن راعيتما المجد فاندبا / من الندب عبد الله خير عهود
فتى سكنت ريح السماحة بعده / فأمست جواري الخير غير ركود
ولا تعجبا أن تبصرا العلم ذوايا / فقد بات مرعاه بغير ورود
لقد نزلت بالمعشر البيض طخية / ترى البيض منها في براقع سود
ولله مصباح من العلم موقد / أصابته أرواح الردى بخمود
ذوى يافع الدنيا فليس لطالب / مواعدها إلا بلوغ وعيد
وما العيش لولا الموت إلا مخائل / ولا الدار الا مستقر لحود
ولا تسألا عن حالة البأس والندى / خلا فلكاها من أثير سعود
لك الخير كم أرمدت عينا صحيحة / بنأيك واستيقظت ذات رقود
أعدت وأبدأت الجميل ولم تزل / إلى أن خلا من مبدىء ومعيد
مضى لك يوم عطر الكون نشره / وكان شذاه الرطب نفحة عود
سينبدك المجد الذي أنت أهله / بشق فؤاد لا بشق برود
ويبكي عليك الفضل بالمقلة التي / ملأت بها أركان كل وجود
ويرثيك شخص الفضل من حسراته / بكل قصيد مردف بقصيد
ليالي يدعوك الندى فتجيبه / وكنت على داعيك غير بعيد
لعمري خلت تلك الديار ولم تزل / مطالع سعد أو مطارح جود
كأن من الفردوس روضة ظلّها / سوى أنها ليست بدار خلود
منازل فخر فتحت زهر المنى / كما فتح التقبيل ورد خدود
لقد حل ذاك السمط فانثالت العلى / على مكسب الدنيا انثيال عقود
ولو كان غير الله نابك خطبه / لدك من الأطواد كل مشيد
وطبق عين الشمس نقع شوازب / وصك صماخ الدهر زأر أسود
وناح عليك الدهر بالقضب التي / تذيب من الأبطال كل جليد
حدود ظبي ما أذنت خطباؤها / على الهام إلا آذنت بسجود
وبالأسل الخطي تصدى صدوره / فما ترتوي إلا برشف كبود
وبالعزمات الشم غنت على القنا / غناء حمام فوق ذروة عود
إلى أن أرى دمع الصعاد كأنه / ملث يروى قلب كل صعيد
وتلقى الليالي منكم كل أصيد / نعال مذاكيه جماجم صيد
يزلزل أكباد الكماة وعيده / ورب جبال زلزلت برعود
من القوم لا يرعون للمال ذمة / كما لا يراعي السيف ذمة جيد
ملوك ولكن المنايا جنودهم / ولا ملك إلا باتخاذ جنود
حنانكيك يا قلب المعنى تصبرا / أرى جزع الإنسان غير مفيد
ألم تدر إن الشمس غابت فأخلفت / سنا قمر للمكرمات سعيد
تلوح عليه غرة نبوية / فريدة حسن في جبين فريد
آوى يحيى الشاسعين بنشره / فطوى بذاك النشر كل بعاد
لا تلتقي فيه الجفون كأنما / سمرت محاجرها بشوك قتاد
أيام تجري في دمي مقة الدمى / مجرى نمير الماء في الأعواد
وكأنني ملك سرت بركابه / غر الفوارس فوق غر جياد
من كل مقتدح زناد عزيمة / تمضي أوامره كقدح زناد
أو كل معدود بألف أسامة / لم يلف الا أول الاعداد
يا حلبة للعمر وشحها الصبا / بصدور شقر أو ورود وراد
ولقد عدمت من الشبيبة مشفقا / إشفاق والدة على أولاد
لو يفتدى ذاك السواد فديته / من ناظري بلون كل سواد
للَه أندية النسيم تعلقت / أذياله ببشام ذاك النادي
وافى وقد فضت لنا أزراره / عن رد أرواح إلى أجساد
تاللَه ما صردت سهامك بل غدت / دون السهام مراشة بسداد
أعرضت عن غرضي وساعدك الهوى / فنكثت بعد الفتل حبل ودادي
انكرت معرفتي كأن لم تذكري / عهد الاثيل سقاه صوب عهاد
أيام أخلصها الزمان من القذى / كالبيض مصلتة من الأغماد
يهني جفونك صدق رقدتها كما / يهني نجوم الليل صدق سهادي
هل تسعدين على البعاد بزورة / إن كنت راغبة إلى إسعادي
صدقت يمينك إذ غدت ببني الهوى / أسرى يمينك ما لها من فاد
وبعثت من أقصى جبال تهامة / عرفا فضمخ جانبي بغداد
من منقع ذاك الغليل وإن ذكا / من ماء كاظمة ولو بثماد
أو كنت تجهل ما حقيقة عاشق / فالعشق خير ملابس العباد
يا صاحبي عهدي قفا جمليكما / بدت القباب وآن نيل مرادي
لا تطلبا مني الحراك فإنها / أنفاس نفس آذنت بنفاد
ما ساءني فيك الفؤاد مقسما / بين التجني منك والإبعاد
إن سرك البين المشتت بيننا / فلقد جهلت سطا الغرام العادي
صنت الغرام وكنت حيث عهدتني / بإذاعة الأسرار غير جواد
ولقد عرضت لها عشية ودعت / والوجد ملء مزادها ومزادي
ولمحت منها كالسراب مطامعا / لم يغن موردها عن الوراد
أجرى الوداع دموعنا فكأنها / بزل الجمال حدا بهن الحادي
في ليلة ما أقمرت ظلماؤها / إلا بكوكب وجدي الوقاد
فعلت بنا طعنات هاتيك الدمى / ما تفعل الحسرات بالحساد
أو ما تعيراني أصاخة منصت / فأبث قصة ظالم متماد
من منجدي يا للرجال ومسعدي / بطروق أخت الفتية الأنجاد
العاطسين بأنف كل أبية / والمرعفين معاطس الأكباد
قادوا صفوف الأعوجي كأنها / غيم حشاه اللَه بالارعاد
فسروا وقد ضربت لهم هبواتها / خيما مسردقة بغير عماد
وطئوا صدور بني الصدور وطالما / حملوا الرؤوس على رؤوس صعاد
عجبا لحزمهم الذي يوري المنى / كوميض برق أو كقدح زناد
أهل الحفيظة لا تزال قبابهم / دموية الأطناب والأوتاد
أعقيلة الحي الطويل رماحه / من كل يعبوب طويل نجاد
إن كنت مزمعة فحسبك من دمي / دمع يراق كصبغة الفرصاد
أنسيت وقفتنا بأسنمة النقا / وتطوق الأجياد بالأجياد
متلائمين أحبة بأحبة / إلا الوداع لنا من الأضداد
عجبا لمثلي يستريح إلى الصبا / والريح تغري النار بالايقاد
يا أخت تغلب ما أرى لك حاجة / في طرد أفراحي إلى الأنكاد
حتى إذا دنت الوفاة من الدجى / والصبح قارن ليلة الميلاد
وغدت أماقي النجم غير قريرة / فكأنها كحلت بكلس رماد
زرنا فأدركنا المرام ولم تزل / همم الرجال تخف بالأطواد
مه يا هذيم فقد عقمت من النهى / ورأيت أمرا كان غير سداد
أو لم تحدثك الحوادث إنما / موري غليلك صاحب الأخماد
والنفس مولعة بما عودتها / فدع الطبيب وعد إلى المعتاد
واترك معاتبة الصديق إذا جفا / ما العتب غير إثارة الأحقاد
أصبحت أذرع بعدهم أرض الفلا / وأواصل الاتهام بالانجاد
وإذا الفتى فقد العشير فما له / إلا اجتناب دكادك ووهاد
ما كان أفيأ ظلهم حتى انمحى / والدهر للثقلين بالمرصاد
دعني أثني الشدقمي فإنني / عند التطلب واحد الاحاد
دعني أسل من كل نجم حاجتي / ربما تمد يدي لنجم هاد
مالي وإيثار الإقامة والذي / أبغيه بين نواجذ الآساد
أصبحت ذا قلق تقاسمني السرى / كالسحب بين مهامه وبلاد
فتى جدت الأيام في نيل مثله
فتى جدت الأيام في نيل مثله / ولا بد في كل الأمور من الجد
فتى لاح في طي الزمان مجردا / كما جرد السيف الصقيل من الغمد
لئن شكت الحساد منه فربما / أضر شعاع الشمس بالأعين الرمد
فتى نسجت للناس آلاء يمنه / موشحة الأطراف توسم بالحمد
فتى عرف المعروف أصل وجوده / فلم ينصرف عنه لحر ولا عبد
وهل يلتوي عنه ووالده الذي / طوى الله في برديه جامعة المجد
سليمان ذو الطبع السليم الذي غدت / ملوك الورى من فيض جدواه تستجدي
وزير علا شأن الوزارة فضله / ومنته فضل السوار على الزند
أعد نظرا في محكمات أموره / تجدها سليمانية الحل والعقد
تراه غنيا عن سواه برأيه / وما حاجة البحر المحيط إلى الورد
مبيدا بإذن الله عادية العدى / مريشا بحمد اللَه أجنحة الرفد
فبشره بالبدر السماوي طالعا / بأحسن ما تعطى السعود من القصد
لقد توج الرحمان مفرق عبده / بتاج من التقوى يرصع بالرشد
أتى كاملا من كل وجه فأرخوا / بدا القمر ابن السعد في هالة المجد
ولما تلثمنا الدجى وسرى بنا
ولما تلثمنا الدجى وسرى بنا / بقية جريال من الليل مسود
طرقنا بيوت الحي حتى كأننا / نجوم قد انقضت على العلم الفرد
إذا الشيح ألقى في ثيابي لونه / فصبغته من صبغة الشيح والرند
هوادج تبدو فوق أسنمة المطا / حسانا كما يبدو السوار على الزند
سقى اللَه ليلات النقا ما الذها / مجلجلة ملتفة البرق بالرعد
جرى الدمع من أجفاننا يوم رامة / ولم يكفه حتى حشاهن بالسهد
فلا أبعد اللَه الديار وأهلها / ورد بغيظ عنهم رامي البعد
إلى الحب أرشدني إذا كنت مرشدي
إلى الحب أرشدني إذا كنت مرشدي / فما أنا إلا للغرام بمهتد
ولا ترج سلواني فقد بعت لذتي / على يد من أهوى بهم منكد
فأصبحت بين الشمس من خد غادة / قتيلا وبين البدر من خد أغيد
وما أنس لا أنسى التي كم تعطفت / علي بتقبيل ورشف مردد
وضنت بوعد لا تطيق نجازه / وكم متلف في الدهر انجاز موعد
أقول لها يا ضرة الشمس هل لها / أجل مرادي من سبيل فأهتدي
مننت برشف ربما بل غلة / وصنت الذي أمسى نهاية مقصدي
حبيبة قلبي آه من لوعة النوى / وويلاه من بين على الصب معتد
فلا تنكري مني دما سال في الهوى / بحيث متى استشهدت خدك يشهد
خليلي إن أضمرتما لي مودة / فهذا محل الوامق المتودد
أتتني من الدنيا غوازي حوادث / ذوات يد تطوي النفوس ولاتد
كأني موقوف على الوجد والأسى / تروح عليّ النائبات وتغتدي
خليلي إن ساعفتماني هنيئة / بيومي هذا حزتما الأجر في غد
خذالي من ألحاظ ريم بذي النقا / أماناً فقد صالت بكل مهند
خليلي ما نفع الخليل لخله / إذا لم يعنه في الخطوب ويسعد
بنفسي التي في ثغرها البرق والندى / وفي خدها النوار والكلأ الندي
أما ورضاب الثغر تطفي ببرده / حشاشة وجد في الحشا متوقد
وطرف كطرف الريم لا والتفاتة / تردي المها ثوب الحياء فترتدي
ودهر تقضى بين حان وحانة / وجيداء تسبي الناظرين وأجيد
وكأس مدام لو تطعم ريقها / فم الدهر يوما مال ميل المعربد
وطول قلى يرضي الخليط وأهله / ويمسي به أهل الهوى في تنكد
وطيب وصال لو يباع ويشتري / بذلت به روحي وما ملكت يدي
وكافور خد فوقه خال عنبر / كأبيض ما في العين زين بأسود
لانت منى قلبي فلا تتباعدي / صليني بقرب يا أميمة أو عدي
ومنجدة في الركب لاشد رحلها / لبين ولا سارت بها ساق أوخد
وقفنا نجده الحزن من بعد هزله / وللحب عهد ليس بالمتجدد
ولما التقينا والمطايا مثارة / وللحب نهب في قلوب وأكبد
جرى العتب حتى ظلت العيس تلتوي / بأعناقها والخيل تكدم باليد
عشية ناوحت الحمام على الهوى / وأغريت بالتعديد كل معدد
عشية طال اللثم حتى رأيتها / وقد عوضت عن درها بالزبرجد
عشية أطلقنا البكاء على النوى / وكل بأصفاد الهوى كالمقيد
فديتك لا خل على البين مسعدي / وها ضاع من قبل بين تجلدي
دعيني عما لم أعوده من قلى / شديد على الإنسان ما لم يعود
يقولون ما بال وجدك مضرماً
يقولون ما بال وجدك مضرماً / وأنت شجي الحال ولهان مكمد
أخانك حظ كنت ترجو وفاءه / فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا
فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها / على مثلها أنفاس وجدي تردد
فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد / لها مسند في المكرمات فمسند
أنخ في مغانيه ورد من حياضه / ولا تعد إياه فأحمد أحمد
فتى حارت الفتيان منه بماجد / له في حجور المجد منشا ومولد
إذا اعترض البدر السماديّ طالعا / فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد
له شجرات في منابتها النهى / ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد
وحسبك منه همة أحمدية / به اللَه ينجي من يشاء وينجد
هي العزّة القعساء والرتبة التي / بسلمها فوق السماكين يصعد
فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم / أشرتم لعمري بالتي هي أرشد
فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً / ومثلك للآمال مرعى ومورد