تعاليت قدراً أن تكون لك الفدى
تعاليت قدراً أن تكون لك الفدى / نفوس الورى طراً مسوداً وسيدا
وكيف تفدي في الزمان ولم يكن / لديك به الذبح العظيم فتفتدى
بذاك استحلت حرمة المجد جهرةً / وإن الردى يجري عليك لتفقدوا
وكيف تخطى في حماك ألم يكن / لهيبتك العظمى أسيراً مقيدا
مصاب تعدى حد كل عظيمةٍ / وأغرق نزعاً في النضال بل اعتدى
بان أبا داوود عاجله الردى / وكان الذي ينتاشنا من يد الردى
لأن أضحت الهلاك منه بأجرد / فيا طالما كان الرواق الممدا
وكان أمان العالمين فحق أن / يحل بها الأرجاف في الدهر سرمدا
أغر إذا لاقيته أجلت العلا / لعينيك بشراً من محياه فرقدا
حذا حذو آباه الألى أسسوا العلا / فوطد من فوق الأساس وشيدا
إلى أن غدا فينا لأحمد معجزاً / ألا كل قولٍ منه معجز أحمدا
إذا لبس الدنيا الرجال فإنه / لعمري منها د ما قد تجردا
فواللَه ما ضلت عليه طريقها / ولو شاء من أي النواحي لها اهتدى
فما مالت الأيام فيه بشهوةٍ / وما ملكت منه الدنية مقودا
وإن حاولته راغ عنها محقاً / كما راغ وحشي تشوف أريدا
إذا ما توسمت الرجال رأيته / أقلهم مالاً وأكثرهم ندى
فقل لقريشٍ تخلق الصبر دهشةً / وتلبس ثوباً للمصيبة أسودا
وتصفق جذ الراحتين بمثلها / وتغضى على الأقذاء طرفا تسهدا
فقد عمها الرزء الذي جدد الأسى / عليها بما خص النبي محمدا
بطود علاء قد تفيأ ظله / من الناس من قد كان أدنى وأبعدا
وشمس نار يستضيء بنورها / جميع الورى من غار منهم وأنجدا
فللَه ذاك الطود من ذا أزاله / وللَه ذاك النور من كان أخمدا
فيا مغمضاً عينيه عند وفاته / ويا ناشراً من فوقه فاضل الردا
لغطيت وجهاً فيه يستنزل الحيا / وغمضت جفناً لا يزال مسهدا
وسكنت أمواج البحار عشيةً / عدوت على تلك اليدين ممدا
أقول لمشتق الضريح لجسمه / شققت قلوباً للهداة وأكبدا
أتدري على من تشرج اللبن جهرةً / على مقلة الإيمان بل مهجة الهدى
أحيدر يا ابن الشاكرين من الثنا / يسيراً ومعطين الكثير من الندى
لانت الذي في العز من آل هاشم / كهاشم فخراً من قريشٍ وسؤددا
رأيتك أعلى أن تعزى ومن ترى / يناشد بدر التم أن يتوقدا
حذاري أن تمسي وحاشاك جازعاً / حذاري على الأطواد أن تتميدا
لك الحكم اللاتي فضحن بلفظها / لبيداً ولكن بالمعاني مبلدا
فكم من مضلٍ في سبيل جهالةٍ / تلقيته فيهن فانصاع مرشدا
فحسبك بل حسبي وكل موحدٍ / أبو صالحٍ المهدي منتجع الهدى
عماد قباب الدين دام علاؤه / وأيده رب السماء وسددا
هو الحجة البيضاء لم يخف أمرها / على أحد إلا الذي كان ألحدا
يرى نفسه الأدنى من الناس رتبةً / على أنه الأعلى محلاً ومحتدا
عزيز إذا ما جاء للناس محفلا / ذليل إذا ما جاء للَه مسجدا
فكم شمل خطب لا نطيق دفاعه / فزعنا إلى عليائه فتبددا
هو الملتجي دنياً وديناً فمن يمل / إلى غيره ضل السبيل وما اهتدى
أبو الغر كل صالحٍ بعد جعفر / يكون حسيناً في العلاء محمدا
أجل الورى قدراً وأعذب منطقاً / وأوفرهم علماً وأسمحهم يدا
وأزكاهم نفساً وأكثرهم تقىً / وأصوبهم رأياً وأفصح مذودا