القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَعْفَر الحِلّي الكل
المجموع : 2
دَع العيس بِالبَيداء تَرقل يا سَعد
دَع العيس بِالبَيداء تَرقل يا سَعد / إِذا ساعَد الباري فَممساكُم نَجد
مَراسيل قَد أَعطَتك في السَير جُهدَها / وَلَيسَ وَراء الجُهد أَن يَبذل الجهد
لَقَد أَكلت نار الهَواجر لَحمَها / وَلَم يَبقَ إِلا الرُوح وَالعَظم وَالجلد
تَرى المرو مَحبوكاً فَتحسبه كلاً / وَيَخدعها لَمع السَراب الَّذي يَبدو
يَقول لَها الرُكبان لا اينك الرَدى / فَمالك إِلا بَعد خامسة وَرد
جَرى الدَم مِن أَخفافِها فَهُو زاهر / بِتلك الفَيافي مثلما أَزهر الوَرد
سِرت بِظَلام اللَيل تَقرَع بِالحَصا / فَتقدح ناراً مِثلَما يَقدَح الزند
إِذا خلَّفت مَحل العراق وَراءَها / فَقَد أَمها القَيصوم وَالشيح وَالرند
وَفي صَدرِها إِن ساعَد اللَه نية / يَهُون عَلَيها مِن تَصَورها البُعد
أَلم تَرَها تَلوي الرِقاب تَيامنا / فَلَيسَ لَها إِلا إِلى حايل قَصد
إِذا وَصَلت قَصر الأَمير محمد / فَقَد وَفَّق الباري لَنا وَلَهُ الحَمد
هُوَ المَلك المَنصور في الحَرب جَيشه / إِذا اِختَلَط الصَفان وَاِزدَحَم الجُند
تَناذرَت الأَعراب خيفة بَأسه / فَلا وَردها علٌّ وَلا نومَها رَغد
إِذا ما غَزا فَالكَون يَرجف خيفة / وَتَهتَز مِنهُ الأَرض وَالحَجر الصَلد
قَضى اللَه أَن يَستأصل البَغي سَيفه / وَإِن قَضاء اللَه لَيسَ لَهُ رَد
إِذا صابح الأَعداء وَاستلَّ سَيفَه / فَلَيسَ لَهُم إِلّا رِقابهم غِمد
سَمعنا بِأَخبار المُلوك الَّتي مَضَت / وَهُم بِالعُلا دُون الأَمير إِذا عدوا
أَمير كَأن اللَه سِوّاه وَحدَه / فَما قَبله قَبل وَما بَعدَه بَعد
إِذا ظَنت الأَيّام تَأتي بِمثله / فَهَيهات ما لِلشَمس شبه ولاند
بَنى أَهله المَجد الرَفيع فَزاده / وَلَم يَكفه ما وَرَّث الأَب وَالجَد
وَما المَجد في جَمع الذَخاير وَحدَه / وَلَكنما حفظ الأُصول هُوَ المَجد
فَشيَّد مُلكاً لِلعَشيرة باقياً / تورّثه مِن بَعد آبائِها الولد
وَأَصلَحه يَوم العَطاء سَحائب / تَجُود وَلا بَرق هُناك وَلا رَعد
خَصيب مَناخ الوَفد تُمسي ضيوفه / كَأَنَّهُم بِالجَنتان لَهُم خُلد
تَقاصده الوفاد مِن كُل وجهة / كَما بِفَناء البَيت يَزدَحم الوَفد
يَنيخون بِالوادي الخَصيب رِكابهم / فَيَحلو لَها المَرعى وَيَصفو لَها الوَرد
يَطيب لَهُم رَفد البِلاد وَريفها / وَكُل أَمير عِندَهُ الريف وَالرَفد
بِآل رَشيد مهد اللَه أَرضه / أَناملهم سحب وَألسنهم لدُّ
مُلوك لَهُم أَعطى الزَمان زِمامه / وَفي رَأيِهم قَد أَصبَح الحل وَالعَقد
إِذا أَخَلت الأَعراب أَخيامَها لَهُم / فَمن خَوفِهم عافَت فَرائسها الأسد
مَطاعين في الهَيجا مَطاعيم في القرى / وَسارَت حداة الرَكب في مَدحِهم تَحدو
يَعيبون أَلفاظ السباب وَإِنَّما / كَلامَهُم نُور وَأَمرَهُم رشد
فَعبدهم بَينَ الأَجانب سَيد / وَسَيدهم لِلضَيف في بَيتِهِ عَبد
وَنيتهم صدق وَرَأيهم حجى / وَقَولَهُم فعل وَوَعدَهم نَقد
وَلا سِيَما عَبد العَزيز فَإِنَّهُ / هُوَ السَيف لا ما أَحكمت صقله الهند
فَتى لا يَهاب الحَرب إِن صرَّ نابُها / يَرى أن مرَ المَوت في فَمه شَهد
لَقَد شَهدت يَوم الطراد بِبَأسه / حُدود المَواضي وَالمطهمة الجرد
يَرف لِواء النَصر مِن فَوق رَأسه / وَيَخدمه الإقبال وَاليمن وَالسَعد
كَريم عَلى عَهد المَحبة ثابِتاً / كَما أنا عِندي ثابت ذلك العَهد
تَجيء ليَ الركبان تَحدو بِسيبه / وَتَرجع مني في مَدايحه تَحدو
بجدّك هَزلا كانَ عَتبك أَم جدا
بجدّك هَزلا كانَ عَتبك أَم جدا / وَهَل سَيد مِن قَبلك استعطف العَبدا
معاذ الوَفا ما حلت عَن سنن الوَفا / وَلا خنت يا اِبن الطَيبين لَكُم عَهدا
وَلَكن زِمام السُوء فرق بَيننا / فَشتتنا شيباً وَشَتتنا مردا
وَما أبعدتني عَنك إِلا حَوادث / تمنت بها رُوحي عَن الجَسد البُعدا
عَلى أَنَّهُ ما زالَ بَيتك قَبلتي / إِذا لَم أَكُن فيهِ أَيممه قَصدا
وَألثم بالأَهداب أَعتابك الَّتي / سَحيق ثَراها يُبرء الأَعين الرمدا
كَأَني لِأَعلى جَنة الخُلد صاعد / أَباحَ بِها رُضوان بشرك لي خلدا
جَزاك الَّذي أَعطاكَ بِالعلم بَسطة / وَحيّاك مِن أَحيا بِكَ الجُود وَالمَجدا
أَفي كُل يَوم نعمة مِنكَ تُجتَلي / وَمكرمة تهدى وَعارفة تندى
وَخَير هداياك الحِسان ألوكة / بِها مِن يَتيم الدر أَحسنها تهدى
سُررت بِها قَلبي وَجليت ناظِري / وَحليت جيدي حينَ نَظمتها عقدا
كَأَنك مخف سر اِسكندر بِها / فَبَيني وَبَينَ الهَم قَد ضربت سَدا
تكرمت فَاغنم مني المَدح وَالثَنا / وَانعمت فَاِسمع مني الشُكر وَالحَمدا
أَساويك فيمَن لا يُساويك قَدره / إِذاً أناقد جاوَزت في جَهلي الحدا
أَلَست ابن بيت الوَحي مِن آل حامد / بكم بَيّن الباري لَنا الغي وَالرُشدا
بِجدك فاخر أو أَبيك وَإِن تَشا / بِنَفسك فاخر تَكفك الأَب وَالجدا
فَمن باقر العلم العُلوم لَك أَنتمت / مَواريث لَم يَسطع لَها أَحد جحدا
وَمِن أَسد اللَه العلا لك حَبوة / هِيَ المَجد لا سَيف عَنيت وَلا بَردا
أَسود حموا دين النَبي وَهَل يَد / تَمد لِدين كانَ حُراسه أَسدا
أَقرَّ إِله العَرش فيكَ عُيونَهُم / فَهُم بِكَ أَحياء وَإِن سَكَنوا اللحدا
فَعش واحي وَاسلم وَابق كَالديمة الَّتي / تَجود وَلا بَرقاً تَحس وَلا رَعدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025