المجموع : 4
أَلا يا غزال الثَّغرِ هل أَنت منشدي
أَلا يا غزال الثَّغرِ هل أَنت منشدي / علقتُ بحبلٍ من حِبال مُحمّدِ
ويا هَلْ لِذاك اليوم في الدّهر ليلةٌ / تعودُ ولو عادت عقيماً بلا غدِ
فأَلقاك فيها هادي الكأْس حادياً / وحسبك من ساع بها ومُغَرِّدِ
أَلا حَبّذا عاري المحاسن عاطلٌ / مُحَلّى بأَثواب الملاحة مرتدِ
إِذا ما الأَماني ماطلتني بوَعْدها / ذكرتُ له وصلاً على غير موعدِ
وعهدي بماريّا سقى الله عهدها / بما عندها من حاجة الهائِم الصَّدي
وفي ذلك الزُنّار تمثالُ فضّةٍ / تُنَقِّطُ خدَّيْه العيونُ بعَسْجَدِ
وقد غلب المصباحُ فيه على الدُّجى / سنا قميرٍ في جُنح ليلٍ مجعّدِ
وكنت إِذا عِفْتُ الزجاجةَ مَوْرداً / سقتْني رُضاباً في إِناءٍ مورَّدِ
فيا ليَ من وجهٍ كقنديل هيكلٍ / عليه من الصُّدغين مِحْرابُ مَسجِد
لقد أَسرتني حيث لا أَبتغي الفدا / فقلْ في أَسيرٍ لا يُسَرّ بمفتدي
مع الركب أَنباءُ الحِمى لو يُعيدُها
مع الركب أَنباءُ الحِمى لو يُعيدُها / لهيّج مفتوناً بها يستعيدها
خليليّ هل لي في الرفاق رسالة / يذكرني العهدَ القديم جديدُها
تَهُبّ صَباكم ليس بين هُبوبها / وبين رُكودِ النفس إِلاّ رُكودُها
ويسري هواكم في البُروق وإِنما / وَقود الحشا إِمّا استطار وقودها
لِيَهْنِكَ مأثور الوغى عن خلافةٍ / بك اخضرّ واديها وأَوْرقَ عودُها
وأَنّى تخافُ الضيم دولةُ هاشم / وآراؤك الأَنجاد فيها جنودها
وكيف يغيب النصر عنكم بوقعةٍ / ملائكةُ الله الكرامُ شُهودها
إِذا فتنةٌ للحرب أُسعِر نارها / فإِنّ ضِرام المُرْهَفات خمودُها
بدأتَ بإِحسانٍ فَجُدْ بتمامه / فمثلك مُبدي مِنّةٍ ومُعيدها
يذود الظُّبى عنهنّ والحَدَقُ الصِّيدُ
يذود الظُّبى عنهنّ والحَدَقُ الصِّيدُ / أَمُرْهَفَةٌ بيضٌ ومُرْهَفةٌ سُودُ
وعلى أَنّ أَوْحاهُنّ فتكاً صوارمٌ / صياقلُها أَجفانها والمَراويد
فلا جسمَ إِلاّ بالبواتر مُقْصَدٌ / ولا قلبَ إِلاّ بالنواظر مقصود
وما البارقاتُ الراعدات عواصف / بهمّيَ لولا المُبْرِقاتُ الرَّعاديد
وليس الهوى ما صدّني عنه غَيْرَةٌ / ولا ما لواني عنه لَوْمٌ وتَفْنيد
ولكنه الشّكوى إِلى من أُحبّهُ / وإِن حال صدٌّ دونَها وصناديد
هلِ الرَّوْضُ من تلك المحاسن مُجْتَنىً / أَمِ الحَوْضُ من ذاك المُقَبَّل مَوْرود
وهلْ ظِلُّ ريعان الشبيبة عائدٌ / عليّ ولُقيان الأَحِبّة مَرْدود
وِدادٌ بأَكناف الوفاء مُمَنَّعٌ / وعهدٌ بأَنواءِ الصَّبابة معهود
وإِني لخوّوارُ الشكيمة في الهوى / وإِنْ بات في خدَّيَّ للدَّمع أُخدود
تَنَكَبُّ خوفاً من دمي البيضُ والقَنا / وتُلْوى به في لِيِّهِنّ المواعيدُ
ويَنْزِل لي عن ثارها النَّفَرُ العِدى / وتقتادني في دَلِّها البقرُ الغِيد
ويقطع فيَّ الطَّرْفُ والطرفُ فاترٌ / فقلْ في مَضاءِ السيفِ والسيفُ مَغْمود
هو السّيفُ لا يُغنيكَ إِلاّ جِلادُهُ
هو السّيفُ لا يُغنيكَ إِلاّ جِلادُهُ / وهل طوّق الأَملاكَ إِلاّ نِجادُهُ
فيا ظفراً عمَّ البلادَ صَلاحُه / بمن كان قد عمّ البلادَ فسادُه
غَداةَ كأَنّ الهامَ في كلِّ قَوْنَسٍ / كمائمُ نبتٍ بالسُّيوف حَصَادُهُ
فما مُطْلَقٌ إِلاّ وَشُدَّ وَثاقهُ / ولا مُوثَقٌ إِلا وحُلّ صِفاده
ولا مِنْبَرٌ إِلاّ ترنّح عودُه / ولا مُصْحَفٌ إِلاّ أنارَ مِدادُه
إِلى أَين يا أَسرى الضَّلالةِ بعدها / لقد ذَلّ علويكم وعزّ رشادُه
رويدَكُمُ لا مانعٌ من مُظَفَّرٍ / يعانِدُ أَسبابَ القضاءِ عِنادُه
فَقُلْ لملوك الكُفر تُسْلِم بعدها / ممالكَها إِنّ البلاد بلادُه
كذا عن طريق الصّبح أَيّتها الدُّجى / فيا طالما غالَ الظّلامَ امتدادُه
فلو دَرَجُ الأَفلاك عنه تحصّنت / لأَمْستْ صِعاداً فوقَهنّ صِعادُه
ومن كان أَملاك السموات جُنده / فأَيّةُ أَرضٍ لم تطأها جيادُه
سمعت قِبلةُ الإِسلام فخراً بطَوْله / ولم يك يسمو الدين لولا عمادُه