القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 8
تَذَكَّرَ وَالذكرى تُهيجُ أَخا الوَجدِ
تَذَكَّرَ وَالذكرى تُهيجُ أَخا الوَجدِ / مراتعَ ما بين الغُوَير إِلى نَجدِ
أَسيرٌ يُعاني من نوائِب دَهرِه / حوادثَ لا تنفكُّ تَترى على عَمدِ
إذا شاقَهُ من نحو رامةَ بارقٌ / ذرى عبرَةً من مُقلَتَيهِ على الخَدِّ
يحنُّ إِلى أَحياءِ لَيلى بِذي الغَضا / وَأَينَ الغَضا وَيبَ المَشوق من الهِندِ
وَيَبكي بطَرفٍ يمتَري الشَوقُ دمعَهُ / إذا ما شدَت ورقٌ عَلى فنني رندِ
هيَ الدارُ لا غَبَّت مراتع غيدِها / ذِهابُ الغَوادي الجون تُزجَر بالرَعدِ
تَحلُّ بها غَيداءُ من آل عامِرٍ / كَليلةُ رَجعِ الطَرفِ مائسةُ القَدِّ
يُرَنِّحُها زَهوُ الصِباحين تَنثَني / كَما رنَّحت ريحُ الصبا عَذبَ المُلدِ
نَمتها سَراةٌ من ذؤابة عامِرٍ / إلى سَرواتِ المَجدِ والحَسَب العِدِّ
فَيا لَيتَ شِعري وَالأَماني تَعلَّةٌ / وَجورُ النَوى يُهدي إلى القَلب ما يهدي
أَيُصبِحُ ذاكَ العَهد للشمل جامِعاً / فَيَخبو جَوىً بين الجَوانح ذو وَقدِ
وَنَغدو عَلى رَغم الزَمان وقد صَفَت / موارِدُ وَصلٍ رنَّقتها يَدُ البُعدِ
برَبِّكَ إِن يمَّمتَ يا صاحبي نَجدا
برَبِّكَ إِن يمَّمتَ يا صاحبي نَجدا / فَقِف شارِحاً عنّي الصَبابةَ والوَجدا
وَعُج بِخُيَيماتٍ هُناكَ على اللِوى / بهنَّ ظِباءٌ تَقنصُ الأَسَدَ الوَردا
فإن شاهدَت عَيناكَ هنداً وتِربَها / فَقُل لَهما تَاللَه أَخلَفتُما الوَعدا
أَما كنتما أَعطيتماني مَواثِقا / بأَنَّكما لا تَنقُضانِ لنا عَهدا
فَما لِلهَوى أَمسَت عفاءً رُبوعُهُ / وأَصبحَ عِقد الودِّ مُنفصِماً عَقدا
فإن آلَتا بِاللَه حِلفةَ آثِمٍ / بأَنَّهما ما خانَتا قطُّ لي ودّا
فقل لَهما يكفيكما أَن طَوَيتُما / عَن الهائِم الولهان سِرَّكما عَمدا
فَلا تكسِبا حِنثاً عَفا اللَهُ عنكما / على كُلِّ حالٍ لا رُزئناكما فَقدا
بِنَفسي هَوى هِندٍ على البعد والنَوى / وإن كُنتُ قد أَوطَنتُ من بعدها الهِندا
بِنَفسيَ هَيفاءُ المَعاطفِ ناهدُ
بِنَفسيَ هَيفاءُ المَعاطفِ ناهدُ / أراودُها عَن نَفسها وَتُراوِدُ
وَقَد عذلَتها العاذِلاتُ وإنَّما / عواذِلُ ذاتِ الخال فيَّ حواسِدُ
شُغفتُ بها حبّاً وَرُمتُ وِصالَها / وَرامَت وِصالي والقُلوبُ شواهدُ
إِلى أَن خَلَونا لِلعناق وقد دَنا / محبٌّ لها في قُربه مُتباعِدٌ
وَقَد سكنت عَنّا الوشاةُ وأَبلَسَت / كما سكنَت بطنَ التُرابِ الأَساودُ
شَرَعتُ لها رُمحاً أَصَمَّ مقوَّماً / تخرُّ له عند الطِعان الوَلائِدُ
فَلَمّا رأَته اِستعظمته وكبَّرت / وَقالَت وقد هانَت عليها الشَدائدُ
لَعَمري هو المَطلوبُ لو أَنَّ غادَةً / تُساعدُني في حَمله وأُساعدُ
فَقُلتُ لها مَهلاً فَدَيتُك إِنَّه / إذا عظُم المَطلوبُ قلَّ المساعدُ
ولكن إذا ما شئت أَولجتُ بعضَه / وَرأَيُك في إِيلاج ما هو زائِدُ
فَقالَ على اسم اللَه أولجهُ إنَّني / سأَجهدُ في صَبري له وأُجاهِدُ
فأَضجعتُها وَاللَيلُ قد مدَّ سجفَه / وإنَّ ضَجيعَ الخَودِ منّي لماجدُ
فَما راعَها إِلّا وقد خاض جَوفَها / قُمُدٌّ له عند الطِعانِ مَكايدُ
وَلَم يَحمها من فَتكتي عند طَعِنها / لَمى شَفتَيها والثُديّ النواهِدُ
فَأَنّت وَرَنَّت واِرجحنَّت وأَجهشَت / وَقَد بُلَّ من فيض الدِماءِ المجاسِدُ
وَقالَت بِهَذا الرمح تفتضُّ طِفلةً / وقد عجزت عنه النِساءُ القَواعدُ
فَقُلتُ فدتكِ النَفسُ صَبراً فإنَّها / مواردُ لا يُصدِرنَ من لا يجالدُ
فَقالَت وَهَل صَبرٌ عدمتُك فاتِكاً / على طعنةٍ تنقدُّ منها القَلائِدُ
وَرمحك هَذا في الرماح بليَّةٌ / تَضيقُ به أَوقاتُه وَالمَقاصدُ
فَقُلتُ اِحمليهِ ساعةً وَتحمّلي / فَلا بأسَ إِن ضاقَت عليه المَوارِدُ
فَقالَت إِذَاً لا تُكثر الدَفع واِتَّئد / وَدَعني قَليلاً أَتَّقي ما أُكابدُ
فانَّ قَليلَ الحُبِّ في العقل صالحٌ / وإنَّ كثير الحُبِّ بالجهل فاسِدُ
فعامَلتُها بالرِفق والرفقُ مذهبي / ولكنَّ طبعَ النَفس للنَفسِ قائدُ
فطوراً أراضيها وطوراً أَروضُها / وَطوراً أدانيها وطوراً أُباعدُ
إِلى أَن تَسنّى أَمرُها وتسهَّلت / مسالكُها واِلتفَّ جيدٌ وَساعدُ
فَباتَت تجيدُ الرَهز تحتي وَقَد غدت / تصادم رمحاً تتَّقيه الجلامدُ
وَتُسعدُني في غمرةٍ بعد غمرَةٍ / سَبوحٌ لها منها عليها شَواهدُ
تَثَنّى على قَدر الطِعان كَأَنَّما / مفاصلُها تحت الرِماح مَراودُ
وَقالَت جُزيتَ الخَيرَ هَل أَنتَ عالِمٌ / بأَنَّك في قَلبي لعمريَ خالِدُ
وإنَّ دَماً أَجريتَه بكَ فاخِرٌ / وإنَّ فؤاداً رُعته لك حامِدُ
هُم نَقَضوا عَهدَ الوِدادِ وأَقبَلوا
هُم نَقَضوا عَهدَ الوِدادِ وأَقبَلوا / يَرمونَ من قَلبي البَقاءَ على العَهدِ
يَقولون لو تَصفو صَفَونا وَهيهمُ / وفوا بالَّذي قالوا فَماذا الَّذي يُجدي
أَلَم يَسمَعوا قَولَ الوشاة وَجاهَروا / على غير ذَنبٍ بالقَطيعَةِ والصَدِّ
وَذي هَيفٍ ما زالَ بالرَملِ مولَعاً
وَذي هَيفٍ ما زالَ بالرَملِ مولَعاً / إِذا ما سأَلتُ الوَصلَ منه تَبلَّدا
وَوَشّى نَقيَّ الخَدِّ منه بحمرَةٍ / فَقُلتُ طَريقٌ للوِصال تولَّدا
روَيدكَ حادي العيس أَين تُريدُ
روَيدكَ حادي العيس أَين تُريدُ / أَما هذه حُزوى وَتِلكَ زَرودُ
لَقَد كُنتُ أَبكي قبلَ أَن أَعرفَ النوى
لَقَد كُنتُ أَبكي قبلَ أَن أَعرفَ النوى / مَخافةَ بينٍ والخطوبُ هجودُ
فَكَيفَ وقد شَطَّ المَزارُ وأَصبحَت / أَيادي النَوى تحدو بنا وَتَقودُ
وَبثّوا الجيادَ السابحات ليَلحقوا
وَبثّوا الجيادَ السابحات ليَلحقوا / وَهُل يُدرِك الكسلانُ شأو أَخي الجدِّ
فساروا وعادوا خائبين على وجىً / كَما خابَ من قد باتَ منهم على وَعدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025