المجموع : 3
سرى طيفُ من أهوى فهل هو مُسعدي
سرى طيفُ من أهوى فهل هو مُسعدي / فاطلبُهُ عنه بانجاز موعدي
ألمَّ بنا وَهناً وقد غَلَبَ الرُّبا / بسحَم من صبغِ الحنادس أسودِ
فقلُ له والليلُ ينجابُ مَرحباً / وأهلاً وسَهلاً بالصباح المجدَّدِ
وجاذَبَ عطفيه اعتلاقِيِ فانثنى / تَثَنِّي غُصنِ البانةِ المتأوِّدِ
نظمتُ عليهِ عِقدَ لَثمٍ مُفَصَّلاً / بلؤلؤ دَمع من تُؤلم ومُفرَد
احِسُّ بقلبي كُلَّما رُمت ضَمَّهُ / لهيبَ جَوىً من خِلبه المتوقِّدِ
ولولا بروقُ الثِّغر اخفى اجتماعَنا / دُجى كُحُلٍ ما مسَّ جَفناَ باثمدِ
تفَرَّدَ لم يُقصَد بكحلٍ وإنّما / ترادف تكرار الحديثِ المردّدِ
عزمتُ على فَتك بطيفٍك في الكرى / فماذا ترى مولاي أنتَ وسيدي
فلا ورٌضابٍ من ثناياك باردٍ / لذيذ متى نسئل به الكاسَ يَشهَدَ
وما زُر فِنَت صُدغاكَ إلاّ لأنَّها / لنا شرك فاقنَص متى شئت واصطَد
غَنيتَ بسيفٍ من جفونِكَ منتَضىً / فما بالُ سَيفٍ في نجادِك مُغمدِ
أبضت وَجضناتُ الوَردِ إلاّ استكانَةً / لوجنَةِ مكحُولِ للحاجرِ اغيَدِ
حبيب أرى خصب الزمان ابتسامَه / ولو كنتَ في عيش من البؤس انكد
أقبِّل خدِّ الكاسِ تذكار خَدِّه / وقلبي رهين عند ذاك المورد
واملؤ عيني منه والشوك مُقلِقي / ففي كُلّ لحظٍ نظرةُ المتزوِّدِ
ولمّا تناجَت بالعيون قلوبُنا / وفي اللحظ مُجدٍ بالوصال ومُجدِ
عرفتُ مكانَ الريِّ من ظمأ الجوى / ولكنني مستودع غُلّة الصَّدي
أرى جَنَتَّةً قد أيعنت ثمراتُها / وعَزَّت فما تجنى بعين ولا يَدِ
وجُردٍ حميناها للناهِلَ بعدما / قذفنا بها في فرقدٍ بعد فرقدِ
إذا انعمسَت في ظلمةِ الليل اشعَلت / لها البيدَ أطرافُ الرماحِ فتهتدي
فلمّا بدا الإصباحُ مَدت عيونها / إليه وظنّتهُ شريعةَ مَورِدِ
ترقت بها الآمالُ حتّى توصَّلَت / إلى ذي المعالي المصطفى ابن محمد
أما والخٍفاف البيضِ والخيل ترتمي / بابطالها تحت القنا المتقصِّدِ
لأمنع من في الأرضِ دُرةَ لجة / ولبدة ضرغامٍ وجار المؤيد
أقام معِزُّ الملك المملّك رايةً / بها يهتدي من كان ليس بمهتدِ
إذا قلتُ يوماً قد تناهضت صنيعةٌ / له وايادٍ جمّة عاد يبتدي
وإن قلتُ قد أوفى على الأمس يومُه / أتى بالذي يوفي على اليوم في الغد
تضوعَ طيبُ الفِعلِ عن طيبش مَولِدٍ / نماهُ وطيبُ الفرع عن طيبِ مَحتدِ
عرتني من وَشكش الفِراق صبابَةً / عَدمِت اصطباري عندها وتجلَّدي
فلا اكتحلَت بالغُمضِ عيني فإنني / أفارِقُ بَدرَ التِمِّ حُفَّ باسعَدِ
فتىً قلبهُ أمضى من السيفِ جُرأةً / وراحَهُ أندى من العارضِ النَّدي
ولوا رجائي أن يؤوب مسلِّماً / وشيكاً على رَغم العدا زرت ملحي
لئن كنتُ قد واليتُ بالنظم مَدحَه / فكم من يَدٍ وغلى اليَّ ومن يَدِ
سأشكره شكر الرياض لمزنَةٍ / تروح عليها بالعهاد وتغتدَي
لعمرك ما ورد جني ونرجسٌ / با طيب من عَرف الثناء المخلَّدِ
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه / وللنجمِ في أفقِ السماءِ ركودُ
ترقرقَ في أحداقِ نرجسِه الندى / كما استعير العُشاقُ وهو جليدُ
وتفتر فيه للأقاحي مباسمُ / فتخجلُ فيه للشَقيق خُدود
وتَرتجُ من فوق الغُصونِ ثمارُها / كما ارتجّ من بانِ القُدود نهود
يَسُلّ عليها المشرفيات جدولٌ / له ثغَبٌ عذبُ الرُضاب بَرودُ
وقامَت عذارى النخلِ من كل جانبٍ / حواسرَ في لبَاتِهنّ عُقودُ
ونارنجةٍ بين الرياضِ نظرتها
ونارنجةٍ بين الرياضِ نظرتها / على غصنٍ رطبٍ كقامةِ أغيدِ
إذا ميَّلتها الريح مالت بأكرةٍ / بدت ذهبا فِى صولجانِ زمردِ