المجموع : 5
ولما وقفنا للوداع وبيننا
ولما وقفنا للوداع وبيننا / أحاديث يعيي الحاسبين عديدها
تبادر دمعي فانصرفت تهضني / إلى عبرتي بقيا عليك أذودها
فما أشبهت عيناي ألا سحابة / دنا صربها واستعجلتها رعودها
فما زال زجر الرعد يحدو سحابها / فتبدو وأرواح الشمال تحيدها
فما أقلعت حتى بكت فتضاحكت / رياض الربى فأخضر بالعشب عودها
وهل تتلافى ذات عقدٍ جمانها / إذا انسل من تلك النظام فريدها
فقال رفيقي ما للونك حائلاً / وعينيك ما يعدو جفونك جودها
فأغضيت عن رد الجواب تبلداً / وخير قلوب العاشقين بليدها
ولما أتونا بالمطايا وقربوا
ولما أتونا بالمطايا وقربوا / محامل لم تشدد عليها قيودها
تيممتكم عمداً لأحظى بلحظةٍ / لعلي أن فارقتكم لا أعيدها
فلم أنس إذ قيدت رحل مطيتي / وقلت لحادي الذود لم لا تقودها
كأنك لم تعلم بأن رب لحظةٍ / تفوتك لا تدري متى تستفيدها
فلو لم تكن تهوى الفراق نحرتها / ولم تلتمس عمداً لها من يقودها
فيا عجباً مني ومن صبر مهجتي / علي وقد أعيت على من يكيدها
أضن بها عمن يرى الملك دونها / وأبذلها طوعاً لمن لا يريدها
وقائلة قد كان عذرك واسعاً
وقائلة قد كان عذرك واسعاً / ليالي كان الشعر في الرأس أسودا
فقلت لها والدمع جارٍ كأنه / نظام تعدى سلكه متبددا
لئن كان هذا الشيب غرك فاعلمي / بأني صحبت الشيب مذ كانت أمردا
أبا الشيب ينهي عن مساعدة الهوى / ولولا الهوى ما كنت للشيب مسعدا
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي / كأن لم تري قبلي معنىً ولا بعدي
نوالاً كرجع الطرف أعجله القذى / وضناً كضن الجفن بالأعين الرمد
فمن بك مشتاقاً إلى نجح موعدٍ / فها أنا مشتاق إلى خلف الوعد
فلا خلف إلا بعد توكيد موعدٍ / ولا وعد إلا عن صفاءٍ من الود
وقد قذفت نفسي أجل حظوظها / لديك وفقد الحظ جزء من الفقد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد / وطول اشتياق الراحل المتباعد
رحلت لكي أحظى إذ أبت قادماً / فأوردني الترحال سوء الموارد
كأني لديغٌ حار عن كنه دائه / طبيبٌ فداواه بسم الأساود
فمال مع الداء القديم دواؤه / فيا لك من داءٍ طريفٍ وتالد