القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 7
يَمُدُّ الدُجى في لَوعَتي وَيَزيدُ
يَمُدُّ الدُجى في لَوعَتي وَيَزيدُ / وَيُبدِئُ بَثّي في الهَوى وَيُعيدُ
إِذا طالَ وَاِستَعصى فَما هِيَ لَيلَةٌ / وَلَكِن لَيالٍ ما لَهُنَّ عَديدُ
أَرِقتُ وَعادَتني لِذِكرى أَحِبَّتي / شُجونٌ قِيامٌ بِالضُلوعِ قُعودُ
وَمَن يَحمِلِ الأَشواقَ يَتعَب وَيَختَلِف / عَلَيهِ قَديمٌ في الهَوى وَجَديدُ
لَقيتَ الَّذي لَم يَلقَ قَلبٌ مِنَ الهَوى / لَكَ اللَهُ يا قَلبي أَأَنتَ حَديدُ
وَلَم أَخلُ مِن وَجدٍ عَلَيكَ وَرِقَّةٍ / إِذا حَلَّ غيدٌ أَو تَرَحَّلَ غيدُ
وَرَوضٍ كَما شاءَ المُحِبّونَ ظِلُّهُ / لَهُم وَلِأَسرارِ الغَرامِ مَديدُ
تُظَلِّلُنا وَالطَيرَ في جَنَباتِهِ / غُصونٌ قِيامٌ لِلنَسيمِ سُجودُ
تَميلُ إِلى مُضنى الغَرامِ وَتارَةً / يُعارِضُها مُضنى الصَبا فَتَحيدُ
مَشى في حَواشيها الأَصيلُ فَذُهِّبَت / وَمارَت عَلَيها الحَليُ وَهيَ تَميدُ
وَقامَت لَدَيها الطَيرُ شَتّى فَآنِسٌ / بِأَهلٍ وَمَفقودُ الأَليفِ وَحيدُ
وَباكٍ وَلا دَمعٌ وَشاكٍ وَلا جَوىً / وَجَذلانُ يَشدو في الرُبى وَيُشيدُ
وَذي كَبرَةٍ لَم يُعطَ بِالدَهرِ خِبرَةً / وَعُريانُ كاسٍ تَزدَهيهِ مُهودُ
غَشَيناهُ وَالأَيّامُ تَندى شَبيبَةً / وَيَقطُرُ مِنها العَيشُ وَهوَ رَغيدُ
رَأَت شَفَقاً يَنعى النَهارَ مُضَرَّجاً / فَقُلتُ لَها حَتّى النَهارُ شَهيدُ
فَقالَت وَما بِالطَيرِ قُلتُ سَكينَةٌ / فَما هِيَ مِمّا نَبتَغي وَنَصيدُ
أُحِلَّ لَنا الصَيدانِ يَومَ الهَوى مَهاً / وَيَومَ تُسَلُّ المُرهَفاتُ أُسودُ
يُحَطَّمُ رُمحٌ دونَنا وَمُهَنَّدٌ / وَيَقتُلُنا لَحظٌ وَيَأسِرُ جيدُ
وَنَحكُمُ حَتّى يُقبِلَ الدَهرُ حُكمَنا / وَنَحنُ لِسُلطانِ الغَرامِ عَبيدُ
أَقولُ لِأَيّامِ الصِبا كُلَّما نَأَت / أَما لَكَ يا عَهدَ الشَبابِ مُعيدُ
وَكَيفَ نَأَت وَالأَمسُ آخرُ عَهدِها / لَأَمسُ كَباقي الغابِراتِ عَهيدُ
جَزِعتُ فَراعَتني مِنَ الشَيبِ بَسمَةٌ / كَأَنّي عَلى دَربِ المَشيبِ لَبيدُ
وَمِن عَبَثِ الدُنيا وَما عَبَثَت سُدىً / شَبَبنا وَشِبنا وَالزَمانُ وَليدُ
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ / وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ
وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي / عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ
إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ / تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ
وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ / وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ
وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ / وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ
فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما / مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ
فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ / وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ
تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ / وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ
تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها / وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ / مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ
وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً / إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ
فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً / عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ
يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى / وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى / وهيهات ما يجرين إلا إلى مدى
تنظَّمن في هام الفضاء وصدره / وحلينه فرقا وزنّ المقلدا
ولحنٌ به للقارئين قصيدة / من الحكمة العلياء لم ترض منشدا
تسيل بها نورا خلال كتابه / وتجرى حواشيه لجينا وعسجدا
سماءَ الدجى حركت ساكن خاطري / فهيجي بنات الشعر فيه لتسعِدا
تبدّدت الظلماء والشهب قبلها / وشمل همومي ما يريد تبدّدا
فيا ندمائي الظلماء والشهب قبلها / أرى الجام مهتزا بها متوقدا
ولا تشفقوا بي من ضلال فإنما / إلى ضِلتي في شربها ينتهى الهدى
لقد نهلت كفى وعلت بكأسها / مرارا وصدرى لا يُبلّ له صدى
وما قصِّرت بنت الكروم وإنما / مددتم بها الأيدي ومدّ الأسى يدا
ولست امرأ ترقى الهموم لصدره / ولكنها نفس تحاول مقصدا
أضيق بها حينا وطورا تضيق بي / كما عالج الغمد الحسام المهندا
وأشقى بها هما وأعيا مطالبا / وأتعب فيها بالمحبين حسدا
ومن يك قد ذم الأعادي فإنني / لدائي من الأحباب لا أظلم العدى
وما كنت من يرجوهم لمهمة / ولكنما استقضيت حقا مؤكدا
وما مال ذو حق وإن جل حقه / إلى الحقد إلا ضيع الحق واعتدى
ولو شئت جاءتني المعالي مطيعة / ولكن وجدت الصبر أعذب موردا
أرى الصدق ملكا والرياء عبودة / وإن كان ملكا للكثير وسؤددا
وأعلم أن اليوم بالأمس لاحق / وأن لعباس وللأمة الغدا
يودّ من الأرواح ما لا تودّه
يودّ من الأرواح ما لا تودّه / ويفتك فيها مسرفا وهي جنده
نمير تواليه المحاسن ورَّدا / وتنهل منه النفس لو راق وِرده
خذوه بنفسي إنه هو قاتلي / ولا تقتلوه إنني أنا عبده
ولا تسألوه ما ذنوبي واسألوا / قبول متابي قبل ذنب أعدّه
ولا تذكروني عنده بشفاعة / فإن شفيع الواجد الصب وجده
لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه / ولم تدر تقليب المضاجع كبده
وقاطعني من كنت أرجو وفاءه / وأين أخو الود الذي دام وده
فيا مدنيَ العذال ماشاء عِطفه / ويا مقصى العشاق ما شاء صده
أيُمنح منك القرب من سار ذمه / ويمنع منك اللفظ من سار حمده
ويأوي لظل من سواك رجاؤه / ويعتنق الحرمان من أنت قصده
أعوذ بعيد الملك من أن يمرّ بي / فلا يلتقي بي في غرامك سعده
فتى تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه / ويهتز اشياخ الزمان ومرده
إذا ما الليالي نمن لم يغف حزمه / وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده
وإن يرتجل وعدا وفي الليل هجعه / تجلى على الصدق الصباح ووعده
فتى النيل أضحى عصمة بك ملكه / وكان سلاما في يمينك عهده
وشعب أطاش الدهر ثابت جأشه / فخار فلما جئته جاء رشده
فلو أن حالا دام لم ينقض الأسى / ولكنها الأيام حال وضده
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل / وفي الصلَف المذموم قد زاد حدَّه
فقلت ارتجع فالناس في مصر أرّخوا / محمد إبراهيم صعّر خده
بلينا وكان الله أكرم مبتل
بلينا وكان الله أكرم مبتل / بكل صقيع في البلاد جليد
أتى مسلما عفوا فمن ذا يبيعنا / طوائف عيسى كلها برشيد
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها / إلى علم بين النوابغ مفرد
ولو أن من أقلامه في أكفنا / وقلنا لجاء القول إنجيل مهتد
ومن يتعهد للرجال صداقة / يطلب بالذي سر الصديق ويسعد
ومن يحفظ الخلان يحفظ مدارعا / عليه ويستثمر غراس التودد
وما حافظ إلا بناء مكارم / وزاخر عرفان وهضبة سؤدد
فتى يرفع الأشعار ما شاء قدرها / وترفعه الأشعار رتبة مخلد
ويلقى عليه في السلام وفي الوغى / رجاء يراع أو رجاء مهند
ألا عند مصر والبيان وأهله / يد للمعالي صادفت حافظ اليد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025