المجموع : 3
سهام المنايا للانام قواصد
سهام المنايا للانام قواصد / وليس لها إلا النفوس مصائد
أتأمل أن يصفو لنا العيش والردى / له سائق لم يلو عنا وقائد
وتطمع في حب البقاء وطوله / ونعلم ان الدهر للعمر فاقد
وما هذه الأيام إلا أساود / تلمض في أنيابها السم راقد
وتلك الليالي لا يغرك سلمها / وما هن إلا الثاكلات الفواقد
ألم تر إنا كل يوم إلى الثرى / نشيع مولوداً مضى منه والد
وحسبك بالاشراف من آل هاشم / فقد اقفرت أطلالهم والمعاهد
حدا بهم الحادي فتلك ديارهم / خواشع ما بين الديار هوامد
وقفت بها مستنشقا لعبيرها
وقفت بها مستنشقا لعبيرها / ودمعي مسكوب وقلبي واجد
وكم بين باك مستهام وبين من / تراه كئيبا وهو للوجد فاقد
أسائلها ما بالها حكم البلى / عليها وكيف استوطنتها الأوابد
مهابط وحي طامسات رسومها / معاهد ذكر أوحشت ومساجد
وعهدي بها للوفد كعبة قاصد / فذا صادر عنها وذلك وارد
وأين الألى لا يستظام نزيلهم / إليهم وإلا ليس تلقى المقالد
ذوي الجبهات المستنيرات في العلى / تقاصر عنها المشتري وعطارد
سما بهم في العز جد ووالد / ومجد طريف في الفخار وتالد
وما قصبات السبق إلا لماجد / نمته إلى العليا غر أماجد
معادن علم اللَه حكام شرعه / لديهم وإلا ليس ترجى المقاصد
تسود بني الدنيا وليست تسودهم / وهل أحد إلا مسود وسائد
لتغدو المنايا بعدهم حيث تبتغي / فما أنا من رزء وإن جل واجد
سأبكيهم ما فاض دمعي وإن يفض / فلي كبد ما عشت للوجد كامد
وأعظم أحداث الزمان رزية / بكتها الصخور الصم وهي جلامد
وداهية دهياء غم نهارها / وطار بها نقع إلى الافق صاعد
بها رقدت عين الضلال وسهدت / عيون حماة الحق وهي رواقد
سلام على الاسلام من بعد يومها / فليس له راع عن الضيم ذائد
سهدت وقد نامت عيون كثيرة / وما أنا لولا يوم عاشور ساهد
سل الليل عني هل مللت سهاده / وهل ألفت جنبي فيه المراقد
ولي مقلة محلولة الجفن بالبكا / وقلب على فرط الصبابة عاقد
وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة / إذا رمت ابراداً لها تتزايد
فلا وجد إلا وهو عندي مخيم / ولا صبر إلا وهو عني شارد
أيمسي حسين بالطفوف مروع / وطرفي ريان من الأمن راقد
ويمسي صريعا بالعراء على الثرى / وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد
فلا عذب الماء المعين لشارب / وقد منعت ظلماً عليه الموارد
ولا حملت ايدي الرجال سيوفها / وقد نهلت منه الرقاق البوارد
وما أنس لا أنساه ناء عن الحمى / غريبا تواسيه الرجال الأباعد
وما أنس لا أنساه وهو مروع / يكابد من أشجانه ما يكابد
بنفسي أبي الضيم لم يلف ضارعا / وقد أسلمته للمنون الشدائد
ولم ير مكثورا أبيدت حماته / وعز مواسيه وقل المساعد
بأربط جأشاً منه في حومة الوغى / إذ البيض فيها باديات عوائد
ينادي بهم هل من مجير يجيرنا / وما فيهم إلا قريب وجاحد
وينشدهم هم هل تعرفوني من أنا / وكيف وهل يستنطق العجم ناشد
فشمر لا يلوي إلى الحرب والردى / يمانعه عن نفسه ويراود
أمام يرد الجيش وهو كتائب / بسطوته يوم الوغى وهو واحد
إذا ركع الهندي يوما بكفه / لدى الحرب فإلها مات فيها سواجد
يلوح الردى في شفرتيه كأنه / شهاب هوى لما تطرق مارد
وان ظمي الخطي بل أوامه / لدى الروع من فيض الطلى فهو وارد
قريب الندى ناتي المدى مورد العدى / حياض الردى والضرب في الهام شاهد
يصول عليهم صولة حيدرية / يقيم لواء الدين واللَه عاقد
يخوض عليهم صولة حيدرية / ويوردهم حوض الردى وهو راكد
إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا / بنفسي وبي ثاو على الترب ساجد
فلا اخضر عود المجد بعدك والعلى / ولا رار روض الدين بعدك رائد
ولا جانب الدنيا بسهل ولا ضحى / بطلق ولا غصن المسرة مائد
بنفسي وبي ملقى ثلاثا على الثرى / تهب عليه الصافنات الصوارد
وما أسفى للراس يسمو على القنا / ترتل آي الذكر والركب هاجد
ولم أر يوما سيم خسفا به الهدى / وهدت به أركانه والقواعد
كيوم حسين والسبايا حواسر / تشاهد من أسر العدى ما تشاهد
تسير إلى نحو الشئام شواخصاً / على قتب تطوى بهن الفراقد
وتضرب قسراً بالسياط متونها / وتنزع أقراط لها قلائد
بنفسي أبو الفضل المواسي بنفسه / أخاه وباز الحرب للموت صائد
أخ ماجد لم يخزه يوم مشهد / له عضد في الحادثات وساعد
بنفسي زين العابدين مغللا / سقيما لوا الوجد المبرح عائد
فوا لهفتاكم من نفوس كريمة / إليها وإلا ليس تنمى المحامد
تسيل على زرق الأسنة والظبا / ويشمت فيها مبغض ومعاند
بنفسي وبي تلك الجسوم كأنما / عليهن من فيض الدماء مجاسد
توفوا عطاشا بالعراء كأنما / لهم بالمنايا في الطفوف مواعد
وللَه أقوام فدته نفوسهم / فكان لهم عز على الدهر خالد
كأنهم والخيل تعثر بالقنا / أسود رعت اشبالها وأساود
بها ليل مناعون للضيم أحسنوا / بآلائهم في اللَه غر أماجد
وفرسان موت مقدمون كأنما / فناها لاجال الرجال مقاود
وما كل مفتول الذراعين باسل / ولا كل سام في السماء فراقد
لتذهب بها مثل الجبال محامد / على الدهر أطواق لها وقلائد
عسى الغائب الموتور قد حان وقته / فيجبر مكسور ويصلح فاسد
ويصبح عود الدين بعد ذبوله / يميس قواما وهو ريان مائد
فديناك قد ضاق الخناق ولم يزل / يعنفنا فيك العدو المعاند
فلا تتركني قاعداً أرقب المنى / أقيم قناة الحرب والحرب قاعد
ودونكموها من عتيق ولائكم / قواف على جيد الزمان فرائد
جواهر لم تعلق بها كف ناظم / ولا لامستهن الحسان الخرائد
ولولاكم مافاه بالشعر مقولي / ولا شاع لي بين الأنام قصائد
عليكم سلام اللَه ما اهتزت الربى / وسحت عليها البارقات الرواعد
إلى كم يروع القلب منك صدوده
إلى كم يروع القلب منك صدوده / وسالف عيش كل يوم تعيده
أتأمل ان الوصل يخضر عوده / غنى في يد الآمال لا تستفيده
فدع عنك خلاً قد ثني عنك عطفه / فما ضر ظبي قانص لا تصيده
ودونك خلاً قد أطاعك قلبه / تعرفه في الأمر كيف تريده
أخاك الذي ان تدعه لملمة / يذد عنك مالا يستطيع نديده
يبيت يقاسي لوعة السهد والجوى / ينم عليه للصباح عموده
بقلب خفوق لا يزال الأسى / كما خنقت فوق الخميس بنوده
وطرف سكوب لا يمل من البكا / فوافره يجري دماً ومديده
شقي الهوى من لم يذق طعم صابر / ومن ذاقه يوما فذاك سعيده
إذا لم أشيد في الحشى لك منزلا / على حنق الواشي فمن ذا يشيده
فكم من بعيد في المرار قريبه / وكم من قريب في المزار بعيده