المجموع : 4
أَلاَ هَل مِن البَينِ المُفَرِّقِ مِن بُدِّ
أَلاَ هَل مِن البَينِ المُفَرِّقِ مِن بُدِّ / وَهَل لِلَيَالٍ قَد تَسَلَّفنَ مِن رَدِّ
وَهل مِثلُ أَيّامٍ بِنَعَفِ سَوِيقَةٍ / رَوَاجِعُ أيّامٍ كما كُنَّ بالسَّعدِ
وَهل أَخَوَاكَ اليَومَ إِن قُلتَ عَرِّجا / عَلَى الأَثلِ مِن وَدّانَ وَالمَشرَبِ البَردِ
مُقِيمانِ حتّى يَقضيا مِن لُبَانَةٍ / فَيَستَوجِبَا أَجرى وَيَستَكمِلاَ حَمدِى
وإلاّ فَسِيرَا فالسَّلاَمُ عَلَيكُما / فمالَكما غَيِّ وَمالَكُما رُشدِى
وَلاَ بِيَدَىِّ اليَومَ مِن حَبلِىَ الَّذِى / أُنَازَعُ مِن إِرخَائِهِ لاَ وَلاَ شَدِّى
وَلكِن بِكَّقى أُمِّ عَمرٍو فَليتَهَا / إِذا وَلِيَت رَهناً تَلِى الرَّهنَ بِالقَصدِ
أَلاَ لَيتَ شِعرِى مالَّذِى تُحدِثَنَّ لي / نَوَى غَربَةِ الدّارِ المُشِتَّةِ وَالبُعدِ
نَوَى أُمِّ عَمرٍو حَيثُ تَغتَرِبُ النَّوَى / بها ثُمَّ يَخلو الكاشِحُونَ بها بَعدِى
أَتَصرِمُ لِلاّئى الّذينَ هُمُ العِدَى / وَتُشمِتُهُم بى اُمُّ عَمرِو عَلَى وُدِّى
وَظَنِّى بِها مِن كُلِّ ظَنٍّ بِغَائِبٍ / وَفِىٍّ بِنُصحٍ أَو يَدُومُ عَلَى العَهدِ
وَظَنِّى بها وَاللهِ أَن لَن تَضِيرَنِى / وُشَاةٌ لَدَيها لاَ يَضِيرُونَهَا عِندِى
وَقَد زَعَمُوا أَنَّ المُحِبَّ إِذَا دَنَا / يَمَلُّ وَاَنَّ النَّأى يَشفِى مِنَ الوَجدِ
بِكُلٍّ تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بِنَا / عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
هَوَاىَ بِهذَا الغَورِ غَورِ تِهَامَةٍ / وَلَيسَ بِهَذا الحَيِّ مِن مُستوَى نَجدِ
فَوَاللهِ رَبِّ البَيتِ لاَ تَجِدِينَنِى / تَطَلَّبتُ قَطعَ الحَبلٍ مِنكُم عَلَى عَمدِ
وَلا أَشتَرِى أَمراً يَكُونُ قَطِيعَةً / لِمَا بَينَنَا حَتّى اُغَيِّبَ فِى اللَّحدِ
فَمِن حُبِّهَا اَحبَبتُ مَن لاَ يُحِبُّنِى / وَصَانَعتُ مِن قَد كنتُ أُبعِدُهُ جَهدِى
أَلاّ رُبَّمَا أَهدَى لِيَ الشَّوقَ وَالجَوَى / عَلى النَّأىِ مِنهَا ذُكرَةٌ قَلَّمَا تُجدِى
أَلا يا صَبا نَجدٍ مَتَى هِجتَ مِن نَجدِ / لَقَد زَادَنِى مَسرَاكَ وَجداً عَلَى وَجدِى
أَأَن هَتَفَت وَرقَاءُ فِى رَونَقِ الضُّحَى / عَلَى فَنَنِ غَضِّ النَّباتِ مِنَ الرَّندِ
بَكيتَ كَما يَبكِى الوَليدُ وَلَم تَكُن / جَلِيداً وَاَبدَيتَ الَّذِى لَم تَكُن تُبدِى
وَحَنَّت قَلُوصِى مِن عَدَانَ إِلى نَجدِ / وَلَم يُنسِهَا أَوطَانَهَا قِدَمُ العَهدِ
إِذا شِئتُ لاَقَيتُ القِلاَصَ وَلا أَرَى / لِقَومِىَ أَشبَاهاً فَيَألَفَهُم وُدِّى
وَأَرمِى الَّذِى يَرمُون عَن قَوسِ بِغضَةٍ / وَلَيسَ عَلى مَولاَىَ حَدِّى وَلاَ جِدِّى
خَلِيلىَّ إنّى اليَومَ شاكٍ إِليكما
خَلِيلىَّ إنّى اليَومَ شاكٍ إِليكما / وَهَل تَنفَعُ الشَّكوَى إِلى مَن يَزِيدُهَا
تَفَرُّقَ أُلافٍ وَجَولاَنَ عَبرَةٍ / أَظَلُّ بأَطرَافِ البَنانِ أَذُودُهَا
وَكائِن تَرى مِن ذِى هوىً حِيلَ دُونَهُ / وَمُتبِعِ إِلفٍ نَظرَةً لاَ يُعيدُهَا
نَظَرتُ بمُفضَى سَيلِ تُربانَ نَظرَةً / هَلِ اللهُ لي قَبلَ المَماتِ مُعيدُهَا
إِلَى رُجَّحِ الاَكفالِ غِيدٍ كَأنَّهَا / ظِباءُ الفَلا أَعناقُهَا وَخُدُودُهَا
ومُعتَصبٍ بالبَينِ حتّى تَدُلَّهُ / اَزِمَّةُ أَشطانِ الهوَى وقُيودُها
خَلِيلَىَّ شُدّا بالعَصائبِ وَانظُرَا / إِلى كَبِدى هَل بُتَّ صَدعاً عُهودُها
هَلِ اللهُ عافٍ عَن ذُنوبٍ تَسَلَّفت / اأَمِ اللهُ إن لم يَعُف عَنهَا يُعِيدُها
وهل يُؤثِمَنّى اللهُ إِن قُلتُ لَيتَنى / لِعَصماءَ بالِى حُلَّةٍ أَو جَديدُهَا
وكُنّا إِذا تَدنو بِعصَماءَ نِيَّةٌ / رَضِينا بدُنيَانا فلا نَستزِيدُها
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ خَفّاقَةُ الحَشا / طويلٌ أَعالِى ذِى سُدَيرٍ مَرُودُها
رَماها رُماةُ النّاسِ حتّى تَمَنَّعت / عَلَى كلِّ رامٍ مِنهُمُ لا يَصِيدُهَا
بِأحسنً مِنهَا يَومَ جالَ وِشاحُها / واَحسنَ منها يَومَ جالت عُقودُها
مِن البِيضِ لاَ تَخزَى غِذا الرِّيحُ أَلزَقَت / بها مِرطَها أَو زايلَ الحَلىَ جِيدُها
مَلِلتُ بِصَنعاءَ الأحاديثَ وَالمُنَى
مَلِلتُ بِصَنعاءَ الأحاديثَ وَالمُنَى / وَأَبغَضتُ قَصراً فَوقَ قصرٍ مُشَيَّدَا
وَأبغضتُ أَصوَاتاُ بها أَعجَمِيَّةً / وَزُرقاً لراياتِ الإِمارةِ ذُوَّدَا
وَذاكَ الَّذِى يَدعُو بلَيلٍ صَباحَهُ / كَفَى بالهُمُومِ الطّارقاتِ مُسَهّدَا
فيارَبَّ أَدعوكَ العَشِيَّةَ مُخلِصاً / إِلَيكَ مُنيباً تَائِباً مُتَعَبِّدَا
لتَغفِرَ لي إن كُنتُ أَسرَفتُ أَو رَمَى / بيَ الجَهلُ مَرمىً غَيرُهُ كانَ أَرشَدَا
أَيا أَخَوَىَّ بالمَدينَةِ أَشرِفا
أَيا أَخَوَىَّ بالمَدينَةِ أَشرِفا / بِىَ الصَّمدَ أَنظُر نَظرَةً هَل أَرى نَجدَا
فَما زادَنِى الإشرافُ إِلاّ صَبابَةً / وَلا ازدَدتُ إِلاّ عَن مَعارفِها بُعدَا
فَإِنَّ بِنَجدٍ مَن بَرانِىَ حُبُّهُ / فَلَم يَتَّرِك مِنِّى عِظَاماً ولا جِلدَا
فَقالَ المَدِينيَّانِ أَنتَ مُكَلَّفٌ / بِداعِي الهَوى لا تَستَطِيعُ لَهُ رَدَّا