عليك سلام الراحم البر يا سعد
عليك سلام الراحم البر يا سعد / وحياك من أفلاك رضوانه السعد
إذا عدت الأعلام في كل أمة / فانت بهذا المشرق العلم الفرد
لك الحزم والاقدام والجد شيمة / واحسن أخلاق الفتى الحزم والجد
وذكرك باق لا يزال على المدى / يفوح شذاه والحداة به تشدو
وما مات من أدى حقوق بلاده / وولى ومن أكفانه الشكر والحمد
وما حزنت مصر لفقدك وحدها / وفي كل قلب قد درى فضلك الوقد
بكى الشام حزناً والعراق تحسرا / وناحت نواحي الشرق والغور والنجد
دها نعيك الأسماع حتى كأنه / صواعق لا يقوى لها الحجر الصلد
وما كل مفقود يؤبنه الورى / ويغدو في كل القلوب له لحد
لقد علمت أعمالك الغر كل من / يسوق مطايا العزم كيف بها
ورن بآفاق البرية ذكرك ال / عظيم فكل العرب باسمك تعتد
فمثلك من يبكي وقد شدت للورى / مساعي ما للحر عن مثلها بد
حفظت بها الأوطان من نهم الألى / اتوها جياعاً ما لأطماعهم حد
يودون ان يستعبدوا كل حرة / وحر ويأبى الدين والعقل ما ودوا
وليس وراء الظلم خير ولا هدى / ومهما تعالى صرحه سوف ينهد
ولا يرفع الأقوام إلا خلائق / عن العدل تبني لا تجور ولا تعدو
وما خلق اللَه الورى ليعبدوا / ويرهقهم حكم الطواغيت والقيد
ومن رغبوا عن حكمة اللَه واعتدوا / فأولى بهم في شرعه الرفض والصد
لقد وهب سعد داعياً ومناضلاً / بهندي عزم لم تنل مثله الهند
يطالب باستقلال مصر مجاهداً / ومن حوله الأحرار تمضي وتشتد
فدى كل غال في سبيل بلاده / وانفق فيها فوق ما يبلغ الجهد
ولم يثن منه العزم نفي ولا لوى / عنان تفانيه بتحريرها البعد
وقارع أهوالاً تنوء بحملها / ليوث الوغى لكنه الرجل الجلد
وها هي ذي في مصر آثار سعيه / تباشير فجر قبل مسعاه لم تبد
يحق لمصر ان تئن لفقده / وان تبلغ الأحزان ما بلغ الفقد
على أنها لم تخل من كل ناهض / على أثره يمضي وفي هديه يغدو
إذا الجزر يوماً مس همة بعضهم / تداركه من روح استاذه المد