القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 10
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت / بِقَيسٍ نَوى بَينٍ طَويلٍ بِعادُها
أَظُنُّ اِنهِلالَ الدَمعِ لَيسَ بِمُنتَهٍ / عَنِ العَينِ حَتّى يَضمَحِلَّ سَوادُها
لَحُقَّ لِقَيسٍ أَن يُباحَ لَهُ الحِمى / وَأَن تُعقَرَ الوَجناءُ إِن خَفَّ زادُها
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ / بِمَيسانَ يُحثى تُربُها فَوقَ أَسوَدا
إِذا لَفَّ عَنهُ مِن يَدَي حُطَمِيَّةٍ / وَأَبدى ذِراعَي باسِلٍ قَد تَخَدَّدا
نَمَتهُ القُرومُ الصيدُ مِن آلِ جَعفَرٍ / وَأَورَثَ مَجداً في رِياحٍ وَسُؤدَدا
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ / نِكاحُ أَبي الدَهماءِ بِنتَ سَعيدِ
أَصابوا جَواداً لَم يَكُن في رِباطِهِم / وَكانَ أَبو الدَهماءِ غَيرَ مُجيدِ
فَجاءَت بِهِ مِن ذي ضَواةٍ كَأَنَّهُ / جَحافِلُ بَغلٍ في مُناخِ جُنودِ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ / وَقَد هَشَموا أَنفَ الحُتاةِ عَلى عَمدِ
هُمُ مَهَّدوهُ رَجعَهُ بَعدَ رَثمِهِ / وَأَنتُم شُهودٌ مُعصِمونَ عَلى حَردِ
تَمَنَّونَ دَولاتِ الزَمانِ وَصَرفَهُ / إِذا ضاقَ مِنكُم مَطلَعُ الوِردِ بِالوِردِ
وَتَدعونَ ماروكاً أَبا العَمِّ ناصِراً / عَلَيهِم إِذا ما أَعصَمَ الوَغدُ بِالوَغدِ
فَلَم تُدرِكوا بِالعَمِّ ثَأراً وَلَم يَكُن / لِيُدرَكَ ثَأرٌ بِالتَنابِلَةِ القُفدِ
لَقَد وَلَدَت غَسّانَ ثالِبَةُ الشَوى
لَقَد وَلَدَت غَسّانَ ثالِبَةُ الشَوى / عَدوسُ السُرى لا يَقبَلُ الكَرمَ جيدُها
جَبَيتَ جَبا عَبدٍ فَأَصبَحتَ مورِداً / غَرائِبَ يَلقى ضَيعَةً مَن يَذودُها
أَلَم تَرَ يا غَسّانُ أَنَّ عَداوَتي / يُقَطِّعُ أَنفاسَ الرِجالِ كَؤودُها
أَلا حَيِّ رَبعاً بِاللَوى ذَكَرَ العَهدا
أَلا حَيِّ رَبعاً بِاللَوى ذَكَرَ العَهدا / مَحَتهُ الصَبا جَرَّ اليَمانِيَّةِ البُردا
لِهِندٍ وَلَو أَنَّ المُقيمينَ بَعدَها / أَرادوا فِراقاً لَم أَجِد لَهُمُ فَقدا
فَيا أَيُّها العُذّالُ إِنَّ مَلامَتي / تَزيدُ إِذا ما لُمتُموني بِها وَجدا
يَعيبُ الغَواني شَيبَ رَأسِيَ بَعدَما / يُفَرِّقنَ بِالمِدراةِ داجِيَةً جَعدا
فَلا تَنظُرا مِن نَحوِ أَعمُقِ دابِقٍ / وَلَكِن إِلى نَجدٍ وَأَنّى تَرى نَجدا
لَقَد كُنتُ مِن قَصرِ النَشاشِيِّ نائِياً / فَسِرنا وَخاطَرنا المَخافَةَ وَالبُعدا
نَخافُ لَها إِمّا مُسِرّاً شَناءَةً / وَإِمّا شَتيماً ذا مُجاهَرَةٍ وَردا
إِذا ذَكَرَت نَفسي تَميماً تَذَكَّرَت / أُموراً تُنَسّيني الضَغائِنَ وَالحِقدا
فَكَيفَ تَقولُ السَيفُ يُحمَلُ نَصلُهُ / إِذا فارَقَ السَيفُ المَحامِلَ وَالغِمدا
شَكَونا إِلى سُعدى جَوىً وَصَبابَةً / وَما كُلُّ ما في النَفسِ تُخبَرُهُ سُعدى
إِذا قالَ حادينا جَهَدتُم فَعَرِّسوا / تَمَطَّينَ حَتّى زِدنَ حادِيَنا جَهدا
أَنا اِبنُ أَبي سَعدٍ وَعَمروٍ وَمالِكٍ
أَنا اِبنُ أَبي سَعدٍ وَعَمروٍ وَمالِكٍ / وَضَبَّةُ عَبدٌ واحِدٌ وَابنُ واحِدِ
أَجِئتَ تَسوقُ السيدَ خُضراً جُلودُها / إِلى الصَيدِ مِن خالَيَّ صَخرٍ وَخالِدِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الضَبَّ يَهدِمُ جُحرَهُ / وَتَرأَسُهُ بِاللَيلِ صُمُّ الأَساوِدِ
فَإِنّا وَجَدنا إِذ وَفَدنا إِلَيكُمُ / صُدورَ القَنا وَالخَيلَ مِن خَيرِ وافِدِ
وَأَبلَيتُمُ في شَأنِ جِعثِنَ سَوأَةً / وَبانَ اِبنُ عَوّامٍ لَكُم غَيرَ حامِدِ
أَلَم تَرَ يَربوعاً إِذا ما ذَكَرتُهُم / وَأَيّامَهُم شَدّوا مُتونَ القَصائِدِ
لَقَد داهَنَت في رَهنِ عَوفِن مَجاشِعٌ / وَبانَ اِبنُ عَوّامٍ لَكُم غَيرَ حامِدِ
فَيا لَيتَهُ نادى عُبَيداً وَجَعفَراً / وَشُمّاً رِياحِيَّينَ شُمَّ الأَساعِدِ
أَتَعرِفُ أَم أَنكَرتَ أَطلالَ دِمنَةٍ
أَتَعرِفُ أَم أَنكَرتَ أَطلالَ دِمنَةٍ / بِأَثبيتَ فَالجَونَينِ بالٍ جَديدُها
لَيالِيَ هِندٌ حاجَةٌ لاتُريحُنا / بِبُخلٍ وَلا جودٍ فَيَنفَعَ جودُها
لَعَمري لَقَد أَشفَقتُ مِن شَرِّ نَظرَةٍ / تَقودُ الهَوى مِن رامَةٍ وَيَقودُها
وَلَو صَرَمَت حَبلي أُمامَةُ تَبتَغي / زِيادَةَ حُبٍّ لَم أَجِد ماأُزيدُها
إِذا مُتُّ فَاِنعَيني لِأَضيافِ لَيلَةٍ / تَنَزَّلَ مِن صُلبِ السَماءِ جَليدُها
مَتى تَرَ وَجهَ التَغلِبِيِّ تَقُل لَهُ / أَتى وَجهُ هَذا سَوأَةً أَو يُريدُها
وَتَغلِبُ لا مِن ذاتِ فَرعٍ بِنَجوَةٍ / وَلا ذاتِ أَصلٍ يَشرَبُ الماءَ عودُها
أَبا مالِكٍ ذا الفَلسِ إِنَّ عَداوَتي / تُقَطِّعُ أَنفاسَ الرِجالِ صَعودُها
جَبَيتَ جَبا عَبدٍ فَأَصبَحتَ مورِداً / غَرائِبَ يَلقى ضَيعَةً مَن يَذودُها
لَقَد صَبَّحَتكُم خَيلُ قَيسٍ كَأَنَّها / سَراحينُ دَجنٍ يَنفُضُ الطَلَّ سيدُها
هُمُ الحامِلونَ الخَيلَ حَتّى تَقَحَّمَت / قَرابيسُها وَاِزدادَ مَوجاً لُبودُها
لَقَد شَدَّ بِالخَيلِ الهُذَيلُ عَلَيكُمُ / عِنانَينِ يُمضي الخَيلَ ثُمَّ يُعيدُها
لَعَلَّ فِراقَ الحَيِّ لِلبَينِ عامِدي
لَعَلَّ فِراقَ الحَيِّ لِلبَينِ عامِدي / عَشِيَّةَ قاراتِ الرُحَيلِ الفَوارِدِ
لَعَمرُ الغَواني ما جَزَينَ صَبابَتي / بِهِنَّ وَلا تَحبيرَ نَسجِ القَصائِدِ
وَكَم مِن صَديقٍ واصِلٍ قَد قَطَعنَهُ / وَفَتَّنَّ مِن مُستَحكِمِ الدينِ عابِدِ
فَإِنَّ الَّتي يَومَ الحَمامَةِ قَد صَبا / لَها قَلبُ تَوّابٍ إِلى اللَهِ ساجِدِ
رَأَيتُ الغَواني مولِعاتٍ لِذي الهَوى / بِحُسنِ المُنى وَالبُخلِ عِندَ المَواعِدِ
لَقَد طالَ ما صِدنَ القُلوبَ بِأَعيُنٍ / إِلى قَصَبٍ زَينِ البُرى وَالمَعاضِدِ
أَتُعذَرُ إِن أَبدَيتَ بَعدَ تَجَلُّدٍ / شَواكِلَ مِن حُبٍّ طَريفٍ وَتالِدِ
وَنَطلُبُ وُدّاً مِنكِ لَو نَستَفيدُهُ / لَكانَ إِلَينا مِن أَحَبِّ الفَوائِدِ
فَلا تَجمَعي ذِكرَ الذُنوبِ لِتَبخَلي / عَلَينا وَهِجرانَ المُدِلِّ المُباعِدِ
إِذا أَنتَ زُرتَ الغانِياتِ عَلى العَصا / تَمَنَّينَ أَن تُسقى دِماءَ الأَساوِدِ
أَعِفُّ عَنِ الجارِ القَريبِ مَزارُهُ / وَأَطلُبُ أَشطانَ الهُمومِ الأَباعِدِ
لَقَد كانَ داءٌ بِالعِراقِ فَما لَقوا / طَبيباً شَفى أَدوائَهُم مِثلَ خالِدِ
شَفاهُم بِرِفقٍ خالَطَ الحِلمَ وَالتُقى / وَسيرَةِ مَهدِيٍّ إِلى الحَقِّ قاسِدِ
فَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ حَباكُمُ / بِمُستَبصِرٍ في الدينِ زَينِ المَساجِدِ
وَإِنّا لَنَرجو أَن تُرافِقَ رُفقَةً / يَكونونَ لِلفِردَوسِ أَوَّلَ وارِدِ
فَإِنَّ اِبنَ عَبدِ اللَهِ قَد عُرِفَت لَهُ / مَواطِنُ لا تُخزيهِ عِندا المَشاهِدِ
فَأَبلى أَميرَ المُؤمِنينَ أَمانَةً / وَأَبلاهُ صِدقاً في الأُمورِ الشَدائِدِ
إِذا ما أَرادَ الناسُ مِنهُ ظُلامَةً / أَبى الضَيمَ فَاِستَعصى عَلى كُلِّ قائِدِ
وَكَيفَ يَرومُ الناسُ شَيئاً مَنَعتَهُ / هَوى بَينَ أَنيابِ اللُيوثِ الحَوارِدِ
إِذا جَمَعَ الأَعداءُ أَمرَ مَكيدَةٍ / لِغَدرٍ كَفاكَ اللَهُ كَيدَ المُكايِدِ
تُعِدُّ سَرابيلَ الحَديدِ مَعَ القَنا / وَشُعثَ النَواصي كَالضِراءِ الطَوارِدِ
إِذا ما لَقيتَ القِرنَ في حارَةِ الوَغى / تَنَفَّسَ مِن جَيّاشَةٍ ذاتِ عانِدِ
وَإِن فَتَنَ الشَيطانُ أَهلَ ضَلالَةٍ / لَقوا مِنكَ حَرباً حَميُها غَيرُ بارِدِ
إِذا كانَ أَمنٌ كانَ قَلبُكَ مُؤمِناً / وَإِن كانَ خَوفٌ كُنتَ أَحكَمَ ذائِدِ
وَما زِلتَ تَسمو لِلمَكارِمِ وَالعُلى / وَتَعمُرُ عِزّاً مُستَنيرَ المَوارِدِ
إِذا عُدَّ أَيّامُ المَكارِمِ فَاِفتَخِر / بِآبائِكَ الشُمِّ الطِوالِ السَواعِدِ
فَكَم لَكَ مِن بانٍ طَويلٍ بِناؤُهُ / وَفي آلِ صَعبٍ مِن خَطيبٍ وَوافِدِ
يَسُرُّكَ أَيّامَ المُحَصَّبِ ذِكرُهُم / وَعِندَ مَقامِ الهَديِ ذاتِ القَلائِدِ
تَمَكَّنتَ في حَيِّي مَعَدٍّ مِنَ الذُرى / وَفي يَمَنٍ أَعلى كَريمِ المَوالِدِ
فُروعٍ وَأَصلٍ مِن بَجيلَةَ في الذُرى / إِلى اِبنِ نِزارٍ كانَ عَمّاً وَوالِدِ
حَمَيتَ ثُغورَ المُسلِمينَ فَلَم تُضِع / وَما زِلتَ رَأساً قاَئِداً وَاِبنَ قائِدِ
فَإِنَّكَ قَد أُعطيتَ نَصراً عَلى العِدى / فَأَصبَحتَ نوراً ضَوءُهُ غَيرُ خامِدِ
بَنَيتَ بِناءً ما بَنى الناسُ مِثلَهُ / يَكادُ يُساوى سورُهُ بِالفَراقِدِ
وَأُعطيتَ ما أَعيا القُرونَ الَّتي مَضَت / فَنَحمَدُ مِفضالاً وَلِيَّ المَحامِدِ
إِنَّ الَّذي أَنفَقتَ حَزمٌ وَقُوَّةٌ / فَأَبشِر بِأَضعافٍ مِنَ الرِبحِ زائِدِ
لَقَد كانَ في أَنهارِ دِجلَةَ نِعمَةٌ / وَحُظوَةُ جَدٍّ لِلخَليفَةِ صاعِدِ
عَطاءَ الَّذي أَعطى الخَليفَةَ مُلكَهُ / وَيَكفيهِ تَزفارُ النُفوسِ الحَواسِدِ
جَرَت لَكَ أَنهارٌ بِيُمنٍ وَأَسعُدٍ / إِلى جَنَّةٍ في صَحصَحانِ الأَجالِدِ
يُنَبِّتنَ أَعناباً وَنَخلاً مُبارَكاً / وَأَنقاءَ بُرٍّ في جُرونِ الحَصائِدِ
إِذا ما بَعَثنا رائِداً يَبتَغي النَدى / أَتانا بِحَمدِ اللَهِ أَحمَدَ رائِدِ
فَهَل لَكَ في عانٍ وَلَيسَ بِشاكِرٍ / فَتُطلِقَهُ مِن طولِ عَضِّ الحَدائِدِ
يَعودُ وَكانَ الخُبثُ مِنهُ سَجِيَّةً / وَإِن قالَ إِنّي مُعتِبٌ غَيرُ عائِدِ
نَدِمتَ وَما تُغني النَدامَةُ بَعدَما / تَطَوَّحتَ مِن صَكِّ البُزاةِ الصَوائِدِ
وَكَيفَ نَجاةٌ لِلفَرَزدَقِ بَعدَما / ضَغا وَهوَ في أَشداقِ أَغلَبَ حارِدِ
أَلَم تَرَ كَفَّي خالِدٍ قَد أَفادَتا / عَلى الناسِ رِفداً مِن كَثيرِ الرَوافِدِ
بَني مالِكٍ إِنَّ الفَرَزدَقَ لَم يَزَل / كَسوباً لِعارِ المُخزِياتِ الخَوالِدِ
فَلا تَقبَلوا ضَربَ الفَرَزدَقِ إِنَّهُ / هُوَ الزيفُ يَنفي ضَربَهُ كُلُّ ناقِدِ
وَإِنّا وَجَدنا إِذ وَفَدنا عَلَيكُمُ / صُدورَ القَنا وَالخَيلَ أَنجَحَ وافِدِ
أَلَم تَرَ يَربوعاً إِذا ما ذَكَرتُهُم / وَأَيّامَهُم شَدّوا مُتونَ القَصائِدِ
فَمَن لَكَ إِن عَدَّدتَ مِثلَ فَوارِسي / حَوَوا حَكَماً وَالحَضرَمِيَّ بنَ خالِدِ
أَسالَ لَهُ النَهرَ المُبارَكَ فَاِرتَمى / بِمِثلِ الرَوابي المُزبِداتِ الحَواشِدِ
فَزِد خالِداً مِثلَ الَّذي في يَمينِهِ / تَجِدهُ عَنِ الإِسلامِ أَكرَمَ ذائِدِ
كَأَنّي وَلا ظُلماً أَخافُ لِخالِدٍ / مِنَ الخَوفِ أُسقى مِن سِمامِ الأَساوِدِ
وَإِنّي لَأَرجو خالِداً أَن يَفُكَّني / وَيُطلِقَ عَنّي مُقفَلاتِ الحَدائِدِ
تَكَشَّفَتِ الظَلماءُ عَن نورِ وَجهِهِ / لِضَوءِ شِهابٍ ضَوءُهُ غَيرُ خامِدِ
أَلا تَذكُرونَ الرِحمَ أَو تُقرِضونَني / لَكُم خُلُقاً مِن واسِعِ الخُلقِ ماجِدِ
لَكُم مِثلُ كَفَّي خالِدٍ حينَ يَشتَري / بِكُلِّ طَريفٍ كُلَّ حَمدٍ وَتالِدِ
فَإِن يَكُ قَيدي رَدَّ هَمّي فَرُبَّما / تَناوَلتُ أَطرافَ الهُمومِ الأَباعِدِ
مِنَ الحامِلاتِ الحَمدِ لَمّا تَكَشَّفَت / ذَلاذِلُها وَاِستَوأَرَت لِلمُناشِدِ
فَهَل لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ في شاكِرٍ لَهُ / بِمَعروفٍ أَن أَطلَقتَ قَيدَيهِ حامِدِ
وَما مِن بَلاءٍ غَيرَ كُلِّ عَشِيَّةٍ / وَكُلِّ صَباحٍ زائِدٍ غَيرِ عائِدِ
يَقولُ لِيَ الحَدّادُ هَل أَنتَ قائِمٌ / وَما أَنا إِلّا مِثلُ آخَرَ قاعِدِ
كَأَنّي حَروري ضَلَّهُ فَوقَ كَعبَةٍ / ثَلاثونَ قَيناً مِن صَريمٍ وَكايِدِ
وَما إِن بِدينٍ ظاهَروا فَوقَ ساقِهِ / وَقَد عَلِموا أَن لَيسَ ديني بِنافِدِ
وَيَروي عَلَيَّ الشِعرَ ما أَنا قُلتُهُ / كَمُعتَرِضٍ لِلريحِ بَينَ الطَرائِدِ
غَداً بِاِجتِماعِ الحَيِّ نَقضي لُبانَةً
غَداً بِاِجتِماعِ الحَيِّ نَقضي لُبانَةً / وَأُقسِمُ لا تُقضى لُبانَتُنا غَدا
إِذا صَدَعَ البَينُ الجَميعَ وَحاوَلَت / بِقُوٍّ شَماليلُ النَوى أَن تَبَدَّدا
وَأَصبَحَتِ الأَجزاعُ مِمَّن يَحُلُّها / قِفاراً فَما شاءَ الحَمامُ تَغَرَّدا
أَجالَت عَلَيهِنَّ الرَوامِسُ بَعدَنا / دِقاقَ الحَصى مِن كُلِّ سَهلٍ وَأَجلَدا
لَقَد قَدَني مِن حُبِّ ماوِيَةَ الهَوى / وَما كانَ يَلقاني الجُنَيبَةُ أَقوَدا
وَأَحسُدُ زُوّارَ الأَوانِسِ كُلَّهُم / وَقَد كُنتُ فيهِنَّ الغَيورَ المُحَسَّدا
أُعِدَّ لِبَيّوتِ الأُمورِ إِذا سَرَت / جِمالِيَّةً حَرفاً وَمَيساءَ مُفرَدا
لَها مِحزَمٌ يُطوى عَلى صُعَدائِها / كَطَيِّ الدَهاقينِ البِناءَ المُشَيَّدا
وَقَد أَخلَفَت عَهدَ السِقابِ بِجاذِبٍ / طَوَتهُ حِبالُ الرَحلِ حَتّى تَجَدَّدا
وَزافَت كَما زافَ القَريعُ مُخاطِراً / وَلُفَّ القِرى وَالحالِبانِ فَأَلبَدا
وَتُصبِحُ يَومَ الخِمسِ وَهيَ شِمِلَّةٌ / مَروحاً تُقالي الصَحصَحانَ العَمَرَّدا
أَقولُ لَهُ يا عَبدَ قَيسٍ صَبابَةً / بِأَيٍّ تَرى مُستَوقِدَ النارِ أَوقَدا
فَقالَ أَرى ناراً يُشَبُّ وَقودُها / بِحَيثُ اِستَفاضَ الجِزعُ شيحاً وَغَرقَدا
أُحِبُّ ثَرى نَجدٍ وَبِالغَورِ حاجَةٌ / فَغارَ الهَوى يا عَبدَ قَيسٍ وَأَنجَدا
وَإِنّي لَمِن قَومٍ تَكونُ خُيولُهُم / بِثَغرٍ وَتَلقاهُم مَقانِبَ قُوَّدا
يَحُشّونَ نيرانَ الحُروبِ بِعارِضٍ / عَلَتهُ نُجومُ البيضِ حَتّى تَوَقَّدا
وَكُنّا إِذا سِرنا لِحَيٍّ بِأَرضِهِم / تَرَكناهُمُ قَتلى وَفَلّاً مُشَرَّدا
وَمُكتَبَلاً في القَدِّ لَيسَ بِنازِعٍ / لَهُ مِن مِراسِ القِدِّ رِجلاً وَلا يَدا
وَإِنّي لَتَبتَزُّ الرَئيسَ فَوارِسي / إِذا كُلُّ عَجعاجٍ مِنَ الخورِ عَرَّدا
رَدَدنا بِخَبراءِ العُنابِ نِساءَكُم / وَقَد قُلنَ عِتقُ اليَومِ أَو رِقُّنا غَدا
فَأَصبَحنَ يَزجُرنَ الأَيامِنَ أَسعُدا / وَقَد كُنَّ لا يَزجُرنَ بِالأَمسِ أَسعُدا
فَما عِبتُ مِن نارٍ أَضاءَ وَقودُها / فِراساً وَبَسطامَ بنَ قَيسٍ مُقَيَّدا
وَأَوقَدتَ بِالسيدانِ ناراً ذَليلَةً / وَعَرَّفتَ مِن سَوآتِ جِعثَنَ مَشهَدا
أَضاءَ وُقودُ النارِ مِنها بَصيرَةً / وَعَبرَةَ أَعمى هَمُّهُ قَد تَرَدَّدا
كَأَنَّ الَّتي يَدعونَ جِعثَنَ وَرَّكَت / عَلى فالِجٍ مِن بُختِ كَرمانَ أَحرَدا
وَأَورَثَني الفَرعانِ سَعدٌ وَمالِكٌ / سَناءً وَعِزّاً في الحَياةِ مُخَلَّدا
مَتى أُدعَ بَينَ اِبنَي مُغَدّاةَ تَلقَني / إِلى لَوذِ عِزٍّ طامِحِ الرَأسِ أَصيَدا
أَحُلُّ إِذا شِئتُ الإِيادَ وَحَزنَهُ / وَإِن شِئتُ أَجزاعَ العَقيقِ فَجَلعَدا
فَلَو كانَ رَأيٌ في عَدِيِّ بنِ جُندَبِ / رَأَوا ظُلمَنا لِابنَي سُمَيرَةَ أَنكَدا
أَيَشهَدُ مَثغورٌ عَلَينا وَقَد رَأى / سُمَيرَةُ مِنّا في ثَناياهُ مَشهَدا
مَتى أَلقَ مَثغوراً عَلى سوءِ ثَغرِهِ / أَضَع فَوقَ ما أَبقى مِنَ الثَغرِ مِبرَدا
مَنَعناكُمُ حَتّى اِبتَنَيتُم بُيوتَكُم / وَأَصدَرَ راعيكُم بِفَلحٍ وَأَورَدا
بِشُعثٍ عَلى شُعثٍ مَغاويرَ بِالضُحى / إِذا ثَوَّبَ الداعي لِرَوعٍ وَنَدَّدا
كَراديسَ أَوراداً بِكُلِّ مُناجِدٍ / تَعَوَّدَ ضَربَ البيضِ فيما تَعَوَّدا
إِذا كَفَّ عَنهُ مِن يَدَي حُطَمِيَّةٍ / وَأَبدى ذِراعَي شَيظَمٍ قَد تَخَدَّدا
عَلى سابِحٍ نَهدٍ يُشَبَّهُ بِالضُحى / إِذا عادَ فيهِ الرَكضُ سيداً عَمَرَّدا
أَرى الطَيرَ بِالحَجّاجِ تَجري أَيامِناً / لَكُم يا أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَسعُدا
رَجَعتَ لِبَيتِ اللَهِ عَهدَ نَبِيِّهِ / وَأَصلَحتَ ما كانَ الخُبَيبانِ أَفسَدا
فَما مُخدِرٌ وَردٌ بِخَفّانَ زَأرُهُ / إِلى القِرنِ زَجرَ الزاجِرينَ تَوَرَّدا
بِأَمضى مِنَ الحَجّاجِ في الحَربِ مُقدِماً / إِذا بَعضُهُم هابَ الخِياضَ فَعَرَّدا
تَصَدّى صَناديدُ العِراقِ لِوَجهِهِ / وَتُضحي لَهُ غُرُّ الدَهاقينِ سُجَّدا
وَلِلقَينِ وَالخِنزيرِ مِنّي بَديهَةٌ / وَإِن عاوَدوني كُنتُ لِلعَودِ أَحمَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025