المجموع : 46
كِتابٌ أَتاني مِن حَبيبٍ وَبَينَنا
كِتابٌ أَتاني مِن حَبيبٍ وَبَينَنا / لِطولِ التَنائي بَرزَخٌ أَيُّ بَرزَخِ
تَقَدَّمَ لي عَنهُ مِن البُعدِ أُنسُهُ / وَفاحَ إِلَيَّ الطيبُ مِن رَأسِ فَرسَخِ
كَأَنَّ نَسيمَ الرَوضِ عِندَ قُدومِهِ / سَرى بِقَميصٍ بِالعَبيرِ المُضَمَّخِ
لَقَد بانَ مِن تاريخِهِ في هِزَّةٌ / فَقُل في كِتابٍ بِالسُرورِ مُؤَرَّخِ
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَيَّجتَ لَوعَتي
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَيَّجتَ لَوعَتي / فَوَيحَكَ خَبِّرني بِما أَنتَ تَصرَخُ
أَبِالبَينِ مِن لَيلى فَإِن كُنتَ صادِقاً / فَلا زالَ عَظمٌ مِن جَناحِكَ يُفسَخُ
وَلا زالَ رَمٍ فيكَ فَوَّقَ سَهمَهُ / فَلا أَنتَ في عُشٍ وَلا أَنتَ تُفرِخُ
وَلا زِلتَ عَن عَذبِ المِياهِ مُنَفَّراً / وَوَكرُكَ مَهدوماً وَبَيضُكَ يُرضَخُ
فَإِن طِرتَ أَردَتكَ الحُتوفُ وَإِن تَقَع / تَقَيَّضَ ثُعبانٌ بِوَجهِكَ يَنفُخُ
وَعايَنتَ قَبلَ المَوتِ لَحمَكَ مُشرَحاً / عَلى حَرِّ جَمرِ النارِ يُشوى وَيُطبَخُ
وَلا زِلتَ في شَرِّ العَذابِ مُخَلَّداً / وَريشُكَ مَنتوفٌ وَلَحمُكَ يُشدَخُ
لِتَهجَعَ وَاِستَبقَيتُها ثُمَّ قَلَّصَت
لِتَهجَعَ وَاِستَبقَيتُها ثُمَّ قَلَّصَت / بِسُمرٍ خِفافِ الوِطءِ وارِيَةِ المُخِّ
رَمَتني اللَيالي مِن مُصابِكَ يا أَخي
رَمَتني اللَيالي مِن مُصابِكَ يا أَخي / بِقاصِمَةٍ مِن رَيبِهِنَّ المُدَوِّخِ
أَخي ضامَني فيكَ الزَمانُ وَرَيبُهُ / فَما لَكَ لا تَحمي حِماكَ وَتَنتَخي
أَخي لا تَدَعني لِلخُطوبِ ذَرِيَّةَ / وَكُنتُ إِذا اِستَصرَختَ وَأتيكَ مَصرَخي
أَخي غَيرُ جَفني بَعدَكَ الطاعِمُ الكَرى / أَخي غَيرُ عَيشي بَعدَكَ الناعِمُ الشَرخِ
ثَوَيتَ وَلا ذِرعي بِفَقدِكَ واسِعٌ / رَحيبٌ وَلا رَوعي عَليكَ بِمُفرَخِ
وَعَهدي بِحِلمي قَبلَ يَومِكَ ثابِتاً / مَتى هَفَّتِ الأَحلامُ بِالناسِ يَرسَخِ
فَإِن أُمسِ مَغلوباً فَغَيرُ مُؤَنِّبٍ / عَليكَ وَإِن أَجزَع فَغَيرُ مُؤَبِّخ
فَيا عَينُ إِمّا يُفنِ جَمَّتَكَ البُكا / فَسُحّي دَماً إِن أَعوَزَ الدَمعُ وَانضَخي
عَلى ذي يَدٍ كَالغَيثِ في المَحلِ ثَرَّةٍ / وَوَجهٍ كَضَوءِ الصُبحِ أَبلَحَ أَبلَخِ
طَوَت ظُلَمُ الأَجداثِ مِنهُ خَلائِقاً / إِذا نُشِرَت في الناسِ قالوا بَخٍ بَخِ
وَنَفساً عَلى عَجمِ الخُطوبِ مُضيأَةً / إِذا طامَنَت مِنها الحَوادِثُ تَشمَخِ
مَضى طاهِرَ الأَردانِ غَيرَ مُدَنَّسٍ / بِعابٍ مِنَ الدُنيا وَلا مُتَلَطِّخِ
تَضوعُ سَجاياهُ فَتُقسِمُ أَنَّهُ / تَضَمَّخَ مِسكاً وَهوَ غَيرُ مُضَمَّخِ
فَما اِختَلَسَتهُ مِن يَدي كَفُّ ضَيغَمٍ / وَلا اِختَطَفَتهُ كَفُّ أَقتَمَ أَفسَخِ
وَلَكِن هُوَ المَوتُ الَّذي حالَ بَينَنا / بِرَغمي فَأَضحى وَهوَ مِنهُ بِبَرزَخِ
أَقولُ لَها حَيثُ اِنتَهى مَسقَطُ النَقا
أَقولُ لَها حَيثُ اِنتَهى مَسقَطُ النَقا / نَصَلتِ وَأَيمُ اللَهِ مِن رَملِ مُربِخِ
نَجَوتِ عَلى ما فيكِ مِن وِنيَةِ السُرى / وَطَيِّ المَوامي سَربَخاً بَعدَ سَربَخِ
بِحَيثُ الفَتى لَمّا يُجِب دَعوَةَ الفَتى / وَلا يَعطِفُ الأَخُّ الكَريمُ عَلى الأَخِ
وَلَم يَبقَ إِلّا بَرزَخٌ فَاِقذِفي بِهِ / وَراءَكِ إِنَّ الدارَ مِن بَعدِ بَرزَخِ
خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِخُ
خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِخُ / أَلَمَّ وَمِن دونِ الحَبيبِ فَراسِخُ
خَطاءٌ كَماءِ البيدِ يَجري وَبَينَنا / هِضابُ الفَيافي وَالجِبالُ الشَوامِخُ
خَفِيَّ الخُطى وافى لِيَنظُرَ هَل غَفَت / عُيوني وَهَل جَفَّت جُفوني النَواضِخُ
خَفِ اللَهَ يا طَيفَ الخَيالِ فَإِنَّها / بِماءِ حَياتي لا بِدَمعي فَواضِخُ
خَطَرتَ إِلى مَيتِ الغَرامِ مُكَلِّماً / لَهُ بَعدَما ناحَت عَليهِ الصَوارِخُ
خَطيبٌ فَهَل عيسى بنُ مَريَمَ جاءَهُ / لِيُنطِقَهُ أَم أَنتَ في الصورِ نافِخُ
خُضِ اللَيلَ وَاِقصِد مَن أُحِبَّ وَقُل لَهُ / سَأَكتُمُ ما بي وَهوَ في القَلبِ راسِخُ
خَشَيتُ اِنفِساخَ العَهدِ عَنّي وَإِنَّني / لِعَهدِكَ لا وَاللَهِ ما أَنا فاسِخُ
خَرَجتُ مِنَ الدُنيا بِوُدِّكَ قانِعاً / وَأَنتَ لِأَضدادي بِوَصلِكَ راضِخُ
خَسِرتَ وَلَم تَعلَم بِأَنَّ عَزائِمي / لِأَشباحِ هَمّي بِالسُرورِ نَواسِخُ
خِيامي عَلى هامِ السِماكِ عَلِيَّةٌ / وَقَدري عَلى مَتنِ المَجَرَّةِ شامِخُ
خَلا المَلِكُ المَنصورُ لي فَأَحَلَّني / مَحَلّاً لَهُ تَعنو الجِبالُ البَواذِخُ
خَطَت بي إِلَيهِ هِمَّتي فَوَرَدتُهُ / فَلا السَعيُ مَذمومٌ وَلا السورُ شامِخُ
خَلَعتُ نِعالَ الشَكِّ في قُدسِ رَبعِهِ / فَمِن تُربِهِ كَفّي لِخَدِّيَّ لاطِخُ
خَلُصتُ مِنَ الأَهوالِ لَمّا لَقيتُهُ / فَبِتُّ مَنيعاً وَالخُطوبُ شَوائِخُ
خَشيتُ عَلى الآراكِ سَطوَةَ بَأسِهِ / وَأَطوادُ رَضوى دونَها وَالشَمارِخُ
خَليفَةُ عَصرٍ لَيسَ يُنسَخُ جودُه / وَيَغتاظُ مِنهُ مالُهُ المُتَناسِخُ
خَصيبٌ إِذا ما الأَرضُ صَوَّحَ نَبتُها / حَليمٌ إِذا أَخفى المَلومَ الرَواسِخُ
خَلائِقُهُ بيضٌ إِذا هَمَّ قاصِدٌ / وَأَسيافُهُ حُمرٌ إِذا هَمَّ صارِخُ
خِصالٌ حَواها مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ / وَأَكسَبَهُ أَسيافُهُ وَالمَشايِخُ
خَزائِنُهُ مَبذولَةٌ وَأَكُفُّهُ / بِحارُ النَدى ما بَينَهُنَّ بَرازِخُ
خِطابُكَ نَجمُ الدينِ خَطبٌ عَلى العِدى / فَكَيفَ إِذا سُلَّت ظُباكَ النَواضِخُ
خَشُنتَ عَلى الأَعداءِ في الحَربِ مَلمَساً / وَغُصنُكَ غَضٌّ في الشَبيبَةِ شارِخُ
خُلِقتَ رِضى العَليا وَوَجهُكَ واضِحٌ / وَجودُكَ سَحّاحٌ وَمَجدُكَ باذِخُ
خَبيرٌ بِأَمرِ المُلكِ عَدلُكَ باسِطٌ / وَعِلمُكَ فَيّاضٌ وَحِلمُكَ راسِخُ
خَفَضتَ اللُهى كَي تَرفَعَ الذُلَّ بِالنَدى / فَأَنتَ لِآلِ الجودِ بِالجودِ ناسِخُ
خُصِصتَ بِقَلبٍ في الشَدائِدِ جامِدٍ / فَزانَكَ كَفٌّ بِالمَكارِمِ ناصِخُ
خُذِ المَدحَ مِنّي وَاِبقَ لِلحَمدِ سالِماً / هَنيئاً لِذِكرٍ عَرفُهُ بِكَ فائِخُ
خَليٌّ يَصوغُ المَدحَ فيكَ قَلائِداً / وَيُنشِدُهُ راوٍ وَيَكتُبُ ناسِخُ
تَنَسَّكتَ بَعدَ الأَربَعينَ ضَرورَةً
تَنَسَّكتَ بَعدَ الأَربَعينَ ضَرورَةً / وَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَقومَ الصَوارِخُ
فَكَيفَ تُرَجّي أَن تُثابَ وَإِنَّما / يَرى الناسُ فَضلَ النُسكِ وَالمَرءُ شارِخُ
إِذا عَقَدَت عَقداً لَياليكَ هَذِهِ
إِذا عَقَدَت عَقداً لَياليكَ هَذِهِ / فَإِنَّ لَها مِن حُكمِ خالِقِها فَسَخا
لَعَمري لَقَد طالَت عَلى المَدلِجُ السُرى / وَلَيسَ يَرى في حَندَسٍ لَهَباً يُسخى
وَجَدنا اِتِّباعَ الشَرعِ حَزماً لِذَي النُهى / وَمَن جَرَّبَ الأَيّامَ لَم يَنكُر النَسخا
فَما بالُ هَذا العَصرِ ما فيهِ آيَةٌ / مِنَ المَسخِ إِن كانَت يَهودُ رَأَت مَسخا
وَقالَ بِأَحكامِ التَناسُخِ مَعشَرٌ / غَلوا فَأَجازوا الفَسخَ في ذاكَ وَالرَسخا
وَمَن يَعفُ عَن ذَنبٍ وَيَسخُ بِنائِلٍ / فَخالِقُنا أَعفى وَراحَتُهُ أَسخى
أَرى طِوَلاً عَمَّ البَرِيَّةَ كُلُّها
أَرى طِوَلاً عَمَّ البَرِيَّةَ كُلُّها / فَيُقصَرُ بِالحُكمِ الإَِلهِيِّ أَو يُرخى
ذَكَرنا الصِبا وَالشَرخَ ثُمَّ تَرادَفَت / حَوادِثُ أُنسَتِنا الشَبيبَةَ وَالشَرخا
وَقَد يَنتَحي الزَندَ الغَويُّ بِجَهلِهِ / فَيَفضُل في القَدَحِ العَفارَةَ وَالمَرخا
فَإِن كُنتَ ذا لُبٍّ مَكينٍ فَلا تَقِس / بِحِمصِكَ وَالميماسِ دَجلَةَ وَالكَرَخا
وَقَد فُجِعَت بِالفَرخِ أَمسِ حَمامَةٌ / فَما بالُها تُلفي بِمَوضِعِها فَرخا
إِذا لَم يُرِد خِلٍّ إِعانَةَ خِلِّهِ
إِذا لَم يُرِد خِلٍّ إِعانَةَ خِلِّهِ / أَتاهُ إِذا نابَ المُلِمُّ يُوَبَّخُ
أخ كُنتُ آوي مِنهُ عِند اِدّكاره
أخ كُنتُ آوي مِنهُ عِند اِدّكاره / إِلى ظِلّ أَفنان من العِزّ باذِخ
سعت نُوَبُ الأَيّام بَيني وَبَينه / فَأَقلَعن مِنّا عَن ظَلوم وَصارِخ
وَإِنّي وَإِعدادي لِدَهري محمدا / كَمُلتَمِس إِطفاءَ نار بِنافِخ
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً / وما بي إلا حب من حل بالكرخ
تجرعت كأساً من صدود محمدٍ / فقد أوهنت عظمي وجازت على المخ
فلست أبالي بالردى بعد فقده / وله يجزع المذبوح من ألم السلخ
أَحبّاي أَمّا الودُّ منّي فَراسخُ
أَحبّاي أَمّا الودُّ منّي فَراسخُ / وإن حالَ دوني عن لقاكم فراسخُ
كأَنَّ نَهاري بعدكم نابُ حَيَّةٍ / وَليلي إذا ما جنَّ أسودُ سالخُ
نأيتم فَلا حرُّ الفِراقِ مُفارِقٌ / فؤادي ولا جمرُ الصَبابة بائخُ
وَكَيفَ وأَنفاسي من الشَوق والجَوى / لنارِ الأَسى بين الضُلوع نَوافخُ
لئن نسخَ البينُ المشِتُّ وِصالَنا / فَما هو للحبِّ المبرِّحِ ناسِخُ
وَلَيلٍ كَيوم الحَشرِ طُولاً سَهرتُهُ / وَبين جُفوني وَالمَنام بَرازِخُ
وَكَم لَيلَةٍ مَدَّت دُجاها كأَنَّما / كواكِبُها فيها رواسٍ رواسِخُ
أَرِقتُ بها وَالصبحُ قد حالفَ الدُجى / فَما نَسرُها سارٍ ولا الديك صارخُ
كأَنَّ نجومَ الأفق غاصَةُ لُجَّةٍ / توحَّلنَ فالأَقدامُ منها سوائخُ
كأَنَّ حناديسَ الظَلام أَداهِمٌ / لَها غُدرٌ ملء الجباه شوادِخُ
كَأَنَّ سهيلاً راح قابسَ جَذوَةٍ / فَوافى وأَنضاءُ النجوم روابخُ
كأَنَّ صغارَ الشُهب في غَسَق الدُجى / فِراخُ نُسورٍ والبُروج مَفارِخُ
كأَنَّ مُعلّى القُطب فارسُ حومة / علا قِرنَه في مُلتَقى الكرِّ شامخُ
كأَنَّ رَقيقَ الأفق بُردٌ مفوَّفٌ / له مَوهنُ الظَلماء بالمسك ضامخُ
كأَنَّ ذُكا باعَت من المُشتَري اِبنها / فَلَم تَستَقِل بَيعاً ولا هو فاسِخُ
فَيا لكَ من لَيلٍ طَويلٍ كأَنَّه / على كُلِّ لَيلٍ بالتَطاول باذِخُ
وَفي القَلب أَنواعٌ من الشوق جمَّةٌ / تُدَكُّ لأدناها الجِبالُ الشوامخُ
وَلا مثلُ شَوقي لابنِ عَبدٍ فإنَّه / لِصَبري إذا حاولته عنه ماسخُ
فَيا أَيُّها الشَيخُ الَّذي أَذعَنَت له / شَبابٌ عَلى علّاتها وَمَشايخُ
لَعَمري لأَنتَ الصادقُ الودّ في الوَرى / ومَن حُبُّه في حَبَّة القَلب راسخُ
لكَ الكَلِماتُ الغرُّ وَالمَنطِقُ الَّذي / أَقرَّ له بالفضل قارٍ وَناسِخُ
عليك سَلامُ اللَه ما حَنَّ مُغرَمٌ / وما دوَّخ الأَحشاء للشَوق دايخُ
بَدا فائحاً عَرفُ الصَبا وَهوَ فايخُ
بَدا فائحاً عَرفُ الصَبا وَهوَ فايخُ / فَأَوضَح وَجدي وَاللواحي تواضخُ
وَقَد برّحت دَمعاً كَما برّخت حَشى / غَدا بارحاً صَبري إِذ الجَزع بارخ
وَصحت رَسول اللَه أَشكو غوايةً / قَضتها عَلى ضعفي اللَيالي النَواسخ
دَعَوت وَما بَيني وَبَينك سَربَخٌ / مريع وَشمّاخُ العَرانين باذخ
وَوَجهت حاجاتي ليكفل نُجحَها / جَنابٌ رَفيع مِن مَعاليك شامخ
وَلم أَتخذ إلاك رُكناً وَمَلجأً / وَإَن زلخت بِالزائغين المزالخ
فَلم يَدهني جاهٌ خَطير وَختلاع / وَلم تُلهني دُعجٌ كِحالٌ فَواتخ
فَكُن لي إِذا ما حَشرجت يَومَ رَوعها / وَضمت عظامي للصدور البَرازخ
فَحَسبيَ مِن دَهري نَوائبُ محنةٍ / نَبالُ عَواديها لِقَلبي رَواضخ
فَكَم محنة لَم أَلقَ فيها مصاحباً / وَكَم مِن شدادٍ خانَني عِندَها أَخ
وَكَم صَدمة أَلقى وَأَثبت واثقاً / تَزلزَلُ عَنها الراسيات الرَواسخ
وَما جرّ وَيلي غير أَن حشاشَتي / تحبُّ وَجفني ناضح الشَأن ناضخ
وَهَل يُفلحنْ يَوماً إِن الدَهر عَضَّه / فَتى طايحٌ في البَغي بالغيّ طايخ
وَهَل طالح إِلا دَهاه مِن الرَدى / عَلى طُول ما يَرجو مِن الدَهر طالخ
وَهَل يَعلو ذو أنفٍ حميٍّ إِلى علا / فَيصبحَ إِلا وَهوَ في الترب تايخ
وَمَن يلتَزم قطب الغُرور فَإِنَّهُ / لَأوّل من تجني عليهِ الفَيالخ
وَإِن فَتى غَنَّت لَهُ قينةُ الهَوى / سَيردعُه مِن زهزج الرَوع صارخ
لَهُ يَوم بُؤس حَينما صخ وَقعه / تصم لَهُ عِندَ السَماع الصَمايخ
فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا ما تقاصرت / إِلَيكَ مطايا السَعي فيها دَخادخ
فَإِنك نُور في قُلوب حكيمة / يُقصّر عَنهُ في الكَلام المَشايخ
وَما أَنتَ إِلا كَنهُ طيبٍ محجبٍ / بِجَدواك عمَّ الوَجهَ في الكَون ضامخ
فصل سَبب الآمال مِنكَ بِنَظرة / فَقَد هَزُلت دُون الرِحاب الدَوالخ
وَأَعجبُ مِن نَفسي رَجت وَتقاعدت / وَلو صدقت ما أَعجزتها الفَراسخ
عَليكَ سَلام اللَه ما قُلت مُنشئاً / بَدا فائِحاً عَرفُ الصَبا وَهوَ فايخ
بَنات الهَوى خلّي المَلام فَإِنني
بَنات الهَوى خلّي المَلام فَإِنني / بَلَوت اللَيالي في الشَدائد وَالرَخا
فَلم يَصطحبني في الملمّات صاحبٌ / وَلم أَلقَ إِذ لاقيت غاياتها أَخا
فَما عزّ ما ترجو إِذا عنّ مطلب / وَما قلّ من يَرعى الحَقيقة وَالإخا
دَعيني فَريداً أَتقي ما بِهِ قَضت / صُروف الليالي وَالعَوادي النَواسخا
دَعيني فإمّا طعمة السَيف مهجتي / عَفيراً وَأَما بالغ الجد باذِخا
لَقد حالَ ما بَيني وَبَينك بَرزخُ
لَقد حالَ ما بَيني وَبَينك بَرزخُ / وَباعدَنا مِيلٌ يُجابُ وَفَرسخُ
وَأَمسى أَنيسي وَحشة وَنَدامة / وَهَذا مَكاني سربخ ثم سربخ
إِذا استسهلت نَحوَ الوصال إِلَيكُمُ / أَمانيَّ سُبْلاً أُبصرُ النيلَ يَبذَخ
تَركتم عُيوني لا تجف دُموعُها / وَقَلبي لَظى أَحزانِه لا تُبَوّخ
فَهَذى لمجرى اليأس بحر مردّد / وَهَذا الطَير اليأس مَأوى وَمَفْرَخ
مللتم وِدادي أَم نسيتم تودّدي / وَآنسكم غَيري وَعشت أورّخ
وَكنا وَلا كالفرقدين فَباينت / صُروفُ الليالي وَهِيَ بالبين أشمخ
فصرنا نَرى القطبين أَقربَ مَنزِلاً / وَنَرسمُ رقمَ الودِّ وَالدَهرُ يَنسخ
تولّى شبابي والشبابُ هو الشرخُ
تولّى شبابي والشبابُ هو الشرخُ / ولم يكُ لي من طيبه النفحُ والضمخُ
ذوى الحبُّ في قلبي لعشرينَ حجةً / فقلتُ حزيناً ماتَ في عشهِ الفرخ
سأحفظ عهدَ الأهلِ والدارِ في النَّوى / وليسَ لهذا العهدِ شرطٌ ولا فسخ
أنا عربيٌّ يعشقُ الشامَ موطناً / وقد تتصبّاهُ الرّصافةُ والكرخ
فكم نسخت حبَّ المنازلِ غربةٌ / ولكنَّ هذا الحبِّ ليس لهُ نسخ
حَذارِ طعاماً باتَ بالسمِّ مَطبوخا
حَذارِ طعاماً باتَ بالسمِّ مَطبوخا / ألم ترَ مِنهُ ذا الشراهةِ مَنفوخا
ثلاثةُ أرباعِ الوَرى هَرئت فلا / تُعالج وباءً كان من عَهدِ أحنوخا
يقول ابنُ عمَّارٍ مقالةَ مخلِصٍ
يقول ابنُ عمَّارٍ مقالةَ مخلِصٍ / لسيد تُرْكُسْتَانَ طُرّاً وخُزْلَخِ
إليك أبا عثمان أهْدِي تحيةً / ثناءً كريحانِ الجِنَانِ المضَمَّخِ
شكرتُكَ أنْ أَوْلَيْتَنِي ومنحتني / عَوَاطِفَ نُعْمَى مَاجِدٍ منك أبْلَخِ
رَدَدْتَ ليَ الإِشْرَاعَ بعد بُطُولِهِ / فَبُؤْتُ بِعِزٍّ بَاذِخٍ كلَّ مَبْذَخِ
وأمَّنْتَ قلبي أن أُسَامَ هَضِيمَةً / فأفْرَخَ عنْهُ روْعُهُ كلَّ مُفْرَخِ
نَسَخْتَ بمُرِّ الحقُّ مظنونَ شُبْهَةٍ / أخَالَتْ ومَهْمَا ينْسِخ الحقُّ يُنْسَخِ
وقد كانَ ماتَ الحقُّ إلا حُشَاشَةً / ولكنْ نَفَخْتَ الرُّوحَ في كلِّ مَنْفَخِ
فأضْحَى يرى بين العَداءِ وبيْنَهُ / بِمَنْعكَ منه بَرْزَخاً أَيَّ برْزَخِ
ولا بِدْعَ أن دَوَّخْتَ بالحق باطلاً / فكم باطلٍ بالعدل منك مُدَوَّخِ
وكان ابنُ عمَّار يُرَجِّيكَ لِلَّتي / يقال لها عند الشدائد بَخْ بَخِ
وكنتَ الذي يحنُو على مستجِيرِهِ / بِعَارِفَةِ المولى وعائدة الأَخِ
ولو أن داري حسْبُ هَمِّك في العُلا / وفي العُرفِ أضحى صَحْنُها ألفَ فرسخِ
فكيف ترى الإِضرار بي في جناحها / أبَى ذاك مجدٌ شامخٌ كلَّ مَشْمَخِ
أقولُ لِعيْسٍ أقبلت بمُخِبِّهَا / على الأَيْنِ تَفْرِي سَرْبَخاً بعد سربخِ
عليكِ ابنُ تَكْسِينٍ فَأُمِّي جنابه / تُنَاخي إليه سهلةَ المتنوَّخِ
فتى غيرُ ما عِلْجِ الخليقة خِلْفِها / ولا خَنِثِ الإِترافِ مثْلِ المُفَنَّخِ
تقابل منه العينُ عند طلوعه / ضياءً متى يُصْبَبْ على الليل يسْلخِ
جوادٌ يرى تطهير عرضٍ وملبسٍ / وتدنيس طَبَّاخ وتسويد مَطْبَخِ
يُوَبِّخُهُ إحسانه أو يُتِمُّهُ / وإن لم يكن في فعله بالمُوَبَّخِ
إذا ما العُلا عُدَّت فأيُّ مُصَدَّرٍ / به عن أبي عثمانها ومُؤَرَّخِ
بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي / كما كشفتْ ريح غماماً تَطَخْطَخَا
ولا بدّ للصبح الجلِيّ إذا بدت / تباشيْره أن يسلخ الليل مسلخا
وأضحت قناةُ الظَّهْر قُوِّسَ متْنُها / وقد كان معدولاً وإن عشتُ فخخا
وأحدث نقصانُ القُوىَ بين ناظري / وسمعي وبين الشخصِ والصوت بَرْزخا
وكنت إذا فَوَّقتُ للشخص لَمحَتي / طوتْ دونه سَهْباً من الأرض سَرْبَخَا
وكنتُ يناديني المنادي بعَفْوِهِ / فَيَغْتَالُ سمعي دون مَدْعَاهُ فرسخا
فحالَتْ صروفُ الدهر تنسخ جِدَّتي / وما أُمْلِيَتْ من قبلُ إلا لتُنْسَخا
وأصبحتُ عَمَّا للفتاة مُوَقَّراً / وقد كنت أيام الشباب لها أَخَا
وما عَجَبٌ أن كان ذاك فإنه / إذا المرء أشْوَتْهُ الحوادثُ شَيَّخَا
بَلَى عجبٌ أني جَزعت ولم أكن / جَزوعاً إذا ما عضَّهُ الدهرُ أَخَّخَا
عَزَاءَكَ فاذكرهُ ولا تنس مِدْحةً / لأَبْلَجَ يحكي سُنَّة البدر أبلْخَا
له سِيمِياءٌ بين عَيْنَيْ مُبَارَكٍ / إذا ما اجتلاها رَوْعُ ذي الروع أفْرَخَا
صَريخٌ لو اسْتَصْرخْتَه يا ابن طاهرٍ / على الدهر إذ أخنى عليك لأَصْرخا
من المُصْعَبيين الذين تفرَّعوا / شَمَاريخَ أطْوادٍ من المجد شُمَّخا
أُناسٌ متى ساءلت نَافَس حظَّهمْ / بأيَّامهم في الجود والبأس بَخْبَخَا
إذا ما المساعي أُجْريَتْ حلباتُها / بَدَوْا غُرراً في أَوجُه السَّبْق شُدَّخا
بِهم جُعِل المجدُ التَّليدا مُصَدَّراً / وليس بإنْسيٍّ سواهم مُؤَرَّخا
تَعَدَّ وأسرف في مديح ابن طاهرٍ / فلست على الإِسراف فيه مُوَبَّخَا
أبو أحمدٍ ليثُ البلاد وغيثها / إذا حطْمَةٌ لم تُبق في العظم منقخا
فتى لم يزل في رأس علياءَ دونها / بمَرْقَبة باضَ الأُنُوقُ وفَرَّخا
إذا راح في رَيَّا نَثَاه حسبتَه / هنالِك بالمسك الذَّكيِّ مُضَمَّخا
يُنِيخُ المَطيَّ الراغبون ببابه / ولو لم ينيخُوه إذن لَتَنَوّخا
تَظلّ متَى صافحتَ أسْرارَ كَفِّه / تَمَسُّ عيوناً من نَداهُنَّ نُضَّخَا
إذا وَعَدَ اهْتزت له الأرض نَضْرَةً / وأنبت منها كلُّ ما كان أسْبَخا
وإن أوْعَدَ ارتَجَّت فإن تمَّ سُخطهُ / تهاوت جبال الأرض في الأرض سُوَّخا
ولستَ تُلاقي عالماً ذا براعةٍ / بأبرَعَ منه في العوم وأرسخا
ولم تر ناراً أوقدت مثل ناره / لدى الحرب أشوى للأعادي وأطْبخا
كفى زمناً أدّى الأميرَ وأَهْلَه / به وبهمْ إن حاول البَذْخَ مَبْذَخَا
هو الطِّرْفُ أجرتْه الملوك ومسَّحت / قديماً له وجهاً أغرَّ مُشَمْرَخَا
إذا هو قاد المُصعبيين فاغتدَوا / جَحَاجحَةً تَهْدي غَطاريف شُرَّخا
فأيَّةَ دارٍ للعدا شاء جَاسَها / وأيةَ أرضٍ للعدا شاء دَوّخا
به أيَّدَ اللَّه الخلافة بعدما / وَهى كُلَّ وَهْيٍ رُكْنُها فتفسَّخا
هو الطَّاهر ابن الطَّاهرين الألى مَضَوْا / ولم يَلْبَسوا عرضاً مُذالاً مُطَيَّخا
ومُسْتَمْنِحِي مدحاً كمدحيه بعدما / تمكَّن إخلاصي له فَتَمَخَّخَا
فقلتُ له عني إليك فلن أرى / هواك لمثلي في رمادك مَنْفَخَا