القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 10
أَجيرانَنا أَمّا أَحاديثُ ذِكرِكُم
أَجيرانَنا أَمّا أَحاديثُ ذِكرِكُم / فَما هِيَ إِلّا لِلعُيونِ مَفاتحُ
وَذِكرُكُمُ تَحتَ الدُجُنَّةِ غابِقٌ / كَما أَنَّهُ تَحتَ الصَبيحَةِ صابِحُ
وَمُستَعظِمٍ وَجدي الَّذي هُوَ ظاهِرٌ / وَأَعظَمُ مِنهُ ما تَضُمُّ الجَوانِحُ
رِياحُ زَفيرٍ لِلدُموعِ لَوافِحٌ / وَما هِيَ إِلّا لِلقُلوبِ لَوائِحُ
وَعِندي وَقَد فَارَقتُكُم كُلُّ زَفرَةٍ / تُمِلُّ بِها الأَشجانُ وَالسِرُّ شارِحُ
لَقَد مَنَحَ الحِصنُ الَّذي هُوَ مانِعٌ / كَما مَنَعَ الدَهرَ الَّذي هُوَ مانِحُ
سَلامٌ عَلَيكُم إِنَّ قَلبِيَ دارُكُم / أَقَرَّ بِها وَالدَمعُ ساقٍ وَسافِحُ
وَما هُوَ إِلّا أَنَّ قَلبِيَ طائِرٌ / وَما هُوَ إِلّا أنَّ لُبِّيَ طائِحُ
وَما الغَيثُ إِلّا مِن دُموعيَ ساكِبٌ / وَلا الرَعدُ إِلّا مِن حَنينِيَ نائِحُ
وَلا العُمرُ إِلّا مِن أَسىً مُتَراكِمٍ / وَلا البَرقُ إِلّا مِن زَفيرِيَ لامِحُ
أَقولُ لَهُ صَفحاً وَإِن كانَ مُذنِباً / فَيا عَجَباً مِن مُذنِبٍ هُوَ صافِحُ
أَأَحبابَنا إِن كُنتُ لِلنَفسِ خاسِراً / عَلَيكُم فَإِنّي بَعدَ ذاكَ رابِحُ
تَمَدّونَ مِنّي الذَنبَ وَالذَنبُ كامِنٌ / وَتَعمَونَ دونَ العُذرِ وَالعُذرُ لائِحُ
وَإِن طَرَدَتني عَن ذُراكُمُ طَوارِدٌ / فَما أَنا مِن خَوفِ المَذَلَّةِ بارِحُ
وَإِن قَرَّبَتني الدارُ مِنكُم وَأَكثَبَت / فَإِنّي مَعَ الحِرمانِ مِنكُم لَنازِحُ
فَيا مَن يَغيبُ الحُبُّ بي وَهوَ حاضِرٌ / وَيا مَن يَجِدُّ الوَجدُ بي وَهوَ مازِحُ
إِلى اللَهِ تَشكو ما تُلاقيهِ مِنكُمُ / جَوانِحُ قَد صُحِّفنَ فَهيَ جَوائِحُ
إِلَيكَ فَما الأَفكارُ إِلّا مَعارِكٌ / وَما هَذِهِ الأَشجانُ إِلّا صَفائِحُ
وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَحضُرِ الوَغى / تُضَمُّ عَلى هَذيِ الجُروحِ الجَوارِحُ
وَيا صاحِبِيَّ الصاحِبَينِ أَرى الهَوى / مُداماً وَمِنهُ غابِقٌ لِيَ صابِحُ
وَإِلّا فَما بالي وَلَم أُسقَ خَمرَةً / أَبَيتُ كَأَنّي مِنهُ سَكرانُ طافِحُ
وَما ذِكرُكُم لِلرَكبِ إِلّا تَعِلَّةٌ / يُراحُ بِها مِنهُنَّ غادٍ وَرائِحُ
وَإِلّا فَما بالُ المَطِيِّ وَلَم تُرَح / أَثابَ بِها مُعيِي المَطِيِّ وَرازِحُ
تَذكَّرَ من أَحبابِه كُلَّ نازِح
تَذكَّرَ من أَحبابِه كُلَّ نازِح / بِدَمعٍ من الأَجفانِ لَيسَ بِنازِح
كأَنّيَ مِن مَدحِ الأَجَلِّ اِقتَنَيتُهُ / وَذَلِكَ ما لَم يَقنَهُ كُلُّ مادِح
سَواءٌ أَسَرّوا القَولَ أَو جَهروا به / فناصِحُهُم عَبدَ الهَوى غَيرُ ناصِح
أعاذلَه وَالعَذلُ يَنزِفُ جُرحَهُ / لعمري لَقَد أَطفأتَ ناراً بِقادِح
عرضتُ عَلى صدري غَرائبَ شَرحِهِم / فَلَم يَنشَرِح صَدري إِلى قول شارِح
أَيا نازِحاً أَفنى نَواظِرَنا نَزحا
أَيا نازِحاً أَفنى نَواظِرَنا نَزحا / وَيا بارِحاً أَفنى خَواطِرَنا بَرحا
وَيا مَن خَسِرتُ القَلبَ إِذ رُمتُ وَصلَهُ / وَيا لَيتَ لَو كانَت سَلامَتُهُ رِبحا
أَسىً مَن لِقَلبي لَو وَجَدتُ لَهُ أَسىً / وَمَن لِلساني لو أَطلتُ لَهُ شَرحا
جَهِلتُ مَكانَ الصُبحِ بَينَ رِحالِكُم / فَلا أَظلِمُ الظَلما أُسائِلُها الصُبحا
أَطارِحُها شَوقي فَيَثقُلُ مَحمَلاً / فَهَل أَتَّقي مِنها إِذا ضَعُفَت طَرحا
نَسيمٌ رَقيقٌ مِثلُ ريقٍ رَشَفتُهُ / وَجَدتُ لِمَسراهُ عَلى كَبِدي نَضحا
يَزورُ كَزَورِ البَرقِ أَو زَورِ بِشرِكُمُ / فَإِن فاتَني لَمعاً فَما فاتَني لَمحا
فَما لَكَ عَنّي قَد حَبَستَ عِنانَهُ / وَما لَكَ قَد أَعدَيتَ أَخلاقَهُ شُحّا
يَعودُ عَليلاً لا يَعودُ شِفاؤُهُ / لَعَمري لَقَد زِدتُم جَريحَكُمُ جَرحا
وَحَثَّ رِكاباً لِلهُبوبِ طَليحَةً / تَقَيَّلُ بَينَ الطَلحِ آهاً لَهُ طَلحا
وَلَو أَنَّ أَنفاسي تَزيدُ كَهَبِّهِ / لَكُنتُ بِنَفسي لا بِأَنفاسِها سَمحا
هَوىً كَتَبَت أَيدي الضَنا مِنهُ في الحَشا / سُطوراً رَأَيتُ الدَهرَ يُمحى وَلا تُمحى
وَإِنسانُ عَيني فيكَ خالَفَ قَلبَهُ / فَهَذا اِنطَفا بَرحاً وَذاكَ طَفا سَبحا
أَمينٌ حَكى عَن كُلِّ قَلبٍ حَديثَهُ / فَإِن عادَني نَفحاً يُعاوِدْكُمُ لَفحا
وَيا ناصِحي ما خُنتَني في نَصيحَةٍ / وَلَكِن أَمينُ الحُبِّ يَتَّهِمُ النُصحا
وَأَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ ذَنبٌ صَدَقتَني / فَأَلّا ضَرَبتَ الذِكرَ عَن مُسرِفٍ صَفحا
وَقُل لِلَّذي يَلحى عَلَيهِ وَدونَهُ / مُنىً وَعَناً مَن يا مُعَنّى الخُطا تَلحى
أَتَرجِفُ عَن سَكرانِ قَلبٍ بِصَحوِهِ / وذلك إِرجافٌ إِذا ما صَحا صَحّا
وَبِالعُدوَةِ القُصوى العَذولُ وَعَذلُهُ / وَعُذرُ الهَوى العُذرِيِّ بِالمَنزِلِ الأَضحى
أَأَنسى الَّذي بَيني وَبَينَ وُجوهِهِم / وَلا سِيَّما وَجهٌ جَلا لِلهَوى صُبحا
لِعُذّالِهِ مِن وَعرِها أَيُّ هَضبَةٍ / لِأَحبابِهِ مِن سَهلِها أَيُّما بَطحا
خَلائِقُ أَورَت لِلمَعالي زِنادَها / فَما آنَسَت مِنها حَواسِدُها قَدحا
أَبَت هِمَّتي أَن تَصحَبَ اليَأسَ وَالرِضا / فَها أَنا لا ذَمّاً أَصوغُ وَلا مَدحا
وَأَمسَكتُ عَن شُكرِ الزَمانِ وَذَمِّهِ / فَلَستُ أَرى حَرباً يُديمُ وَلا صُلحا
وَإِن مَسَّني قَرحٌ فَقَد مَسَّ مِثلُهُ / عَدُوّي فَلا أَشكو إِلى المُقرِحُ القَرحا
أَأَهلَ الأَسى لِلناسِ في الناسِ أُسوَةُ / وَمَن ذا الَّذي أَمسى بِعَمرِ الَّذي أَضحى
تَعَزَّوا بِنا إِنَّ التَعَزّي سَماحَةٌ / فَلا تَحزَنوا فَالحُزنُ شُحٌّ وَلا شُحّا
وَما الحُزنُ إِلّا البُخلُ عِندي بِعَينِهِ / وَإِلّا فَهذا مِن بَني عَمِّهِ لَحّا
وَلا تَسمَعنَ مِن زُخرُفِ القَولِ وَالمُنى / فَكَم شَرَحَت ما لَم يُفِد خاطِري شَرحا
إِذا كانَ عُقبى كُلِّ نُجحٍ فِراقَهُ / فَقَد خابَ مَن سَنّى لِمَوعِدِهِ النُجحا
فَيا مَن يُشيرُ الدَمعَ في كَتمِ سِرِّهِ / كَفى بِكَ أَن أَمَّلتَ مِن غادِرٍ نُصحا
أَلَيسَ دُموعُ العَينِ مِن رُقَبائِهِم / إِذا طَلَعوا صُبحاً غَطا فَيضُها جُنحا
يَنِمُّ عَلى ما في الإِناءِ بِرَشحِهِ / وَلَولا اِنصِداعُ القَلبِ ما أَلِفَ الرَشحا
أَبا الفَتحِ يا فَتّاحَ كُلِّ غَريبَةٍ / وَكَم خاطِرٍ فاتَحتَهُ فَأَبى الفَتحا
أَبى صَفوُ سَيلٍ أَن يَقِرَّ بِذِروَةٍ / فَبِاللَهِ لا تَحسُد عَلى الآجِنِ السَفحا
وَيا قَسوَرَ الكُتّابِ بَدِّد صُفوفَهُم / إِذا وَشَّحَت كَفّاكَ مِن قَلَمٍ رُمحا
عَجِبتُ إِذِ اِستَسقى سَحابَكَ ظالِمٌ / فَلَمّا أَراهُ الرَأْيُ عارِضَهُ اِستَصحى
جَلَوتَ عَلى الأَسماعِ دُرّاً فَإِنَّها / قَد التَقَطَتهُ في المَحافِلِ في الأَضحى
يَحِقُّ لِإِبراهيمَ تَضمينَ مِثلِهِ / سَلامَةُ إِسماعيلَ إِذ كُفِيَ الذَبحا
جَلَت مِنهُ مِغوارَ المَنابِرِ غُرَّةٌ / تَزيدُ سَنىً إِن زادَها خاطِبٌ فَسحا
وَسَجعٌ هُوَ السَجعُ الحَمامِيُّ هَزَّنا / مَعاطِفَ أَغصانٍ فَدَت سَجعَكَ السَجحا
مَدَحناهُ مَدحاً فيهِ ذَمٌّ لِغَيرِهِ / إِذا مَدَحَ السَجعَ الفَتى أَنَّبَ النَبحا
وَكَم نُشِرَت مِنهُ مَناشيرُ حِكمَةٍ / طَوى كاشِحٌ عَن أَن يُساجِلَها الكَشحا
مَناشيرُ ما دامَ الخِتامُ لِفاعُها / فَماضَرَّها ألا تُطانُ وَلا تُسحى
تُصَرَّفُ صَرفَيها اللَيالي لِكَيدِنا / فَمَنعٌ بِهِ المَنعى وَمَنحٌ بِهِ المَنحى
وَلَو لَم تُحارِب وَالظَلامُ عَجاجَها / لما اِعتَقَلَت كَفُّ السَماحِ بِها رُمحا
لَئِن أَمِنَ السَرحانَ سَرحُ سُعودِهِم / فَلِلصُبحِ سَرحانٌ سَيَذعَرُهُ سَرحا
إِذا زُلزِلَت بِالعادِياتِ مَنازِلٌ / فَلا هِجنَكُم صُبحا وَلا رُعنَكُم ضَبحا
وَلا خُبِّئَت عَنّا عَلى البُعدِ أَوجُهٌ / شَكا القُبحُ إِذ غَشَّى أَسِرَّتَها القُبحا
وَيَبقى لَدَيكَ الخَيرُ مَوضِعَ رَحلِهِ / إِذا الهَمُّ أَنضى مِنهُ آمالَهُ الطَلحا
فَلا تَقدَحِ الأَعداءُ في زَندِ فَضلِهِ / فَإِنَّ وَراءَ القَدحِ زَنداً وَرى قَدحا
فَما عَدِمَت لَيلَ السُرى مِنهُ وَطأَها / وَلا في نَهارٍ لِلعَنا فَقَدَت سَبحا
وَكَم قيلَ لي بَحرٌ فَقُلتُ صَدَقتُمُ / يَضِنُّ بِهِ دُرّاً وَيَسخو بِهِ مِلحا
دَعوهُ فَفي سَيرِ اللَيالي عَجائِبٌ / سَيَمضي بِهِم صَدعاً وَيَمضي بِنا صَدحا
هُوَ الدَهرُ ثَنّى فِعلَهُ وَهوَ واحِدٌ / هَلِ الأُفقُ لَمّا غامَ غَيرُ الَّذي أَضحى
غِناهُم غِنىً لَم يَعدُ عَنهُم فَما غَنوا / إذا سَحَّ ما لَم يَسقِ أَضاً فَما سَحّا
كَأَنَّكَ مَخلُوقٌ كَما شاءَتِ العُلا
كَأَنَّكَ مَخلُوقٌ كَما شاءَتِ العُلا / وَفَوقَ اِقتِراحاتِ المُنى وَالقَرائِحِ
وَما أشتَكي إلا نُهوضَ نَداكُمُ / وَتَقصيرَ ما أَنهَضتُهُ مِن مَدائِحِ
أَيا صالِحَ الآمالِ كم قُلتُ مُثنياً / إِذا نَحنُ أَثنَينا عَلَيكَ بِصالِحِ
تَجاوَزَ عَفوُ الفَضلِ أَقصى مَطامِعي / وَراضَ مُطيعُ الجودِ أَقصى مَطامِحي
مَنادِحُ جودٍ لِلطلابِ وَسيعَةٌ / وَلَكِن بِها في المَدحِ ضاقَت مَنادِحي
وَجودُكَ بَحرٌ يُغرِقُ الشِعرَ إِذ غَدا / كَدُرٍّ وَإِنَّ الدُرِّ لَيسَ بِسابِحِ
لَئِن كُنتُ قَد أَحسَنتُ في القَولِ فيكُمُ / فَأَحسَنُ مِنهُ ما تُجِنُّ جَوانِحي
أَناصِحَهُ في المَجدِ كُفَّ فَإِنَّهُ / يَراكَ بِعَينِ المَجدِ لَستَ بِناصِحِ
وَأَرضَيتُ فيكَ الحُبَّ وَالحُبُّ جائِرٌ
وَأَرضَيتُ فيكَ الحُبَّ وَالحُبُّ جائِرٌ / وَأَغضَبتُ فيكَ العَزمَ وَالعَزمُ ناصِحُ
وَما مَرَّ بي يَومٌ مِنَ الأُنسِ جامِعٌ / وَلا فاتَني يَومٌ عَنِ الوَصلِ جامِحُ
وَيا طيبَ ما تُحنَى عَلَيهِ ضَمائِري / مِنَ الوُدِّ لَو أَنَّ الَّذي تَمَّ فاتِحُ
يَشِفُّ عَلى مُستَجمِعِ اللَيلِ وَجهُهُ / وَما أَوجُهُ الإِحسانِ إِلّا مَصابِحُ
وَعانَدتُ أَيّامي بِيَومِ لِقائِهِ / فَما عُدَّ لَولاهُ مِنَ الدَهرِ صالَحُ
يَقولونَ لي لِم أَنتَ لِلحُزنِ رازِحُ / فَقُلتُ عَلى القَلبِ الَّذي هُوَ نازِحُ
وَكَم سُدَّ بابُ الرِزقِ عَنّي فَسُمتُها / أَنامِلَ لِلأَرزاقِ فيها مَفاتِحُ
كَأَنَّهُمُ لَم يَعلَموا أَن قَلبَهُ / جَريحٌ وَلا أَنَّ العُيونُ جَوارِحُ
فَحَمَّلتُهُم ما لا يُطيقُ فُؤادُهُ / فَقَد حُنِيَت مِن ثِقلِهِنَّ الجَوانِحُ
وَما ضَرَّني أَن بالَ في البَحرِ بائِلٌ / وَلا ساءَني أَن ناطَحَ الصَخرَ ناطِحُ
مَدائِحُ لَمّا أَشرَقَ الحَقُّ فَوقَها / تَبَلَّجَ إِنَّ الصِدقَ فيها مَدائِحُ
وَلَولا رُواءٌ لِلرُواةِ لَبِسنَهُ / مِنَ الحَقِّ ما شَكّوا بِأَنِّيَ مازِحُ
جُزيتَ عَنِ المَعروفِ خَيراً وَ أَهلِهِ / فَإِنَّكَ قَد حَقَّقتَهُ وَهوَ طائِحُ
أَأَطَمَعُ أَن يَجري عَلى السُّحبِ ساحِبٌ / وَآمُلُ أَن يَأتي عَلى البَحرِ سابِحُ
لَأَصلَحَت مِن حالي وقد كانَ رازِحاً / وَأَعجَزتَ شُكري بَعدَها فَهوَ رازِحُ
عَقائِلُ شُكرٍ أَعقَبَت يَومَ تُجتَلى / وَكَم عَقِمَت بَعدَ الجِلاءِ المَناكِحُ
فَقُل لِحَبيبِ الشِعرِ إِنَّ صَباحَهُ / وَرى مِنهُ ما تَروي العُصورُ الجَوامِحُ
وَقَد فَنِيَت مِنّا عَلَيهِ المَدائِحُ / وَما فَنِيَت مِنّا عَلَيهِ المَنائِحُ
فَمُذ صانَ وَجهي صُنتُ فِكري لِمَدحِهِ / فَوَجهي لَهُ مِن قَبلِ فِكرِيَ مادِحُ
وَلَم أَنسَ ذاكَ اللُطفَ وَالبَحرُ مُخلِفٌ / وَلا نورَ ذاكَ البِشرِ وَالعَيشُ كالِحُ
رَكِبنا رِياحاً مِن كَرائِمِ خَيلِهِ
رَكِبنا رِياحاً مِن كَرائِمِ خَيلِهِ / تَؤُمُّ سَحاباً مِن سَماءِ سَماحِهِ
فَقُل لِلَيالي الخَطبِ طولي أَو اُقصِري / فَإِنّي على وَعدِ السُرى مِن صَباحِهِ
وَلَمّا نَضا الأَستارَ عَن نورِ وَجهِهِ / تَغَطَّيتُ مِن دَهري بِظِلِّ جَناحِهِ
فَعالُكَ في العَلياءِ أَسمى وَأَسمَحُ
فَعالُكَ في العَلياءِ أَسمى وَأَسمَحُ / وَوَجهُكَ في اللأواءِ أَوضا وَأَوضَحُ
وَذِكرُكَ في قَلبِ الزَمانِ مَهابَةٌ / فَمِن بَعدِ ما قَد كانَ يَجمَحُ يَجنَحُ
وَمِثلُكَ مِن قَبلِ المَسائِلِ واهِبٌ / وَلَكِنَّهُ بَعدَ الجَرائِمِ يَصفَحُ
وَجودُكَ مِثلُ الماءِ وَالماءُ مُغرِقٌ / وَبَأسُكَ مِثلُ النارِ وَالنارُ تَقدَحُ
وَما كُنتَ قِدماً بِالجَفاءِ مُعَرِّضاً / فَلِم أَنتَ في هَذا الأَوانِ مُصَرِّحُ
دَعوني أُجَمجِم ما اِستَطَعتُ بِعَتبِكُم / وَلا تَدَعوني بِالشِكايَةِ أُفصِحُ
رَعى اللَهُ قَلبي ما أَشَدَّ حِفاظَهُ / يُوافي عَلى هَذي الهَناتِ وَيَنصَحُ
وَإِنّي غَنِيُّ النَفسِ في الفَقرِ وَالغِنى / أَظَلُّ إِلى بَردِ المُنى أَتَرَوَّحُ
أَبيتُ عَفيفَ الطَعمِ وَالزادُ مُمكِنٌ / وَظامي الأَماني وَالمَوارِدُ تَطفَحُ
وَإِنّي عَلى تِلكَ المُوالاةِ ثابِتٌ / وَلَستُ وَإِن أَقصَيتَني أَتَزَحزَحُ
فَصَفقَةُ وُدّي إِن شَرَيتَ صَفاءَها / فَإِنَّكَ فيهِ لاَمَحالَةَ تَربَحُ
وَإِن كانَ قَد عَدَّدتَ ذَنباً ظَنَنتَهُ / وَكانَ فَإِنَّ الصَفحَ أَرجى وَأَرجَحُ
فَإِن ضاقَ ذاكَ البِشرُ بَعدَ اِتِّساعِهِ / فَما ضاقَ في الأَرضِ الفَسيحَةِ مَسرَحُ
وَإِنّي إِذا اِستَغرَبتُ يَوماً مِنَ الأَسى
وَإِنّي إِذا اِستَغرَبتُ يَوماً مِنَ الأَسى / فَما لِيَ ما اِستَغرَبتُ عاماً مِنَ الفَرَح
وَإِنّي قَد اِستَأثَرتُ بِالعَيشِ ما صَفا / وَإِنّي قَد اِستَمتَعتُ بِالدَهرِ ما صَلَح
فَلا تُشمِتَنَّ الدَهرَ بِالدَمعِ إِن جَرى / فَيَعلَمَ أَنَّ الهَمَّ في القَلبِ قَد جَرَح
تَعاطى مَنالاً لا يُنالُ بِعَزمِهِ
تَعاطى مَنالاً لا يُنالُ بِعَزمِهِ / وَكُلُّ اِعتِزامٍ عَن مَداهُ طَليحُ
وَأَبقى بِها في جَبهَةِ الدَهرِ أَسطُراً
وَأَبقى بِها في جَبهَةِ الدَهرِ أَسطُراً / إِذا ما اِنمَحى خَطُّ الكَواكِبِ لا تُمحى
إِذا جاءَ نَصرُ اللَهِ فَالفَتحُ بَعدَهُ / وَقَد جاءَ نَصرُ اللَهِ فَليَرقُبِ الفَتحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025