القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 7
هوَ النّصرُ بادٍ للعُيونِ صَباحُهُ
هوَ النّصرُ بادٍ للعُيونِ صَباحُهُ / فمَا عُذْرُ صَدْرٍ ليْسَ يَبْدو انْشِراحُهُ
حَديثٌ تَهاداهُ الرّكائِبُ في السّرَى / وتُجْلَى علَى راحِ المسَرّةِ راحُهُ
وآيَةُ بُشْرى هَزّ مِعْطَفَهُ الهُدَى / لَها وتَبَدّى للزّمانِ ارتيَاحُهُ
وأصْبَحَ دينُ اللهِ قدْ عَزّ جارُهُ / بمَوْقِعِه والكُفْرُ هِيضَ جَناحُهُ
وآثارُ مَلْكٍ ظاهِرِ الفَضْلِ لمْ يزَلْ / يُشَفَّعُ فِينا هَدْيُهُ وصَلاحُهُ
إذا دَهَمَ الرَّوْعُ استَقَلّ دِفاعُهُ / وإنْ أخْلَفَ الغَيْثُ استهَلّ سَماحُهُ
بيوسُفَ لاحَ الحَقُّ أبْلَجَ واضِحاً / وأصْبَحَ دينُ اللهِ فازَتْ قِداحُهُ
يقَصِّرُ نَفْحُ الطّيبِ عنْ طِيبِ ذِكْرِهِ / ويُزْري بأزهارِ الرِّياضِ امْتِداحُهُ
تلافَيْتَ بالعَزْمِ البِلادَ وأهْلَهَا / وقدْ عَصَفَتْ للكُفْرِ فيها رِياحُهُ
وحَفّتْ بِهِ الأعْداءُ منْ كلِّ جانِبٍ / كما حَفّ بالخَصْرِ الهَضيمِ وِشاحُهُ
وقُدْتَ إلَيْها الجيْشَ والعَسْكَر الذي / تُرَوّى عَواليهِ وتُرْوَى صِحاحُهُ
فدَوّخْتَ ما ضُمّتْ علَيْهِ بلادُهُ / ونَفّلْتَ ما زُرّتْ عليْهِ بطاحُهُ
وصَبّحْتَ جَمْعَ الكُفْرِ في مُستقَرِّه / فخابَتْ مَساعِيهِ وساءَ صَباحُهُ
فبَيْنَ صَريعٍ بالفَلاةِ مُجَدّلٍ / طَريحٍ وعانٍ لا يُرجَّى سَراحُهُ
ومِنْ بيْنِ مَكْلومٍ بحَدِّ سُيوفِها / تَسيلُ علَى الأعْقابِ منْهُ جِراحُهُ
وأقْبَلَ مَنصورَ اللّواءِ مُؤيَّدا / ذَوابِلُهُ قد ضُرِّجَتْ وصِفاحُهُ
إذا الخَطْبُ لم يسْمَحْ بفَضْلِ قِيادِهِ / ولايَنْتَهُ بالصّبْرِ لانَ جِماحُهُ
وإنْ أنتَ في روْضِ الجِهادِ غَرَسْتَهُ / تَبسّمَ عنْ زَهْرِ الفُتوحِ افتِتاحُهُ
ومَهْما استَعَنْتَ اللهَ في الأمر وحْدَهُ / أتاكَ بهِ منْ كُلِّ أمرٍ نَجاحُهُ
فَما ضَلّ مَنْ كانَ الإلهُ دَلِيلُه / وما ذَلّ مَنْ حُسنُ اليَقينِ سِلاحُهُ
فَهُنّيتَهُ صُنْعاً جَميلاً ومَوْرِداً / منَ النّصْرِ يَنْدَى في القُلوبِ قَراحُهُ
ودُمْتَ عَزيزَ الجارِ سَيْفُكَ فاصِلٌ / وسَيْبُكَ ممْنوحُ النّوالِ مُباحُهُ
ودونَكَها منّي إلَيْكَ بَديهَةً / نَتيجةَ حُبٍّ طابَ فيكَ صُراحُهُ
أثارَ سُراها والدِّيارُ نَوازِحُ
أثارَ سُراها والدِّيارُ نَوازِحُ / سَنا بارِقٍ منْ مَطْلَعِ الوَحْي لائِحُ
سَفائِنُ تَسْتَفّ الفَلا فكأنّها / سَفائِنُ في بَحْرِ السّرابِ سَوابِحُ
إلَيْكَ رَسولَ اللهِ شُدّتْ نُسوعُها / وغادَرَها الإدْلاجُ وهْيَ طلائِحُ
تَحَمّلْنَ منْ زُوّارِ قَبْرِكَ فِتْيَةً / تُواصِلُ في ذاتِ الهُدَى وتُنازِحُ
همُ القُضْبُ إنْ مالُوا معَ الذِّكْرِ خَشْيَةً / وإنْ رَجّعوهُ فالحَمامُ الصّوادِحُ
حَنانَيْكُما يا صاحِبَيَّ بمُغْرَمٍ / جَوانِحُهُ نحْوَ الحَجيجِ جَوانِحُ
أقامَ يُعاني الشّوْقَ عنْ قَدَرٍ ومَنْ / أقامَ علَى عُذْرٍ كمَنْ هوَ رائِحُ
تَدانَى هَوىً لمّا تَباعَدَ منزِلاً / فَها هُوَ دانٍ في الزِّيارَةِ نازِحُ
وها أنْتَ يا إنسانَ عيْنِ يَقينِه / برَوْضَةِ مَنْ حازَ المَحاسِنَ سارِحُ
كدَحْتَ الى رَبّ الجَمال مُلاقِياً / فَيا أيُّها الإنسانُ إنك كادِحُ
هَنيئاً لكُم يا زائِري تُرْبَةَ الهُدَى / بُلوغَ المُنى والسّعْيُ في اللهِ ناجِحُ
حَلَلْتُمْ بمَثْوى خَيْرِ مَنْ وَطِئَ الثّرى / وأكْرَمِ مَنْ ضَمّتْ صَفاً وصَفائِحُ
مَعاهِدُ فيهِنّ المَلائِكَةُ العُلى / غَوادٍ بتَنْزيلِ الكِتابِ رَوائِحُ
أفاءَ علَيْها اللهُ أفْياءَ نُورِه / فَفيهِنّ منْ دارِ السّلامِ ملامِحُ
تبَوّأهَا مِنْ خِيرَةِ الرّسْلِ مَنْ سَمَتْ / بهِ ليْلَةَ المِعْراجِ فيها المَطامِحُ
وبالأفُقِ الأعْلى منَ العَرْشِ قدْ سَمَتْ / سَجاياهُ يا لَلّهِ تِلْكَ السّجائِحُ
رَسولُ البَرايا جاءَ بالصّدْقِ فامّحَتْ / بنورِ هُداهُ التّرَّهاتُ الصّحاصِحُ
مُبَلّغُهُمْ أهْدى رِسالاتِ رَبِّهِ / أمينٌ على الإسلامِ في اللهِ ناصِحُ
مُغيثٌ ودَعْوَى المُذْنِبينَ خَطيئَتي / ونَفْسي نَفْسي والشّهودُ الجَوارِحُ
لهُ المُعْجِزاتُ المُعْجِزاتُ كأنّها / بُروقٌ بآفاقِ اليَقينِ لوائِحُ
كإخْبارِهِ بالغائِباتِ فعنْدَهُ / لأبوابِ أسْرارِ الغُيوبِ مَفاتِحُ
وفي يومِ بَدْرٍ إذْ رَمَى قَبْضَةَ الثّرى / فولّتْ جُموعُ الشِّرْكِ وهْيَ جَوامِحُ
وأُعْطي عَسيبَ النّخْلِ في حوْمَةِ الوَغَى / فهُزَّ حُسامٌ منْهُ للدّمِ سافِحُ
دَعا اللهَ يَسْتَسْقي فلبّتْ سَماؤهُ / بواكِفَةِ القَطْرِ السّحابُ الدّوالِحُ
وألقَى بأخْلافِ الشِّياهِ يَمينَهُ / فجادَتْ بهِ وهْيَ الضّروعُ الشّحائِحُ
وروّى ظِماءَ الجيْشِ ماءُ بَنانِهِ / فلِلّهِ أمْواهٌ هُناكَ سَوائِحُ
وفي ليْلَةِ المِيلادِ لاحَتْ شَواهِدٌ / تَوالَتْ بِها للّهِ فِينا المَنائِحُ
أضاءَتْ قُصورُ الشّامِ منْهُنّ وانْجَلَتْ / مَعالِمُ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأباطِحُ
وهُدَّ لَها إيوانُ كِسْرى مَهابَةً / وأُخْمِدَ منْ نِيرانِ فارِسَ لافِحُ
وغاضَ بِها وادِي السّماوةِ فانْثَنَتْ / تقَلِّصُ ذَيلَ الخَصْبِ فيهِ المَسارِحُ
وأبْصَرَ سَيْفُ المُلْكِ رُؤْيا فأصْبَحَتْ / لتَذْكارِها تَرْتاعُ منْهُ الجَوارِحُ
وأعْلَمَهُ كَهّانُهُ أنّ أرْضَهُ / أُتيحَ لَها منْ سَيّدِ العُرْبِ فاتِحُ
فمَنْ كرَسولِ اللهِ للخَلْقِ ملْجَأ / إذا طوّحَتْهُمْ للزّمانِ الطوائِحُ
عنايَتُهُ بالمُذْنِبينَ عظيمةٌ / إذا عَظُمَتْ يومَ الحِسابِ الفضائِحُ
وإنّا اقْتَدَيْنا فاهْتَدَيْنا بصَحْبِهِ / وما صَحْبُهُ إلا النّجومُ اللّوائِحُ
أبادُوا شَياطينَ الضّلالِ وزَيّنَتْ / سَماءَ رُسومِ الحَقِّ منْهُمْ مَصابِحُ
وأذْهَبَ لَيْلَ الشّكّ صُبْحُ يَقينِهمْ / فأسْفَرَ منْ وَجْهِ الحَقائِقِ واضِحُ
وقامَتْ علَى الدّين الحَنيفِ أدِلّةٌ / تَبَيّنَ مَرْجوحٌ بهِنّ وراجِحُ
أُولاكَ الأُلى بالأنْفُسِ اشْتَروا الهُدى / فتَجْرُهُمْ في جنّةِ الخُلْدِ رابِحُ
رَعَوْا لرَسولِ اللهِ حَقَّ وَصاتِهِ / فذاعَتْ بهِمْ في المُسْلِمينَ النّصائِحُ
ومازالَ في الإسْلامِ منْهُمْ أئِمّةٌ / تُناضِلُ عنْ دِينِ الهُدى وتُكافِحُ
وتُنْجِبُ منْ أبْنائِها كلَّ ناصِرٍ / يَفُلُّ شَباةَ الخَطْبِ والخطْبُ فادِحُ
فمَنْ مِثْلُ موْلانا الخَليفَةِ يوسُفٍ / إذا عدّدَ الفَخْرَ الملوكُ الجَحاجِحُ
أيادِيهِ سحّتْ في الوَرَى برَكاتُها / فأيّامُهُمْ بيضُ اللّيالي صَوالِحُ
إمامَ الهُدى يا خيْرَ مَنْ بَذَلَ اللُّهى / وشادَتْ عُلاهُ المَعْلُواتِ الصّرائِحُ
إذا اشتَبَهَتْ آيُ الخلائِفِ في النّدى / فآيُ نَداكَ المُحْكَماتُ الفَواتِحُ
وإنْ رُوِيَتْ عنْهُمْ عَوالي علائِهِمْ / فآثارُ عَلْياكَ الحِسانُ الصّحائِحُ
وإنْ مِدَحٌ في المَكْرُماتِ تَعارَضَتْ / فأنْتَ الى الأدْنى منَ اللهِ جانِحُ
أقَمْتَ لمِيلادِ الرّسولِ شَعائِراً / بِها اللهُ عنْ ذَنْبِ المُسيئينَ صافِحُ
تَباهَتْ بأمْداحِ الرّسولِ مُحمّدٍ / فطابَتْ بذِكْراها الرِّياحُ النّوافِحُ
إذا نُشِرَتْ فيها صَحائِفُ مَدْحِهِ / وذاعَتْ بنَشْرِ الحَمْدِ منْها المَمادِحُ
تَلقّتْكَ منْ أرْضِ الهُنودِ لَطائِمٌ / يَنِمُّ بِها مِنْ مِسْكِ دارينَ فائِحُ
هيَ اللّيلةُ الغَرّاءُ حسبُكَ لَيلةً / بِها نَجْمُ دينِ اللهِ أزْهَرُ لائِحُ
إذا ما أضاءَتْ لي مَطالِعَ نورِها / فقَلْبي لَها زَنْدَ الفَصاحةِ قادِحُ
فَيا لَيْلَةَ الميلادِ دونَكِ مِدْحَةً / وأيْسَرُ ما تُهْدَى إليْكِ المَدائِحُ
وإنْ أنْتَ بالإقْبالِ قابَلْتَ وَفْدَها / فتَسْمَحُ بالأمْداحِ فيكَ القَرائِحُ
وأنْتَ لها أحْيَيْتَ يا مُحْيي الهُدى / فُروضاً بهِنّ اللهُ صَدْرَكَ شارِحُ
يَميناً لقد قرّتْ بدَوْلتك الرِّضَى / عُيونٌ برَوْضِ العَدْلِ منْكَ سوارِحُ
فما الناسُ طُرّاً غيرُ صِنْفَيْنِ حامدٌ / على فَضْلِ ما تُولي وآخَرُ مادِحُ
فدُمْ ناصِراً للدّينِ ما حَنّ نازِحٌ / وما افتَنّ في غُصْنِ الأراكَةِ صادِحُ
أمِنْ جانِبِ الغَرْبِيِّ نَفْحَةُ بارِحٍ
أمِنْ جانِبِ الغَرْبِيِّ نَفْحَةُ بارِحٍ / سَرَتْ بتَبارِيحِ الجَوى في الجَوارِحِ
قَدَحَتْ بِها زَنْدَ الغَرامِ وإنّما / تجافَيْتُ في دينِ السّلوِّ لِقادِحِ
وما هيَ إلا نَسْمَةٌ حاجِريّةٌ / رَمى الشّوْقُ منْها كلَّ قَلْبٍ بِجارِحِ
رَجَحْنا لها منْ غَيْرِ سُكْرٍ كأنّها / شَمائِلُ أخْلاقِ الشّريفِ ابْنِ راجِحِ
فَتَى هاشِمٍ سَبْقاً الى كلِّ غايةٍ / وصَبْراً مُغارَ الحَبْلِ في كلِّ فادِحِ
أصيلُ العُلَى جَمُّ السّيادةِ ذِكْرُهُ / طِرازُ نُضارٍ في بُرودِ المَدائِحِ
وفُرْقانُ مَجْدٍ يَصْدَعُ الشّكَّ نورُهُ / حَبا اللهُ منْهُ كلَّ صَدْرٍ بِشارِحِ
وفارِسُ مَيْدانِ البَيانِ إذا انتَضَى / صَحائِفَهُ أنْسَتْ مَضاءَ الصّفائحِ
رَقيقٌ كما راقَتْكَ نَغْمَةُ ساجعٍ / وجَزْلٌ كما راعَتْكَ صَوْلَةُ جارِحِ
إذا ما احْتَبَى مُسْحَنْفِراً في بَلاغَةٍ / وخِيضَ خِضمُّ القَولِ منْهُ بسابِحِ
وقدْ شُرِعَتْ في مَجْمَعِ الحَقْلِ نَحْوَهُ / أسِنّةُ حَرْبٍ للعُيونِ اللّوامِحِ
فَما ضَعْضَعَتْ منْهُ لصَوْلَةِ صادِحِ / ولا ذهَبَتْ منْهُ بحكْمَةِ ناصِحِ
تذكّرْتُ قُسّاً قائِماً في عُكاظِهِ / وقدْ غَصّ بالشُّمِّ الأنوفِ الجَحاجِحُ
ليهْنِكَ شَمْسَ الدّينِ ما حُزْتَ منْ عُلَى / خَواتِمُها موْصولَةٌ بالفَوائِحِ
رَعى اللهُ رَكْباً أطْلعَ الصُّبْحَ مُسْفِراً / بمَرْآكَ منْ فَوْقِ الرُّبى والأباطِحِ
وللّهِ ما أهْدَتْهُ كَوْماءُ أوضَعَتْ / برَحْلِكَ في قَفْرٍ عنِ الأُنْسِ نازِحِ
أقولُ لقَوْمي عندَما حُطَّ كورُها / وساعَدَها السّعْدانُ وسْطَ المَسارِحِ
ذَروها وأرْضَ اللهِ لا تَعْرِضوا لَها / بمَعْرِضِ سُوءٍ فهْيَ ناقَةُ صالِحِ
إذا ما أرَدْنا القوْلَ فيها فمَنْ لَنا / بطَوْعِ القَوافي وانْبِعاثِ القَرائِحِ
بَقيتَ مُنَى نَفْسٍ وتُحْفَةَ قادِمٍ / ومَوْرِدَ ظَمْآنٍ وكعبَةَ مادِحِ
ولازِلْتَ تَلْقى السّهْلَ والرّحْبَ حيثُما / أرَحْتَ السُّرَى منْ كُلِّ غادٍ ورائِحِ
ولِمْ لا ولي قَلْبٌ لبُعْدِكَ خافِقٌ
ولِمْ لا ولي قَلْبٌ لبُعْدِكَ خافِقٌ / وجَفْنٌ على حُكْمِ الدّموعِ جَريحُ
تَنازَعَني الضّدّانِ فيكَ على النّوى / فجِسْمي سَقيمٌ والوِدادُ صَحيحُ
فلَوْ أنّ لَيْلى أبْصَرَتْنيَ أقْسَمَتْ / لَما غالَ قَيْسَ بنَ الذّريحِ ضَريحُ
مَلَكْتَ رَسولَ اللهِ رِقّي فمَنْ يَبْرَحْ
مَلَكْتَ رَسولَ اللهِ رِقّي فمَنْ يَبْرَحْ / وأوْلَيْتَني الحَظَّ الرّغيبَ ومَنْ يَشْرَحْ
فلا كانَ لي جَفْنٌ لبُعْدِكَ لمْ يَصُبْ / ولا كانَ لي قَلْبٌ بقُرْبِكَ لمْ يَفْرَحْ
فسَعْيُكَ مَدْعىً لا يُخَيِّبُ مَنْ نأى / ورَعْيُكَ مرْعىً لا يَضيقُ بمَنْ يَسْرَحْ
فِداكَ فؤادٌ ضَمّ حُبَّكَ حَبّةً / كما يودَعُ المَبْذورُ في الأرضِ أو يُطْرَحْ
فأصْبَحَ غُصْناً ذا مُروحٍ ونَعْمَةٍ / وما عُذْرُهُ مَهْما ذُكِرْتَ فلَمْ يَمْرَحْ
رَجاؤكَ سُؤْلي كلّما جَرَحَ الأسى / ولا يَسْتوي آسِي الكُلومِ ومَنْ يَجْرَحْ
وقدْ كانَ في قَلبي لبُعْدِكَ قُرْحَةٌ / وفَوْديَ لمْ يَشْهَبْ وسِنّيَ لم يَقْرَحْ
فكَيْفَ وقدْ رانَتْ علَيْهِ ذُنوبُهُ / وإنْ أنّني لمْ أُضّرَحْ فَوَيْلي مَتى أُضْرَحْ
فَضَلْتَ النّبِيئِينَ الكِرامَ مَزيّةً / وكمْ بيْنَ رَبِّ اشْرَحْ وبيْنَ ألَمْ نَشْرَحْ
وذي حِيَلٍ يُعْيِ التّقيّةَ أمْرُهُ
وذي حِيَلٍ يُعْيِ التّقيّةَ أمْرُهُ / مَكايِدُهُ في لُجّةِ اللّيْلِ تَسْبَحُ
يُدبُّ شُبولَ اللّيثِ والليْثُ ساهِرٌ / ويَسْرِقُ نابَ الكَلْبِ والكلْبُ يَنْبَحُ
لكَ اللهُ من قَلْبٍ على الحُبِّ ما صَحا
لكَ اللهُ من قَلْبٍ على الحُبِّ ما صَحا / وجَفْنٍ وشَى بالسِّرِّ منّي وأفْصَحا
رَوى عنْهُ خَدّي مُسْنِداً ومُسَلْسِلاً / حَديثَ دُموعِ العيْنِ حتّى تجرّحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025