المجموع : 7
هوَ النّصرُ بادٍ للعُيونِ صَباحُهُ
هوَ النّصرُ بادٍ للعُيونِ صَباحُهُ / فمَا عُذْرُ صَدْرٍ ليْسَ يَبْدو انْشِراحُهُ
حَديثٌ تَهاداهُ الرّكائِبُ في السّرَى / وتُجْلَى علَى راحِ المسَرّةِ راحُهُ
وآيَةُ بُشْرى هَزّ مِعْطَفَهُ الهُدَى / لَها وتَبَدّى للزّمانِ ارتيَاحُهُ
وأصْبَحَ دينُ اللهِ قدْ عَزّ جارُهُ / بمَوْقِعِه والكُفْرُ هِيضَ جَناحُهُ
وآثارُ مَلْكٍ ظاهِرِ الفَضْلِ لمْ يزَلْ / يُشَفَّعُ فِينا هَدْيُهُ وصَلاحُهُ
إذا دَهَمَ الرَّوْعُ استَقَلّ دِفاعُهُ / وإنْ أخْلَفَ الغَيْثُ استهَلّ سَماحُهُ
بيوسُفَ لاحَ الحَقُّ أبْلَجَ واضِحاً / وأصْبَحَ دينُ اللهِ فازَتْ قِداحُهُ
يقَصِّرُ نَفْحُ الطّيبِ عنْ طِيبِ ذِكْرِهِ / ويُزْري بأزهارِ الرِّياضِ امْتِداحُهُ
تلافَيْتَ بالعَزْمِ البِلادَ وأهْلَهَا / وقدْ عَصَفَتْ للكُفْرِ فيها رِياحُهُ
وحَفّتْ بِهِ الأعْداءُ منْ كلِّ جانِبٍ / كما حَفّ بالخَصْرِ الهَضيمِ وِشاحُهُ
وقُدْتَ إلَيْها الجيْشَ والعَسْكَر الذي / تُرَوّى عَواليهِ وتُرْوَى صِحاحُهُ
فدَوّخْتَ ما ضُمّتْ علَيْهِ بلادُهُ / ونَفّلْتَ ما زُرّتْ عليْهِ بطاحُهُ
وصَبّحْتَ جَمْعَ الكُفْرِ في مُستقَرِّه / فخابَتْ مَساعِيهِ وساءَ صَباحُهُ
فبَيْنَ صَريعٍ بالفَلاةِ مُجَدّلٍ / طَريحٍ وعانٍ لا يُرجَّى سَراحُهُ
ومِنْ بيْنِ مَكْلومٍ بحَدِّ سُيوفِها / تَسيلُ علَى الأعْقابِ منْهُ جِراحُهُ
وأقْبَلَ مَنصورَ اللّواءِ مُؤيَّدا / ذَوابِلُهُ قد ضُرِّجَتْ وصِفاحُهُ
إذا الخَطْبُ لم يسْمَحْ بفَضْلِ قِيادِهِ / ولايَنْتَهُ بالصّبْرِ لانَ جِماحُهُ
وإنْ أنتَ في روْضِ الجِهادِ غَرَسْتَهُ / تَبسّمَ عنْ زَهْرِ الفُتوحِ افتِتاحُهُ
ومَهْما استَعَنْتَ اللهَ في الأمر وحْدَهُ / أتاكَ بهِ منْ كُلِّ أمرٍ نَجاحُهُ
فَما ضَلّ مَنْ كانَ الإلهُ دَلِيلُه / وما ذَلّ مَنْ حُسنُ اليَقينِ سِلاحُهُ
فَهُنّيتَهُ صُنْعاً جَميلاً ومَوْرِداً / منَ النّصْرِ يَنْدَى في القُلوبِ قَراحُهُ
ودُمْتَ عَزيزَ الجارِ سَيْفُكَ فاصِلٌ / وسَيْبُكَ ممْنوحُ النّوالِ مُباحُهُ
ودونَكَها منّي إلَيْكَ بَديهَةً / نَتيجةَ حُبٍّ طابَ فيكَ صُراحُهُ
أثارَ سُراها والدِّيارُ نَوازِحُ
أثارَ سُراها والدِّيارُ نَوازِحُ / سَنا بارِقٍ منْ مَطْلَعِ الوَحْي لائِحُ
سَفائِنُ تَسْتَفّ الفَلا فكأنّها / سَفائِنُ في بَحْرِ السّرابِ سَوابِحُ
إلَيْكَ رَسولَ اللهِ شُدّتْ نُسوعُها / وغادَرَها الإدْلاجُ وهْيَ طلائِحُ
تَحَمّلْنَ منْ زُوّارِ قَبْرِكَ فِتْيَةً / تُواصِلُ في ذاتِ الهُدَى وتُنازِحُ
همُ القُضْبُ إنْ مالُوا معَ الذِّكْرِ خَشْيَةً / وإنْ رَجّعوهُ فالحَمامُ الصّوادِحُ
حَنانَيْكُما يا صاحِبَيَّ بمُغْرَمٍ / جَوانِحُهُ نحْوَ الحَجيجِ جَوانِحُ
أقامَ يُعاني الشّوْقَ عنْ قَدَرٍ ومَنْ / أقامَ علَى عُذْرٍ كمَنْ هوَ رائِحُ
تَدانَى هَوىً لمّا تَباعَدَ منزِلاً / فَها هُوَ دانٍ في الزِّيارَةِ نازِحُ
وها أنْتَ يا إنسانَ عيْنِ يَقينِه / برَوْضَةِ مَنْ حازَ المَحاسِنَ سارِحُ
كدَحْتَ الى رَبّ الجَمال مُلاقِياً / فَيا أيُّها الإنسانُ إنك كادِحُ
هَنيئاً لكُم يا زائِري تُرْبَةَ الهُدَى / بُلوغَ المُنى والسّعْيُ في اللهِ ناجِحُ
حَلَلْتُمْ بمَثْوى خَيْرِ مَنْ وَطِئَ الثّرى / وأكْرَمِ مَنْ ضَمّتْ صَفاً وصَفائِحُ
مَعاهِدُ فيهِنّ المَلائِكَةُ العُلى / غَوادٍ بتَنْزيلِ الكِتابِ رَوائِحُ
أفاءَ علَيْها اللهُ أفْياءَ نُورِه / فَفيهِنّ منْ دارِ السّلامِ ملامِحُ
تبَوّأهَا مِنْ خِيرَةِ الرّسْلِ مَنْ سَمَتْ / بهِ ليْلَةَ المِعْراجِ فيها المَطامِحُ
وبالأفُقِ الأعْلى منَ العَرْشِ قدْ سَمَتْ / سَجاياهُ يا لَلّهِ تِلْكَ السّجائِحُ
رَسولُ البَرايا جاءَ بالصّدْقِ فامّحَتْ / بنورِ هُداهُ التّرَّهاتُ الصّحاصِحُ
مُبَلّغُهُمْ أهْدى رِسالاتِ رَبِّهِ / أمينٌ على الإسلامِ في اللهِ ناصِحُ
مُغيثٌ ودَعْوَى المُذْنِبينَ خَطيئَتي / ونَفْسي نَفْسي والشّهودُ الجَوارِحُ
لهُ المُعْجِزاتُ المُعْجِزاتُ كأنّها / بُروقٌ بآفاقِ اليَقينِ لوائِحُ
كإخْبارِهِ بالغائِباتِ فعنْدَهُ / لأبوابِ أسْرارِ الغُيوبِ مَفاتِحُ
وفي يومِ بَدْرٍ إذْ رَمَى قَبْضَةَ الثّرى / فولّتْ جُموعُ الشِّرْكِ وهْيَ جَوامِحُ
وأُعْطي عَسيبَ النّخْلِ في حوْمَةِ الوَغَى / فهُزَّ حُسامٌ منْهُ للدّمِ سافِحُ
دَعا اللهَ يَسْتَسْقي فلبّتْ سَماؤهُ / بواكِفَةِ القَطْرِ السّحابُ الدّوالِحُ
وألقَى بأخْلافِ الشِّياهِ يَمينَهُ / فجادَتْ بهِ وهْيَ الضّروعُ الشّحائِحُ
وروّى ظِماءَ الجيْشِ ماءُ بَنانِهِ / فلِلّهِ أمْواهٌ هُناكَ سَوائِحُ
وفي ليْلَةِ المِيلادِ لاحَتْ شَواهِدٌ / تَوالَتْ بِها للّهِ فِينا المَنائِحُ
أضاءَتْ قُصورُ الشّامِ منْهُنّ وانْجَلَتْ / مَعالِمُ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأباطِحُ
وهُدَّ لَها إيوانُ كِسْرى مَهابَةً / وأُخْمِدَ منْ نِيرانِ فارِسَ لافِحُ
وغاضَ بِها وادِي السّماوةِ فانْثَنَتْ / تقَلِّصُ ذَيلَ الخَصْبِ فيهِ المَسارِحُ
وأبْصَرَ سَيْفُ المُلْكِ رُؤْيا فأصْبَحَتْ / لتَذْكارِها تَرْتاعُ منْهُ الجَوارِحُ
وأعْلَمَهُ كَهّانُهُ أنّ أرْضَهُ / أُتيحَ لَها منْ سَيّدِ العُرْبِ فاتِحُ
فمَنْ كرَسولِ اللهِ للخَلْقِ ملْجَأ / إذا طوّحَتْهُمْ للزّمانِ الطوائِحُ
عنايَتُهُ بالمُذْنِبينَ عظيمةٌ / إذا عَظُمَتْ يومَ الحِسابِ الفضائِحُ
وإنّا اقْتَدَيْنا فاهْتَدَيْنا بصَحْبِهِ / وما صَحْبُهُ إلا النّجومُ اللّوائِحُ
أبادُوا شَياطينَ الضّلالِ وزَيّنَتْ / سَماءَ رُسومِ الحَقِّ منْهُمْ مَصابِحُ
وأذْهَبَ لَيْلَ الشّكّ صُبْحُ يَقينِهمْ / فأسْفَرَ منْ وَجْهِ الحَقائِقِ واضِحُ
وقامَتْ علَى الدّين الحَنيفِ أدِلّةٌ / تَبَيّنَ مَرْجوحٌ بهِنّ وراجِحُ
أُولاكَ الأُلى بالأنْفُسِ اشْتَروا الهُدى / فتَجْرُهُمْ في جنّةِ الخُلْدِ رابِحُ
رَعَوْا لرَسولِ اللهِ حَقَّ وَصاتِهِ / فذاعَتْ بهِمْ في المُسْلِمينَ النّصائِحُ
ومازالَ في الإسْلامِ منْهُمْ أئِمّةٌ / تُناضِلُ عنْ دِينِ الهُدى وتُكافِحُ
وتُنْجِبُ منْ أبْنائِها كلَّ ناصِرٍ / يَفُلُّ شَباةَ الخَطْبِ والخطْبُ فادِحُ
فمَنْ مِثْلُ موْلانا الخَليفَةِ يوسُفٍ / إذا عدّدَ الفَخْرَ الملوكُ الجَحاجِحُ
أيادِيهِ سحّتْ في الوَرَى برَكاتُها / فأيّامُهُمْ بيضُ اللّيالي صَوالِحُ
إمامَ الهُدى يا خيْرَ مَنْ بَذَلَ اللُّهى / وشادَتْ عُلاهُ المَعْلُواتِ الصّرائِحُ
إذا اشتَبَهَتْ آيُ الخلائِفِ في النّدى / فآيُ نَداكَ المُحْكَماتُ الفَواتِحُ
وإنْ رُوِيَتْ عنْهُمْ عَوالي علائِهِمْ / فآثارُ عَلْياكَ الحِسانُ الصّحائِحُ
وإنْ مِدَحٌ في المَكْرُماتِ تَعارَضَتْ / فأنْتَ الى الأدْنى منَ اللهِ جانِحُ
أقَمْتَ لمِيلادِ الرّسولِ شَعائِراً / بِها اللهُ عنْ ذَنْبِ المُسيئينَ صافِحُ
تَباهَتْ بأمْداحِ الرّسولِ مُحمّدٍ / فطابَتْ بذِكْراها الرِّياحُ النّوافِحُ
إذا نُشِرَتْ فيها صَحائِفُ مَدْحِهِ / وذاعَتْ بنَشْرِ الحَمْدِ منْها المَمادِحُ
تَلقّتْكَ منْ أرْضِ الهُنودِ لَطائِمٌ / يَنِمُّ بِها مِنْ مِسْكِ دارينَ فائِحُ
هيَ اللّيلةُ الغَرّاءُ حسبُكَ لَيلةً / بِها نَجْمُ دينِ اللهِ أزْهَرُ لائِحُ
إذا ما أضاءَتْ لي مَطالِعَ نورِها / فقَلْبي لَها زَنْدَ الفَصاحةِ قادِحُ
فَيا لَيْلَةَ الميلادِ دونَكِ مِدْحَةً / وأيْسَرُ ما تُهْدَى إليْكِ المَدائِحُ
وإنْ أنْتَ بالإقْبالِ قابَلْتَ وَفْدَها / فتَسْمَحُ بالأمْداحِ فيكَ القَرائِحُ
وأنْتَ لها أحْيَيْتَ يا مُحْيي الهُدى / فُروضاً بهِنّ اللهُ صَدْرَكَ شارِحُ
يَميناً لقد قرّتْ بدَوْلتك الرِّضَى / عُيونٌ برَوْضِ العَدْلِ منْكَ سوارِحُ
فما الناسُ طُرّاً غيرُ صِنْفَيْنِ حامدٌ / على فَضْلِ ما تُولي وآخَرُ مادِحُ
فدُمْ ناصِراً للدّينِ ما حَنّ نازِحٌ / وما افتَنّ في غُصْنِ الأراكَةِ صادِحُ
أمِنْ جانِبِ الغَرْبِيِّ نَفْحَةُ بارِحٍ
أمِنْ جانِبِ الغَرْبِيِّ نَفْحَةُ بارِحٍ / سَرَتْ بتَبارِيحِ الجَوى في الجَوارِحِ
قَدَحَتْ بِها زَنْدَ الغَرامِ وإنّما / تجافَيْتُ في دينِ السّلوِّ لِقادِحِ
وما هيَ إلا نَسْمَةٌ حاجِريّةٌ / رَمى الشّوْقُ منْها كلَّ قَلْبٍ بِجارِحِ
رَجَحْنا لها منْ غَيْرِ سُكْرٍ كأنّها / شَمائِلُ أخْلاقِ الشّريفِ ابْنِ راجِحِ
فَتَى هاشِمٍ سَبْقاً الى كلِّ غايةٍ / وصَبْراً مُغارَ الحَبْلِ في كلِّ فادِحِ
أصيلُ العُلَى جَمُّ السّيادةِ ذِكْرُهُ / طِرازُ نُضارٍ في بُرودِ المَدائِحِ
وفُرْقانُ مَجْدٍ يَصْدَعُ الشّكَّ نورُهُ / حَبا اللهُ منْهُ كلَّ صَدْرٍ بِشارِحِ
وفارِسُ مَيْدانِ البَيانِ إذا انتَضَى / صَحائِفَهُ أنْسَتْ مَضاءَ الصّفائحِ
رَقيقٌ كما راقَتْكَ نَغْمَةُ ساجعٍ / وجَزْلٌ كما راعَتْكَ صَوْلَةُ جارِحِ
إذا ما احْتَبَى مُسْحَنْفِراً في بَلاغَةٍ / وخِيضَ خِضمُّ القَولِ منْهُ بسابِحِ
وقدْ شُرِعَتْ في مَجْمَعِ الحَقْلِ نَحْوَهُ / أسِنّةُ حَرْبٍ للعُيونِ اللّوامِحِ
فَما ضَعْضَعَتْ منْهُ لصَوْلَةِ صادِحِ / ولا ذهَبَتْ منْهُ بحكْمَةِ ناصِحِ
تذكّرْتُ قُسّاً قائِماً في عُكاظِهِ / وقدْ غَصّ بالشُّمِّ الأنوفِ الجَحاجِحُ
ليهْنِكَ شَمْسَ الدّينِ ما حُزْتَ منْ عُلَى / خَواتِمُها موْصولَةٌ بالفَوائِحِ
رَعى اللهُ رَكْباً أطْلعَ الصُّبْحَ مُسْفِراً / بمَرْآكَ منْ فَوْقِ الرُّبى والأباطِحِ
وللّهِ ما أهْدَتْهُ كَوْماءُ أوضَعَتْ / برَحْلِكَ في قَفْرٍ عنِ الأُنْسِ نازِحِ
أقولُ لقَوْمي عندَما حُطَّ كورُها / وساعَدَها السّعْدانُ وسْطَ المَسارِحِ
ذَروها وأرْضَ اللهِ لا تَعْرِضوا لَها / بمَعْرِضِ سُوءٍ فهْيَ ناقَةُ صالِحِ
إذا ما أرَدْنا القوْلَ فيها فمَنْ لَنا / بطَوْعِ القَوافي وانْبِعاثِ القَرائِحِ
بَقيتَ مُنَى نَفْسٍ وتُحْفَةَ قادِمٍ / ومَوْرِدَ ظَمْآنٍ وكعبَةَ مادِحِ
ولازِلْتَ تَلْقى السّهْلَ والرّحْبَ حيثُما / أرَحْتَ السُّرَى منْ كُلِّ غادٍ ورائِحِ
ولِمْ لا ولي قَلْبٌ لبُعْدِكَ خافِقٌ
ولِمْ لا ولي قَلْبٌ لبُعْدِكَ خافِقٌ / وجَفْنٌ على حُكْمِ الدّموعِ جَريحُ
تَنازَعَني الضّدّانِ فيكَ على النّوى / فجِسْمي سَقيمٌ والوِدادُ صَحيحُ
فلَوْ أنّ لَيْلى أبْصَرَتْنيَ أقْسَمَتْ / لَما غالَ قَيْسَ بنَ الذّريحِ ضَريحُ
مَلَكْتَ رَسولَ اللهِ رِقّي فمَنْ يَبْرَحْ
مَلَكْتَ رَسولَ اللهِ رِقّي فمَنْ يَبْرَحْ / وأوْلَيْتَني الحَظَّ الرّغيبَ ومَنْ يَشْرَحْ
فلا كانَ لي جَفْنٌ لبُعْدِكَ لمْ يَصُبْ / ولا كانَ لي قَلْبٌ بقُرْبِكَ لمْ يَفْرَحْ
فسَعْيُكَ مَدْعىً لا يُخَيِّبُ مَنْ نأى / ورَعْيُكَ مرْعىً لا يَضيقُ بمَنْ يَسْرَحْ
فِداكَ فؤادٌ ضَمّ حُبَّكَ حَبّةً / كما يودَعُ المَبْذورُ في الأرضِ أو يُطْرَحْ
فأصْبَحَ غُصْناً ذا مُروحٍ ونَعْمَةٍ / وما عُذْرُهُ مَهْما ذُكِرْتَ فلَمْ يَمْرَحْ
رَجاؤكَ سُؤْلي كلّما جَرَحَ الأسى / ولا يَسْتوي آسِي الكُلومِ ومَنْ يَجْرَحْ
وقدْ كانَ في قَلبي لبُعْدِكَ قُرْحَةٌ / وفَوْديَ لمْ يَشْهَبْ وسِنّيَ لم يَقْرَحْ
فكَيْفَ وقدْ رانَتْ علَيْهِ ذُنوبُهُ / وإنْ أنّني لمْ أُضّرَحْ فَوَيْلي مَتى أُضْرَحْ
فَضَلْتَ النّبِيئِينَ الكِرامَ مَزيّةً / وكمْ بيْنَ رَبِّ اشْرَحْ وبيْنَ ألَمْ نَشْرَحْ
وذي حِيَلٍ يُعْيِ التّقيّةَ أمْرُهُ
وذي حِيَلٍ يُعْيِ التّقيّةَ أمْرُهُ / مَكايِدُهُ في لُجّةِ اللّيْلِ تَسْبَحُ
يُدبُّ شُبولَ اللّيثِ والليْثُ ساهِرٌ / ويَسْرِقُ نابَ الكَلْبِ والكلْبُ يَنْبَحُ
لكَ اللهُ من قَلْبٍ على الحُبِّ ما صَحا
لكَ اللهُ من قَلْبٍ على الحُبِّ ما صَحا / وجَفْنٍ وشَى بالسِّرِّ منّي وأفْصَحا
رَوى عنْهُ خَدّي مُسْنِداً ومُسَلْسِلاً / حَديثَ دُموعِ العيْنِ حتّى تجرّحا