المجموع : 4
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ / وَيْسعِفُنِي الدَّهْرُ البَخِيلُ وَيَسْمَحُ
وَيَسْكُنُ قَلْبٌ قَدْ تَمَادَى خُفُوقُهُ / ويَخْلُصُ طَرْفٌ رَاحَ لِلدَّمْعِ يَسْفَحُ
أُؤَمِلَ أَنْ يَبْدُو لِعَيْنِي جَمَالُها / عَسَى لَحْظُهَا في رَوْضَةِ الحُسْنِ يَسرَحُ
فَلَما بَدَتْ أَطَرَقْتُ في الحِينِ هَيْبَةٌ / وَمَنْ ذا لِعَيْنِ الشَّمْسِ بالعَيْنِ يَلْمِحُ
تَعَرَّضْ لآرامِ الصَّرِيمِ لَعَلَّهَا / بِأَلْحَاظِهَا تَرْمِي حَشَاكَ وتَجْرَحُ
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مَيِّتٌ في حِمَاهُمُ / ومَا مَاتَ إِلاَّ مَن لأَهْليهِ يَصْلُحُ
إِذَا أَسَرَتْ قَلْبِي عُيونُ أُهَيْلِهِ / فَلاَ عِشْتُ إنْ أَمَّلْتُ أَنَّي أُسَرْحُ
وَأَيْنَ جَمِيلٌ مِنْ غَرَامِي وقَدْ غَدَا / لَدِيهِ جَمِيلُ الصَّبْرِ فِي الحُبِّ يَقْبُحُ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ / بَدَا فَهْوَ لِلأَنْوار أَفْضَحُ فَاضِحِ
وَلاَ عَاتِقٌ مِنْ دُونِهِ غَيْرُ ذَاتِهِ / وَمَا دُونَهُ مِنْ مَانِعٍ غَيْرُ مَانِحِ
إِذَا أَنْتَ أَعْطَتَّكَ العُيونُ عُيوُنَهَا / سَبَتْكَ مَرِيْضَاتُ العُيُونِ الصَّحَائِحِ
وَإِنْ أَنْتَ أَفْنَتْكَ المَعَاني وَكُنْتَهَا / شَهِدْتَ المَغَانِي آهِلاَتِ الجَوَانِحِ
فَشَاهِدْ كَثِيفَ الكَوْنِ لاَ مُتَنَقصاً / تَجِدْ وَجْهَ حُسْنٍ لِلكَمَالاَتِ لاَئِحِ
فَمَا الدَّوْحُ تَثْنيِهِ صَباً سَحَرَيَّةٌ / بَكَتْ بِالنَّدَا خَوْفَ الجَنُوبِ المُنَاوِحِ
وَرَدَّدَ فِيهَا لَحْنَهُ كُلُّ مُعْرِبٍ / مِنَ الوُرْقِ مِنْ مَعْنىً مُغَنٍّ وَنَائِحِ
وَأَوْقَدَ فِيهَا وَامِضَ البَرْقِ ضَوْؤُهُ / فَلاَقَى الدُّجَى مِنْ زَهْرِهِ بِالمَصَابِحِ
فَيَا حُسْنَ وَجْهٍ مِنْ كَنِيفَاتِ مَركَزٍ / هَجَاهَا غَمٍ لَكِنْ بِعَيْنِ المدَائحِ
تَطَوَّرَ في أَشْكَالِهَا ذَلِكَ الذَّي / لَهُ القَيْدُ وَالإِطْلاقُ رُتْبَةُ لاَمِحِ
فَإِنْ غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ فَشَاهَدَتْ / خِلاَفاً فَفي عَيْنِ الوِفَاقِ المُنَاصِحِ
ومَا غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ وَإِنَّها / لَصَادِقَةٌ فِي كُلِّ كِذْبٍ فَسَامِحِ
فَإِنَّ الوُجودَ المَحْضَ لَمْ يَأْتِ بِدْعةً / وَمَا غَيْرُهُ يَأْتِي بِبَدْعٍ وَصَالحِ
هُوَ البَحْرُ لاَ سَطْحٌ ولاَ سَاحِلٌ لَهُ / فَمِنْ طَائِرٍ فِيهِ ومَاشٍ وسَابحِ
شَجَتْ مَاءَهُ واسْتَوْقَفَتْ مِنْهُ فُلْكَهُ / سَرَائِرُ يُبْدِي صَوْنَهَا كُلُّ بَائِحِ
عَذارىَ أَبُوهَا كَانَ مَفْعُولَ أُمِّهَا / لِذَا لَمْ يَجيِ فِيهَا القَيِاسُ بِوَاضِحِ
أَيا طَارِحاُ تِلْكَ الحَبَائِلَ صَائِداً / هِيَ الصَّيْدُ فَاطْرَحْ طَرْحُهَا غَيْرُ طَارِحِ
وَلاَ تَشْكُ هَجْراً مِنْ حَبِيبٍ مُوَاصِلٍ / تَنَكَّرَ إِذْ سَمَّيْتَهُ باسْمِ كَاشِحِ
وَإِنْ كُنْتَ مَزْكُوماً فَلَيْسَ بِلاَئقٍ / مَقَالُكَ إِنَّ المِسْكَ لَيْسَ بِفَائِحَ
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ / وَبِاسْمِكَ أَنْفَاسُ العَبِيرِ تَفُوحَ
فَهَلْ حُدِّثَتْ عَنْكَ الرِّيَاضُ فإِنَّنِي / أَرىَ البِشْرَ فيِ وَجْهِ الرِّيَاضِ يَلُوحُ
تُذِيعُ دُمُوعِي سِرَّ وَجْدِي كَأَنَّهَا / لِنَصِّ أَحَادِيثَ الغَرَامِ شُروُحُ
وَلَوْلاَكَ ما هَبَّ النَّسِيمُ مُعَطَّراً / وَلاَ رَاحَ نَشْرُ المِسْكِ مِنْهُ يَفُوحُ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ / فَهَا أَنَا فِي الظَّلْمَاءِ أَلْتَمِسُ الصُّبْحَا
حَرِيقٌُ بِنَارِ القَلْبِ لاَ أُجْملُ الأَسَى / غَرِيقٌ بِيَاءِ الدَّمْعِ لاَ أُحْسِنُ السَّبحا
حُجِبْتَ فَمَالِي فِي لِقَائِكَ حِلَةٌ / عَلَى أَنَّنِي أَظْمَأْ لِحُبِّكَ لَوْ أَصْحَا
حَشَاىَ وَأَجْفَانِي لَهِيبٌ وَأَدْمُعُ / فَآوِنَةً سَحَاً وآوِنَةً لَفْحَا
حَلاَ ليِّ ذِكْرُ الحُبِّ حَتَّى اخْتَبَرْتَهُ / فَأَلفَيْتُ أَنَّ الجِدَّ لاَ يَشْبِهُ المَزْحَا
حَبِيبٌ هَجَرْتُ الخَلْقَ طَوْعاً لِحُبِّهِ / وَمِنَ أَجْلِهِ أَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِهِمْ صَفْحَا
حَتَمْتُ عَلى قَلْبِي مَرَاقِبَ بَابِهِ / عَسَى مُغْلِقُ الأَبْوَابِ يُعْقِبُهَا فَتْحَا
حُسِدْتُ عَلى دَمْعٍِ عَلَيْكَ أَرَقْتُهُ / وَذَاكَ لأَنَّ الحُبَّ بِالسِّحِّ قَدْ صَحَّا
حَنَانَيْكَ لَيْسَ الصَّبْرُ عَنْكَ بِمُمْكِنٍ / فإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْكَ المَحَبَّةَ فَالصَّفْحَا
حَرَامٌ عَلَى العِيدَيْنِ طَرْفِي وَمَسْمَعِي / لأَنَّكَ يَا مَوْلاَيَ فِطْرِيَ والأَضْحَا