أَوَجهُكِ أَم بَدرٌ مِنَ الغَربِ لائِحُ
أَوَجهُكِ أَم بَدرٌ مِنَ الغَربِ لائِحُ / وَرَيّاكِ أَم نَشرٌ مِنَ المِسكِ فائِحُ
وَما لِبُدورِ التِمِّ في الغَربِ مَطلَعٌ / وَلا لِذَكيِّ المِسكِ هَذي الرَوائِحُ
تَنَفَّستِ في ريحِ الصَبا فَتَضَوَّعَت / بِرَيّاكِ غِيطانُ الفَلا وَالصَحاصِحُ
وَلُحتِ لَنا وَاللَيلُ مُلقٍ جِرانَهُ / فَلَم يَنتَصِف حَتّى بَدا الصُبحُ لائِحُ
أَما وَالهَوى يا أُمَّ عمرو فَإِنَّهُ / لَيقدَحُ في قَلبي مِنَ النارِ قادِحُ
لَقَد خامَرتني مِن هَواكِ صَبابَةٌ / تَعُودُ بِها مِثلَ الجِراحِ الجَوارِحُ
فَلا تَحسَبي إِن باحَ ما بي مِنَ الهَوى / عَلى النَأَيِ أَنّ السرَ بَعدَكِ بائِحُ
وَلا حُلتُ مُذ حُلتُم عَن العَهدِ في الهَوى / وَلا مالَ بي عَنكُم عَذولٌ وَكاشِحُ
وَداويّةٍ يا سَلمَ قَفرٍ كَأَنَّها / بِرَأدِ الضُحى بَحرٌ مِنَ الآلِ طافِحُ
بِمَهلَكَةٍ لا السِيدُ فيها مُصَوِّتٌ / وَلا الطَيرُ مِنها في ذُرى الأَيكِ صادِحُ
قَطعتُ عَلى حَرفٍ مِنَ العِيسِ جَسرَةٍ / نَجاة بِرَحلي وَالمَطِيُّ طَلائِحُ
إِلى مَلِكِ الدُنيا ثمالِ بنِ صالِحٍ / فَتىً حَرُمَت إِلّا عَلَيهِ المَدائِحُ
هُوَ البَحرُ في بَأسٍ وَجُودٍ فَمالِحٌ / وَعَذبٌ كَذاكَ البَحرُ عَذبٌ وَمالِحُ
طَليقُ المُحَيّا لا يُرى وَهوَ ضارِعٌ / لِخَطبٍ وَلا مِن حادِثٍ وَهوَ كالِحُ
جَوادٌ لَهُ مَجدٌ طَريفٌ وَتالِدٌ / وَحَقٌّ سَنيحٌ في المَعالي وَبارِحُ
كَريمٌ تُباريهِ الكِرامُ وَجُودُهُ / عَلى كُلِّ جُودٍ في البَرِيَّةِ رائِحُ
وَما يَستَوي جَفرٌ وَبَحرٌ وَشارِعٌ / إِلى البَحرِ مِن بَعضِ النَواحي وَماتِحُ
لَقَد عَلِمَت قَيسٌ وَأَبناءُ عامِرٍ / جَميعاً وَدانٍ في البِلادِ وَنازِحُ
بِأَنَّكَ أَعطى مانِحٍ لِجَسيمَةٍ / فَما تَنتَمي إِلّا إِلَيكَ المَنائِحُ
فَأَنتَ لِظِلِّ العَدلِ في الناسِ باسِطٌ / وَأَنتَ لِبابِ الرِزقِ في الخَلقِ فاتِحُ
وَهَذا طُهُورٌ طَهَّرَ اللَهُ أَهلَهُ / فَأَعراضُهُم مِن كُلِّ عَيبٍ صَحائِحُ
هُمُ تَوَّجُوني العِزَّ في كُلِّ بَلدَةٍ / وَمِن فَضل ما قَد أَنعَمُوا أَنا فالِحُ
وَما فيهِمُ وَالحَمدُ لِلّهِ رِيبَةٌ / أُدافِعُ عَن أَعراضِهِم وَأُناضِحُ
ولَكِنَّهُم قَد خَلَّدوا لي صَنيعَةً / فَخَلَّدتُ فيهِم كُلَّ ما أَنا مادِحُ