القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 3
تُجيْبُ بعثتِ الوفدَ أمّا سبيلُه
تُجيْبُ بعثتِ الوفدَ أمّا سبيلُه / فَسمحٌ وأمّا مُنتواهُ فَصالحُ
أتى في ذمامِ اللهِ يُؤتيهِ حَقَّهُ / من المالِ يَهديهِ سَناً منه وَاضِحُ
فأكرمَ مثواهم وأعلى مكانَهم / رَسولٌ لِمَنْ يَبغِي المحجَّةَ ناصِحُ
وقال لهم ما بِي إلى المالِ حاجةٌ / وَحَسْبِي من الخيراتِ ما اللَّهُ مانحُ
خذوه فردُّوهُ على فُقرائِكم / فَينعمُ مكروبٌ ويَنهضُ رازِحُ
فقالوا كفيناهم فما منهمُ امرؤٌ / له حاجةٌ تُطوى عليها الجوانِحُ
وقال أبو بكرٍ هُمُ القومُ ما رأت / كمقدِمِهم منّا العيونُ اللّوامِحُ
وسَرَّ رَسولَ اللهِ حسنُ صَنيعِهم / فما مِثلُه إذ يمدح القومَ مادحُ
فلمّا استزادُوه من الحقِّ زادهم / ولَنْ تسأمَ الحقَّ العقولُ الرواجحُ
رأَوْا مَورداً عذباً فألقوا بأنفسٍ / ظِماءٍ بها من وَقدَةِ اللُّوحِ لافحُ
فما مثلهم فيمن هَدَى اللَّهُ وارِدٌ / ولا مثله فيمن شَفى الدّاءَ نَاصِحُ
هُم اسْتأذنُوه في الإيابِ وودَّعوا / تُشيِّعُهم منه العَطايا الدَوالِحُ
بلالُ انْطَلِقْ خَلفَ الرجالِ فأعطهم / جَوائِزَهم إنّ التقيَّ لرابحُ
وَسَلْهُم أفيهم من تَأخَّرَ رِفدُه / فَيُعْطَى ويَلْقَى قَوْمَهُ وَهْوَ فارحُ
فقالوا غُلامٌ في الرحالِ مُخلَّفٌ / على وجهِهِ وَسمٌ من الخيرِ لائحُ
وجاء يقولُ القولَ بِرّاً وحِكْمةً / فوا عَجَبي أين النُّهى والقرائحُ
قَضيتَ رسولَ اللهِ حاجةَ قَومِنا / ولي حاجةٌ بالبابِ واللَّهُ فاتحُ
سَلِ اللَّهَ أن يَرْضَى فيغفرَ حَوْبَتِي / ويرحمني إنّي إلى ذاكَ طامحُ
بِهذَيْنِ فادْعُ اللَّهَ لي ثمّ بالغِنَى / غِنَى القلبِ إنّ المُعْدِمَ القلبِ طائحُ
دعا بالذي وَدَّ الفَتى وأجازَهُ / فلم يَبْقَ من حاجاتهِ ما يُطارحُ
صفا قلبُه من كلِّ شيءٍ يَشوبُه / وطابَتْ بِتقوَى الله منه الجوارحُ
وإنّ له بعد النبيِّ لَمشهداً / يَهونُ به عادٍ من الخطبِ فادحُ
سيكفي أبا بكرٍ تَقَلُّبَ قومهِ / إذا جَهِلَ الأقوامُ والجهلُ فاضحُ
همُ النَّفرُ الأخيارُ ما في رِحالِهم / شَقيٌِّ ولا ناءٍ عن الرُّشدِ جامحُ
أقاموا كِراماً ثم عادوا أعِزَّةً / لهم شرفٌ عالٍ مُقيمٌ وبارحُ
فما فاتَهم خيرٌ ولا نَالَ سَعْيَهم / من النّاسِ غادٍ في البلادِ ورائحُ
ألا إنّه الإسلامُ لا مجدَ مثله / وإن صاحَ بالبهتانِ والإفكِ صائحُ
أُغنِّي به فَلْيَطْرَبِ الدّهرُ وَلْتَدَعْ / تَطارِيبَها هذِي الطيورُ الصّوادحُ
وإنّي لأقضِي للعروبةِ حَقّها / وإن لجَّ مفتونٌ وأرجفَ كاشحُ
وماذا على الأعداءِ إن قامَ ماجدٌ / يُناضِلُ عن أحسابها ويُنافحُ
نَصبتُ لها نفسي فما لانَ جانبي / وجُلْتُ فما ضَاقتْ عليَّ المنادحُ
لك الحمدُ ربّي إنّها لكَ نعمةٌ / وإنّي لِمَا يُرضيكَ منّي لَكادِحُ
فيا ربِّ هل للشّعرِ بعدي خليفةٌ / يقوم به إن غيَّبتني الصَّفائحُ
أرى الجدّ أودى إذ أبى الجِدَّ أهلُه / فلم يَبْقَ إلا ما تَعوَّدَ مازحُ
ألحُّوا على الأخلاقِ فانقضَّ رُكْنُها / وحاقتْ بأبناءِ البلادِ الجوائحُ
سأُتبع يومَ السَّبتِ ما عِشتُ لعنةً
سأُتبع يومَ السَّبتِ ما عِشتُ لعنةً / يَطيرُ بها عادٍ من الدّهرِ ضابحُ
يَحيدُ فتلقاهُ وينأى فتنتحِي / تُدافِعهُ عمّا انتوَى وتُكافحُ
يظلُّ كذي الذّنبِ الطّريدِ انْبرت له / عصائبُ شتَّى شرُّها مُتطايحُ
إذا ما ارتمى في الأرضِ ضاقت فِجاجُها / وعضَّت عليه سُبلُها والمنادِحُ
هو اليومُ يومُ الشُّؤمِ ضَجَّ نذيرهُ / ومرَّ به طيرٌ من النّحسِ بارحُ
رمَى مصرَ بالنّكباءِ وانْسابَ ناجياً / كما انسابَ عِفريتٌ من الجنِّ جامحُ
فيا لكَ من رامٍ عنيفٍ وهَدَّةٍ / هي الموتُ إلا ما تبجَّح مازحُ
يقولون نُوّابٌ ودارُ نِيابةٍ / ومُلكٌ ودستورٌ من الحقِّ واضحُ
وحُكّامُ عدلٍ شائعٍ ووزارةٌ / هي الشّعبُ أو رُوحٌ من الشّعبِ صالحُ
وساوسُ أقوامٍ مهاذيرَ ما لهم / من الرأي هادٍ أو من اللُّبِّ ناصحُ
يُنادون باستقلالِ مصرَ ودولةٍ / من الوهمِ لم يَبْلُغْ بها السَّمع صائحُ
كأنّ الأُلى جاءوا بها جاوزوا المَدى / كأن الذي لا يَقبلُ الزُّورَ كاشحُ
كأنّ نُفوسَ القومِ سَكْرَى كأنّها / خَيالٌ تُناجيه النُّهى والقرائحُ
كأنّ الذي يشدو بمكروهِ ذكرهِا / وذكرِ الأُلى غشّوا بها الشّعب نائحُ
أُسائلُ نفسي وَهْيَ وَلَهى من الأسى / أرائكُ مُلكٍ ما أرى أم مَذابحُ
ألا إنّه يومٌ عصيبٌ وموقفٌ / رهيبٌ وخطبٌ للكنانةِ فادحُ
فلا مرحباً بالسّبتِ إن حانِ حينُه / فذلك يومٌ أغبرُ الوجهِ كالحُ
تُسألني الأيّامُ عُذراً ولا رضىً / ولا عُذرَ حتّى يمسحَ السّبتَ ماسحُ
جزى الله سعداً إنّها شهواته / طغت ريحُها فالشرُّ غادٍ ورائحُ
أباح حِمَى مصرٍ وسودانِها معاً / فأمعنَ مُغتالٌ وأوغلَ طامحُ
يُسامِحُ أعداءَ البلادِ ويعتدِي / على قوْمِه شرُّ الحُماةِ المُسامِحُ
هو الركب غاديهِ سلامٌ ورائحُهْ
هو الركب غاديهِ سلامٌ ورائحُهْ / تبلّجَ يُغشِي ناظِرَ الشّمسِ واضِحُهْ
إذا السُّبلُ ضاقت عن سواه فلم يَسِرْ / تَنقَّل شتّى في القلوبِ مَنادِحُهْ
هو الركبُ فيه من سَنا الحقِّ لمحةٌ / تَجمَّع ساري النّورِ فيها وسابِحُهْ
تطلَّعَ ملءَ الدهرِ والدّهرُ كلُّه / لِسانٌ يُحيّيهِ وكفٌّ تُصافِحُهْ
حَللتَ أبا الأشبالِ منّا بأنفسٍ / عناها من الشّوقِ المُبرِّحِ لافِحُهْ
فأبلغتها رِيَّ الصَّدَى ومنحتَها / من البِرِّ والمعروفِ ما أنت مانِحُهْ
أياديك ذِكرٌ للكنانةِ صاعدٌ / ومجدٌ يُبارِي همّةَ النّجمِ طامِحُهْ
بعثتَ بها عصرَ الحضارة مُونقاً / تطيبُ مَجانيه وتذكو نوافِحُهْ
وأدنيتَ من آمالهِا الغُرِّ ما لوى / يَدَ الدّهرِ جافيه وأعياهُ نازِحُهْ
إذا رُحتَ تَستقصِي مطالبها العُلى / عنا المطلبُ الجبّارُ وانْقادَ جَامِحُهْ
فَتحتَ لها بابَ الحياةِ فأقبلتْ / وأقبلَ طيرُ اليُمنِ يَنهالُ سانِحُهْ
وما عَرفَ الأقوامُ باباً يَسُرُّهم / من الخير إلا في يَدَيْكَ مَفاتِحُهْ
سَنَنْتَ لِشعبِ النّيلِ سُنَّةَ ناهضٍ / بَعيدِ مَدَى الآمالِ شَتَّى مَطارِحُهْ
وأَرشدتَهُ تَبغِي له الجِدَّ خُطَّةً / فأمسكَ غاويهِ وأقصرَ مازِحُهْ
تَعلَّمَ مِنكَ السَّعْيَ لا يَعرفُ الوَنَى / فما ارْتَدَّ ساعيهِ ولا كفَّ كادِحُهْ
يظلُّ أمامَ الدَّهرِ والدَّهرُ ثائرٌ / يُدافِعُه عن حَقِّهِ ويُكافِحُهْ
ولن يَستطيعَ الشّعبُ مَجداً ورفعةً / إذا نامَ بانيهِ وعَرْبَد صائِحُهْ
بَنَيْتَ فأحسنتَ البناءَ وإنّه / لَباقٍ على مَرِّ الحوادثِ صَالِحُهْ
دمنهورُ من جَداوكَ مُشرِقةُ السَّنا / ويومُكَ فيها كابرُ الشّأنِ راجحُهْ
طلعَت عليها غُدوةَ السّبتِ كوكباً / تُغاديهِ أسرابُ المُنَى وتُراوِحُهْ
ففي كلِّ سبتٍ من مثالِكَ طائِفٌ / يَشوقُ بها شعباً ظِماءً جَوانِحُهْ
تَلقّاكَ بالإِجلالِ يُصفيكَ وُدَّهُ / وغَرّدَ يقضي حقَّ نُعماك صادِحُهْ
أرى الطيرَ في واديكَ شَتَّى ضرُوبُهُ / وما يستوِي شاديهِ يوماً ونائِحُهْ
مَدحتُكَ إنّ الجاعِلَ المجدَ هَمَّهُ / لَيُكرَمُ مُطرِيهِ ويُحْمَدُ مادِحُهْ
أَلَسْتَ الذي خَفَّفْتَ عن شعبِكَ الأَذى / وأدركتَه والخطبُ يشتدُّ فادِحُهْ
وأَرسلتَهُ مِلءَ الزّمانِ مُغامِراً / وكان صريعاً ما يُواتيك رازِحُهْ
ثَوَى زمناً يشكو الجراحَ فلم تَزَلْ / تُداويه حتّى ارتدَّ يَشكوهُ جَارِحُهْ
ولن يُخطِئَ الشّعبُ السَبيلَ إلى العُلا / سبيلُكَ هاديهِ ورأيُكَ ناصِحُهْ
تَقدَّمَ يبني المجدَ شتّى وُجُوهُه / فِساحاً مَناحِيه سِماحاً مَسارِحُهْ
فلم يَبْقَ ما يخشى عليه صديقُهُ / ولم يبقَ ما يشفي به الغَيْظَ كاشِحُهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025