القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 16
بكى الشعر أيام المنى والمنائح
بكى الشعر أيام المنى والمنائح / ففي كل بيت للثنا صوت نائح
وغاضت بحور المكرمات وطوحت / بأهل الرجا والقصد أيدي الطوائح
ولما ادلهمَّت صفحة الأفق بالأسى / علمنا بأنَّ الشهب تحت الصفائح
حيا المزن أسعدني على فقد سادة / بدمع كجدواهم على الناس طافح
أبعد بني شادٍ وقد سكنوا الثرى / قريض لشادٍ أو سرور لفارح
أبعد ملوك العلم والبأس والندى / تشب العلى نار القرى والقرائح
أما والذي أخلى حمى الملك منهمُ / وعمّر بالعليا رسوم الضرائح
لئن أوحشوا منهم بيوت مقامهم / لقد أوحشت منهم بيوت المدائح
يجرّح قلبي بعدهم صوت ساجعٍ / يذكرني عهدَ الأيادي السوافح
فيا فرخ ضعفي حيث صرت فريسة / وصار حمامُ الأيك في الطير جارحي
تلا فقد إسماعيل فقد محمد / فيا للأسى من فادح بعد فادح
وزالا فما إنسان عيني بممسكٍ / بكاءَ ولا إنسان قولٍ بكادح
كأن زناد الفضل لم يورِ منهما / سنا شيمٍ ما فيه قولٌ لقادح
كأن لم يقم بالمكرمات مطوَّق / لدى الباب يشدوا بالثنا شدو صادح
خذ الزاد يا ضيف المكارم وارتحلْ / بنوح فقد أقوت ربوع المنائح
نزحت دموعاً أو نزحت ركائباً / فلله في الحالين حسرة نازح
بروحي ديار الفضل صوَّح روضها / كأن لم يجب فيها المنى صوت صائح
بروحي غريب الدار والنعشُ عائدٌ / إلى أرضه الثكلى غريب النوائح
بروحي نظير الغصن في دوحة العلى / رماه فأوداه الزمان ببارح
رمى فروعه من بعد ما مدَّ ظله / على كل غادٍ م العفاة ورائح
وجمَّل دنيانا ببثّ جميلةٍ / وغطى على مكروهها والقبائح
وساس رعايا أرضه وأطاعه / على جانب العاصي هوى كل جامح
وأعطى عطاء السحب في حال عسرة / تقوم بأعذار النفوس الشحائح
وزاوج بين الحلم والبأس ملكه / فمن أعزل مثل السماك ورامح
ورتل من أسلافه سوَرَ العلى / خواتمها موصولة بالفواتح
وقام إلى جمع المحامد طامحاً / فوالله لم يعدل به عزم طامح
ووالله ما نقضي حقوق محمد / إذا نحن أثنينا عليه بصالح
ولو أمكن الغيث الفدى بوليّه / فدى صالحاً من آل شادٍ بطالح
ورد الرّدى عن فائض البرّ عنده / أعزّ مكان في الدنى سرح سائح
هو الموت لو يثنيه بأسٌ ونائل / ثنتهُ سجايا كفه في الجوانح
هو الموت ما يعييهِ ثاوٍ بمغفل / ولا واصل في النبذ من خطو سابح
ولا أسدٌ يرنو بأحمر أجزرٍ / تكاد به تشوى لحوم الذبائح
ولا أسد الأبراج في الشهب كاسراً / بتكرارها سرت نفوس الصحائح
كفى ببني أيوب للناس واعظاً / وإن صمتت أفواههم في الضرائح
ومرقى المنايا نحو آفاق عرشهم / وما كان يرقى نحوها طرف طامح
سلام على جنات أجداثهم ولا / سلام لنار الحزن بين الجوانح
سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح
سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح / بسفح النقا آهاً على زمن السفح
محجبة لا طعن فيها لعائب / على أنها تمشي فتهتز كالرمح
سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا / فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح
أسدّ بطول اللثم فاها مخافةً / على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح
ويخطر في وشي الحرير قوامها / ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح
زمان مضى حلو المراشف والجنى / وعيش تقضى آمن السرب والسرح
ولا عيب في تلك الليالي التي خلت / سوى أنها مرت على الطرف كاللمح
تولى زمان الوصل وانقرض الصبى / فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح
سلام على العيش الوريّ زناده / على أنه العيش البرئ من القدح
وغانية مثلَ الحياةِ أحبها / وإن كان في كدِّ بها العمر أو كدح
ومما عناني عاذلٌ متنصحٌ / وما الغش إلا ما سمعت من النصح
يطوف بسمعي لفظه وهو بارد / وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح
وفي الخفرات اللاّءِ تغني بلفظها / عن العقد والفرع الأثيث عن الرشح
غزال رعت في الحب أخضر عيشتي / لقد أعرض الظبي الأغن عن الطلح
وقد كان لي والدهر فيه وقائع / فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح
تعشقتها والخد يشبه خدها / أأعشقها والشيب ملتمع اللمح
كأن جفوني إذ تكاثر دمعها / بنان ابن فضل الله متصل المنح
وقائلة ما بال عزمك صابراً / على الفدحِ في الدنيا على أثر الفدح
فقلت رأيت السمر أقومَ ما ترى / إذا صبرت عند النفاق من اللقح
فقالت دع التقليل عنك وقم إلى / نوافجٍ فضل الله في زمن الفرح
وبادر لمحيي الدين تلق شمائلاً / مدربةً لم تدرِ ما هيئة الشحّ
فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى / وعدت بمشهور الثنا طاهر سمح
يوري زناد الفضل بالمجد والعلى / ولكنه الفعل البريءُ من القدح
رئيسٌ رأى آمالنا وهي تشتكي / من الدهر أسقاماً فقال لها صحي
يسابق آمال العفاة بضعف ما / تمنت ويمسي في النوال كما يضحي
مغيث الرجا والخوف والذل والخطا / ببذل الندى بالأَمن بالجاه بالصفح
إذا وصف المداح بعض صفاته / فماذا بأكباد الأعادي من الشرح
وإن فتح الراوي معاني فخاره / فدع ما رواه آل خاقان للفتح
ولما علا نحو السماء ثناؤه / أتى بالنجوم الزهر والسحب السح
سحائب آلاءٍ تجول على الرجا / وأنجم آراءٍ تدل على النجح
وسعد أفاد الملك أخبية الهنا / وأنحى على أهل المكايد بالذبح
كذلك فَليحكِ النظير نظيره / بغرّ المعالي والمراشد والمنح
فيا أيها الساعي لشقة شأوه / تنح قصياً لست من ذلك الطرح
ويا أيها البسام بشرا وفضله / يعين على أعوامها الشهب الكلح
فدياً لك من لو أن ميعاد جوده / كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح
وأنت الذي أغنيت بالرفد يمنهم / وبالغت حتى خلت أنك في مزح
تحليت في كتم الذي أتت واهب / وهيهات ما للمسك بُدّ من النفح
وكم جربت منكَ الملوكُ ميامناً / ونصحاً على فقد الميامن والنصح
وغصن يراع يستظل به الورى / ويشهد قتل المارقين بلا جرح
وأنك يا يحيى لَتُحيي ذوي الرجا / وتحمي من اللأوا وتنجي من الفدح
وأنك يا يحيى لفائض جعفر / من الوفر تزداد امتلاء على النزح
فلا زال للراجي جنابك موثلا / وضدك للِهمّ المقيم وللبرح
تسامى على المداح قدرك رتبة / فإقصارهمْ عن مدحه غاية المدح
وكدت لعرفان المكارم لم ترم / بحمد وما حمد السحاب على السفح
نجومٌ تراعيها جفون سوافح
نجومٌ تراعيها جفون سوافح / ولا طيفكم دانٍ ولا الليل نازح
أباخلةً عنِّي بطيف خيالها / عسى ولعلَّ الدهرَ فيك يسامح
وتاركة قلبي كليماً وناظري / ذبيحاً ولا في العيش بعدك صالح
لمحتك للبين المصادف لمحةً / فطاحت بأحشائي إليك الطوائح
وما أنت إلاَّ الظبي جيداً ومقلةً / فلا غرْوَ أن أهوت إليك الجوارح
جوانح ينمو شجوها وسقامها / عليَّ ودوني جندل وصفائح
وقلب عصى نصحي عليكِ وسلوتي / فأبعد شيء صبره والنصائح
وقلتُ جبين المالكية عذره / فقال الورى عذرٌ لعمرك واضحُ
وضاقت علينا عينها فتمنَّعت / وهيهات أن تسخو النفوس الشحائح
ولم أنس يوم البين إيماءَ طرفها / وعيس المطايا للفلاة جوانح
فليت الردى أجرى دم العيس ناحراً / فسالت بأعناق المطيّ الأباطح
وممَّا شجاني في الضحى صوت ساجع / كأني له بعد الحبيب أطارح
يساعدني نوحاً يكاد يجيبنا / بأمثاله بانُ الحمى المتناوح
فليت حمام الأيك يوماً أعارني / جناحاً إلى الركبِ الذي هو نازح
وليت النجوم الزهر تدنو قوافياً / لنا قتنقى في ابن خضر المدائح
رئيسٌ تجلَّى بشره ونواله / فلا الأفق مغبرٌّ ولا العام كالح
على المزْن من تلك البنان تشابه / وفي البدر من ذاك الجبين ملامح
وفي الأرض من أخلاقه وثنائه / سِماتٌ فنعم المزهرات الفوائح
ولله أقلام الحماسة والندى / على يده حيث السطا والمنائح
حمينَ الحمى لمَّا فتحنا بلادَه / وقد أقصرت عنها القنا والصفائح
فهنَّ على اللائي فتحن مغالقٌ / وهنَّ على اللائي غلقن مفاتح
وطوَّقنا أطواق جود فكلنا / على شبهِ الأغصان بالحمد صادح
وروَّضنَ أقطار الشآم بأحرفٍ / سقى أصلها طاف من النيل طافح
وصدر لما يلقى من السرِّ لائق / وكوكب فضلٍ في سما الملك لائح
عليَّ المدى لا بالملمَّة جازعٌ / ولا بالتي يثني لها العطف فارح
وزاكي النهى إمَّا لمعنى سيادة / وإمَّا لأكباد المعادين شارح
بليغٌ إذا نصَّ المقال وبالغ / مدى الرأي حيث النيِّرات الطوامح
وأبيض وجه العرض والوجه والتقى / إذا لفحت سفع الوجوه اللوافح
على دولة الأملاك كلّ فصوله / ربيع وفي الأعدا سعودٌ ذوابح
وللطالبي العمى غمام كأنه / لما جدّ في جودٍ وحاشاه مازح
إلى عدلهِ يشكو الزمان فإنه / خديمٌ يغادِي أمرهُ ويراوح
تعوَّدت أن تسري إليه ركائبي / فترجع وهي المثقلات الروازح
وآخذُ من قبل المديح جوائزاً / تقصر عن أدنى مداها الممادح
فلا غَرْوَ أن آتي بهنَّ مضيئة / كأنَّ المعاني في البيوت مصابح
أمولاي إن يسكت لساني صابراً / فإنَّ لسان الحال منِّي صادح
ألم ترَ أنِّي معمل الفكر في كِرى / حمار أماسي غبنه وأصابح
ركوبي على أمثاله في زمانكم / كما ركّبت في العالمين القبائح
فهل لي ببيت المال حقٌّ فيقتضى / وهل أملِي في أرذل الخيل جامح
ولي في بديع الوصف كالصخر قوة / ولكنه سيل على الأرضِ سائح
أقدم فيه الوصف قبل أوانه / على ثقة منِّي بأنَّك مانح
سقى عهدَها دانِي العهاد سفوحها
سقى عهدَها دانِي العهاد سفوحها / خياماً برغمي نأيها ونزوحها
وبلغها عنِّي أتمّ تحيَّةٍ / عليل الصبا يُروي بفيه صحيحها
معدلة في مرسلات مدامعي / ولكن قلبي المستهامَ جريحها
أسكانَ قلبٍ لا يداوى كليمه / ليهنكم من مقلتيَّ ذبيحها
ويهنِ الليالي أن فيها لواصف / جمالاً به يخفى ويعفى قبيحها
فدىً لابن ريَّانَ الكرام لأنه / فتى حيها راعي حماها صريحها
سليمان ملاَّك المعالي وإنه / بآية طوفان المكارم نوحها
أخو الدِّين للساري به يستنيره / نعم وأخو الدُّنيا لمن يستميحها
أمولايَ قد أنشرت ميت فكرتي / بأبيات نظمٍ حلَّ فيها مسيحها
فيا لكَ نظماً من نسيب سيادةٍ / حقيق له من كلِّ نفسٍ مديحها
تذكِّرني النعمى وأنت غمامها / بروضةِ ألفاظٍ وأنتَ صدوحها
بقيت مدَى الدُّنيا لمجدٍ تصونه / وأعلاق مالٍ للعفاة تبيحها
فما الدهر إلاَّ ناظر أنتَ لحظه / وما الفضل إلاَّ صورة أنت روحها
بروحيَ طرس جاءني متضمِّناً
بروحيَ طرس جاءني متضمِّناً / بدائع يسري الفكر فيها ويسرح
به من غريب اللفظ والخط مجتلى / فيالك طرساً للغريبين يشرح
ولغزٌ هداني نحو معناه أنَّه / أتى وبهِ عرفٌ من الروضِ ينفح
يشفُّ على مكتوبه طيبُ ما حوَى / وكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضح
ولو كنت تبغي كتم مخبره لما / بعثت بنمَّامٍ يقول ويفصح
هو الاسم لكن نصفه فعلُ كله / إذا جعلت أسرار معناه تلمح
ومقلوبة أحجية مثل لم يجد / فدونك نظماً عاجزاً ليس يصلح
أجابَ فإن قال الصواب أو الخطأ / فمثلك هديٌ أو فمثلك يفصح
أحاشيكَ يا نجلَ الوزارة من أذًى
أحاشيكَ يا نجلَ الوزارة من أذًى / تمكَّن من أسرارنا والجوانح
دَفنتَ النوى والتمر فيمن تحبه / ودفنُ النوى يا ميّ إحدى الفضائح
أرى الحسنَ مجموعاً بجامع جلّقٍ
أرى الحسنَ مجموعاً بجامع جلّقٍ / وفي صدره معنى الملاحة مشروح
فإن يتغالى في الجوامع معشرٌ / فقل لهمُ باب الزِّيادة مفتوح
بصالحِ حمصٍ نستعينُ على الثنا
بصالحِ حمصٍ نستعينُ على الثنا / لديك ونرجوه لنظمِ المدائح
ووالله ما نوفي أياديك حقّها / إذا نحن أثنينا عليك بصالح
مضى منجح ثم اقتضى الحال بعده
مضى منجح ثم اقتضى الحال بعده / سواه قريب المثلِ للقصد ينتحي
له عاذرٌ من نفسه باجتهاده / ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
وظيفتيَ المدحُ الذي أنا ناظم
وظيفتيَ المدحُ الذي أنا ناظم / عليك وحسبي في الأنامِ به مدحا
إذا عدّلت أقلامُ خطي لضبطه / ملأت قلوبَ الحاسدين بها جرحا
ألا فابقَ طول الدَّهر للملك حافظاً / إذا حملت يدَّاك من قلمٍ رمحا
سرت لك آمالي وإن عاقني الضنى
سرت لك آمالي وإن عاقني الضنى / على ثقةٍ أن يستنير نجاحها
ألم تر أني من قديمٍ ووالدي / وجدِّي أناسٌ في رباكم رباحها
فإن أجدَبت كفِّي فأنتَ غياثها / وإن فسدت حالِي فأنتَ صلاحها
لعمري لقد حفت بأمنٍ وصحةٍ
لعمري لقد حفت بأمنٍ وصحةٍ / ليالي وصالٍ للهناءِ مبيح
أحاشيكَ عن تعريض سقم وأرتجي / عوائد عيش للهناء منيح
فلا سقمٌ إلاَّ بجفنِ مليحةٍ / ولا عارضٌ إلاَّ بخدِّ مليح
لحى الله ألاَّفاً بما يصنعونه
لحى الله ألاَّفاً بما يصنعونه / من الماءِ صرفاً فعل من لا يناصح
أغني له والمال ضاع بشربه / أماوِيّ إنَّ المالَ غادٍ ورائح
أقاضي قضاة الدين فضلك مسفرٌ
أقاضي قضاة الدين فضلك مسفرٌ / وشانيك مكبوتٌ وراجيك فارِح
وقد أطابَ ديوانُ المصالحِ نفحةً / فضاعت وما ضاعت عليهِ المصالح
دعوتك يا مولايَ للحالِ عالماً
دعوتك يا مولايَ للحالِ عالماً / بأنَّكَ ماحِي عسرة الحالِ بالمنح
إذا أغلقت أبواب رزقي عشيرةٌ / فأنتَ أبو تسهيلها وأبو الفتح
لمولودكم يا آل يحيى مزيةٌ
لمولودكم يا آل يحيى مزيةٌ / من الفضلِ لا تخفى على كلِّ لامح
إذا ما شرعتم في علاه عقيقة / شرعنا له في درّةٍ من مدائح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025