المجموع : 4
سُلَيمانُ لَو وَفَّيتَ مَدحِيَ حَقَّهُ
سُلَيمانُ لَو وَفَّيتَ مَدحِيَ حَقَّهُ / أَرَيتُكَ أَسبابَ المُنى كَيفَ تَنجَحُ
بَسَطتُ يَدي حَتّى ظَنَنتُكَ قابِضاً / يَدَ الدَهرِ عَنّي وَهوَ أَزوَرُ أَكلَحُ
فَأَقصَدتَني بِاليَأسِ حَتّى تَرَكتَني / وَظَنِّيَ عَن نَيلِ الغِنى يَتَزَحزَحُ
وَأَصعَبتَ لي مِن بَعدِ ما كُنتَ مُسهِلاً / مَغالِقَ بِرٍّ شارَفَت تَتَفَتَّحُ
فَمَن مالُهُ في ذِمَّةٍ كَيفَ يَجتَدي / وَمَن أَصلُهُ في ظُلمَةٍ كَيفَ يُمدَحُ
أَبُثُّكَ أَنّي راغِبُ عَن مَعاشِرٍ
أَبُثُّكَ أَنّي راغِبُ عَن مَعاشِرٍ / يَضنّونَ بِالوُدِّ القَليلِ وَأَسمَحُ
إِذا ما جَنوا ذَنباً عَليَّ اِحتَقَرتُهُ / فَأَعفو عَنِ الذَنبِ العَظيمِ وَأصفَحُ
وَيُظهِرُ لي قَومٌ بَعاداً وَجَفوَةً / وَما عَلِموا أَنّي بِذَلِكَ أَفرَحُ
وَلَو كُنتَ فيها يَومَ ذا الأَثلِ لَم تَؤُب
وَلَو كُنتَ فيها يَومَ ذا الأَثلِ لَم تَؤُب / وَزادُكَ إِلّا ذاتُ وَدقَينِ تَنضَحُ
غَداةَ ذُبالُ السَمهَرِيَةِ يَلتَظي / بِأَيمانِنا وَالبيضُ بِالبيضِ تُقدَحُ
مَواقِفُ تُنسي المَرءَ ما كانَ قَبلَها / تَرى الجَذَعَ العامِيَّ فيهِنَّ يَقرَحُ
كَأَنَّ سِقاطَ البيضِ ثُمَّ اِرتِفاعَها / مَصاريعُ أَبوابٍ تُجافُ وَتُفتَحُ
فَإِن تَكُ قَد سُقِّيتَ مِثلي بِكاسِها / فَما لَكَ يا ذا الضَبِّ لا تَتَرَنَّحُ
جُعِلتَ صَحيحاً مِثلَ ضامِنِ نُقبَةٍ / لَهُ كُلَّ يَومٍ جالِبٌ يَتَقَرَّحُ
أَلا مَن عَذيري في رِجالٍ تَواعَدوا
أَلا مَن عَذيري في رِجالٍ تَواعَدوا / لِحَربِيَ مِن رامي عُقوقٍ وَرامِحِ
وَغَرَّهُم مِنّي اِصطِبارٌ عَلى الأَذى / وَقَد يَكظِمُ المَرءُ الأَذى غَيرَ صافِحِ
فَما الجارِمُ الجاني عُقوقي بِسالِمٍ / وَلا الماطِلُ اللاوي دُيوني بِرابِحِ
أَغاروا عَلى ذَودٍ مِنَ الشِعرِ آمِنٍ / تَقادَمَ عِندي مِن نِتاجِ القَرايحِ
فَيا لَيتَهُم أَدَّوهُ في الحَيِّ خالِصاً / وَلَم يَخلِطوهُ بِالرَزايا الطَلايِحِ
وَإِنَّكَ لَو مَوَّهتَ كُلَّ هَجينَةٍ / عَلى ناظِرٍ ما عُدَّت في الصَرايِحِ
أَرى كُلَّ يَومٍ وَالأَعاجيبُ جَمَّةٌ / عَلى وَبَرِ الجَربى وُسومَ الصَحايحِ
إِذا طَرَدوها خالَفَت بِرِقابِها / رُجوعاً إِلى أَوطانِها وَالمَسارِحِ
وَإِن أَورَدوها غَيرَ ماءٍ حايَدَت / حِيادَ عَيوفٍ يُنكِرُ الماءَ قامِحِ
إِذا اِنجَفَلَت في غارَةٍ بِتُّ ناظِراً / أُراقِبُ مِنها رَوحَةً في الرَوائِحِ
كَأَنَّ بَني غَبراءَ إِذ يَنهَبونَها / أَحالوا عَلى مالٍ بِذي الدَوحِ سارِحِ
يُرَجّونَ مِنها وَالأَمانِيُّ ضِلَّةٌ / رَجاءَ نِتاجِ الحَملِ مِن غَيرِ لاقَحِ
أَباغَثُ أَضَرَّتها السَفاهَةُ فَاِغتَدَت / تَخَطَّفُ هَذا القَولَ خَطفَ الجَوارِحِ
هَبوها إِلَيكُم مِن يَديَّ مَنيحَةً / فَقَد آنَ يا لِلقَومِ رَدُّ المَنايِحِ
دَعوا وِردَ ماءٍ لَستُمُ مِن حَلالِهِ / وَحُلّوا الرَوابي قَبلَ سَيلِ الأَباطِحِ
وَلا تَستَهِبّوا العاصِفاتِ وَأَصلُكُم / نَجيلٌ رَمَت فيهِ اللَيالي بِقادِحِ
فَما أَنتُمُ مِن مالِئي ذَلِكَ الحِبا / وَلا فيكُمُ أَكفاءُ تِلكَ المَناكِحِ
وَلَم تُحسِنوا رَعيَ السَوامِخِ قَبلَها / فَكَيفَ تَعاطَيتُم رُكوبَ الجَوامِحِ
وَلا تَطلُبوها سِمعَةً في مَعَرَّةٍ / تُحَدِّثُ عَنكُم كُلَّ غادٍ وَرايحِ
خُمُولُ الفَتى خَيرٌ مِنَ الذِكرِ بِالخَنا / وَجَرِّ ذُيولِ المُندِياتِ الفَواضِحِ
وَعِندي قَوافٍ إِن تَلَقَّينَ بِالأَذى / نَزَعنَ بِمُرِّ القَولِ نَزعَ المَواتِحِ
تُعَدِّدُ نَبراتِ الأُسودِ نَباهَةً / وَتَنسى أَنابيحَ الكِلابِ النَوابِحِ