القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 3
أيخفى صحيح الوجد والسقم لائح
أيخفى صحيح الوجد والسقم لائح / ويكتم سر الشوق والدمع بائح
جنحت إلى الواشي ولولاه ما التقى / سهادي وطرفي والجوى والجوانح
منعت الكرى لما منحتك مهجتي / وهل مانع نوماً سواي ومانح
وليلة هوّمنا بذي الطلح زارنا / خيالك وهناً والمطايا طلائع
فبت ولم أشكر سوى منة الكرى / أطرحه ذكر الهوى ويطارح
حديث الندى عما سواه مطوح / وركن الهدى ما لم يشيده طائح
يشاركه في ماله دون مجده / إذا استأثر الأملاك دان ونازح
لئن شاركوه في اسمه دون فعله / فما يستوي البحران عذب ومالح
تهب له ريحا غمام وغمة / ففي كل قطر منه ساق وسافح
على شاكر بل ماكر من سحابه / منائح إن يسخط بهن مذابح
لئن حل في دست الوزارة عادل / سما قبله فيها إلى النجم صالح
فإنك يا بدر بن زريك عنهما / لنعم المكافي للعدى والمكافح
ولما تجاوزت النهاية في العلى / ولاذت بعطفيك الملوك الجحاجح
خفضت جناحي قدرة فارسية / لهمتها طرف إلى الطرف طامح
بعزمك لاذ الملك واعتصم الهدى / وذلت صعاب الدهر وهي جوامح
نهضت بأمر الدولة النهضة التي / جزاك بها خيراً ولي وكاشح
وقام بما تحتاجه منك أروع / كفتها صفايا ماله والصفائح
ومهدت قطريها فلا منزل العلى / بناب ولا ناب النوائب كالح
وأوريت ناريها عقاباً ونائلاً / وما وريا إلا وزندك قادح
خلقت بها عزاً وكنزاً عمادها / عليه إذا اجتاحت سواها الجوائح
فما اعتلقت إلا وسيفك سابح / ولا اغتلقت إلا وسيفك فاتح
ولو لم يفح مسكاً عليك ثناؤها / لأثنت عليك الباقيات الصوالح
وغر مساع لو أردت اختصارها / غدت ألسن الأيام وهي شوارح
وجوهر أشعار تبيت عقودها / وهن على الشعري روام روامح
يغوص لها في بحر جودك خاطري / وغيري على الأصداف طاف وطافح
إذا سرحت في وصف مجدك هجرت / له وسرت فهي السواري والسوارح
وإن مسحت أعطافها بك هزها / ثناء لأقطار البسيطة ماسح
وقد يبسط الإحسان منقبض الثنا / وتبرأ من بعد القروح القرائح
وقربت مني وادعاً نازح الفنا / وكم خاب بعد الكر ساع وكادح
وأوردتها غزو الندى بعد نزره / وعند ضياء الصبح تخفى المصابح
عرائس لولا وجود بدر يصونها / لباتت بمدح الباخلين تسافح
وكيف أرجى صونها عند باخل / وقد فسدت في الأكرمين المناكح
خذ العفو واصفح عن قصور قصائدي / فإنك عن ذنب المقرين صافح
وسامح وخذ بعض الذي تستحقه / فمن عادة أن الكريم يسامح
وأسجح لها ماء البشاشة وحده / فما قصدها إلا السجايا السجائح
فكم منة أخفيتها فتكفلت / بشهرتها عنك القوافي الفصائح
وضافية الأذيال رحت أجرها / وتحتي من نعماك أجرد سابح
صحائف جود ينشر الحمد طيها / وعنوانها فوق المدائح لائح
مضى عنك صوم وهو بالبر مفرح / وقابلت فطراً قلبه بك فارح
فلا زال عيد الفطر أسعد قادم / تزورك فيه بالهناء المدائح
فما يستحق الشكر غيرك منعم / ولا يستحق البر غير مادح
إذا راح غيري بالثنا وهو خاسر / فإني بكم في متجر الحمد رابح
إلى كم أحوك الشعر في الذم والمدح
إلى كم أحوك الشعر في الذم والمدح / وأخلع برديه على المنع والمنح
وأفتح من أبوابه كل مقفل / يشن عليها خاطري غارة الفتح
ويشركني في نظمها كل ناقص / يعارض بالمصباح شارقة الصبح
يعيب دعي القوم غر قصائدي / وليس له فيه صريحي ولا صرحي
عصته زناد الشعر إذ رام قدحها / فأداه ضعف القدح عنها إلى القدح
تخلف عن شأوي فجمل نفسه / بنقد كلامي وهو من نقد السرح
فيا نابح الجوزاء من هوة الثرى / ترفق فقد أتعبت نفسك بالنبح
وابق على قرنيك من نطح صخرتي / وإلا فقد أوهيت قرنيك بالنطح
توهمت فكري مثل فكرتك التي / لها خاطر دامي القريحة والقرح
وإن أجاج القول مثل زلاله / وما يستوي عذب المذاقة بالملح
قصائد لم يقصدن إلا خليفة / وإلا وزيراً عارفاً قيمة المدح
وإلا جواداً مثل ورد تسوقها / سجاياه بالإكرام والخلق السحج
مليك ترى من حلمه وانتقامه / حياة وموتاً بالصفيحة والصفح
فتى نجحت أيامه من فعاله / بغر مساع صانهن عن الشح
فدى لك يا تاج الخلافة كل من / تعاطى ثنائي من بخيل ومن سمح
فإنك أفسدت القوافي على الورى / بجود نهاها أن تعود إلى الصلح
وقلت لها من لم يكرمك منهم / فلا تنظريه رأس مال ولا ربح
فكيف بذاك الوعد لو كان حاصلاً / فإنك مقرون المواعيد بالنجح
إذا أغمضت عمن سواك جفونها / صدوداً ولم تسمح لغيرك باللمح
هي البدر إلا أنها منه أملح
هي البدر إلا أنها منه أملح / وغرتها من غرة الصبح أصبح
منعمة تسبي العقول بصورة / إلى مثلها لب الجوانح يجنح
كأن الظباء العفر يحكين جيدها / ومقلتها في حين ترنو وتسنح
كأن اهتزاز الغصن من فوق ردفها / قضيب بأعلى رملة يترنح
تعلمت من حبي لها عزة الهوى / وقد كنت فيه قبلها أتسمح
وهيج نار الوجد والشوق قولها / أحتى إلى الجوزاء طرفك يطمح
فلا جفن إلا ماؤه ثم يسفح / ولا نار إلا زندها ثم يقدح
وما علمت أني إذا شفني الهوى / إليها بدعوى الصبر لا أتبجح
وأن اعترافي بالتأخر حيث لا / يقدمني فضل أجل وأرجح
ألم تر فضل الصالح الملك لم يدع / على الأرض من يثني عليه ويمدح
كأن مساعي جملة الخلق جملة / غدت بمساعيه الحميدة تشرح
تجمع فيه ما تفرق في الورى / على أنه أسنى وأسمى وأسمح
يرجى الندى منه فيغني ويسمح / ويخشى الردى منه فيعفو ويصفح
وقافية تجلوه غرائب فضله / فتعرب عن فصل الخطاب وتفصح
بديهته تذري بكل روية / وتبدي عوار المحسنين وتفضح
وكم بين فياض البديهة سابق / وآخر يكدي فكره حين يكدح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025