المجموع : 8
خَليلَيَّ ما بالُ الدُجى لا تَزَحزَحُ
خَليلَيَّ ما بالُ الدُجى لا تَزَحزَحُ / وَما بالُ ضَوءِ الصُبحِ لا يَتَوَضَّحُ
أَضَلَّ الصَباحُ المُستَنيرُ سَبيلَهُ / أَمِ الدَهرُ لَيلٌ كُلُّهُ لَيسَ يَبرَحُ
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ / بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
كَأَنَّ الدُجى زادَت وَما زادَتِ الدُجى / وَلَكِن أَطالَ اللَيلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ
لَقَد هاجَ دَمعي نازِحٌ بِنُزوحِهِ / وَنَومي إِذا ما نَوَّمَ الناسَ أَنزَحُ
وَقالَ نِساءُ الحَيِّ ما لَكَ صافِحاً / وَما كُنتَ عَن أُنسِ الأَوانِسِ تَصفَحُ
فَقُلتُ لِسُعدى شافِعٌ مِن مَوَدَّتي / إِذا رُمتُ أُخرى ظَلَّ في القَلبِ يَقدَحُ
فَقُلتُ أَفي ذَنبٍ أَتاكَ أَتَيتُهُ / تَأنيب أَم
يَخِفُّ بِأَحشائي إِلَيها صَبابَةٌ / وَتُطرَقُ بِالهِجرانِ عَيني فَتَسفَحُ
فَيا طولَ هَذا اللَيلِ لا أَعرِفُ الكَرى / وَلا الصُبحُ فيهِ راحَةٌ فَأُرَوَّحُ
أَناسِيَةٌ سُعدى هَوائِيَ بَعدَما / لَهَونا بِها عَصراً نُخِفُّ وَنَمزَحُ
مُحِبَّينِ مَعشوقَينِ نَغرَقُ في الهَوى / مِراراً وَطَوراً نَستَقِلُّ فَنَسبَحُ
كَأَنَّ هَوانا في العِقابِ وَفي الرِضى / سَرابيلُنا تَنشَقُّ عَنّا وَتَنضَحُ
لَيالي نَقتادُ الهَوى وَيَقودُنا / عَلى رَصَداتِ العَينِ وَالكَلبُ يُنبَحُ
فَقَد ساغَ لِلغَيرانِ مِن ذاكَ ريقُهُ / وَنامَ العِدى حَتّى اِفتَرَقنا وَأَنجَحوا
أَقَمتُ وَأَجرَيتُ الصِبا ما وَحى واحٍ
أَقَمتُ وَأَجرَيتُ الصِبا ما وَحى واحٍ / وَأَمسَكتُ عَن بابِ الضَلالَةِ مِفتاحي
وَقالَ العَذارى لَيسَ فيكَ بَقِيَّةٌ / كَذَبنَ يَحِزُّ السَيفُ في الطَبَعِ الضاحي
تَمَتَّعتُ مِن وُدِّ الشَبابِ الَّذي مَضى / مَعَ البيضِ أُسقى ريقَهُنَّ مَعَ الراحِ
وَوادُ العَذارى زائِرٌ وَمُرَدَّناً / يَطُفنَ بِذَيّالِ السَرابيلِ مِسفاحِ
مِنَ القادَةِ المُستَأذِنينَ إِذا غَدا / كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ ضَوءَ مِصباحِ
لَقَد كانَ يَومي بِالجُدَيدِ مُشَهَّراً / وَأَيّامُ ذي ضالٍ وَيَومٌ بِذي ضاحِ
لَيالِيَ أَغدو بَينَهُنَّ مَرَفَّلاً / أُحِبُّ وَأُعطى حاجَتي غَيرَ مِلحاحِ
فَغَيَّرَ ذاكَ العَيشَ تاجٌ لَبِستُهُ / وَطاعَةُ مَهدِيٍّ كَفَت قَولَ نُصّاحِ
فَمِالآنَ لا أَسري إِلى أُمِّ مالِكٍ / بِعُتبى وَلا أُصغي إِلى قَولِ قِرواحِ
تَمَثَّلَ لي وَجهُ الخَليفَةِ دونَها / فَقُل في حَبيبٍ دونَهُ أَسَدٌ شاحِ
وَنَدمانِ صِدقٍ قَد وصَلتُ حديثَهُ / بِأَزهَرَ مَجّاجِ المُدامَةِ نَبّاحِ
إِذا فَرَغَت كَأسُ اِمرِىءٍ خَرَّ ساجِداً / وَصَبَّ لَنا صَفراءَ في طيبِ تُفّاحِ
عَلى ذاكَ حَتّى رَدَّني عَن جَهالَةٍ / وَما الناسُ إِلّا طالِبُ اللَهوِ أَو صاحِ
وَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ / رَجَعتُ بِأُخرى مِن دُمى الناسِ مِلواحِ
لَها نَصَفاتٌ حَولَها يَستَلِمنَها / كَما اِستَلَمَ الرُكنَ النَواسِكُ بِالراحِ
إِذا نَظَرَت حالَت بِها عَينُ ناظِرٍ / وَأَودَت بِأَلبابِ وَأَلوَت بِأَرواحِ
فَقُلتُ لَها بانَ الشَبابُ فَقَد مَضى / وَصاحَبَني غَيظٌ لِغَيرانَ مِنباحِ
لِعَلَّكِ أَن لا تَعرِفيني بِمِثلِها / هَداني أَميرُ المُؤمِنينَ بِمِصباحِ
فَآلَيتُ لا آلو الخَليفَةَ طاعَةً / وَلا أَبتَغي إِذناً عَلى ذاتِ أَوشاحِ
تَرَكتُ تِجاراتِ المَعازِفَ رائِحاً / وَأَعرَضتُ عَن راحٍ وَعَن قَينَتَي راحِ
يَقولُ أَبو عَمروٍ غَداةَ تَهَلَّلَت
يَقولُ أَبو عَمروٍ غَداةَ تَهَلَّلَت / مِنَ العَينِ دَرّاتٌ وَفاضَ سَفوحُها
أَجِدَّكَ مِن رَيحانَةٍ طابَ ريحُها / ظَلِلتَ تُبَكّي خُلَّةً وَتَنوحُها
فَقُلتُ لَهُ لا تُكثِر اللَومَ إِنَّني / أَتى مِن هَوى نَفسي عَلَيَّ جُموحُها
كَأَنَّكَ لَم تَعلَم لِعَبدَةَ حُرمَةً / وَأَسرارَ حُبِّ عِندَنا لا نُبيحُها
تَثاقَلَتِ الذَلفاءُ عَنّي وَما دَرَت / بِذي كَبِدٍ حَرّى يَغَصُّ قَريحُها
وَقَد كادَت الأَيّامُ دونَ لِقائِها / تَصَرَّمُ إِلّا أَن يَمُرَّ سَنيحُها
يُذَكِّرُني الرَيحانُ رائِحَةَ الَّتي / إِذا لَم تَطَيَّب وافَقَ المِسكَ ريحُها
عُبَيدَةُ هَمُّ النَفسِ إِن يَدنُ حُبُّها / وَإِن تَنأَ عَنها فارَقَ النَفسَ روحُها
فَلا هِيَ مِن شَوقٍ إِلَيها تُريحُني / وَلا أَنا مِن طولِ الرَجاءِ أُريحُها
هَواكِ غَبوقُ النَفسِ في كُلِّ لَيلَةٍ / وَذِكرُكُمو في كُلِّ يَومٍ صَبوحُها
وَلِلنَفسُ حاجاتٌ إِلَيكِ إِذا خَلَت / سَيَعيا بِها عِندَ اللِقاءِ فَصيحُها
فَلَستُ بِسالٍ ما تَغَنَّت حَمامَةٌ / وَما شاقَ رُهبانَ النَصارى مَسيحُها
لَعُمري لَقَد أَزرى سُهَيلٌ بِصِهرِهِ
لَعُمري لَقَد أَزرى سُهَيلٌ بِصِهرِهِ / وَوَلّاهُمو في شَركِهِ غَيرَ صالِحِ
أَزَوَّجتُمُ العِلجَ اللَئيمَ اِبنَ سالِمٍ / وَما زائِنٌ زَوَّجتُموهُ بِفاضِحِ
أَلا يَخرُجُ الدَجّالُ إِن كانَ خارِجاً / وَهَذا سُهَيلٌ صِهرُ موسى بنِ صالِحِ
فَما أَمَّلَت هَذا لَهُ نَفسُ صالِحٍ / وَلا كانَ يَرجوها لَهُ في المَناكِحِ
وَلا خافَ هَذا صالِحٌ عِندَ مَوتِهِ / عَلى عَقبِهِ في نادِياتِ الفَضائِحِ
وَزائِرَةٍ ما مَسَّها الطيبُ بُرهَةً
وَزائِرَةٍ ما مَسَّها الطيبُ بُرهَةً / مِنَ الدَهرِ لَكِن طيبُها الدَهرَ فائِحُ
لَعَمري لَقَد هَذَّبتُ قَولي وَلَم أَدَع
لَعَمري لَقَد هَذَّبتُ قَولي وَلَم أَدَع / مَقالاً لِمُغتابٍ وَدَعوى لِمَن لَحا
وَمَن كانَ ذا فَهمٍ بَليدٍ وَعَقلُهُ / بِهِ عِلَّةٌ عابَ الكَلامَ المُنَقَّحا
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ / بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
كَأَنَّ الدُجى زادَت وَما زادَتِ الدُجى / وَلَكِن أَطالَ اللَيلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ
لَقَد هاجَ دَمعي نازِحٌ بِنٌزوحِهِ / وَنَومي إِذا ما نَوَّمَ الناسَ أَنزَحُ
أَصَفراءُ كانَ الوُدُّ مِنكِ مُباحا
أَصَفراءُ كانَ الوُدُّ مِنكِ مُباحا / لَيالِيَ كانَ الهَجرُ مِنكِ قِراحا
وَكانَ جَواري الحَيِّ إِذ كُنتِ فيهِمُ / قِباحاً فَلَمّا غِبتِ صِرنَ مِلاحا