القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 8
خَليلَيَّ ما بالُ الدُجى لا تَزَحزَحُ
خَليلَيَّ ما بالُ الدُجى لا تَزَحزَحُ / وَما بالُ ضَوءِ الصُبحِ لا يَتَوَضَّحُ
أَضَلَّ الصَباحُ المُستَنيرُ سَبيلَهُ / أَمِ الدَهرُ لَيلٌ كُلُّهُ لَيسَ يَبرَحُ
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ / بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
كَأَنَّ الدُجى زادَت وَما زادَتِ الدُجى / وَلَكِن أَطالَ اللَيلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ
لَقَد هاجَ دَمعي نازِحٌ بِنُزوحِهِ / وَنَومي إِذا ما نَوَّمَ الناسَ أَنزَحُ
وَقالَ نِساءُ الحَيِّ ما لَكَ صافِحاً / وَما كُنتَ عَن أُنسِ الأَوانِسِ تَصفَحُ
فَقُلتُ لِسُعدى شافِعٌ مِن مَوَدَّتي / إِذا رُمتُ أُخرى ظَلَّ في القَلبِ يَقدَحُ
فَقُلتُ أَفي ذَنبٍ أَتاكَ أَتَيتُهُ / تَأنيب أَم
يَخِفُّ بِأَحشائي إِلَيها صَبابَةٌ / وَتُطرَقُ بِالهِجرانِ عَيني فَتَسفَحُ
فَيا طولَ هَذا اللَيلِ لا أَعرِفُ الكَرى / وَلا الصُبحُ فيهِ راحَةٌ فَأُرَوَّحُ
أَناسِيَةٌ سُعدى هَوائِيَ بَعدَما / لَهَونا بِها عَصراً نُخِفُّ وَنَمزَحُ
مُحِبَّينِ مَعشوقَينِ نَغرَقُ في الهَوى / مِراراً وَطَوراً نَستَقِلُّ فَنَسبَحُ
كَأَنَّ هَوانا في العِقابِ وَفي الرِضى / سَرابيلُنا تَنشَقُّ عَنّا وَتَنضَحُ
لَيالي نَقتادُ الهَوى وَيَقودُنا / عَلى رَصَداتِ العَينِ وَالكَلبُ يُنبَحُ
فَقَد ساغَ لِلغَيرانِ مِن ذاكَ ريقُهُ / وَنامَ العِدى حَتّى اِفتَرَقنا وَأَنجَحوا
أَقَمتُ وَأَجرَيتُ الصِبا ما وَحى واحٍ
أَقَمتُ وَأَجرَيتُ الصِبا ما وَحى واحٍ / وَأَمسَكتُ عَن بابِ الضَلالَةِ مِفتاحي
وَقالَ العَذارى لَيسَ فيكَ بَقِيَّةٌ / كَذَبنَ يَحِزُّ السَيفُ في الطَبَعِ الضاحي
تَمَتَّعتُ مِن وُدِّ الشَبابِ الَّذي مَضى / مَعَ البيضِ أُسقى ريقَهُنَّ مَعَ الراحِ
وَوادُ العَذارى زائِرٌ وَمُرَدَّناً / يَطُفنَ بِذَيّالِ السَرابيلِ مِسفاحِ
مِنَ القادَةِ المُستَأذِنينَ إِذا غَدا / كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ ضَوءَ مِصباحِ
لَقَد كانَ يَومي بِالجُدَيدِ مُشَهَّراً / وَأَيّامُ ذي ضالٍ وَيَومٌ بِذي ضاحِ
لَيالِيَ أَغدو بَينَهُنَّ مَرَفَّلاً / أُحِبُّ وَأُعطى حاجَتي غَيرَ مِلحاحِ
فَغَيَّرَ ذاكَ العَيشَ تاجٌ لَبِستُهُ / وَطاعَةُ مَهدِيٍّ كَفَت قَولَ نُصّاحِ
فَمِالآنَ لا أَسري إِلى أُمِّ مالِكٍ / بِعُتبى وَلا أُصغي إِلى قَولِ قِرواحِ
تَمَثَّلَ لي وَجهُ الخَليفَةِ دونَها / فَقُل في حَبيبٍ دونَهُ أَسَدٌ شاحِ
وَنَدمانِ صِدقٍ قَد وصَلتُ حديثَهُ / بِأَزهَرَ مَجّاجِ المُدامَةِ نَبّاحِ
إِذا فَرَغَت كَأسُ اِمرِىءٍ خَرَّ ساجِداً / وَصَبَّ لَنا صَفراءَ في طيبِ تُفّاحِ
عَلى ذاكَ حَتّى رَدَّني عَن جَهالَةٍ / وَما الناسُ إِلّا طالِبُ اللَهوِ أَو صاحِ
وَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ / رَجَعتُ بِأُخرى مِن دُمى الناسِ مِلواحِ
لَها نَصَفاتٌ حَولَها يَستَلِمنَها / كَما اِستَلَمَ الرُكنَ النَواسِكُ بِالراحِ
إِذا نَظَرَت حالَت بِها عَينُ ناظِرٍ / وَأَودَت بِأَلبابِ وَأَلوَت بِأَرواحِ
فَقُلتُ لَها بانَ الشَبابُ فَقَد مَضى / وَصاحَبَني غَيظٌ لِغَيرانَ مِنباحِ
لِعَلَّكِ أَن لا تَعرِفيني بِمِثلِها / هَداني أَميرُ المُؤمِنينَ بِمِصباحِ
فَآلَيتُ لا آلو الخَليفَةَ طاعَةً / وَلا أَبتَغي إِذناً عَلى ذاتِ أَوشاحِ
تَرَكتُ تِجاراتِ المَعازِفَ رائِحاً / وَأَعرَضتُ عَن راحٍ وَعَن قَينَتَي راحِ
يَقولُ أَبو عَمروٍ غَداةَ تَهَلَّلَت
يَقولُ أَبو عَمروٍ غَداةَ تَهَلَّلَت / مِنَ العَينِ دَرّاتٌ وَفاضَ سَفوحُها
أَجِدَّكَ مِن رَيحانَةٍ طابَ ريحُها / ظَلِلتَ تُبَكّي خُلَّةً وَتَنوحُها
فَقُلتُ لَهُ لا تُكثِر اللَومَ إِنَّني / أَتى مِن هَوى نَفسي عَلَيَّ جُموحُها
كَأَنَّكَ لَم تَعلَم لِعَبدَةَ حُرمَةً / وَأَسرارَ حُبِّ عِندَنا لا نُبيحُها
تَثاقَلَتِ الذَلفاءُ عَنّي وَما دَرَت / بِذي كَبِدٍ حَرّى يَغَصُّ قَريحُها
وَقَد كادَت الأَيّامُ دونَ لِقائِها / تَصَرَّمُ إِلّا أَن يَمُرَّ سَنيحُها
يُذَكِّرُني الرَيحانُ رائِحَةَ الَّتي / إِذا لَم تَطَيَّب وافَقَ المِسكَ ريحُها
عُبَيدَةُ هَمُّ النَفسِ إِن يَدنُ حُبُّها / وَإِن تَنأَ عَنها فارَقَ النَفسَ روحُها
فَلا هِيَ مِن شَوقٍ إِلَيها تُريحُني / وَلا أَنا مِن طولِ الرَجاءِ أُريحُها
هَواكِ غَبوقُ النَفسِ في كُلِّ لَيلَةٍ / وَذِكرُكُمو في كُلِّ يَومٍ صَبوحُها
وَلِلنَفسُ حاجاتٌ إِلَيكِ إِذا خَلَت / سَيَعيا بِها عِندَ اللِقاءِ فَصيحُها
فَلَستُ بِسالٍ ما تَغَنَّت حَمامَةٌ / وَما شاقَ رُهبانَ النَصارى مَسيحُها
لَعُمري لَقَد أَزرى سُهَيلٌ بِصِهرِهِ
لَعُمري لَقَد أَزرى سُهَيلٌ بِصِهرِهِ / وَوَلّاهُمو في شَركِهِ غَيرَ صالِحِ
أَزَوَّجتُمُ العِلجَ اللَئيمَ اِبنَ سالِمٍ / وَما زائِنٌ زَوَّجتُموهُ بِفاضِحِ
أَلا يَخرُجُ الدَجّالُ إِن كانَ خارِجاً / وَهَذا سُهَيلٌ صِهرُ موسى بنِ صالِحِ
فَما أَمَّلَت هَذا لَهُ نَفسُ صالِحٍ / وَلا كانَ يَرجوها لَهُ في المَناكِحِ
وَلا خافَ هَذا صالِحٌ عِندَ مَوتِهِ / عَلى عَقبِهِ في نادِياتِ الفَضائِحِ
وَزائِرَةٍ ما مَسَّها الطيبُ بُرهَةً
وَزائِرَةٍ ما مَسَّها الطيبُ بُرهَةً / مِنَ الدَهرِ لَكِن طيبُها الدَهرَ فائِحُ
لَعَمري لَقَد هَذَّبتُ قَولي وَلَم أَدَع
لَعَمري لَقَد هَذَّبتُ قَولي وَلَم أَدَع / مَقالاً لِمُغتابٍ وَدَعوى لِمَن لَحا
وَمَن كانَ ذا فَهمٍ بَليدٍ وَعَقلُهُ / بِهِ عِلَّةٌ عابَ الكَلامَ المُنَقَّحا
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ / بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
كَأَنَّ الدُجى زادَت وَما زادَتِ الدُجى / وَلَكِن أَطالَ اللَيلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ
لَقَد هاجَ دَمعي نازِحٌ بِنٌزوحِهِ / وَنَومي إِذا ما نَوَّمَ الناسَ أَنزَحُ
أَصَفراءُ كانَ الوُدُّ مِنكِ مُباحا
أَصَفراءُ كانَ الوُدُّ مِنكِ مُباحا / لَيالِيَ كانَ الهَجرُ مِنكِ قِراحا
وَكانَ جَواري الحَيِّ إِذ كُنتِ فيهِمُ / قِباحاً فَلَمّا غِبتِ صِرنَ مِلاحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025