أُضَحِّي بترحالي ومثلي من ضحى
أُضَحِّي بترحالي ومثلي من ضحى / إذا الواجب المحتوم ناشد أو أوحى
وهيهات أن أنسى خشوعي لاثما / ثراك كأني مذنب يطلب الصفحا
لدن جزت آلاف الفراسخ ساخطا / على الظلم والظلام أشبعهم قدحا
وهان لديّ الصيت والجاه والغنى / فمن غيرها قلبي تنسم واستوحى
وقد كنت ي بيتا ومنبر دعوة / كما كنت لي نورا شأى صبحه الصبحا
سنون ثمان أو تزيد عرفتها / كأن لها من ألف ليلة مستوحى
عجائب من صنع الحضارة جاوزت / تهاويل من خالوا عجائبها مزحا
وقد ضاق ذرعا من سلبت نعاسهم / فليلك نور مثل علمك لا يمحى
ولكنني آنست فيك سعادتي / ولم أنس ترحيبا طلعت به منحا
كأني من أهليك بل من عيونهم / فأمطرتني حبا وجددت لي نقحا
وليس الألى خالوك محض جهامة / بمن عرفوا مجلى لحسنك أو منحى
معلمة الأحرار كيف صمودهم / وجاعلة أحلامهم كل ما صحا
يؤرق بعدي عنك حتى كأنني / إلى النفي أمضي لا إلى جنة فيحا
فإن عشت في نعمى فلا زلت كعبة / تزود بالإيمان مهجتي الفرحى
تعودت مدح الوافدين وقدحهم / جزافا ولكني وزنت لك المدحا
وقد صغته حتى كأن عواطفي / سكن به أو انه آيتي الفصحى
تمثل حبا بالغا وأمانيا / أضت وسفحا من دموعي أو جرحا
وقد تترك الأمصار لا عن تجنب / ولا عن سلو شأن من ينشد الربحا
ولكن بحكم الحظ فالحظ كالوغى / وفي عنفها الهيجاء قد تلد الصلحا
وتركك أدنى للهزيمة بعدما / بلغت بك النصر المكلل والفتحا
فهل ترجع الأيام أيام أنسينا / ولو في قصي ربما شمته لمحا
إذن ما أبالي بالمسافات أسرفت / عواذل أو بالدهر ضايقني نصحا
وسوف أضحي الهم ذبحا بلا ونى / وأكفره أولى بإنهائه ذبحا
فيا مجمع الأحرار من كل أمة / تعالي بلا حصر ولا تسأمي كدحا
وخلي وداعي لا لصرح أقمته / ولكن لروح فيك قد جاوز الصرحا
لئن شردتني عن معاليك حيرتي / ورزقي فقلبي عالق بك أو أضحى