المجموع : 3
ليومك في الاحشاء وجد مبرح
ليومك في الاحشاء وجد مبرح / برحت ولكن الاسى ليس يبرح
مضيت وما ابقيت الا حشاشة / تذوب واجفاناً من الدمع تفرح
رمى الدهر عن قوس الحوادث اسهماص / بها المجداودي والحوادث تفدح
لك الخير لا تبعد فكل مسرة / تبين إذا بان الحبيب وتنزح
تغير وجه الصبح عما عهدته / فقد عاد من بعد التبسم يكلح
نعيت به فاستشعر الحزن والجوى / فؤاد به نار الرزية تلفح
فما زلت مما راعني الصبح بالأسى / اكابد منه روعة حين اصبح
كأن فم الناعي وقد شب نعيه / لنا النار زند في الجوانح يقدح
كأن لساناً بين فكيه شفرة / تقطع احشاء لنا وتجرح
كأني قبل الاذن بالعين سامع / فما صاح حتى ظلت العين تسفح
فلله نعش بالسكينة سائر / يخف ويعلوه الوقار فيرجح
يحجب غيم النعش شمس فضيلة / غدت بعد اشراق إلى الغرب تجنح
فلا عجب ان غابت الشمس ان ترى / نجوم المئاقي في دجى الحزن تلمح
أشبه بالشمس المنيرة فضله / على أنه أسنى ضياء وأوضح
لقد اغمدوا في الترب منه صفيحة / فلله ما وارى الضريح المصفح
بكته القوافي وهويرثي وربما / بسمن ابتهاجاً وهو يطرى ويمدح
له السبق إذ لا حلبة غير منبر / وليس سوى خيل الفصاحة تسبح
إذا ما جرى سبحاً لادراك غاية / نكبر اجلالا له ونسبح
كأن على الاعواد منه إذا ارتقى / ذراهن بحراً بالفوائد يطفح
كأن بها من حبه أريحية / فمن طرب اعطافها تترنح
إذا جمع الخصم الألد انبرى له / بوازعة تلوي الجماح وتكبح
إذا نضبت يوم المقامة حجة / على الخصم جاء البحر لا يتضحضح
وكم أمد جلى إليه بغرة / تقبل في يوم الرهان وتمسح
بملتقطات من بيان وحكمة / يحلى بها نادي الحجى ويوشح
تزهد في الدنيا زواجر وعظه / فيلقى فلاحاً فيه من شاء يفلح
له مقول قد أوتي الحكم لم يزل / باقليده باب الغوامض يفتح
ينال بعفو منه مالا يناله / أخو جدل في جهده ظل يكدح
يقولون قس قلت ضل قياسكم / فان جواد الهاشميين أفصح
فقدناه فرداً لا يسد مكانه / الوف من القوم الذين ترشحوا
أبا كاظم ان الرثاء تعلة / وسلوة محزون به يتروح
وفي كل رزء يحسن الصبر بالفتى / ولكنه في مثل رزئك يقبح
إذا الدهر لم يسمح بمثلك فاضلا / فما عذر قلبي وهو بالصبر يسمح
رثيتك عن قلب قريح وانما / يجيد الرثا قلب الحزين المقرح
نظمت لئالي الدمع فيك قصيدة / وخير من الدر القصيد المنقح
إذا ساءني حزن الفراق يسرني / نعيمك في دار الخلود فافرح
كما ان شعري في رثائك تارة / ينوح واخرى بالهنا لك يصدح
كأن رياض الحزن اخلاقك التي / تضوع بانفاس الرياض وتنفح
لقد عاد روض الفضل بعدك ذاوباً / ونبت الربى بعد السحاب يصوّح
سقى جدثاً هالوا على المجد تربه / سحائب لطف تستهل وتدلح
وشق بايوان الصفاء ضريحه / وكان جديراً بالنواظر يضرح
وفاز بريحان الجنان وروحها / كريم له ابوابها تتفتح
فان له عند الحسين تجارة / يفوز بها فوزا عظيماً ويربح
أناجز جيش الخطب والخطب فادح
أناجز جيش الخطب والخطب فادح / يكافحني طورا وطورا اكافح
إذا كل عزم القوم أوطاش حلمهم / فعزمي مسنون وحلمي راجح
فيثبت قلبي والقلوب مروعة / ويشرق وجهي والوجوه كوالح
وقد نصحوا لي بالخضوع إلى العدى / وما كل من يهدي لك النصح ناصح
فقلت معاذ الله ان يستذلني / عدو فغيري للدنية جانح
وأهون عندي أن أمد لهم يدا / تصافحهم ان تختليها الصفائح
وما الا مجد قومي غاية / وما لي إلا صالح القوم صالح
ولما بنو اليونان ساءت فعالهم
ولما بنو اليونان ساءت فعالهم / ولم يحفلوا منا بعتب ولا نصح
وقد كان منا الصفح لكنهم بغوا / وجلت خطاياهم عن العفو والصفح
رجعنا لحكم المشرفية بيننا / ولا حكم مثل المهند والرمح
رضينا بما ترضى بمؤتمر الوغى / فقالت بأن الحرب خير من الصلح
فما برحت تتلو الدخان عليهم / مدافع من نار بألسنة فصح
واسيافنا تتلو الدخان ومثلها / مدافعنا حتى تلت سورة الفتح