القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 12
لساني لِمَن أَهوى هَوَ الطيب يُنفَحُ
لساني لِمَن أَهوى هَوَ الطيب يُنفَحُ / وَلَكن عَلى الأَعدا هوَ النار تَلفحُ
وَإِني لمدّاح الكرام وَإِنني / لهاجي لئامٍ حَيث أَهجو وَأَمدَح
فَإِن أَحسَنوا عِندي أَكن فَوق ما رجوا / وَإِن هم أَساؤا بالإِساءة أَرجح
وَمَن يَبتَغي مني الوَسيلة نالَها / وَمَن يَتجر عِندي الصنيعة يَربح
وَمَن شاءَ تذليلي فَإِني معزز / وَمَن رامَ تَنكيلي فَإِني أَكبح
أَنا السَيف أَما لَونه فَهوَ شائقٌ / يَسرّ وأما حدّه فهوَ مذبح
وَإِني بِحَمد اللَه عَبدُ أَحبتي / وَمالكُ أَعدائي أُعيذ وَأَمنح
جرت عاديات الدَهر تَكبو وَتضبحُ
جرت عاديات الدَهر تَكبو وَتضبحُ / وَطال مَدى الأَيام يَنأى وَتفسحُ
وَجرّدني كَالسَيف فارقَ غمدَه / زَمانٌ أَبيُّ الحَظ يَعدو فيكفح
فَما لي أُوَلّيه مِن الحَزمِ جانِباً / وَأَرجع للأولى وَللعزم أَكبح
وَمازلت تشتدُّ الدَواعي وَتَعتدي / وَأَعفو عَلى حُكم اللَيالي وَأَصفح
وَما حالُ ذي وجدٍ مَتى رام كتمَه / تبدّت شؤونُ العَين تُبدي وتفصح
إِذا أَملٌ وَالى تولّى بيأسه / وَإِن أَحسَنت يَوماً ففي الغَد تقبح
فَيا لائمي في ذميَ الدَهرَ خلِّني / وَشَأني وَقل لي ما به الدَهر يُمدَح
فَحتامَ تلقائي الليالي عوابساً / وَكَم ذا مع الأَيام يكدى وَيكدح
وَفيم العَنا لا العُمر يَفنى فَتنقضي / حَياةٌ وَلا المَحيا بِخَير فَنَفرح
فَيا خسرَ مَن هذي الحَياة حياتُه / إِذا كانَت العُقبى عَنىً لا يُزحزَح
خَليلٌ صَفيٌّ ظلَّ قَلبي بحبه
خَليلٌ صَفيٌّ ظلَّ قَلبي بحبه / كليماً فَيا لَيتَ العَذولَ ذَبيحُ
إِذا أَرسل الطَيفَ المزاولَ حَسرةً / إِلى القَلب أَشكو هَجره وَأَنوح
وَإِن رامَ حَزمي كَتمَ ما بي مِنَ الجَوى / تَقول دُموع العَين نَحنُ نَبوح
فَيا رَب كَم ذا بَعدُ حُبٌّ وَلَوعةٌ / وَحَتّامَ نَغدو في الهَوى وَنَروح
أَروّح رُوحي بالنسيم إِذا سَرى
أَروّح رُوحي بالنسيم إِذا سَرى / وَمثلُ فؤادي بالنسيمِ يُروّحُ
فَأُضحي عَلى جمرِ الغَضا لاهبَ الحَشا / وَأُمسي عَلى بحرٍ من الفكر يَسبح
وَأَشتاق عَودَ الأُنس وَالدَهرُ مانعٌ / وَأَكتمُ وَجدي وَالدُموعُ تُصرّح
فَيا لَيت شعري يجمعُ اللَه بيننا / فَيفرحَ محزونٌ وَيشفي مبرَّح
إِلى كَم فؤادٌ بالتفرّق ذا جرْحِ
إِلى كَم فؤادٌ بالتفرّق ذا جرْحِ / وَعيني وَجفني ذا سهادٍ وَذا قَرْحِ
وَكَم ذا يحملني الهَوى فَوق طاقَتي / وَيسعدُ لاحٍ بالملامة وَالقَدح
وَلم تَدعِ الأَيام صَبراً يَصون ما / أُحاول من ستر لدى ضَغَنِ الكشح
فَيا نَظرةً كانت رَسيسَ منيتي / وَيا منيةً أَهدت إِلى فرحي تَرْحي
وَيا جَنةً رضوانُها خان عهدَه / فَقاسيتُ نارَ الصدّ إِذ منعت منحي
وَيا بَدرُ قَد طالَ السهادُ وَساءَني / وَيا غُصنُ قد أبكى زهور الربى صدحي
فلله من قلبٍ علمتَ غرامَه / وَلِلّه من عينٍ تُواصلُ بالسفح
وَلِلّهِ من حالٍ يدلُّ عَلى الضَنى / وَيَعجزُ فيهِ النطقُ أَن يَأتي بالشرح
كَفى من بِعادي ما شفى قلبَ حاسدي / فحسبُك ما أَلقى من الحزْنِ وَالنوح
وَعُدْ لي عَسى أَن يُسعدَ الدَهرُ باللقا / وَيُسفرَ ليلُ الهمّ عن صبحِ النجح
أَيا رَبُّ كَم ذا البينُ قَلبيَ يَجرحُ
أَيا رَبُّ كَم ذا البينُ قَلبيَ يَجرحُ / وَلَيلُ همومي لَيسَ يُجلَى فيصبحُ
أَعاشرُ أَقواماً عَلى أَنّ بُعدَهم / أَلذُّ من التقريب منهم وَأَصبحُ
أَقابلُهم وَالقَلبُ يَعرضُ عنهمُ / وَأَطلبُهم وَالنَفسُ تَأبى وَتجمحُ
إِذا ما بَكيتُ البينَ يضحكُ بعضُهم / وَآخرُ يَروي الدمعَ وَالدَمعُ يُسفَحُ
وَهَل يُرتجَى للمرء في الدَهر لذةٌ / وَذوقُ كؤوس المَوت تَحلو وَتملُحُ
فَلَيتَ مماتي كانَ يَوماً كرهتُهُ / لَقَد عشتُ أَرجو مِنهُ ما لَيسَ يمنح
لَقَد طالَ جورُ الدَهر وَهوَ مخادعٌ / فيُمناه تبكيني وَيُسراه تمسح
أَقول وَإِني أَعجمَ البينُ منطقي / وَأَنطق حالي فهوَ يُبدي فيفصح
أَأَنظر للدُنيا وَلا خلَّ أَرتجي / وَأَرتاحُ للأُخرى فَتنأى وَتَنزح
وَأبسمُ للبلوى وَتلكَ تبيدني / وَأَكتمُ ما أَلقاه وَالحَقُّ أَوضح
فَيا أُنسَ رُوحي إِن يَكُن مُدّ بيننا / حجابُ النَوى وَامتدّ للهمّ أَجنح
فَقد تَعظُمُ الأَهوالُ ثم تهينها / طوالُ اللَيالي وَالزَمانُ المبرّح
وَقَد تَنجلي الظَلماءُ عن مَشرق الضيا / وَقَد تغلق الأَبواب ثمة تفتح
وَقَد تحسنُ الدُنيا لعينيك غرّة / وَعِندَ التَناهي كلّما شاق يقبح
برغميَ أَني أَنظر العيدَ مقبلاً / وقد أدبرت عني المسراتُ تسنح
وهل مهجةٌ في التربِ تُضحي رَميمةً / يُهَنَّأ جسمٌ بعدَها أَو يُفرّح
فَيا ساكناً ما بين تربٍ وَجلمدٍ / مقيمٌ بدوٍّ موحشٍ لَيسَ يَبرح
يَعزُّ عَلى قَلبي اِنفرادُك بعدَما / قَضينا الصِّبا وَالصَدرُ بالجمع يشرح
عَلَيك سَلامُ اللَه ما هبت الصَّبا / وَما حنّ مشتاقٌ وَناح المنوّح
عَفا اللَه عن دَهري وَيا كم أَسامحُهْ
عَفا اللَه عن دَهري وَيا كم أَسامحُهْ / وَحتامَ يُبدي حربَه وَأَصالحُهْ
أَما في بنيه من يدوم وَدادُه / فَلم تبد بعد الاختبار فضائحه
أَما في اللَيالي صاحبٌ لا تذمّه / عَواقبُها أَو ليس يهجوه مادحه
لَقد كانَ يدعوني إِلى طَبع أَهله / وَكدتُ عَلى حُكم لزمان أناصحه
كَأَنّ الليالي حرّمَت صدقَ واحدٍ / نُسَرّ بهِ إِلا تبدّت قَبائحه
لَقد ساءَنا حسنُ الوُجود وِشينُه / وَقد خاننا غادى الزَمان وَرائحه
وَلو أَنّ أَخلاقَ الفتى في جَبينِه / أَراحَ وَلكن أَضمرتها جَوانحه
وَعزَّ عَلى طَبع الأَنام جَميعهم / وَفاءُ صَديقٍ وَالجفا لا يكافحه
وَحسب الفَتى من جانب الدَهر كَونه / مفاسدُه مجهولةٌ وَمصالحه
خذوا الحَظ من يَوم الشَباب فَإِنه
خذوا الحَظ من يَوم الشَباب فَإِنه / كَلَيلِ وَصالٍ سَوف تَشقى بصبحهِ
وَلا تَأمنوا حُبّاً عَلى طَيّ لَوعةٍ / وَلَكن إِذا شئتم صِلوه بشرحه
فَإِنّي الهَوى جَرّبتُه وَاختبرتُه / وَكابدتُ منهُ تَرْحَه بعد فَرْحِهِ
فَلم أَر قطباً للوَفا غَير دالجٍ / تَدور رحى الأَهواء من حَول فضحه
لَقد ماتَ من يَرعى الصداقةَ والوَفا / وَلم يَبقَ إِلا دثُّه بَعد سحِّه
هويتُ حَبيباً وَالشَبابُ نَضيرُهُ / يجرّ عَلى الأَيام هيدبَ فرحه
وَناصحني لما تعففتُ ناصحٌ / خَبيرٌ بما الدُنيا مجدّ بنصحه
فَقابلتُه بِالصدّ مني لودّهِ / وَجازيتُه بِالقدحِ مني لكدحه
وَلكن علمت الرشدَ بعد اختباره / وَأَدركتُ معنى الجدّ من سوء مزحه
فَعدت أَرجّي عودَ ما مرّ علّني / أَصانعُ دَهري في بَواعثِ صلحه
وَأَبعدُ ما ترجوه عودٌ لِما مَضى / وَأَقتلُ سهمٍ طالَ عَهدي بجرحه
حباني بخديه وحيّا بثغرِه
حباني بخديه وحيّا بثغرِه / فأرشفني خمراً ونقَّل تفّاحا
فلما بدا ما بي وعربدتُ خاف أن / يلامُ بما أَولَى فقال استَقِ الراحا
دعو اللحظَ يقضي لي بسيفٍ وقدَّهُ
دعو اللحظَ يقضي لي بسيفٍ وقدَّهُ / برمحٍ وخلّوني طعيناً جريحا
وإن شئتمو سكري بغير محرَّمٍ / فمن ظلمه هاتوا المدامَ صبوحا
وردنا عيون الباك نشكو له الظَما
وردنا عيون الباك نشكو له الظَما / لطول السُّرى والحالُ تخفى وتوضحُ
فصفّى وروّى ماؤه وظلالُه / وزوّد لكن ساءنا وهو مصلحُ
وما ذاكَ من عارٍ عليه ولا بهِ / فكلُّ إناءٍ بالَّذي فيه يَنضحُ
وماءُ عيونِ الباكِ بالطبع عادةٌ / على فرحٍ يحلو وبالحزنِ يَملُحُ
يلوم رجالٌ تركيَ المدحَ والهجا
يلوم رجالٌ تركيَ المدحَ والهجا / ولي مانعٌ لو شئتُ عنه أَصرِّحُ
فإني اختبرت الناس والأمرُ ظاهرٌ / فلم أَرَ من أهجوه فيهم وأَمدحُ
لذاك تَرى أن البواعثَ أَغلقت / على القَول باباً ليس يُرجَى فيُفتَح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025