نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ
نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ / وإنْ قيل هلْ من صالحٍ قيل صالحُ
سَعَيْتَ إلى نيل العُلى غيرَ كادحٍ / وغيرك يسعى للعلى وهو كادح
وتاجرت للمجد الَّذي أنت أهلُه / وأنْتَ بهاتيك التجارة رابح
فَهُنِّيتَ من بين الشيوخ بخِلْعَةٍ / شذاها بأقطار العراقين فائح
مطارُ فخار طار في الأرض صيتُه / فأنْتَ مقيمٌ وهو في الأرض سائح
بعلياك قد شدّ الوزارة أزْرَها / وزيرٌ لأبواب الأبوّة فاتح
وإنَّ مشيراً قد أشار بما أرى / مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح
رأى بابن عيسى بعد عيسى صلاحها / وفي صالح الأعمال تقضى المصالح
ورجح منك الجانب الضخم في العُلى / وفي الناس مرجوح وفي الناس راجح
لعلّ بك النار الَّتي شبّ جمرها / من القوم تُطفى وهو إذ ذاك لافح
وقد طوَّحَتْ من بعد عيسى وبندر / وفَهْدٍ بهاتيك الديار الطوائح
بَكَتْها وقد تبكي المنازل أعْيَنٌ / وناحَتْ على تلك الرسوم النوائح
وكانت أمورٌ قد أصابت فدمَّرت / وما حَسْنَتْ في العين منها المقابح
أمورٌ قضت أنْ لا يرى الأمن قاطنٌ / لديها ولم يفرح بما كانَ نازح
وجرَّت من الأرزاء كلّ جريرة / وسالت ولكن بالدماء الأباطح
وقد جرّدوها بعد آل محمد / مثقَّفةً تدمى وبيض صفائح
وكانت حروب يعلم الله أنَّها / سعيرٌ أهاجَتْه الرياح اللوافح
وما نفعت فيهم نصيحة ناصح / وهل نفعت في الجاهلين النصائح
فذلك مقتول وذلك قاتل / وذلك مجروح وذلك جارح
إلى أن بَلَغْتَ اليوم ما قد بلغته / وما هذه الأقسام إلاَّ منائح
ولاحت لنا منك المعالي بروقها / وبرق المعالي من محياك لائح
لمحنا بك الآمال تجنى ثمارها / كما نتمنّاها فهلْ أنتَ لامح
وما أنت عمّا تبتغيه ببارح / وغيرك عنها لا محالة بارح
وإنْ أحجمَ المقدامُ عن طلب العُلى / فإنَّك مقدامٌ إليها وجامح
وإنَّ غُضَّ طرفٌ عن مكارم ماجد / فلا طرف إلاَّ نحو جدواك طامح
نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد / وأينَ من البحر الخضم الضحاضح
منحت الذين استمطروك مكارماً / وكل كريم بالمكارم مانح
ليأْمَنَ في أيّامك الغرّ خائفٌ / ويصدَح في روض البشارة صادح
فخذها لدى علياك أول مدحة / ولي فيكم من قبل هذا مدائح