المجموع : 479
أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها
أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها / وَحُبَّ بِها لَولا النَوى وَطُموحُها
فَبيني على نَجمٍ شَخيسٍ نُحوسُهُ / وَأَشأَمُ طَيرِ الزاجِرينَ سَنيحُها
فَإِن تَشغَبي فَالشَغَبُ مِنّي سَجِيَّةٌ / إِذا شيمَتي لَم يُؤتَ مِنها سَجيحُها
أُقارِضُ أَقواماً فَأوفي قُروضَهُم / وَعَفٌّ إِذا أَردى النُفوسَ شَحيحُها
عَلى أَنَّ قَومي أَشَقَذوني فَأَصبَحَت / دِياري بِأَرضٍ غَيرِ دانٍ نُبوحُها
تَنَفَّذَ مِنهُم نافِذاتٌ فَسُؤنَني / وَأَضمَرَ أَضغاناً عَلَيَّ كُشوحُها
فَقُلتُ فِراقُ الدارِ أَجمَلُ بَينَنا / وَقَد يَنتَئي عَن دارِ سَوءٍ نَزيحُها
عَلى أَنَّني قَد أَدَّعي بِأَبيهِمِ / إِذا عَمَّتِ الدَعوى وَثابَ صَريحُها
وَأَنّي أَرى ديني يُوافِقُ دينَهُم / إِذا نَسَكوا أَفراعُها وَذَبيحُها
وَمَنزِلَةٍ بِالحَجِّ أُخرى عَرَفتُها / لَها بُقَعَةٌ لا يُستَطاعُ بُروحُها
بِوُدِّكِ ما قَومي عَلى أَن تَرَكتِهِم / سُلَيمى إِذا هَبَّت شَمالٌ وَريحُها
إِذا النَجمُ أَمسى مَغرِبَ الشَمسِ رائِباً / وَلَم يَكُ بَرقٌ في السَماءِ يُليحُها
وَغابَ شُعاعُ الشَمسِ في غَيرِ جُلبَةٍ / وَلا غَمرَةٍ إِلّا وَشيكاً مُصوحُها
وَهاجَ عَماءٌ مُقشَعِرٌ كَأَنَّهُ / نَقيلَةُ نَعلٍ بانَ مِنها سَريحُها
إِذا عُدِمَ المَحلوبُ عادَت عَلَيهِمُ / قُدورٌ كَثيرٌ في القِصاعِ قَديحُها
يَثوبُ إِلَيها كُلُّ ضَيفٍ وَجانِبٍ / كَما رَدَّ دَهداهَ القِلاصِ نَضيحُها
بِأَيديهِمُ مَقرومَةٌ وَمَغالِقٌ / يَعودُ بِأَرزاقِ العِيالِ مَنيحُها
وَمَلمومَةٍ لا يَخرِقُ الطَرفُ عَرضَها / لَها كَوكَبٌ فَخمٌ شَديدٌ وُضوحُها
تَسيرُ وَتُزجي السَمَّ تَحتَ نُحورِها / كَريهٌ إِلى مَن فاجَأَتهُ صَبوحُها
عَلى مُقذَحِرّاتٍ وَهُنُّ عَوابِسٌ / ضَبائِرُ مَوتٍ لا يُراحُ مُريحُها
نَبَذنا إِلَيهِم دَعوَةً يالَ مالِكٍ / لَها إِربَةٌ إِن لَم تَجِد مَن يُريحُها
فَسُرنا عَلَيهِم سَورَةً ثَعلَبِيَّةً / وَأَسيافُنا يَجري عَلَيهِم نُضوحُها
وَأَرماحُنا يَنهَزنَهُم نَهزَ جُمَّةٍ / يَعودُ عَلَيهِم وِردُنا فَنَميحُها
فَدارَت رَحانا ساعَةً وَرَحاهُمُ / وَدَرَّت طِباقاً بَعدَ بَكُءٍ لُقوحُها
فَما أَتلَفَت أَيديهُمُ مِن نُفوسِنا / وَإِن كَرُمَت فَإِنَّنا لا نَنوحُها
فَقُلنا هِيَ النُهبى وَحَلَّ حَرامُها / وَكانَت حِمى ما قَبلَنا فَنُبيحُها
فَأُبنا وَآبوا كُلَّنا بِمَضيضَةٍ / مُهَمَّلَةٍ أَجراحُنا وَجُروحُها
وَكُنّا إِذا أَحلامُ قَومٍ تَغَيَّبَت / نَشِحُّ عَلى أَحلامِنا فَنُريحُها
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ / فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الرَبعُ بارِحُ
مَحى طَلَلاً بَينَ المُنيفَةِ فَالنَقا / صَباً راحَةٌ أَو ذو حَبِيَّينِ رائِحُ
بِها كُلُّ ذَيّالِ الأَصيلِ كَأَنَّهُ / بِدارَةِ رَهبى ذو سِوارَينِ رامِحُ
أَلا تَذكُرُ الأَزمانَ إِذ تَتبَعُ الصِبا / وَإِذ أَنتَ صَبٌّ وَالهَوى بِكَ جامِحُ
وَإِذ أَعيُنٌ مَرضى لَهُنَّ رَمِيَّةٌ / فَقَد أُقصِدَت تِلكَ القُلوبُ الصَحائِحُ
مَنَعتِ شِفاءَ النَفسِ مِمَّن تَرَكتِهِ / بِهِ كَالجَوى مِمّا تُجِنُّ الجَوانِحُ
تَرَكتِ بِنا لوحاً وَلَو شِئتِ جادَنا / بُعَيدَ الكَرى ثَلجٌ بِكَرمانَ ناصِحُ
رَأَيتُ مَثيلَ البَرقِ تَحسِبُ أَنَّهُ / قَريبٌ وَأَدنى صَوبِهِ مِنكَ نازِحُ
إِذا حَدَّثَت لَم تُلفِ مَكنونَ سِرِّها / لِمَن قالَ إِنّي بِالوَديعَةِ بائِحُ
فَتِلكَ الَّتي لَيسَت بِذاتِ دَمامَةٍ / وَلَم يَعرُها مِن مَنصِبِ الحَيِّ قادِحُ
تَعَجَّبُ أَن ناصى بِيَ الشَيبُ وَاِرتَقى / إِلى الرَأسِ حَتّى اِبيَضَّ مِنّي المَسائِحُ
فَقَد جَعَلَ المَفروكَ لا نامَ لَيلُهُ / يُحِبُّ حَديثي وَالغَيورُ المُشايِحُ
وَما ثَغَبٌ باتَت تُصَفِّقُهُ الصَبا / بِصَرّاءِ نِهيٍ أَتأَقَتهُ الرَوايِحُ
بِأَطيَبَ مَن فيها وَلا طَعمُ قَرقَفٍ / بِرَمّانَ لَم يَنظُر بِها الشَرقَ صابِحُ
قِفا فَاِستَخيرا اللَهَ أَن تُشحَطَ النَوى / غَداةَ جَرى ظَبيٌ بِحَومَلَ بارِحُ
نَظَرتُ بِشِجعى نَظرَةً فِعلَ ذي هَواً / وَأَجبالُ شِجعى دونَها وَالأَباطِحُ
لِأُبصِرَ حَيثُ اِستَوقَدَ الحَيُّ بِالمَلا / وَبَطنُ المَلا مِن جَوفِ يَبرينَ نازِحُ
إِذا ما أَرَدنا حاجَةً حالَ دونَها / كِلابُ العِدى مِنهُنَّ عاوٍ وَنابِحُ
وَمِن آلِ ذي بَهدى طَلَبناكَ رَغبَةً / لِيَمتاحَ بَحراً مِن بُحورِكَ مايِحُ
إِذا قُلتُ قَد كَلَّ المَطِيُّ تَحامَلَت / عَلى الجَهدِ عيدِيّاتُهُنَّ الشَرامِحُ
بِأَعرافِ مَوماةٍ كَأَنَّ سَرابَها / عَلى حَدَبِ البيدِ الأُضاءُ الضَحاضِحُ
قَطَعنَ بِنا عَرضَ السَماوَةِ هَزَّةً / كَما هَزَّ أَمراساً بِلينَةَ ماتِحُ
جَرَيتَ فَلا يَجري أَمامَكَ سابِقٌ / وَبَرَّزَ صَلتٌ مِن جَبينِكَ واضِحُ
مَدَحناكَ يا عَبدَ العَزيزِ وَطالَما / مُدِحتَ فَلَم يَبلُغ فَعالَكَ مادِحُ
تُفَدّيكَ بِالآباءِ في كُلِّ مَوطِنٍ / شَبابُ قُرَيشٍ وَالكُهولُ الجَحاجِحُ
أَتَغلِبُ ما حُكمُ الأُخَيطَلِ إِذ قَضى / بِعَدلٍ وَلا بَيعُ الأُخَيطَلِ رابِحُ
مَتى تَلقَ حُوّاطي يَحوطونَ عازِباً / عَريضَ الحِمى تَأوي إِلَيهِ المَسالِحُ
أَتَعدِلُ مَن يَدعو بِقَيسٍ وَخِندَفٍ / لَعَمرُكَ ميزانٌ بِوَزنِكَ راجِحُ
يَميلُ حَصى نَجدٍ عَلَيكَ وَلَو تُرى / بِغَوريِّ نَجدٍ غَرَّقَتكَ الأَباطِحُ
فَلَو مالَ مَيلٌ مِن تَميمٍ عَلَيكُمُ / لِأُمِّكَ صِلدامٌ مِنَ العِزِّ قارِحُ
وَقُلتَ لَنا ما قُلتَ نَشوانَ فَاِصطَبِر / لِحُرِّ القَوافي لَم يَقُلهُنَّ مازِحُ
فَكَم مِن خَبيثِ الريحِ مِن رَهطِ دَوبَلٍ / بِدِجلَةَ لا تَبكي عَلَيهِ النَوايِحُ
تَرَدَّيتَ في زَوراءَ يَرمي بِمَن هَوى / رُؤوسَ الحَوامي جولَها المُتَطاوِحُ
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى / كَما قادَ أَصحابَ السَفينَةِ نوحُ
يَداكَ يَدٌ تَسقي السِمامَ عَدُوَّنا / وَأُخرى بِرَيّاتِ السَحابِ تَفوحُ
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها / بِمَطروفَةِ العَينَينِ شَوساءَ طامِحِ
تُبَكّي عَلى زَيدٍ وَلَم تَرَ مِثلَهُ / صَحيحاً مِنَ الحُمّى شَديدَ الجَوانِحِ
أُعَزّيكِ عَمّا تَعلَمينَ وَقَد أَرى / بِعَينَيكِ مِن زَيدٍ قَذىً غَيرَ بارِحِ
فَإِن تَقصِدي فَالقَصدُ مِني خَليقَةٌ / وَإِن تَجمَحي تَلقَي لِجامَ الجَوامِحِ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ / نَعَم كُلُّ مَن يُعنى بِجُملٍ مُتَرَّحُ
إِذا اِبتَسَمَت أَبدَت غُروباً كَأَنَّها / عَوارِضُ مُزنٍ تَستَهِلُّ وَتَلمَحُ
لَقَد هاجَ هَذا الشَوقُ عَيناً مَريضَةً / أَجالَت قَذاً ظَلَّت بِهِ العَينُ تَمرَحُ
بِمُقلَةِ أَقنى يَنفِضُ الطَلَّ باكِرٍ / تَجَلّى الدُجى عَن طَرفِهِ حينَ يُصبِحُ
وَأَعطَيتُ عَمرواً مِن أُمامَةَ حُكمَهُ / وَلِلمُشتَري مِنهُ أُمامَةَ أَربَحُ
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد بَرَّحَت بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن تُماضِرَ أَبرَحُ
رَأَيتُ سُلَيمى لا تُبالي الَّذي بِنا / وَلا عَرَضاً مِن حاجَةٍ لا تُسَرَّحُ
إِذا سايَرَت أَسماءُ يَوماً ظَعائِناً / فَأَسماءُ مِن تِلكَ الظَعائِنِ أَملَحُ
ظَلَلنَ حَوالَي خِدرِ أَسماءَ وَاِنتَحى / بِأَسماءَ مَوّارُ المِلاطَينِ أَروَحُ
تَقولُ سُلَيمى لَيسَ في الصَرمِ راحَةٌ / بَلى إِنَّ بَعضَ الصَرمِ أَشفى وَأَروَحُ
أُحِبُّكِ إِنَّ الحُبَّ داعِيَةُ الهَوى / وَقَد كادَ ما بَيني وَبَينَكِ يَنزَحُ
أَلا تَزجُرينَ القائِلينَ لِيَ الخَنا / كَما أَنا مَعنِيٌّ وَراءَكِ مُنفِحُ
أَلِمّا عَلى سَلمى فَلَم أَرَ مِثلَها / خَليلَ مُصافاةٍ يُزارُ وَيُمدَحُ
وَقَد كانَ قَلبي مِن هَواها وَذِكرَةٍ / ذَكَرنا بِها سَلمى عَلى النَأيِ يَفرَحُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً / تَغَيَّرَ مِغيارٌ مِنَ القَومِ أَكلَحُ
فَلِلَّهِ عَينٌ لا تَزالُ لِذِكرِها / عَلى كُلِّ حالٍ تَستَهِلُّ وَتَسفَحُ
وَما زالَ عَنّي قائِدُ الشَوقِ وَالهَوى / إِذا جِئتُ حَتّى كادَ يَبدو فَيَفضَحُ
أَصونُ الهَوى مِن رَهبَةٍ أَن تَعُزَّها / عُيونٌ وَأَعداءٌ مِنَ القَومِ كُشَّحُ
فَما بَرِحَ الوَجدُ الَّذي قَد تَلَبَّسَت / بِهِ النَفسُ حَتّى كادَ لِلشَوقِ يَذبَحُ
لَشَتّانَ يَومٌ بَينَ سَجفٍ وَكِلَّةٍ / وَمَرِّ المَطايا تَغتَدي وَتَرَوَّحُ
أَعائِفَنا ماذا تَعيفُ وَقَد مَضَت / بَوارِحُ قُدّامَ المَطِيِّ وَسُنَّحُ
نَقيسُ بَقِيّاتِ النِطافِ عَلى الحَصى / وَهُنَّ عَلى طَيِّ الحَيازيمِ جُنَّحُ
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى / تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ / أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ
بِأَغبَرَ وَهّاجِ السَمومِ تَرى بِهِ / دُفوفَ المَهارى وَالذَفارى تَنَتَّحُ
نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَعَنساً كَأَنَّها / مِنَ الجَهدِ وَالإِسآدِ قَرمٌ مُلَوَّحُ
أَلَم تَعلَمي أَنَّ النَدى مِن خَليقَتي / وَكُلُّ أَريبٍ تاجِرٍ يَتَرَبَّحُ
فَلا تَصرِميني أَن تَرَي رَبَّ هَجمَةٍ / يُريحُ بِذَمٍّ ما أَراحَ وَيَسرَحُ
يَراها قَليلاً لا تَسُدَّ فُقورَهُ / عَلى كُلِّ بَثٍّ حاضِرٍ يَتَتَرَّحُ
رَأَت صِرمَةً لِلحَنظَلِيِّ كَأَنَّها / شَظِيُّ القَنا مِنها مُناقٌ وَرُزَّحُ
سَيَكفيكَ وَالأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا / إِذا لَم يَكُن رِسلٌ شِواءٌ مُلَوَّحُ
وَجامِعَةٍ لا يُجعَلُ السِترُ دونَها / لِأَضيافِنا وَالفائِزُ المُتَمَنِّحُ
رَكودٍ تَسامى بِالمَحالِ كَأَنَّها / شَموسٌ تَذُبُّ القائِدينَ وَتَضرَحُ
إِذا ما تَرامى الغَليُ في حُجُراتِها / تَرى الزَورَ في أَرجائِها يَتَطَوَّحُ
أَلَم يُنهَ عَنّي الناسُ أَن لَستُ ظالِماً / بَرِيّاً وَأَنّي لِلمُتاحينَ مِتيَحُ
فَمِنهُم رَمِيٌّ قَد أُصيبَ فُؤادُهُ / وَآخَرُ لاقى صَكَّةً فَمُرَنَّحُ
بَني مالِكٍ أَمسى الفَرَزدَقُ جاحِراً / سُكَيتاً وَبَذَّتهُ خَناذيذُ قُرَّحُ
لَقَد أَحرَزَ الغاياتِ قَبلَ مُجاشِعٍ / فَوارِسُ غُرٌّ وَاِبنُ شِعرَةَ يَكدَحُ
وَما زالَ فينا سابِقٌ قَد عَلِمتُمُ / يُقَلِّدُ فِعلَ السابِقينَ وَيَمدَحُ
عَلَتكَ أَواذِيٌّ مِنَ البَحرِ فَاِقتَبِض / بِكَفَّيكَ فَاِنظُر أَيَّ لُجَّيهِ تَقدَحُ
لَقَومِيَ أَوفى ذِمَّةً مِن مُجاشِعٍ / وَخَيرٌ إِذا شَلَّ السَوامَ المُصَبِّحُ
تَخِفُّ مَوازينُ الخَناثى مُجاشِعٌ / وَيَثقُلُ ميزاني عَلَيهِم فَيَرجَحُ
فَخَرتُ بِقَيسٍ وَاِفتَخَرتَ بِتَغلِبٍ / فَسَوفَ تَرى أَيَّ الفَريقَينِ أَربَحُ
فَأَمّا النَصارى العابِدونَ صَليبَهُم / فَخابوا وَأَمّا المُسلِمونَ فَأَفلَحوا
أَلَم يَأتِهِم أَنَّ الأُخَيطَلَ قَد هَوى / وَطَوَّحَ في مَهواةِ قَومٍ تَطَوُّحُ
تَدارَكَ مَسعاةَ الأُخَيطَلِ لُؤمُهُ / وَظَهرٌ كَظَهرِ القاسِطيَّةِ أَفطَحُ
لَنا كُلَّ عامٍ جِزيَةٌ تَتَّقي بِها / عَلَيكَ وَما تَلقى مِنَ الذُلِّ أَبرَحُ
وَما زالَ مَمنوعاً لِقَيسٍ وَخِندِفٍ / حِمىً تَتَخَطّاهُ الخَنازيرُ أَفيَحُ
إِذا أَخَذَت قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ / بِأَقطارِها لَم تَدرِ مِن أَينَ تَسرَحُ
لَقَد سُلَّ أَسيافُ الهُذَيلِ عَلَيكُمُ / رِقاقَ النَواحي لَيسَ فيهِنَّ مُصفَحُ
وَخاضَت حُجولُ الوِردِ بِالمَرجِ مِنكُمُ / دِماءً وَأَفواهُ الخَنازيرِ كُلَّحُ
لَقيتُم بِأَيدي عامِرٍ مَشرَفِيَّةً / تَعَضُّ بِهامِ الدارِعينَ وَتَجرَحُ
بِمُعتَرَكٍ تَهوي لِوَقعِ ظُباتِها / خَذاريفُ هامٍ أَو مَعاصِمُ تُطرَحُ
سَما لَكُمُ الجَحّافُ بِالخَيلِ عَنوَةً / وَأَنتَ بِشَطِّ الزابِيَينِ تَنَوَّحُ
عَلَيهِم مُفاضاتُ الحَديدِ كَأَنَّها / أَضا يَومَ دَجنٍ في أَجاليدَ ضَحضَحُ
وَظَلَّ لَكُم يَومٌ بِسِنجارَ فاضِحٌ / وَيَومٌ بِأَعطانِ الرَحوبَينِ أَفضَحُ
وَضَيَّعتُمُ بِالبِشرِ عَوراتِ نِسوَةٍ / تَكَشَّفَ عَنهُنَّ العَباءُ المُسَيَّحُ
بِذَلِكَ أَحمَينا البِلادَ عَلَيكُمُ / فَما لَكَ في حافاتِها مُتَزَحزَحُ
أَبا مالِكٍ مالَت بِرَأسِكَ نَشوَةٌ / وَعَرَّدتَ إِذ كَبشُ الكَتيبَةِ أَملَحُ
إِذا ما رَأَيتَ الليثَ مِن تَغلِبِيَّةٍ / فَقُبِّحَ ذاكَ الليثُ وَالمُتَوَشَّحُ
تَرى مَحجِراً مِنها إِذا ما تَنَقَّبَت / قَبيحاً وَما تَحتَ النِقابَينِ أَقبَحُ
وَلَم تَمسَحِ البَيتَ العَتيقَ أَكُفُّها / وَلَكِن بِقُربانِ الصَليبِ تَمَسَّحُ
يَقِئنَ صُباباتٍ مِنَ الخَمرِ فَوقَها / صَهيرُ خَنازيرِ السَوادِ المُمَلَّحُ
فَما لَكَ في نَجدٍ حَصاةٌ تَعُدُّها / وَما لَكَ في غَورَي تِهامَةَ أَبطَحُ
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ / وَإِن ظَهَرَت مِنّي شَمائِلُ صاحِ
وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَشهَدِ الوَغى / أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ
مَن يَتَجَرَّم لي المَناطِقَ ظالِماً
مَن يَتَجَرَّم لي المَناطِقَ ظالِماً / فَيَجرِ إِلى شَأوٍ بَعيدٍ وَيَسبَحِ
يَكُن كَالحُبارى إِن أُصيبَت فَمِثلُها / أُصيبَ وَإِن تُفلِت مِنَ الصَقرِ تَسلَحِ
كَعَوفِ اِبنِ شَمّاسٍ يُرَشِّحُ شِعرَهُ / إِلَيَّ أَسِدّي يا مَنِيَّ وَأَسجِحي
نَأَتكَ سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ
نَأَتكَ سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ / وَلَيسَ لِحاجاتِ الفُؤادِ مُريحُ
إِذا ذُقتَ فاها قُلتَ طَعمُ مُدامَةٍ / مُشَعشَعَةٍ تُرخي الإِزارَ قَديحُ
بِماءِ سَحابٍ في أَباريقِ فِضَّةٍ / لَها ثَمَنٌ في البايِعينَ رَبيحُ
تَأَمَّل خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / يَمانِيَّةٍ قَد تَغتَدي وَتَروحُ
كَعَومِ السَفينِ في غَوارِبِ لُجَّةٍ / تُكَفِّئُها في ماءِ دِجلَةَ ريحُ
جَوانِبُها تَغشى المَتالِفَ أَشرَفَت / عَلَيهِنَّ صُهبٌ مِن يَهودَ جُنوحُ
وَقَد أَغتَدي قَبلَ الغَطاطِ وَصاحِبي / أَمينُ الشَظا رِخوُ اللَبانِ سَبوحُ
إِذا حَرَّكَتهُ الساقُ قُلتَ مُجَنَّبٌ / غَضيضٌ غَذَتهُ عَهدَةٌ وَسُروحُ
مَراتِعُهُ القيعانُ فَردٌ كَأَنَّهُ / إِذا ما تُماشيهِ الظِباءُ نَطيحُ
فَهاجَ لَهُ حَيٌّ غَداةً فَأَوسَدوا / كِلاباً فَكُلُّ الضارِياتِ يُشيحُ
إِذا خافَ مِنهُنَّ اللِحاقَ نَمَت بِهِ / قَوائِمُ حَمشاتُ الأَسافِلِ روحُ
وَقَد أَترُكُ القِرنَ الكَمِيَّ بِصَدرِهِ / مُشَلشِلَةٌ فَوقَ النِطاقِ تَفوحُ
دَفوعٌ لِأَطرافِ الأَنامِلِ ثَرَّةٌ / لَها بَعدَ إِشرافِ العَبيطِ نَشيحُ
إِذا جاءَ سِربٌ مِن ظِباءٍ يَعُدنَهُ / تَبادَرنَ شَتّى كُلُّهُنَّ تَنوحُ
ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا
ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا / لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا
فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ / غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا
عَلَيكُم بِإِذنِ اللَهِ يُزجي مُصَمِّماً / سَوانِحَ لا تَكبو لَها وَبَوارِحا
نَعَوا مالِكاً بِالتاجِ لَمّا هَبَطنَهُ / عَوابِسَ في هابي الغُبارِ كَوالِحا
فَإِن تَكُ قَد أَبكَتكَ سَلمى بِمالِكٍ / تَرَكنا عَلَيهِ نائِحاتٍ وَنائِحا
جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ
جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ / عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ
فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ / مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ
رَهينَةُ رَمسٍ قَد تَجُرُّ ذُيولُها / عَلَيهِ سَوافي الرامِساتِ البَوارِحِ
فَيا عَينِ بَكّي لِاِمرِئٍ طارَ ذِكرُهُ / لَهُ تَبكِ عَينُ الراكِضاتِ السَوابِحِ
وَكُلُّ طَويلِ المَتنِ أَسمَرَ ذابِلٍ / وَكُلُّ عَتيقٍ في جِيادِ الصَفائِحِ
وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ مُذالَةً / وَكُلُّ جَوادٍ بَيِّنِ العِتقِ قارِحِ
وَكُلُّ ذَمولٍ كَالفَنيقِ شِمِلَّةٍ / وَكُلُّ سَريعٍ آخِرِ اللَيلِ آزِحِ
وَلِلجارِ يَوماً إِن دَعا لِمَضيفَةٍ / دَعا مُستَغيثاً أَوَّلاً بِالجَوايِحِ
أَخو الحَزمِ في الهَيجاءِ وَالعَزمِ في الَّتي / لِوَقعَتِها يَسوَدُّ بيضُ المَسايِحِ
حَسيبٌ لَبيبٌ مُتلِفٌ ما أَفادَهُ / مُبيحُ تِلادِ المُستَغِشِّ المُكاشِحِ
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا / عَشِيَّةَ بِتنا عِندَ ماوانَ رُزَّحِ
تَنالوا الغِنى أَو تَبلُغوا بِنُفوسِكُم / إِلى مُستَراحٍ مِن حِمامٍ مُبَرِّحِ
وَمَن يَكُ مِثلي ذا عِيالٍ وَمُقتِراً / مِنَ المالِ يَطرَح نَفسَهُ كُلَّ مَطرَحِ
لِيَبلُغَ عُذراً أَو يُصيبَ رَغيبَةً / وَمَبلَغُ نَفسٍ عُذرَها مِثلُ مَنجَحِ
لَعَلَّكُمُ أَن تُصلِحوا بَعدَما أَرى / نَباتَ العِضاهِ الثائِبِ المُتَرَوِّحِ
يُنوؤونَ بِالأَيدي وَأَفضَلُ زادِهِم / بَقِيَّةُ لَحمٍ مِن جَزورٍ مُمَلَّحِ
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنُ نَهشَلٍ
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنُ نَهشَلٍ / حَشا جَدَثٍ تُسفي عَلَيهِ الرَوائِحُ
لَقَد كانَ مِمَّن يَبسُطُ الكَفَّ بِالنَدى / إِذا ضَنَّ بِالخَيرِ الأَكُفُّ الشَحائِحُ
فَبَعدَكَ أَبدى ذو الضَغينَةِ ضِغنَهُ / وَشَدَّ لِيَ الطَرفَ العُيونُ الكَواشِحُ
ذَكَرتُ الَّذي ماتَ النَدى عِندَ مَوتِهِ / بِعاقِبَةٍ إِذ صالِحُ العَيشِ طالِحُ
إِذا آرِقٌ أَفنى مِنَ اللَيلِ ما مَضى / تَمَطّى بِهِ ثِنيٌ مِنَ اللَيلِ راجِحُ
لِيَبكِ يَزيدَ ضارِعٌ لِخُصومَةٍ / وَمُختَبِطٌ مِمّا تُطيحُ الطَوائِحُ
سَقى جَدَثاً أَمسى بِدَومَةَ ثاوِياً / مِنَ الدَلوِ وَالجَوزاءِ غادٍ وَرائِحُ
عَرا بَعدَما جَفَّ الثَرى عَن نِقابِهِ / بِعَصماءَ تَدري كَيفَ تَمشي المَنائِحُ
وَيَحمِلُ بَزِّيٍ ذو جِراءٍ كَأَنَّهُ
وَيَحمِلُ بَزِّيٍ ذو جِراءٍ كَأَنَّهُ / أَحَمُّ الشَوى وَالمُقلَتَينِ سَبوحُ
فَرودٌ بِصَحراءِ اليَفاعِ كَأَنَّهُ / إِذا ما مَشى خَلفَ الظِباءِ نَطيحُ
فَعايَنَهُ قُنّاصُ أَرضٍ فَأَرسَلوا / ضِراءً بِكُلِّ الطارِداتِ مُشيحُ
إِذا خافَ مِنهُنَّ اللَحاقَ اِرتَمى بِهِ / عَنِ الهَولِ حَمشاتُ القَوائِمِ روحُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَقَّ أَبلَجُ لائِحُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَقَّ أَبلَجُ لائِحُ / وَأَنَّ لَجاجاتِ النُفوسِ جَوائِحُ
إِذا المَرءُ لَم يَكفُف عَنِ الناسِ شَرَّهُ / فَلَيسَ لَهُ ما عاشَ مِنهُم مُصالِحُ
إِذا كَفَّ عَبدُ اللَهِ عَمّا يَضُرُّهُ / وَأَكثَرَ ذِكرَ اللَهِ فَالعَبدُ صالِحُ
إِذا العَبدُ لَم يَمدَحهُ حُسنُ فِعالِهِ / فَلَيسَ لَهُ وَالحَمدُ لِلَّهِ مادِحُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ لَم يَصفُ عَيشُهُ / وَما يَستَطيبُ العَيشَ إِلّا المُسامِحُ
وَبَينا الفَتى وَالمُلهِياتُ يُذِقنَهُ / جَنى اللَهوِ إِذ قامَت عَلَيهِ النَوائِحُ
وَإِنَّ امرَأً أَصفاكَ في اللَهِ وُدَّهُ / وَكانَ عَلى التَقوى مُعيناً لِصالِحُ
وَإِنَّ أَلَبَّ الناسِ مَن كانَ هَمُّهُ / بِما شَهِدَت مِنهُ عَلَيهِ الجَوارِحُ
أَعَينَيَّ جودا وَابكِيا وُدَّ صالِحِ
أَعَينَيَّ جودا وَابكِيا وُدَّ صالِحِ / وَهيجا عَلَيهِ مُعوِلاتِ النَوائِحِ
فَما زالَ سُلطاناً أَخٌ لي أَوَدُّهُ / فَيَقطَعُني جُرماً قَطيعَةَ صالِحِ
وَيَومٍ مِنَ ايّامِ العَجوزِ كَأَنَّما
وَيَومٍ مِنَ ايّامِ العَجوزِ كَأَنَّما / وُجوهُ المَوالي فيهِ بِالثَلجِ تَلطَحُ
جَعَلنا صِلانا الراحَ فَالتَهَبَت بِنا / وَأَوقَدَتِ الأَجوافَ فَالجِلدُ يَرشَحُ
وَأَبيَضَ مِثلُ البَدرِ دارَةُ وَجهِهِ
وَأَبيَضَ مِثلُ البَدرِ دارَةُ وَجهِهِ / لَهُ كَفَلٌ رابٍ بِهِ يَتَرَجَّحُ
أَغَنُّ خُماسِيٌّ لِما أَنتَ طالِبٌ / مِنَ اللَهوِ فيهِ وَاللَذاذَةِ يَصلُحُ
تَقَنَّصَني لَمّا بَدا لِيَ سانِحاً / كَما مَرَّ ظَبيٌ بِالمَفازَةِ يَسنَحُ
فَأَمكَنَني طَوعاً عِنانَ قِيادِهِ / فَقَد خِلتُ ظَبياً واقِفاً لَيسَ يَبرَحُ
فَقُلتُ لَهُ زُرني فَدَيتُكَ زَورَةً / أَقُرُّ بِها ماشِئتُ عَيناً وَأَفرَحُ
فَقالَ بِوَجهٍ مُشرِقٍ مُتَبَسِّمٍ / وَقَد كِدتُ أَقضي لِلهَوى أَنتَ تَمزَحُ
تَقَدَّم لَنا لا يَعرِفُ الناسُ حالَنا / وَأَقبَلَ في تَخطارِهِ يَتَرَنَّحُ
فَجِئتُ إِلى صَحبي بِظَبيٍ مُفَتَّقٍ / فَلَمّا تَراؤوا ضَوءَ خَدَّيهِ سَبَّحوا
فَقُلتُ لَهُم لا تُعجِلوهُ فَإِنَّما / عَلامَتُنا عِندَ الفَراغِ التَنَحنُحُ
لَقَد نَسَلَت رَزّينُ نَسلاً مِنَ استِها
لَقَد نَسَلَت رَزّينُ نَسلاً مِنَ استِها / عَلَيهِنَّ سيما في العُيونِ تَلوحُ
فَعَشواءُ مِضليلٌ وَأَعشى مُضَلَّلُ / وَأَعوَرُ دَجّالٌ عَلَيهِ قُبوحُ
سَيَبقى بَقاءَ الدَهرِ ماقُلتُ فيكُمُ / وَأَمّا الَّذي قَد قِلتُموهُ فَريحُ
هَلِ الفَتحُ إِلّا البَدرُ في الأُفُقِ المُضحى
هَلِ الفَتحُ إِلّا البَدرُ في الأُفُقِ المُضحى / تَجَلّى فَأَجلى اللَيلَ جِنحاً عَلى جِنحِ
أَوِ الضَيغَمُ الضِرغامُ يَحمي عَرينَهُ / أَوِ الوابِلُ الداني مِنَ الديمَةِ السَحِّ
مَضى مِثلَ ما يَمضي السِنانُ وَأَشرَقَت / بِهِ بَسطَةٌ زادَت عَلى بَسطَةِ الرُمحِ
وَأَشرَقَ عَن بِشرٍ هُوَ النورُ في الضُحى / وَصافى بِأَخلاقٍ هِيَ الطَلُّ في الصُبحِ
فَتىً يَنطَوي الحُسّادُ مِن مَكرُماتِهِ / وَمِن مَجدِهِ الأَوفى عَلى كَمَدٍ بَرحِ
يَجِدُّ فَتَنقادُ الأُمورُ لِجِدِّهِ / وَإِن راحَ طَلقاً في الفُكاهَةِ وَالمَزحِ
وَما أُقفِلَت عَنّا جَوانِبُ مَطلَبٍ / نُحاوِلُهُ إِلّا افتَتَحناهُ بِالفَتحِ
فِداؤُكَ أَقوامٌ سَبَقتَ سَراتَهُم / إِلى القِمَّةِ العَلياءِ وَالخُلُقِ السَمحِ
وَعَدتَ فَأَوشِك نُجحَ وَعدِكَ إِنَّهُ / مِنَ المَجدِ إِعجالُ المَواعيدِ بِالنُجحِ
وَأَنتَ تَرى نُصحَ الإِمامِ فَريضَةً / وَإِخبارُهُ عَنّي سَبيلٌ مِنَ النُصحِ
لَهُ مَكرُماتٌ يَقصُرُ الوَصفُ دونَها / وَأَبلَغُ مَدحٍ يُستَعارُ لَها مَدحي
أَفي مُستَهِلّاتِ الدُموعِ السَوافِحِ
أَفي مُستَهِلّاتِ الدُموعِ السَوافِحِ / إِذا جُدنَ بُرءٌ مِن جَوىً في الجَوانح
لَعَمرِيَ قَد بَقّى وَصَيفٌ بِهُلكِهِ / عَقابيلَ سَقمٍ لِلقُلوبِ الصَحائِحِ
أَسىً مُبرِحٌ بَزَّ العُيونَ دُموعَها / لِمَثوى مُقيمٍ في الثَرى غَيرُ بارِحِ
فَيالَكَ مِن حَزمٍ وَعَزمٍ طَواهُما / جَديدُ الرَدى تَحتَ الثَرى وَالصَفائِحِ
أَساءَكَ مِن شَيخِ المَوالي نُزولَهُ / بِمَنزِلِ داني مَوضِعِ الدارِ نازِحِ
إِذا جَدَّ ناعيهِ تَوَهَّمتَ أَنَّهُ / يُكَرِّرُ مِن أَخبارِهِ قَولَ مازِحِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن يُرامَ مَكانُهُ / بِشَيءٍ سِوى لَحظِ العُيونِ الطَوامِحِ
وَلَو أَنَّهُ خافَ الظُلامَةَ لَاِعتَزى / إِلى عُصَبٍ غُلبِ الرِقابِ جَحاجِحِ
فَيا لَضَلالِ الرَأيِ كَيفَ أَرادَهُ / أَحِبّاؤُهُ بِالمُعضِلاتِ الجَوائِحِ
تَغَيَّبَ أَهلُ النَصرِ عَنهُ وَأُحضِرَت / سَفاهَةُ مَضعوفٍ وَتَكثيرُ كاشِحِ
فَأَلّا نَهاهُم عَن تَوَرُّدِ نَفسِهِ / تَقَلُّبُ غادٍ في رِضاهُم وَرائِحِ
وَأَلّا أَعَدّوا بَأسَهُ وَانتِقامَهُ / لِكَبشِ العَدُوِّ المُستَميتِ المُناطِحِ
قَتيلٌ يَعُمُّ المُسلِمينَ مُصابُهُ / وَإِن خَصَّ مِن قُربٍ قُرَيشَ الأَباطِحِ
تَوَلّى بِعَزمٍ لِلخِلافَةِ ناصِرِ / كَلوءٍ وَصَدرٍ لِلخَليفَةِ ناصِحِ
وَكانَ لِتَقويمِ الأُمورِ إِذا التَوَت / عَلَيهِ وَتَدبيرِ الحُروبِ اللَواقِحِ
إِذا ما جَرَوا في حَلبَةِ الرَأيِ بَرَّزَت / تَجاريبُ مَعروفٍ لَهُ السَبقُ قارِحِ
سَقى عَهدَهُ في كُلِّ مُمساً وَمُصبَحٍ / دَراكُ الغُيومِ الغادِياتِ الرَوائِحِ
تَعَزَّ أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّها / مُلِمّاتُ أَحداثِ الزَمانِ الفَوادِحِ
لَئِن عَلِقَت مَولاكَ صُبحاً فَبَعدَما / أَقامَت عَلى الأَقوامِ حَسرى النَوائِحِ
مَضى غَيرَ مَذمومٍ فَأَصبَحَ ذِكرُهُ / حُلِيَّ القَوافي بَينَ راثٍ وَمادِحِ
فَلَم أَرَ مَفقوداً لَهُ مِثلُ رُزئِهِ / وَلا خَلَفاً مِن مِثلِهِ مِثلَ صالِحِ
وَقورٌ تُعانيهِ الأُمورُ فَتَنجَلي / غَيايَتُها عَن وازِنِ الحِلمِ راجِحِ
رَمَيتَ بِهِ أُفقَ الشَآمَ وَإِنَّما / رَمَيتَ بِنَجمٍ في الدُجَنَّةِ لائِحِ
إِذا اختَلَفَت سُبلُ الرِجالِ وَجَدتَهُ / مُقيماً عَلى نَهجٍ مِنَ القَولِ واضِحِ
سَيُرضيكَ هَدياً في الأُمورِ وَسيرَةً / وَيَكفيكَ شَغبَ الأَبلَخِ المُتَجانِحِ