أَوَجهُكَ أَم بَدرٌ مُنيرٌ تَبَلَّجا
أَوَجهُكَ أَم بَدرٌ مُنيرٌ تَبَلَّجا / وَنشرُكَ أَم مِسكٌ فَتيقٌ تَأَرَّجا
وَعِطفكَ أَم خُوطٌ مِن البانِ ناعِمٌ / وَردفُكَ أَم دِعصٌ مَهيلٌ تَرجرجا
مَحاسِنُ لَم يُجمع لِغَيركَ مِثلُها / شَباباً وَحُسناً باهِراً يسلب الحِجا
أَجلتُ لِحاظي في المِلاحِ فَما رَأَت / لِحاظِي أَبهى مِنكَ حُسناً وَأَبهَجا
حييٌّ إِذا ناطَقتُهُ كادَ خَدُّهُ / لِفَرطِ حَياءٍ فيهِ أَن يَتَضَرَّجا
شَكَوتُ إِلَيهِ ما بِقَلبي مِنَ الجَوى / وَوَجدي فَاستَخذى حَياءً وَلَجلَجا
رَأَى شَبَحي نِضواً وَنُطقي خافِتاً / وَدَمعيَ هَتّاناً وَحِسّي قَد سَجا
فَزارَ بِلا وَعدٍ دُجىً فَاخالُهُ / ترصَّدَ مِن حُراسِّهِ غَفلَةً وَجَا
فَلَم أَرَ مَولىً زارَ عَبداً كَمِثلِهِ / وَلَم أَرَ مِثلي نالَ ما كانَ قَد رَجا
خَلوتُ بِهِ وَالدَهرُ قَد غَضَّ طَرفَهُ / وَقَد سَدَّ بابَ الخَوفِ مفتتِحُ الرَجا
فَعانَقتُ مِنهُ الغُصنَ أَملَدَ ناضِراً / وَغازَلتُ مِنهُ الخِشفَ أَحورَ أَدعَجا
وَلِليلِ مِن تلكَ الذَوائبِ ظُلمَةٌ / وَلِلصُبحِ مِن خَدَّيهِ نُورٌ تَبَلَّجا
فَمن يَستحِل جَمعٌ لِضدَّينِ عِندَهُ / فَهَذا حَبيبي جامعُ النورِ وَالدُجى