القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 3
ألا سَقِّياني قهوةً ذهبيَّة
ألا سَقِّياني قهوةً ذهبيَّة / وقد أَلبْسَ الآفاقَ جُنْحَ الدجى دَعَجْ
كأنّ الثريّا والظلامُ يَحُثُّها / فصوصُ لُجَيْنٍ قد أحاط به سَبَجْ
كأنّ نجومَ الليل تحت سواده / إذا جَنّ زِنْجِيّ تبسَّم عن فَلجَ
كأنّ رقيق الغيم والبدرُ تحتهُ / زجاجٌ على كفٍّ من الصبح منْتسِج
كأنّ عمود الصبح في غُبَّر الدُّجى / صفيحةُ سيف قد تَصَدَّا من المُهَج
فقُمْ وأدِرْ أقداحَ خمرٍ كأنّها / إذا برزَتْ تُذْكِي أوائلهَا سُرُجْ
كأنّ عليها من صفاء أديمها / خِلال العزيز الغُرَّ أو نَشْرها الأَرِجْ
وتَحْسبُها في الكأْس رقَّةَ فهمه / وإن لم يكن في أنه غيْرها خَلجَ
وراحٍ عليها كالجُمانِ المُدَحْرَجِ
وراحٍ عليها كالجُمانِ المُدَحْرَجِ / تلوح كماء الوجنة المتُضَرِّج
ملأْنا بها بِيض الكئوسِ فأُقبلتْ / تُحَثّ علينا في رياض بَنَفْسَج
وخلْفَ رداءِ الغيم شمسٌ منيرةٌ / تلوح كوجه الغادة المتبرج
ولي صاحبٌ كالمسك بالشهد طبعه / إذا وجَدَ الصَّهباءَ لم يَتَحرَّج
منِيعُ نواحي السرّ لا يُسْخِط النَّدى / أغرُّ كَريْعان الضُّحى المتبلِّج
خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا
خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا / وقد كاد وجهُ الصُّبح أن يتبلّجا
فقوما إلى ساقِيكما فاهتِفا به / ولا تَفْتحا باباً من الهمِّ مُرْتَجا
ودونكماها قهوةً بابليّةً / إذا ما فصيح عبّ فيها تلجلجا
على نرجس غَض يُلاحظ سَوْسناً / آسٍ ربِيعيّ يُناجي بَنَفْسَجا
وقاذفةٍ بالماء في وَسْط بِركةٍ / قد التحفتْ وَحفاً من الشعْر سَجْسَجا
إذا قذَفت بالماء سلّته مُنْصُلاً / وعاد عليها ذلك النَّصْل هَوْدَجا
كأنّ عيون العاشقين تُعِيرُها / من الدّمع سَجْلاً صافياً لا مُضَرَّجا
تخالُ بروزَ الماء من جَفْن عيْنها / قضيبَ لُجيْن سُلَّ منه مُدَمْلَجا
تُحاول إدارك النّجوم بقَذْفه / كأنّ قلباً على الأفْق مُحْرَجا
لدى روضةٍ جاد السَّحابُ ربوعَها / وزَخْرفَها دون الرياض ودبَّجا
كأنّ غصون الأقْحوان زُمُرُّدٌ / تَعمَّم بالكافور ثم تَتَوَّجا
ونُوَّار نَسْرينٍ كأنّ نسيمَه / من المسك في أُفق السماء تأرّجا
فيا ساقِيَيَّ استعجلا لِي وصَرِّفا / عُقَارَكما إن شِئْتماه أو امْزُجا
ولا تَحمِلا هَمَّ الزمان فإنّه / إذا اشتد ضِيقُ الحادثاتِ تَفرَّجا
دعاني ونَدْماني وكأسي ومِزْهري / فحسبيّ بالمعشوق رَبْعاً ومَنْهجا
كأنّ ثَراه كلّما صافَح النَّدى / وهزّ نسيمُ الرِّيح ألويةَ الدُّجى
بقايا الغوالي في نحور نواهِدٍ / يُنازِلن باللَّحظ الكميّ المدجّجا
سأطلب حقّي إن قضى اللهُ لي به / وأفتح منه كلَّ ما كان مُرْتَجا
فلستُ إن عاقرتُ كأسي بسالكٍ / من الأمر فيها كلَّ ما كان أسْمَجا
ولا مُشْتَرٍ بالمجد مُسْتَحْسَن الصّبا / ولا مُشْتَرٍ طُرْق المهالك بالنَّجا
ولكنّني مُوْفٍ لنفسي حقوقَها / ورْائضُها فيما استوى وتعوَّجا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025