المجموع : 8
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً / فَأَنجَمَ لَم يُمطِر وَإِن حَسُنَ الخَرجُ
وَكَم فاتَكَ الشَيءُ الَّذي كُنتَ راجِياً / وَجاءَكَ بِالمِقدارِ ما لَم تَكُن تَرجو
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ / فَقيرٌ مُعَرّى أَو أَميرٌ مُدَوَّجُ
وَقَد يُرزَقُ المَجدودُ أَقواتَ أُمَّةٍ / وَيُحرَمُ قوتاً واحِدٌ وَهوَ أَحوَجُ
وَلَو كانَت الدُنِّيا عَروساً وَجَدتُها / بِما قَتَلَت أَزواجَها لا تُزَوَّجُ
فَعُج يَدَكَ اليُمنى لِتَشرَبَ طاهِراً / فَقَد عِيَفَ لِلشُربِ الإِناءُ المُعَوَّجُ
عَلى سَفَرٍ هَذا الأَنامُ فَخَلِّنا / لِأَبعَدِ بَينَ واقِعٍ نَتَحَوَّجُ
وَلا تَعجَبَن مَن سالَمَ إِنَّ سالِماً / أَخو غَمرَةٍ في زاخِرٍ يَتَمَوَّجُ
وَهَل هُوَ إِلّا رائِدٌ لِعَشيرَةٍ / يُلاحِظُ بَرقاً في الدُجى يَتَبَوَّجُ
وَلَولا دِفاعُ اللَهِ لاقى مِنَ الأَذى / كَما كانَ لاقى خامِدٌ وَمُتَوَجُّ
إِذا وُقِيَ الإِنسانُ لَم يَخشَ حادِثاً / وَإِن قيلَ هَجّامٌ عَلى الحَربِ أَهوَجُ
وَإِن بَلَغَ المِقدارُ لَم يَنجُ سابِحٌ / وَلَو أَنَّهُ في كُبَةِ الخَيلِ أَعوَجُ
فَلا تَشهِرنَ سَيفاً لِتَطلُبَ دَولَةً / فَأَفضَلُ ما نِلتَ اليَسيرُ المُرَوَّجُ
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها / سُيوفٌ ثَناها الضَربُ وَهيَ صَوالِجُ
وَقَد يُغلِقُ الإِنسانُ مِن دونِ شَخصِهِ / وِلاجاً وَهَمُّ القَلبِ في النَفسِ والِجُ
لَعَمري لَقَد حَلَّت وُكوراً حَمائِمٌ / لَيالِيَ ضاقَت عَن ظِباءٍ تَوالِجُ
أُؤَمِّلُ عَفوَ اللَهِ وَالصَدرُ جائِشٌ / إِذا خَلَجَتني لِلمَنونِ الخَوالِجُ
هُناكَ تَوَدُّ النَفسُ أَنَّ ذُنوبَها / قَليلٌ وَأَنَّ القِدحَ بِالخَيرِ فالِجُ
وَيُنسي أَخا الأَشواقِ رَملَةَ عالِجٍ / وَيَبرينَ مِن هَولِ الرَدى ما يُعالِجُ
سَيَأكُلُ هَذا التُربُ أَعضاءَ بادِنٍ / وَتورَثُ أَحجالٌ لَها وَدَمالِجُ
وَيُصمي الفَتى سَهمٌ مِنَ الدَهرِ صائِبٌ / وَإِن صُرِفَت عَنهُ السِهامُ الزَوالِجُ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ / فَخَيرٌ لَها مِن أَن تَئِثَّ خُروجُها
فَما أَمِنَت نِسوانُ قَوم أَعِزَّةٍ / عَلى عِزِّها أَن تُستَباحَ فُروجُها
وَما تَمنَعُ الخَودَ الحَصانَ حُصونُها / وَلَو أَنَّ أَبراجَ السَماءِ بُروجُها
فَما عَرَّجَت في شَأوِها أُمُّ جُندَبٍ / وَلا عَقَلَتها شَاؤُها وَعُروجُها
تُذالُ كَراسِيَّ المُلوكِ وَطالَما / غَدَت وَهِيَ تُحمى بِالعَوالي مُروجُها
عَلى الإِبلِ حَتّى ماتُقِلُّ رِجالَها / وَبِالخَيلِ حَتّى أَثقَلَتها سُروجُها
وَما عَلِمَت رَوحٌ بِجِسمي دُخولَها / إِلَيهِ فَهَل يُخفى عَلَيهِ خُروجُها
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ / وَلا بُدَّ أَنّي سالِكٌ ذَلِكَ الفَجّا
وَسَيّانِ أُمٌ بَرَّةٌ وَحَمامَةٌ / غَذَت وَلَداً في مَهدِهِ وَغَذَت بَجّا
فَلا تَبكُرَن يَوماً بِكَفِّكَ مُديَةٌ / لِتُهلِكَ فَرخاً في مَواطِنِهِ دَجّا
تَلَفَّتَ في دُنياهُ سابِحُ غَمرَةٍ / إِلى السَيفِ لَهَفاً بَعدَ ما وَسِطَ اللُجا
وَرَجّى أُموراً لَم تَكُن بِقَريبَةٍ / إِلَيهِ فَخَطَّتهُ الحَوادِثُ ما رَجّى
يُرَجّي مَعاشاً مَن لَهُ بِدَوامِهِ / وَهَل يَترُكُ الدَهرُ الفَقيرَ وَما رَجّى
فَلا تَبتَئِس لِلرِزّقِ إِن بَضَّ فاتِراً / وَلا تَغتَبِط إِن جاشَ رِزقُكَ أَو ثَجّا
أَعُوّامَ بَحرٍ إِن أُصِبتُم فَهَيِّنٌ / وَإِن تَخلَصوا فَاللَهُ رَبُّكُمُ نَجّى
ضَلِلتُم فَهَل مِن كَوكَبٍ يُهتَدى بِهِ / فَقَد طالَ ما جَنَّ الظَلامُ وَما دَجّى
فَلا تَأمَنوا المَرءَ التَقِيَّ عَلى الَّتي / تَسوءُ وَإِن زارَ المَساجِدَ أَو حَجّا
وَلا تَقبَلوا مِن كاذِبٍ مُتَسَوِّقٍ / تَحَيَّلَ في نَصرِ المَذاهِبِ وَاِحتَجّا
فَذَلِكَ غاوي الصَدرِ قَلبي كَقَلبُهُ / مَتّى مَلَأَ التَذكيرُ مِسمَعَهُ مَجّا
وَإِنَّ لِأَجسامِ الأَنامِ غَرائِزاً / إِذا حَرَّكَت لِلشَرِّ طالِبَهُ لَجّا
فَلا آسَ لِلدُنِّيا إِذا هِيَ زايَلَت / فَما كُنتُ فيها لا سِناناً وَلا زُجّا
وَلَقَد خُلِقَت عَوجاءَ مِثلَ هِلالِها / يَكونُ وَإِيّاها القِيامَةَ مُعَوِّجا
سِواءٌ عَلى النَفسِ الخَبيثِ ضَميرُها / أَمَكَّةَ زارَت لِلمَناسِكِ أَو وَجّا
فَبِالطائِفِ الراحُ الكُمَيتُ سَلافَةً / إِذا ما تَمَشَّت في حَشا وادِعٍ أَجّا
فَكَم مِن قَتيلٍ غادَرَت وَمُكَلَّمٍ / عَلى أَلَمٍ غِبَّ القَتيلِ الَّذي شُجّا
مُشَعشَعَةٌ لَو خالَطَت وَهُوَ عاقِلٌ / ثَبيراً تَداعى بِالجَهالَةِ وَاِرتَجّا
رَأَيتُ الفَتى كَالعَودِ يَرتِعُ مَرَّةً / وَإِن مَسَّت الأَعباؤ كاهِلَهُ ضَجّا
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى / مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنَجّي
فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل / لَهُنَّ فَلا تَأذَن لِزيرٍ وَلا صَنجِ
وَلا تَدنُ لِلصَهباءِ بِنتاً لِأَبيَضٍ / وَلا تَقرَبِ الحَمراءَ مِن وَلَدِ الزَنجِ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ / إِلى مُدلَجٍ تَلقى البُرى أُختُ مُدلَجِ
وَقَد حارَ هادي الرَكبِ وَاللَيلُ ضارِبٌ / بِأَوراقِهِ وَالصُبحُ لَم يَتَبَلَّجِ
تَكابَدُ خَضراءَ الحَنادِسِ جَونَةً / ذَخيرَتُها مِن بَدرِها نِصفُ دُملُجِ
إِلى أَن بَدا فَجرٌ يُكَشِّفُ نَهجَهُ / لَنا بِلِسانٍ مُفَصِّحٍ غَيرَ لَجلَجِ
وَإِن خَلَجَت عَينٌ لِبَينٍ فَحَسبُها / مِنَ البينِ يَومٌ مِن رَداً مُتَخَلَّجِ
كَفى حَزناً أَنَّ الفَتى بَعدَ سَومِهِ / تَقولُ لَهُ الأَيّامُ في جَدَثٍ لِج
وَكَم وَطِأَت أَقدامُنا في تُرابِها / جَبينَ أَخي كِبرٍ وَهامَةَ أَبلَجِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ / وَلا يَرجونَ غَيرَ المُهَيمِنِ راجِ
وَلا تُطفِئوا نورَ المَليكِ فَإِنَّهُ / مُمَتِّعُ كُلٍّ مِن حِجىً بِسِراجِ
أَرى الناسَ في مَجهولَةٍ كَبَرا / ءُهُمُ حَيٍّ يَلعَبونَ خُراجِ