القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 8
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً
رَأَيتُ سَحاباً خِلتُهُ مُتَدَفِّقاً / فَأَنجَمَ لَم يُمطِر وَإِن حَسُنَ الخَرجُ
وَكَم فاتَكَ الشَيءُ الَّذي كُنتَ راجِياً / وَجاءَكَ بِالمِقدارِ ما لَم تَكُن تَرجو
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ / فَقيرٌ مُعَرّى أَو أَميرٌ مُدَوَّجُ
وَقَد يُرزَقُ المَجدودُ أَقواتَ أُمَّةٍ / وَيُحرَمُ قوتاً واحِدٌ وَهوَ أَحوَجُ
وَلَو كانَت الدُنِّيا عَروساً وَجَدتُها / بِما قَتَلَت أَزواجَها لا تُزَوَّجُ
فَعُج يَدَكَ اليُمنى لِتَشرَبَ طاهِراً / فَقَد عِيَفَ لِلشُربِ الإِناءُ المُعَوَّجُ
عَلى سَفَرٍ هَذا الأَنامُ فَخَلِّنا / لِأَبعَدِ بَينَ واقِعٍ نَتَحَوَّجُ
وَلا تَعجَبَن مَن سالَمَ إِنَّ سالِماً / أَخو غَمرَةٍ في زاخِرٍ يَتَمَوَّجُ
وَهَل هُوَ إِلّا رائِدٌ لِعَشيرَةٍ / يُلاحِظُ بَرقاً في الدُجى يَتَبَوَّجُ
وَلَولا دِفاعُ اللَهِ لاقى مِنَ الأَذى / كَما كانَ لاقى خامِدٌ وَمُتَوَجُّ
إِذا وُقِيَ الإِنسانُ لَم يَخشَ حادِثاً / وَإِن قيلَ هَجّامٌ عَلى الحَربِ أَهوَجُ
وَإِن بَلَغَ المِقدارُ لَم يَنجُ سابِحٌ / وَلَو أَنَّهُ في كُبَةِ الخَيلِ أَعوَجُ
فَلا تَشهِرنَ سَيفاً لِتَطلُبَ دَولَةً / فَأَفضَلُ ما نِلتَ اليَسيرُ المُرَوَّجُ
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها
جَماجِمُ أَمثالُ الكُراتِ هَفَت بِها / سُيوفٌ ثَناها الضَربُ وَهيَ صَوالِجُ
وَقَد يُغلِقُ الإِنسانُ مِن دونِ شَخصِهِ / وِلاجاً وَهَمُّ القَلبِ في النَفسِ والِجُ
لَعَمري لَقَد حَلَّت وُكوراً حَمائِمٌ / لَيالِيَ ضاقَت عَن ظِباءٍ تَوالِجُ
أُؤَمِّلُ عَفوَ اللَهِ وَالصَدرُ جائِشٌ / إِذا خَلَجَتني لِلمَنونِ الخَوالِجُ
هُناكَ تَوَدُّ النَفسُ أَنَّ ذُنوبَها / قَليلٌ وَأَنَّ القِدحَ بِالخَيرِ فالِجُ
وَيُنسي أَخا الأَشواقِ رَملَةَ عالِجٍ / وَيَبرينَ مِن هَولِ الرَدى ما يُعالِجُ
سَيَأكُلُ هَذا التُربُ أَعضاءَ بادِنٍ / وَتورَثُ أَحجالٌ لَها وَدَمالِجُ
وَيُصمي الفَتى سَهمٌ مِنَ الدَهرِ صائِبٌ / وَإِن صُرِفَت عَنهُ السِهامُ الزَوالِجُ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ
إِذا دَرَجَت في العالَمينَ قَبيلَةٌ / فَخَيرٌ لَها مِن أَن تَئِثَّ خُروجُها
فَما أَمِنَت نِسوانُ قَوم أَعِزَّةٍ / عَلى عِزِّها أَن تُستَباحَ فُروجُها
وَما تَمنَعُ الخَودَ الحَصانَ حُصونُها / وَلَو أَنَّ أَبراجَ السَماءِ بُروجُها
فَما عَرَّجَت في شَأوِها أُمُّ جُندَبٍ / وَلا عَقَلَتها شَاؤُها وَعُروجُها
تُذالُ كَراسِيَّ المُلوكِ وَطالَما / غَدَت وَهِيَ تُحمى بِالعَوالي مُروجُها
عَلى الإِبلِ حَتّى ماتُقِلُّ رِجالَها / وَبِالخَيلِ حَتّى أَثقَلَتها سُروجُها
وَما عَلِمَت رَوحٌ بِجِسمي دُخولَها / إِلَيهِ فَهَل يُخفى عَلَيهِ خُروجُها
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ
تَيَمَّمَ فَجّاً واحِداً كُلُّ راكِبِ / وَلا بُدَّ أَنّي سالِكٌ ذَلِكَ الفَجّا
وَسَيّانِ أُمٌ بَرَّةٌ وَحَمامَةٌ / غَذَت وَلَداً في مَهدِهِ وَغَذَت بَجّا
فَلا تَبكُرَن يَوماً بِكَفِّكَ مُديَةٌ / لِتُهلِكَ فَرخاً في مَواطِنِهِ دَجّا
تَلَفَّتَ في دُنياهُ سابِحُ غَمرَةٍ / إِلى السَيفِ لَهَفاً بَعدَ ما وَسِطَ اللُجا
وَرَجّى أُموراً لَم تَكُن بِقَريبَةٍ / إِلَيهِ فَخَطَّتهُ الحَوادِثُ ما رَجّى
يُرَجّي مَعاشاً مَن لَهُ بِدَوامِهِ / وَهَل يَترُكُ الدَهرُ الفَقيرَ وَما رَجّى
فَلا تَبتَئِس لِلرِزّقِ إِن بَضَّ فاتِراً / وَلا تَغتَبِط إِن جاشَ رِزقُكَ أَو ثَجّا
أَعُوّامَ بَحرٍ إِن أُصِبتُم فَهَيِّنٌ / وَإِن تَخلَصوا فَاللَهُ رَبُّكُمُ نَجّى
ضَلِلتُم فَهَل مِن كَوكَبٍ يُهتَدى بِهِ / فَقَد طالَ ما جَنَّ الظَلامُ وَما دَجّى
فَلا تَأمَنوا المَرءَ التَقِيَّ عَلى الَّتي / تَسوءُ وَإِن زارَ المَساجِدَ أَو حَجّا
وَلا تَقبَلوا مِن كاذِبٍ مُتَسَوِّقٍ / تَحَيَّلَ في نَصرِ المَذاهِبِ وَاِحتَجّا
فَذَلِكَ غاوي الصَدرِ قَلبي كَقَلبُهُ / مَتّى مَلَأَ التَذكيرُ مِسمَعَهُ مَجّا
وَإِنَّ لِأَجسامِ الأَنامِ غَرائِزاً / إِذا حَرَّكَت لِلشَرِّ طالِبَهُ لَجّا
فَلا آسَ لِلدُنِّيا إِذا هِيَ زايَلَت / فَما كُنتُ فيها لا سِناناً وَلا زُجّا
وَلَقَد خُلِقَت عَوجاءَ مِثلَ هِلالِها / يَكونُ وَإِيّاها القِيامَةَ مُعَوِّجا
سِواءٌ عَلى النَفسِ الخَبيثِ ضَميرُها / أَمَكَّةَ زارَت لِلمَناسِكِ أَو وَجّا
فَبِالطائِفِ الراحُ الكُمَيتُ سَلافَةً / إِذا ما تَمَشَّت في حَشا وادِعٍ أَجّا
فَكَم مِن قَتيلٍ غادَرَت وَمُكَلَّمٍ / عَلى أَلَمٍ غِبَّ القَتيلِ الَّذي شُجّا
مُشَعشَعَةٌ لَو خالَطَت وَهُوَ عاقِلٌ / ثَبيراً تَداعى بِالجَهالَةِ وَاِرتَجّا
رَأَيتُ الفَتى كَالعَودِ يَرتِعُ مَرَّةً / وَإِن مَسَّت الأَعباؤ كاهِلَهُ ضَجّا
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى
لَعَمرُكَ ما أَنجاكَ طِرفُكَ في الوَغى / مِنَ المَوتِ لَكِنَّ القَضاءَ الَّذي يُنَجّي
فَلا تَكُ زيراً لِلنِساءِ وَإِن تَمِل / لَهُنَّ فَلا تَأذَن لِزيرٍ وَلا صَنجِ
وَلا تَدنُ لِلصَهباءِ بِنتاً لِأَبيَضٍ / وَلا تَقرَبِ الحَمراءَ مِن وَلَدِ الزَنجِ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ
سَرَت بِقَوامٍ يَسرِقُ اللُبَّ ناعِمٍ / إِلى مُدلَجٍ تَلقى البُرى أُختُ مُدلَجِ
وَقَد حارَ هادي الرَكبِ وَاللَيلُ ضارِبٌ / بِأَوراقِهِ وَالصُبحُ لَم يَتَبَلَّجِ
تَكابَدُ خَضراءَ الحَنادِسِ جَونَةً / ذَخيرَتُها مِن بَدرِها نِصفُ دُملُجِ
إِلى أَن بَدا فَجرٌ يُكَشِّفُ نَهجَهُ / لَنا بِلِسانٍ مُفَصِّحٍ غَيرَ لَجلَجِ
وَإِن خَلَجَت عَينٌ لِبَينٍ فَحَسبُها / مِنَ البينِ يَومٌ مِن رَداً مُتَخَلَّجِ
كَفى حَزناً أَنَّ الفَتى بَعدَ سَومِهِ / تَقولُ لَهُ الأَيّامُ في جَدَثٍ لِج
وَكَم وَطِأَت أَقدامُنا في تُرابِها / جَبينَ أَخي كِبرٍ وَهامَةَ أَبلَجِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ
خُذوا في سَبيلِ العَقلِ تُهدَوا بِهَديِهِ / وَلا يَرجونَ غَيرَ المُهَيمِنِ راجِ
وَلا تُطفِئوا نورَ المَليكِ فَإِنَّهُ / مُمَتِّعُ كُلٍّ مِن حِجىً بِسِراجِ
أَرى الناسَ في مَجهولَةٍ كَبَرا / ءُهُمُ حَيٍّ يَلعَبونَ خُراجِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025