القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 3
بروضة حسنٍ والعذار سياجها
بروضة حسنٍ والعذار سياجها / أغثْ مهجةً أضحى لديكَ احْتياجها
ودارِكْ فتًى أشفت على الموتِ نفسه / ولو شاءَ ذاك الحسنُ هانَ علاجها
فكم ليلةٍ قد صح فيك مزاجها / بكأس ثنايا منكَ كان مزاجها
أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ / ولم تقضَ من عود التواصل حاجِها
وإني إلى حسن التجلد ساكنٌ / فما بال عذَّالي يزيد انْزعاجها
أراقب من همَّ التفرق فرجةً / وما الدَّهر إلاَّ غمَّةٌ وانفراجها
نديميَ هذا الغيثُ فامْزج بقطره / لنا قهوةً قد كادَ يذكو زجاجها
وأنتجْ به درّ الحباب فهكذا / قطار الحيا درَّ البحار نتاجها
وزَاوِجْ ثنايا بالحبابِ فإنَّما / يزينُ اللآلي في النظامِ ازْدِواجها
وأطفئْ بهذا الكاسِ همِّي فإنَّني / أرى السرج تطفا وهي تطفي سراجها
لئن زانَ هذا العقدُ جِيداً للذَّةٍ / لقد زانَ فرقاً للفضائلِ تاجها
رئيسٌ إذا أجريت في المِدَحِ اسمهُ / رأيت المالي كيفَ يجرِي ابْتهاجها
فما رفعت إلاَّ عليهِ بيوتها / ولا نصبتْ إلاَّ إليه فجاجها
بأقلامهِ تُحمى البلادُ وتحتوى / فيا حبَّذا من تاجها ورتاجها
كأنَّا ظُبا أقلامهِ في طروسهِ / أسنةُ جيشٍ والمداد عجاجها
لها من عيونِ اللفظ كلّ بديعةٍ / يبشر أفكار الرُّواة اختلاجها
يروقك في سحرِ البيان وإنَّما / يَرُوعَك من مثلِ الضَّلالِ مجاجها
بهِ انْتظمت خير العقود وثقفت / فهوم البرايا زيغها واعْوجاجها
ثوى بحرها في ساحلِ الشامِ وانْبرت / لآلِ نماها عذبها لا أجاجها
يكفُّ كريم الأصل من طرفِي علًى / يصوب نداها أو يصول هياجها
أخو شيمٍ قد سلمت لفخارِها / مفاخر قومٍ كانَ حمَّا حجاجها
كأنَّ دروجَ الخطّ منه لحسنها / خصورُ ملاحٍ يستبين انْدماجها
كأنَّ صِلات البرِّ عند نوالهِ / صَلاةٌ يوفي نقصها وخدَاجها
فأحسنُ من صوبِ السحاب هباتهِ / وأحسنُ من تلكَ الهبات رواجها
لئن قصَّرت أفكارنا عن مديحهِ / لقد طالَ في ليلِ السطورِ ادِّلاجها
لئن كانَ أخلى فجّ مصرَ لقد سرى / فقالت لمرآه العزيز العجاج ها
أمولايَ لي شوقٌ مورِّق مقلة / ضعيف على بحث السهاد احْتجاجها
فللسهدِ ما طافت عليهِ جفونها / وللدَّمعِ ما دارت عليهِ فجاجها
بعثت مدى الأيَّام تحتِي سيادة / لبيتك قد جلَّت وجلَّ نتاجها
فلا سؤددٌ إلاَّ إليكَ معاده / ولا مدحةٌ إلاَّ إليكَ معاجها
حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى
حلفت بليلِ الشعر منه إذا سجى / وضوء الضحى من وجهه متبلِّجا
ومن أدمعِي بالمرسلاتِ من الأسى / ومن أضلعي بالموريات من الشجى
لقد ألجم العذَّالَ وجه معذِّبي / وقد لاحَ في جنحِ الظلامِ فأسرجا
وفرج غمِّي ذات يوم بِزَوْرةٍ / فقلت لعينيَّ انظرا وتفرَّجا
ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا / دجى وتجلَّى وانْثنى وترَجْرَجا
وخدًّا كفاني صبوَةً شمُّ وردهُ / فكيف وقد زاد العذار بنفسجا
صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة / ألم ترهُ سطراً عليها مخرَّجا
بروحيَ في أفق المحاسنِ كوكبٌ / على مثلهِ قد طابَ لي سهرُ الدُّجى
نهانيَ عنه الهمُّ قبلَ عواذِلي / وأخرجني عنه وما كنتُ مُخرَجا
وأزعجني شيبٌ بفودَيّ طالعٌ / وما كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا
فيالك مقطوف العذار هجرته / فما عرَّجت عيني له حينَ عرَّجا
دنت دارُه منِّي وشطَّ مزَارُهُ / فهل أبصرتْ عيناكَ ثغراً مفلَّجا
كأنِّيَ لم أنعمْ بدينارِ خدِّه / مشوقاً على نقدِ العدى أو مبهرجا
ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله / إلى كرةٍ من حولها الصدغ صولجا
ولم أحجب العذَّال منه بحاجبٍ / رَأَوا عنده حقّ الملاحة أبلجا
ولم أترشف بعد فيه مدامةً / على يده دفَّاعةً حجّةَ الحجى
ولم أعط كأساً بالنضار وخدّه / لمعطيه بالدرِّ النظيم متوّجا
ولم أتلقَّ النهدَ في الصدر جالساً / وأسرى به حالي الشكيم مهملجا
إلى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً / على الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا
أحبر في مدح الإمام محمدٍ / من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا
وما هو ممن لا أنقح مدحه / فآتي إليه بالمديح مرَوَّجا
أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا / كجمع أبي جاد الحروف من الهجا
ألم ترَ أني قد لجأت لظلهِ / ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا
أخلّدُ تاريخ العلى بصفاته / وأروي حديث الفضل عنه مُخرَّجا
وأصرف آمالي التي قد تقسَّمت / إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا
كريمٌ إذا ما قدَّم الظنّ نحوه / مقدمةً من منطق المدح أنتجا
ولا عيبَ فيه غير إسراع جوده / فليس يُمني بالمواعد محوجا
وأفراط كتم للندى وهو ظاهرٌ / وهل مانعٌ للرَّوض أن يتأرّجا
وقَّى الدِّين والدُّنيا ليهلك ملحدٌ / لديهِ وينجو راشدٌ مع من نجا
فتاوى على سمتِ الهدى وفتوَّة / تَجانسَ معنًى لفظها وتدَبجا
وبرّ رعى قصدَ العفاةِ فغاثها / وبأسٌ كوى قلبَ العدوِّ فأنضجا
وعلمٌ أقامته المباحث ناصِراً / فقل عَلمٌ ردَّ الأسودَ وهجَّجا
هو البحر يروى حولَ شطَّيه واردٌ / ويغرق من قدْ لجَّ فيه ولججا
له قلمٌ يحمِي الحمى برقاعه / ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوِجا
إذا قالَ لم يترك لذي القول موضعاً / وإن صالَ لم يترك لذي الصوْل موْلجا
فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ / وعَى لفظةً من كتبه فتلجلجا
وكم من كميّ صار كالدّجّ حيرة / فلا غرْوَ إن قالوا لكميّ المدَججا
وكم منهجٍ في القولِ أرشدنِي له / وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا
وكم كسوةٍ لي في دمشقَ أفادها / وقد كانَ ظهري من أذى البردِ أعوجا
وكم أنطقتْ نعماه منِّي مدائِحاً / سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا
وروّى نباتياً من القولِ طالما / سقاهُ أبوهُ الغيث نوا مثججا
أبا الخير خذها من ثنائِي كرائِماً / أبت عن سوى أكفائها أن تزَوّجا
أوانس أبكارٍ يحقُّ لحسنِها / على ساكنِ الأمصارِ أن يتبرَّجا
تهبُّ للقياها الكرامُ من الحيا / ويجرِي بذكراها المطيّ على الوجا
لها إن تقمْ في دارَةِ الأفقِ منزلٌ / وإن تسرِ حلت من ثرياه هوْدَجا
عجبت لأنكادِ الزمان وإن طمتْ
عجبت لأنكادِ الزمان وإن طمتْ / ولا عجبٌ في فكرة تتولج
أجاوِر من أهوى ولا وصلَ بيننا / كأني ومن أهواهُ ثغرٌ مفلج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025