أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا
أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا / أم البدر في برج الكمال جلا الدجى
أم الشمس يوم الصحو في برج سعدها / وفرعك أم ليل المحب إذا سجا
وبرق سرى أم نور ثغرك باسما / ونشرك أم مسك ذكي تأرجا
أتتك جنود الحسن طوعا بأسرها / فصرت مليكا في الجمال متوجا
فأضحت أبيات القلوب أسرة / لديك فلم يملكن عنك معرجا
فطوبى لعبد أنت سيده لقد / سما بين أرباب البصائر والحجى
فهل تجلب الأحلام لي منك نظرة / فتكشف بعض الهم عني وتفرجا
فقد نال مني منع طيفك مثلما / شجاني من البيت المطوح ما شجا
حثثنا إليك العيس حتى تبوأت / لديك مقيلا ناضر الروض مبهجا
فما كان أدنى قربنا من بعادنا / وأقرب أفراح الفؤاد من الشجى
فلله قلبي يوم زمت ركابنا / وفارقت ظلا من جنابك سجسجا
رجوت بقرب الدار أن أطفىء الأسى / فما زاد وقد الشوق إلا تأججا
فهل للركاب القود نحوك مرجع / يجبن بنا وعرا ويطوين مدرجا
يحثحثها الحادي العجول مهجرا / إليك ويطوي شقة البيد مدلجا
يخوض بها آل الضحى فكأنما / يخوض بها البحر الخضم ملججا
إذا ما تعالت في الهواجر في السرى / تخال نعاماً في السباسب هدجا
عليها رجال تشتكي ألم الجوى / كما تشتكي في سيرها ألم الوجى
لهم حنة عند الصباح وحنة / إليك إذا ما الليل غيهبه دجا
يؤمون ربعا أفيح الجو زاهراً / أضاء بوجه منك أزهر أبلجا
حمى بك عنا كل مظلمة محا / وكل رجا منه ثمال لمن رجا
رحيب الذرى غض القطاف لمن جنى / إذا ما نحاه من جنى عائذا نجا
إذا لجأ العافي إليه مؤملاً / جلا ضر معتر إلى بابه لجا
إليك رسول الله أهدي مدائحي / فتكسب من رياك نشرا مؤرجا
وتلبسها أوصافك الزهر حلة ال / بهاء وروضا من حلاك مدبجا
أسوت بما بينت داء قلوبنا / كما كنت تأسو قبل أوسا وخزرجا
وكنت نبيا قبل آدم مرتجى / لتفتح باباً للهداية مرتجا
فجئت ورسم الرشد بالغي منهج / فأوضحت فيه للبرية منهجا
وشيدت أعلام الرشاد مجددا / وكنت كميا في الجهاد مدججا
وثقفت سهم الدين حتى أقمته / وقد كان ملوي المغامز أعوجا
فصبح وجه الحق أبلج ظاهرا / بنورك والبطلان أزور مخدجا
وأدخلك الرحمن بالصدق مدخلا / خرجنا به من دارة الشرك مخرجا
فيا خير من زم النياق لحجة / وألجم خيلا للجهاد وأسرجا
ومن إن أحاط الكرب بالناس كلهم / فعاذوا به ألفوه عنهم مفرجا
وإن صلي النار العصاة غدا غدا / لأمته من هوة النار مخرجا
أجرني فقد أصبحت في زمن له / عرام لأهل الحلم أصبح مزعجا
وقد أبلت السبعون برد شبيبتي / فأضحى بتكرار الأهلة منهجا
وعندي حاجات بها الله عالم / أبيت بها من كارث الهم محرجا
ولست أرى خلا معينا أبثه / شجوني فما أزداد إلا توهجا
وما لي في يومي غيرك مسعد / إذا القلب للخطب الفظيع تلجلجا
لأنك عند الله أنجح شافع / لدفع الملمات الشدائد ترتجى
عليك سلام الله ما أظلم الدجى / وما فلق الصبح المنير تبلجا
وعم به أصحبك الزهر ما سرى / إلى ربعك السامي مشوق وأدلجا