أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى / تَبَلّجْتِ مِنْ شَرْقِيّهِ فتبلّجَا
كأنّ به لمّا شَرى منكِ واضحاً / تبسّم ذا ظَلمٍ شنيباً مُفَلَّجا
مُطارُ سنىً يُزجي غماماً كأنّما / يُجاذبُ خَصْراً في وشاحك مُدمجا
ينوءُ إذا ما ناءَ منك رُكامُه / برادفَةٍ لا تَستَقِلُّ منَ الوَجَى
كأنّ يداً شَقّتْ خِلالَ غُيومِهِ / جُيوباً أوِ اجتابَتْ قباءً مُفرَّجا
هلمّا نُحيّي الأجرَعَ الفردَ واللّوى / وعُوجا على تلك الرّسومِ وعَرّجَا
مواطىءُ هِنْدٍ في ثَرىً مُتَنَفِّسٍ / تَضَوّعَ مِنْ أردانِها وتأرّجا
مُنَعَّمَةٌ أبْدَتْ أسِيلاً مُنَعَّماً / تضرّجَ قبلَ العاشقين وضرّجا
إذا هَزّ عِطْفَيْها قَوامٌ مُهَفْهَفٌ / تَداعى كثِيبٌ خَلفَهَا فترَجْرَجا
أنافِسُ في عِقْدٍ يُقبّلُ نَحْرَها / وأحْسُدُ خَلخالاً عليها ودُمْلُجا
لقد فُزتُ يوم النابضين بنظرةٍ / فلم تَلْقَ إلاّ بَدْرَ تّمٍ وهَودَجا
وأسْعَدَني مُرْفَضُّ دمعي كأنها / تَساقَطُ رأدَ اليْومِ دُرّاً مُدَحْرَجا
ألَذُّ بما تَطْويه فيكِ جَوانحي / وأشجى تَباريحاً وأسْتعْذِب الشَّجا
أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَلِّساً / يجوز الفَلا أو ساريَ الليل مُدلِجا
ترفّعَ عنّا سِجْفُه فكأنّه / يُحيّي بيحيَى صبْحَه المتبَلِّجا
ترامَى بنا الأكوارُ في كلّ صَحصَحٍ / تَظَلُّ المهاري عُسَّجاً فيه وُسَّجا
سَرَينا وفودَ الشّكر من كلّ تلعةٍ / إذا ما وَزَعنا الليلَ باسمك أُسرجا
غمَرْتَ ندىً جزْلاً فلا البْرقُ خُلَّباً / لديكَ ولا المزْنُ الكنَهْوَرُ زِبرِجا
وما أمَّكَ العَافُونَ إلاّ تعرّفُوا / جنابَكَ مأنُوساً وظِلَّكَ سَجسَجا
ولم تُرَ يوْماً غيرَ عاقِدِ حُبوةٍ / لتدبيرِ مُلْكٍ أو كمِيّاً مُدَجَّجَا
وكنْتَ إذا ثارَتْ عَجاجَةُ قَسْطَلٍ / فجَلّلَتِ الأفقَ البَهيمَ يَرَندَجا
تخلّلْتَها في المَعرَكِ الضَّنكِ مُقدِماً / وخُضْتَ غِمارَ الموت فيها مُلجِّجا
فلم ترَ إلاّ بارقاً متألّقاً / تخَلّلَهَا أو كَوكَباً مَتأجّجا
فداؤك نفسي ماجِداً ذا حفيظَةٍ / يُدير رَحى العَليا على قُطُبِ الحِجى
وسيّدَ ساداتٍ إذا ما رأيتَه / عَرَفْتَ يمَانيّ النّجار متوَّجا
تألّقَ في أوضاحِهِ وحُجُولِهِ / فلم تَرَ عيني منظراً كان أبهَجا
لقد نَبّهَ الآدابَ بعدَ خُمُولِها / وجَدّدَ منها عافِي الرّسمِ مَنهَجا
له شِيمَةٌ كالأرْيِ صَفْوٌ سِجالُها / وما السَّمُّ إلاّ أن يُقانَى ويُمزَجا
ألا لا يَرُعْه بأسُ يومِ كريهةٍ / فلن يَذعَرَ اللّيثُ الهِزَبْرُ مُهَجهِجا
نَحى المغربَ الأقصى بسَطْوةِ بأسِهِ / فغادَرَه رَهْواً وقد كان مُرتَجا
مُطِلاٍّ على الأعداءِ يُنهِجُ بينها / بسُمْرِ العوالي والقواضِبِ مَنهَجا
ليالي حُروبٍ شِدْتَ فيها لجعْفَرٍ / مَآثِرَ لم يُخْلِفْنَه فيك ما رجا
وكمْ بِتَّ يقظانَ الجفونِ مُسهَّداً / تُريهِ شُموسَ الرأيِ في غَسَقِ الدُّجى
فلاحَظَ عَضْباً عن يمينكَ مُرْهَفاً / وطِرْفاً جَواداً عن يسارك مُسْرَجا
وكم لكَ من يوْمٍ بها جِدِّ مُعلَمٍ / يُصَلّي الأعادي جَمرَه المُتَوَهِّجا
تَقومُ به بينَ السّماطَينِ خاطِباً / إذا يومَ فَخْرٍ ذو البيانِ تَلجْلَجا
أيا زكريّاءَ الأغَرّ أهِبْ بَها / وقائعَ ألهَجْنَ القريضَ فألهِجا
لِتَهْنِئْكَ أمثالُ القوافي سوائراً / وكُنْتَ حرِيّاً أن تُسَرّ وتُبْهَجا
فَدُمْ للشّبابِ المُرجَحِنّ وعَصْرِهِ / تُؤمَّلُ فينا للخُطوب وتُرتَجَى