إِذا اِبتَدَأَ الساقي وَثَنّى وَثَلَّثا
إِذا اِبتَدَأَ الساقي وَثَنّى وَثَلَّثا / وَجَسَّ لَنا الشادونَ مَثنى وَمَثلَثا
وَهَبَّ لَنا شادٍ حَكى الغُصنَ قَدُّهُ / يُرَدِّدُ طَرفاً صامِتاً مُتَحَدِّثا
أَخو نَشطَةٍ فَحلُ اللِحاظِ مُذَكَّرٌ / يُخالُ لِتَرخيمِ الكَلامِ مُؤَنَّثا
إِذا لَحظُهُ أَو لَفظُهُ ظَلَّ نافِثاً / بِسِحرٍ لَنا لَم نَدرِ مَن كانَ أَنفَثا
فَيُنشِدُ مِن شِعري رَقيقاً مُخَمَّساً / وَيَرشُفُ مِن خَمري رَحيقاً مُثَلَّثا
وَيَمزُجُ لي في الكَأسِ بِكراً قَديمَةً / تَخالُ خِباها مِن جَنى النَحلِ مُحدَثا
إِذا بَسَمَت لِلهَمِّ راحَ مُقَطِّباً / وَإِن سَفَرَت لِلحُزنِ سارَ مُحَثحِثا
فَلا تَخَلني إِن طِرتُ بِالسُكرِ تائِهاً / أَرومُ بِأَهدابِ النُجومِ تَشَبُّثا
وَلا أَن تَراني تائِهَ العَقلِ طائِشاً / أَرى الرُشدَ عِندي أَن أَقولَ وَأَعبَثا
وَلا أَنثَني عَن حالَةٍ وَأُعيدُها / وَأُقسِمُ أَنّي لا أَعودُ وَأَحنَثا
فَما العُمرُ إِلّا مِثلُ خَطفَةِ طائِرٍ / يَمُرُّ سَريعاً لا يُطيقُ تَلَبُّثا
لِذَلِكَ إِنّي أَنهَبُ العَيشَ قاطِعاً / ثِمارَ المُنى حَتّى أَموتَ وَأُبعَثا