حَقيقٌ على الأيّام أن يتَحدَّثوا
حَقيقٌ على الأيّام أن يتَحدَّثوا / بما عِندهم من نعمةِ اللهِ تَحْدُثُ
وما كان من نُعماهُ أقدم عندهم / فذاك على شُكْرٍ يُضاعَفُ أبعَث
وإن يك للأشياء في العَينِ ظاهرٌ / فذو اللُّبِّ أحياناً عنِ اللُّبِّ يَبْحث
ومَن كان نَفْعٌ للورى في بَقائه / فَيَبْقَى على رَغْمِ الأعادي ويَلْبَث
ضمَانٌ على اللهِ الوَفيِّ بقاؤه / وما عَهْدُه يوماً من الدّهرِ يُنكّث
قضَى اللهُ أنَّ النفْعَ للنّاسِ عِصمةٌ / بها طُولَ أعمارِ الورى يُتَشبَّث
ألم تَر أنّ اللهَ جَلَّ ثناؤه / يقولُ لنا ما يَنفَعُ النّاسَ يَمكُث
وذلك قُرآنٌ قديمٌ قرأتُه / لِيُسمَعَ لا قول منَ الشِعرِ مُحْدَث
فقُلْ لنجيبِ الدّينِ أبشِرْ بصِحّةٍ / تُعَجِّلُ عن قُرْبٍ ولا تَتَريَّث
أما أنت غَوْثٌ للورى من زمانِهم / فَرَبُّ الورى عن صَرفهِ لكَ أغوَث
أما أنت للأحرارِ في الدَهْرِ مَلْجأٌ / إذا جعَلَتْ فيه الحوادِثُ تَحْدُث
بلَى أنت للدّاعِي إلى الغوثِ في الورى / مُجيبٌ دعاءً نَصْرُه لا يُلَبَّث
تَروحُ وللأموالِ عندَكَ مَحْصَدٌ / وتغْدو وللآمالِ عندَكَ مَحْرَث
وللدِينِ نَصْرٌ واصبٌ ليس يأتَلي / وللمُلْكِ نُصْحٌ خالصٌ ليس يُغْلَث
وللصَّدْرُ للإسلامِ درعٌ يَصونُه / وقَلبٌ أمينٌ سِرّه ليس يُنبَث
فلا يَهنأِ الحُسّادَ أنْ راحَ أو غَدا / يُحَدِّثُ عنه بالنُباحِ مُحَدِث
سَتعْقُبُ ذي الشَكْوى بعُقْبَى حميدةٍ / تُفَتّتُ أكبادّ العِدا وتُفَرِّث
فُدونَك من فِكْرِى لكَ ابنةَ ساعةٍ / تَكادُ بها أذْنٌ وعَتْها تُطَمّث
فما هِيَ إلا حرَّةٌ عَربيّةٌ / فلولاك ما كانَتْ من العِزِّ تُطْمَث
فَدُمْ للعُلا ما دامَ في اللَيلِ كَوكَبٌ / وما حَجَّ بيتَ اللهِ أغبَرُ أشعَث