المجموع : 3
رَجَونا أَبا الهَيجاءِ إِذ ماتَ حارِثٌ
رَجَونا أَبا الهَيجاءِ إِذ ماتَ حارِثٌ / فَمُذ مَضَيا لَم يَبقَ لِلمَجدِ وارِثُ
أَلا إِنَّ قَرمَي وائِلٍ لَيلَةَ السُرى / أَقاما وَقَد سارَ المَطيُّ الدَلائِثُ
هُما البازِلانِ المُقرَمانِ تَناوَبا / عُرى المَجدِ لَمّا عَجَّ بِالعِبءِ لاهِثُ
رَفيقانِ ما باغاهُما العِزَّ صاحِبٌ / نَديمانِ ما ساقاهُما المَجدُ ثالِثُ
حُسامانِ إِن فَتَّشتَ كُلَّ ضَريبَةٍ / فَأَثرُهُما فيها قَديمٌ وَحادِثُ
بَقِيَّةُ أَسيافٍ طُبِعنَ مَعَ الرَدى / فَجاءَ وَجاءَت عاثِياتٌ وَعائِثُ
أَحَقّاً بِأَنَّ المَجدَ هيضَت جُبورُهُ / وَزالَ عَنِ الحَيّ الطَوالُ المَلاوِثُ
وَأَيدٍ عَلى بُسطِ السَماحِ رَقائِقٌ / وَهُنَّ عَلى قَبضِ الرِماحِ شَرائِثُ
وَسِربٌ بَنو حَمدانَ كانوا حُماتَه / رَعَت فيهِ ذُؤبانُ اللَيالي العَوائِثُ
فَأَينَ كُفاةُ القُطرِ في كُلِّ أَزمَةٍ / وَأَينَ المَلاجي مِنهُمُ وَالمَغاوِثُ
وَأَينَ الجِيادُ المُعجَلاتُ إِلى الوَغى / إِذا غامَ بِالنَقعِ المَلا المُتَواعِثُ
وَأَينَ الثَنايا المُطلِعاتُ عَنِ الأَذى / إِذا نابَ ضَغّاطٌ مِنَ الأَمرِ كارِثُ
إِذا ما دَعا الداعونَ لِلبَأسِ وَالنَدى / فَلا الجودُ مَنزورٌ وَلا الغَوثُ رائِثُ
يَرُفُّ عَلى ناديهِمُ الحِلمُ وَالحِجا / إِذا ما لَغا لاغٍ مِنَ القَومِ رافِثُ
مِنَ المُطعَمينَ المَجدَ بِالبيضِ وَالقَنا / مِلاءَ المَقاري وَالعَريبُ غَوارِثُ
إِذا طَرَحوا عِمّاتِهِم وَضَحَت لَهُم / مَفارِقُ لَم يَعصِب بِها العارَ لائِثُ
بَكَتهُم صُدورُ المُرهَفاتِ وَبُشِّرَت / هِجانُ المَتالي وَالمَطِيُّ الرَواغِثُ
قُرومٌ عَلى ما رَوَّحوا مِن وُسوقِها / وَلا مِنهُمُ الواني وَلا المُتَماكِثُ
يُخَلّى لَهُم مِن كُلِّ وِردٍ جِمامُهُ / إِذا وَرَدوا وَالمُعشِباتُ الأَثائِثُ
مَشَوا في سُهولِ المَجدِ حيناً وَوَقَّفوا / بِحَيثُ اِبتَدَت أَوعارُهُ وَالأَواعِثُ
إِذا رَكِبوا سالَ اللَديدانِ بِالقَبا / وَحَنَّت مَطاياها المَنايا الرَوائِثُ
كَأَنَّ الصُقورَ اللامِحاتِ تَلَمَّظَت / إِلى الطُعمِ وَاِنصاعَت لَهُنَّ الأَباغِثُ
مَضَوا لا الأَيادي مُخدَجاتٌ نَواقِصٌ / وَلا مِرَرُ العَلياءِ مِنهُم رَثائِثُ
وَلا طِوَلُ النَعماءِ فيهِم مُقَلِّصٌ / إِذا عَلِقَتهُ المُعصِماتُ الشَوابِثُ
خَلَجتُم لِحَسّاسِ بنِ مُرَّةَ طَعنَةً / رَأى الجِدَّ فيها هِجرِسٌ وَهوَ حابِثُ
وَغادَرتُمُ أَشلاءَ بَكرٍ مُقيمَةً / عَلى العارِ لا تُحثى عَليها النَبائِثُ
وَقَد كانَ دَينٌ في كُلَيبٍ وَفى بِهِ / غَريمٌ مُطَولٌ بِالدُيونِ مُماغِثُ
وَقائِعُ أَيّامٍ كَأَنَّ إِكامَها / بِجارِ دَمِ الطَعنِ الإِماءُ الطَوامِثُ
تَعَودونَ عَنها في قَناكُم مَباشِمٌ / وَعِندَ قَنا بَكرٍ إِلَيكُم مَغارِثُ
عَقَدتُم بِها حَبلي إِسارٍ وَمِنَّةٍ / وَخانَهُمُ نَقضُ القُوى وَالنَكائِثُ
تَحَلَّلتُمُ مِن نَذرِ طَعنٍ وَغَيرُكُم / كَثيرُ الأَلايا غِبَّ ما قالَ حانِثُ
حُروبٌ مِنَ الأَقدارِ طاحَ عِراكُها / بِحَربٍ وَلَم يَسلَم عَليهُنَّ حارِثُ
وَكانَ سِناناً أوجَرَ الخَطبَ حَدَّهُ / وَكانَ يَداً أُدري بِها مَن أُلاوِثُ
بِأَخلاقِ أَبّاءٍ يَعودُ بِها الأَذى / وَعوراً عَلى الأَعداءِ وَهيَ دَمائِثُ
أَقولُ لِناعيهِ إِلى المَجدِ وَالعُلى / رَمى فاكَ مَسمومُ الغِرارَينِ فارِثُ
كَأَنَّ سَوادَ القَلبِ طارَ بِلُبِّهِ / إِلى الطَودِ أَقنى يَنفُضُ الطَلَّ ضابِثُ
وَرُزءٌ رَمى بَينَ القُلوبِ شَواظَهُ / أَجيجُ المَصالي أَسعَرَتها المَحارِثُ
بِرُغمِيَ تُمسي نازِلاً فارَ هِجرَةٍ / وَأَنتَ المُصافي وَالقَريبُ المُنافِثُ
وَأَن لا أُجافي التُربَ عَنكَ بِراحَةٍ / وَلَو نازَعَتنيها الرَقاقُ الفَوارِثُ
وَإِن تَشتَمِل أَرضٌ عَليكَ فَإِنَّما / عَلى ماءِ عَينِ النَقا وَالكَثاكِثُ
سَقى النَضَدَ النَجدِيَّ مَلقى ضَرائِحٍ / بِها مِنكُمُ المُستَصرَخونَ الغَوايِثُ
فَسَيّانِ فيها مِن وَقارٍ وَمَن عُلىً / عِظامُكُمُ وَالراسِياتُ اللَوابِثُ
وَلا بَرِحَت تُندي عُقودَ صَعيدِها / نُفاثَةُ ما جادَ الغَمامُ النَوافِثُ
لَها خَدَشاتٌ بِالمَوامي كَأَنَّها / عَلى لَقَمِ البَيداءِ أَيدٍ عَوابِثُ
صُبابَةُ عِزٍّ عَبَّ في مائِها الرَدى / وَعادَ إِلَيها وَهوَ ظَمآنُ غارِثُ
وَأَفنانُ دَوحاتٍ مِنَ المَجدِ أُشرِعَت / مَشاظي الرَدى ما بَينَها وَالمَشاعِثُ
وَما كُنتُ أَخشى الدَهرَ إِلّا عَلَيهِمُ / فَهانَ الرَزايا بَعدَهُم وَالحَوادِثُ
خُذوا نَفَثاتٍ مِن جَوى القَلبِ نافِثِ
خُذوا نَفَثاتٍ مِن جَوى القَلبِ نافِثِ / دَفايِنَ ضَغنٍ قَد رُمينَ بِنابِثِ
لَقَد كُنَّ مِن قَبلِ البَواحِثِ نُزَّعاً / فَكَيفَ بِهِنَّ اليَومَ بَعدَ البَواحِثِ
عَذيرِيَ مِن سَيفٍ رَجَوتُ قِراعَهُ / أَعادِيَّ طُرّاً مِن قَديمٍ وَحادِثِ
فَخانَ يَدي ثُمَّ اِنثَنى بِفَرارِهِ / فَكانَ لِعُنقي اليَومَ أَوّلَ فارِثِ
وَمِن جَبَلٍ أَعدَدتُ شُمَّ هِضابِهِ / مَرَدّاً لِأَيدي النائِباتِ الكَوارِثِ
فَطَوَّحَ لي مِن حالِقٍ وَأَزَلَّني / زَليلَ المَطايا عَن مُتونِ الأَواعِثِ
وَمِن مَشرَبٍ أَنبَطتُ يَنبوعَ مائِهِ / بِأَعلى الرَوابي وَالرِياضِ الأَثائِثِ
يَضِنَّ عَلَيَّ اليَومَ مِنهُ بِنَهلَةٍ / وَتُبذَلُ دوني لِلنَقا وَالكَثاكِثِ
هُوَ الرِزقُ مَقَسوماً وَلَيسَ تَنالُهُ / بِبَردِ التَباطي أَو بِحَرِّ الحَثاحِثِ
أَعَنتُم عَلى حَربي المَقاديرَ عَنوَةً / وَرِشتُم إِلى قَلبي سِهامَ الحَوادِثِ
وَلَم تَدَعوني وَالزَمانَ فَإِنَّهُ / لَأَكرَمُ فِعلاً مِنكُمُ في الهَنابِثِ
كَذاكَ مَنِ اِستَدرى إِلى غَيرِ هَضبَةٍ / وَشَدَّ يَداً بِالمُطمِعاتِ الرَثائِثِ
دُعائي ذِئابَ القاعِ خَيرُ مَغَبَّةٍ / إِذاً مِن دُعائي بَعضَكُم لِلمَغاوِثِ
فَلَو أَنَّني أَدعو لَؤَيِّ بنَ غالِبٍ / لَقَد أَنجَدوني بِالطِوالِ المَلاوِثِ
يَجيشُ بِهِم وادي الظِلامِ كَأَنَّهُم / صُدورُ العَوالي بِالمَلا المَواعِثِ
هُمُ أَطلَعوني بِالنَجادِ وَأَرزَموا / لِنَصرِيَ إِرزامَ المَطِيّ الرَواعِثِ
وَأَرخَوا خِناقي بَعدَما كانَ فَتلُهُ / يُغارُ عَلى عُنُقي بِأَيدٍ عَوابِثِ
تَرى حِلمَهُم تَحتَ الظُبى غَيرَ طائِشٍ / وَخَطوَهُمُ بَينَ القَنا غَيرَ رائِثِ
فَلا الحِلمُ بِالنائي إِذا مادَعَوتَهُ / وَلا العَزمُ بِالواني وَلا المُتَماكِثِ
وَكُلُّ فَتىً إِن آدَ ثِقلُ مُلِمَّةٍ / تَوَرَّكَ حِنوَي عِبئِها غَيرَ لاهِثِ
ضَنينٌ بِوَدّي لا يَزالُ بِوَجهِهِ / كَلامُ العِدى عَنّي وَنَفثُ النَوافِثِ
شِعارِيَ مِن دونِ الشِعارِ وَتارَةً / قَريبِيَ مِن دونِ القَريبِ المُنافِثِ
تَعَمَّمتُموها سَوأَةً جاهِلِيَّةً / لَقَد فازَ مَن أَمسى بِها غَيرَ لائِثِ
فَجُرّوا ذُيولَ العارِ ثُمَّ تَضاءَلوا / تَضاؤُلَ أَطهارِ الإِماءِ الطَوامِثِ
تَقَطَّعَتِ الأَطماعُ فيكُم وَلَم يَدَع / لَكُم أَمَلاً لُؤمُ الطِباعِ الحَوابِثِ
وَأَصبَحتُمُ أَطلالَ دارٍ بِقَفرَةٍ / تَرى الرَكبَ مُجتازاً بِها غَيرَ لابِثِ
وَكَيفَ أُرَجّيكُم لِدَفعِ مَغارِمٍ / وَقَد خابَ راجيكُم لِدَفعِ مَعارِثِ
قَعوا وِقعَةَ الساري فَقَد طالَ حَثُّكُم / إِلى العارِ أَعناقَ المَطِيِّ الدَلائِثِ
فَحَتّى مَتى أُخفي التِراتِ وَأَنتُم / تُثيرونَ عَن مَدفونِها بِالمَباحِثِ
وَكَم أَدمُلُ الأَضغانَ بَيني وَبَينَكُم / وَأُغضي عَلى نَقضِ القُوى وَالنَكائِثِ
إِذا رُمتُ مِن سَوآتِكُم سَدَّ هُوَّةٍ / تَشاغَلتُمُ عَن غَيرِها بِالنَبائِثِ
رَأَيتُ الصُقورَ الغُلبَ خُمصى مِنَ الطَوى / وَما مَطعَمُ الدُنيا لِغَيرِ الأَباغِثِ
فَلا حَظَّ في اِستِنزالِ رِزقٍ مُحَلَّقٍ / وَلا نَفعَ في حَثِّ الحُظوظِ الرَوائِثِ
تَرَكتُ صُدوعاً بَينَنا لِاِنشِعابِها / وَلَم أَتَجَشَّم لَمَّ تِلكَ المَشاغِثِ
فَزيدوا فَإِنّي بَعدَها غَيرُ ناقِصٍ / وَجِدّوا فَإِنّي بَعدَها غَيرُ عابِثِ
دُيونٌ مِنَ الأَضغانِ إِن أَبقَ أُجزِكُم / بِهِنَّ وَإِن أَعطَب يَرِثهُنَّ وارِثي
وَإِن أَنسَ يَوماً ذَمَّكُم يُمسِ فِعلُكُم / عَلى الذَمِّ عِندي مِن أَشَدِّ البَواعِثِ
وَإِن أُبطِ يُسرِع بي إِلى ما يَسوؤُكُم / لَواعِجُ أَضغانٍ إِلَيكُم حَثائِثِ
نَحَلتُ إِذا ما فيكُمُ مِن مَعائِبٍ / وَنازَعتُكُم طُعماتِ تِلكَ الخَبائِثِ
لَئِن أَنا لَم أُعلِق بِأَعراضِ قَومِكُم / بَراثِنَ أَظفارِ القَريضِ الضَوابِثِ
فَوَاللَهِ لا أَقلَعنَ إِلّا دَوامِياً / أَلِيَةَ بَرٍّ لا أَلِيَّةَ حانِثِ
لِكَي تَعلَموا غِبَّ العَداوَةِ بَينَنا / وَيَعرُكَكُم كَيدُ المَطولِ المُماغِثِ
سَلامٌ عَلى الآمالِ فيكُم وَلا سَقى / مَعاهِدَها جَودُ القُطارِ الدَثائِثِ
لَعَلَّمتُموني اليَأسَ مِن كُلِّ مَطمَعٍ / وَعَوَّدتُموني الصَبرَ في كُلِّ حادِثِ
وَعَرَّفتُموني كَيفَ أَلتَمِسُ الجَدا / إِلى غَيرِ أَيدي الأَلأَمينَ الشُرابِثِ
تُذَلّلُكُم لُقيايَ بِاليَأسِ مِنكُمُ / وَلَم أَتَذَلّل للمِطالِ المُلابِثِ
فَشُكراً لِمَن لَم يَجعَلِ الرِزقَ عِندَكُم / فَلا رَيَّ ظَمآنٍ وَلا شِبعَ غارِثِ
لَئِن ساءَكُم مِنّي حُزونُ خَلائِقي / فَقَد طالَ ما لَم أَنتَفِع بِالدَمائِثِ
خُذوها كَأَطواقِ الحَمامِ فَإِنَّها / سَتَبقى بَقاءَ الراسِياتِ اللَوابِثِ
قَوافِيَ يَقطُرنَ النَجيعَ كَأَنَّما / طُبِعنَ عَلى طَبعِ الرِقاقِ الفَوارِثِ
إِذا ما مَطَلناهُنَّ بُقيا عَليكُمُ / خَرَجنَ خُروجَ الخالِعينَ النَواكِثِ
فَآلَيتُ لا أُعطي اللِئامَ مَقادَةً / وَلَو تَحتَ ضَغّاطٍ مِنَ الأَمرِ كارِثِ
ذُنوبي إِنِ اِستَمطَرتُ مِن غَيرِ ماطِرٍ / وَأَنّي طَلَبتُ الغَيثَ مِن غَيرِ غائِثِ
وَإِنَّ لَنا النارَ القَديمَةَ لِلقِرى
وَإِنَّ لَنا النارَ القَديمَةَ لِلقِرى / تُؤَرَّثُ مِن أولى الزَمانِ وَتورَثُ
لَنا القَدَمُ الأولى إِلى كُلِّ غايَةٍ / وَسُعيانُ شَيءٍ فارِطٌ وَمُلَبَّثُ
وَفي الناسِ أَخيافٌ جَهامٌ وَماطِرٌ / وَنابٌ وَمَضّاءٌ وَبازٌ وَأَبغَثُ