نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أر
نظرتُ إلى عينِ الوجودِ فلم أر / قديماً ولكني رأيتُ حديثا
أظنّ الذي قد كان بيني وبينه / بياناً يسمى للحجابِ كلوثا
فشبهتُ نفسي في طلاب حقيقتي / بليلٍ أتى يبغي النهارَ حثيثا
ليأخذ منه تارة فيردُّه / إلى الغيبِ حتى لا يرى مبثوثاً
وهل يعدمُ العلاتِ إلا قديمها / ولكن نراه في العيانِ حدوثا
فمدَّ بنا حبلاً من العلوِّ نازلاً / ولم يك في نعتِ الحبالِ رثيثا
له قوّةٌ تغشى النعاسَ عيوننا / لها ألسنٌ فينا وكم وكميثا
ويعطى قليلاً من وجودي لأنني / قليلٌ ويعطينا الوجودَ أثيثا
اُضاحِكُ في يوم السرورِ كرائماً / وأقبلُ في اليومِ العبوسِ ليوثا
سمعنا حديثاً بالرصافة طيِّباً / وعند مسيئي لو سمع خبيثا