المجموع : 3
تبحّثْتُ عن أخبارِه فكأنما
تبحّثْتُ عن أخبارِه فكأنما / نبشتُ صداهُ بعد مرِّ ثَلاثِ
تلقَّتْنيَ الأنباءُ عَنه شبيهَةً / نواشِرَ أرواحٍ لهن خِباثِ
مطايبُ عيشٍ زايلَتْهُ مخابِثُهْ
مطايبُ عيشٍ زايلَتْهُ مخابِثُهْ / ومُقْبِلُ حظٍّ أطلقْته رَوائِثُهْ
ودولةُ إفضالٍ ويُمنٍ وغبطةٍ / كأن حُزونَ الدهر فيها دمائِثُهْ
وغيثٌ أظلّ الأرضَ شرقاً ومغرباً / فقيعانُهُ خُضرُ النبات أَثائثُهْ
فظبيٌ له سِحرانِ طَرفٌ ونَغمةٌ / يُجدُّ بك الإغرامَ حين تعابثُهْ
يُناغمُ أوتاراً فِصاحاً يروقُنا / تأَنِّيه في تصريفها وحثَاحِثُهْ
ويلحظ ألحاظاً مِراضاً كأنها / تُغانجُ من يرنو لها وتُخانثُهْ
فَيسْبيكَ بالسحر الذي في جُفونِهِ / ويُصيبك بالسِّحر الذي هو نافثُهْ
يَحِنٌّ إليه القلبُ وهو سَقامُهُ / ويألفُ ذكِراه الحشا وهو فارثُهْ
يُجيعُ وِشاحَ الدرّ منهُ مَجالُهُ / ويُشبع مِرطَ الخَزِّ منه مَلاوِثُهْ
وقد طلعتْ باليُمن والسعد كلِّه / لنا والثرى ريَّان تندى مباحِثُهْ
ثلاثةُ أعيادٍ فللفطر واحدٌ / وللعُرف ثانيه وللَّهو ثالثُهْ
يُعَيِّدُها فرعٌ من المجد طيِّبٌ / جَناهُ إذا ما الفرعُ جَمَّت خبائثُهْ
ألا فاسقني في الفِطْر كأساً رَويَّةً / لعلَّ لُهاثَ الصوم يُنقَعُ لاهِثُهْ
مُشعْشَعةً يُضحي لها العُودُ ناطقاً / تَنَاغَى مَثانيهِ لنا ومَثالثُهْ
مع ابن وزيرٍ لم يزل ومحلُّهُ / من الفضلِ يرضاهُ النبيُّ ووارِثُهْ
وما كنتُ مكذوباً وما كنتُ كاذباً / لدى الله لو قلتُ النبيُّ وباعثُهْ
من الصالحين المُصلحينَ بيُمنهِ / غدا العيشُ محموداً ولُمَّتْ مشاعِثُهْ
إذا لم يَعِثْ في مالهِ لعُفاتهِ / فما يُعرفُ العَيْثُ الذي هو عائِثُهْ
تَضمَّنَ تذليلَ الزمان فأصبحتْ / أواعِرُهُ ذَلَّت لنا وأواعِثُهْ
وأُيِّدَ بابنٍ مثلهِ في غَنائه / إذا كَثُرت من رَيب دهرٍ كوارثُهْ
أَغرُّ يكنَّى بالحُسين تضمَّنت / محاسنهُ ألا تُغِبَّ مغاوِثُهْ
إذا ما عُبيدُ اللَّه ضاهاهُ قاسمٌ / فثَمَّ قديمُ المجد ضاهاه حادِثُهْ
ألا بُورك الزرعُ الذي هو زارعٌ / من البِرِّ والحرثِ الذي هو حارثُهْ
ويا حالفاً أنْ ما رأى مثلَ قاسمٍ / على ظهريَ الحِنثُ الذي أنت حانثُهْ
بَرِرتَ وعهدِ اللَّه بِرّاً مُبيَّناً / وإن كثُرت من ذي شِقاقٍ هَنابثُهْ
أبى أن يُرى الحقُّ الذي هو باخسٌ / أخاهُ أو العهدُ الذي هو ناكثُهْ
حليمُ عليم إن تجاهلَ دهرُهُ / جوادٌ كريمٌ إن ألحت مغَارِثُهْ
يظلُّ وتدبيرُ الممالِك جِدُّهُ / وبذل العطايا المُنفِساتِ معَابثُهْ
فتى يقتلُ الأموال في سُبل العلا / لتُورثَهُ المجدَ السنِيَّ مَوارثُهْ
ضرورٌ نفوعٌ عاجلُ النفع ثَرُّهُ / على مُعتفيه آجلُ الضَّرِّ رائثُهْ
نهى جودُهُ عن كل سمحٍ وباخلٍ / شَذى القولِ حتى أحسنَ القولَ رافثُهْ
ترى صاحبَيْه ذا سؤالٍ يَميحُهُ / فواضلهُ أو ذا سؤالٍ يُباحِثُهْ
وما يجتني الميسورَ من لا يزورُهُ / ولا اللؤلؤَ المنثور من لا يُحادثُهْ
وإما أغذَّ السيرَ في إثر خُطَّةٍ / فلا العَجزُ ثانيه ولا الشكُّ رائثُهْ
إذا ما تلاقى كيدُهُ وعداتُه / فثَمَّ تلاقى أجدلٌ وأباغثُهْ
وإمّا أراغَ الحزمَ للخطب مرّةً / فلا الحزمُ معييهِ ولا الخطبُ كارثُهْ
أظلُّ إذا لاقيتُ غُرَّةَ وجههِ / ولَيلي نهارٌ ساكنُ الظلِّ ماكِثُهْ
ليقْصُرْ عليه اليوم في ظلّ غِبطةٍ / ولا يَقْصُرِ العمرُ الذي هو لابثُهْ
ولا زال قَصرُ القُفْصِ أعمرَ مَنزلٍ / به وبدهرٍ صالح لا يُماغثُهْ
فما فضلُهُ والمدحُ دعوى ومُدَّعٍ / ولكنْ هما مِسكٌ ذكيٌّ ومَائِثُهْ
وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا
وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا / تَنُوء به كثبانُ رمل أواعِثُ
يُجاذِبها عند النهوض وينثني / بأعطافها فرعٌ سُخامٌ جُثاجِثُ
كأن صباحاً واضحاً في قِناعها / أناخَ عليه جُنْحُ ليلٍ مُغالثُ
وتبسِمُ عن عِقدين من حَبِّ مزنةٍ / به ماثَ صفوَ الراح بالمسك مائثُ
يغَصُّ بها الخَلخال والعاجُ والبُرى / وأثوابُها بالخَصْر منها غَوارثُ
ربيبة أتراب حِسان كأنها / بناتُ أَداحٍ لم يَشْنهنَّ طامثُ
غرائرُ كالغِزلان حورٌ عيونُها / رخيماتُ دَلٍّ ناعماتٌ خَوانثُ
يَعِدنْ فما يُنجزنَ وعداً لواعدٍ / وهن لميثاق الخليل نواكثُ
غَنِيتُ بها فيهنَّ والشملُ جامعٌ / وأغصانُ عيشي مورقاتٌ أَثائثُ
وللهو مُهتادٌ أنيقٌ وللصبا / مَغانٍ بِهنَّ الغانياتُ لوابثُ
يُمنِّيننا منهنَّ نجحَ مواعدٍ / أكفٌّ بحباتِ القلوب ضَوابثُ
وأعيانُ غِزلانٍ مِراضٍ جُفونُها / لواحظُها في كل نفسٍ عوائثُ
إذا هن قرَّبن الظما من نفوسنا / إلى الرِّيِّ تُلقَى دون ذاك الهنَابثُ
ويحلفنَ لا ينقُضنَ في ذات بيننا / على الدهر معهوداً وهنَّ حوانثُ
وإن نحن أبرمنا القُوى من حِبالنا / أبى الوصلَ دهرٌ بالمحبين عابثُ
ومختلفاتٌ بالنمائمِ بيننا / نوابثُ عن أسرارنا وبواحثُ
يباكرنَ فينا نجعةَ العتبِ بيننا / كما انتجع الوِردَ العِطاشُ اللواهثُ
فبدَّد منّا الشملَ بعد انتظامِهِ / صروفٌ طوتْ أسبابنا وحوادثُ
وكلُّ جديدٍ لا مَحالةَ مُخلِقٌ / وباعثُ هذا الخَلْقِ للخلقِ وارثُ
وهنَّ الليالي حاكِماتٌ على الورى / بنقضٍ ولا يبقى عليهن ماكثُ
وَمَنْ لم ينلْ مُلكَ المكارمِ باللُّهى / فأموالُهُ للشامتينَ مَوارثُ
يسود الفتى ما كان حشوَ ثيابهِ / حِجاً وتُقىً والحلمُ من بعدُ ثالثُ
وغيثٌ على العافينَ منهمرُ الحيا / وليثٌ هصورٌ للعُداة مُلائِثُ
وصفحٌ وإكرامٌ وعقلٌ يَزينُهُ / خلائق لا يَخْزَى بهن دمائثُ
وكَفَّانِ في هذي رَدَى كل ظالمٍ / وفي هذه للمُستغيث مَغَاوثُ
فكن سيداً ذا نعمةٍ غيرَ خاملٍ / وصُن منكَ عِرْضاً أن يسبَّك رافثُ