المجموع : 5
تَأَلَّت عَلى قَتلي سُلَيمى وَوَلَّتِ
تَأَلَّت عَلى قَتلي سُلَيمى وَوَلَّتِ / وَقَد أَقطَعَت قَلبي الهُمومَ وَوَلَّتِ
تَجَنَّت وَمِن ذاكَ التَجَنّي جُنِنتُ في ال / هَوى لَيتَها لَمّا جَنَت ما تَجَنَّتِ
تَمَنَّت عَلى اللَهِ الجَمالَ بِأَسرِهِ / فَقَد بَلَغَت مِن رَبِّها ما تَمَنَّتِ
تَراءَت لَنا كَالشَمسِ جادَت بِحاجِبٍ / وَبِالحاجِبِ المَحجوبِ بِالسِرِّ ضَنَّتِ
تَصَدُّ وَتبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي / بِناظِرَتي وَسِنانَ مِن وَحشِ وَجرَةِ
تُريكَ غَزالاً وَالغَزالَةُ وَجهُها / وَتَعطو بِجيدِ الشادِنِ المُتَلَفِّتِ
تُميتُ وَتُحيي بِالصُدودِ وَبِالرِضى / فَحَسبي رِضاها فَهوَ ناري وَجَنَّتي
تَميسُ إِذا ما حَرَّكَتها صَبا الصِبى / تَأَوُّدَ خوطُ البانِ في حِقفِ رَملَةِ
تَقي اللَه في صَبٍّ صَبَبتِ دُموعَهُ / وُجودي لَهُ في الخدِّ مِنكِ بِقُبلَةِ
تَبَسَّمُ عَن نَورِ الأَقاحِ وَلُؤلُؤٍ / وَعَن حَبَبٍ تَجلوهُ حُمرَةُ خَمرَةِ
لَقَد سَرَّني لَمّا سَرى طَيفُ مَيَّةِ
لَقَد سَرَّني لَمّا سَرى طَيفُ مَيَّةِ / أَلَمَّت فَأَحيَت مَيِّتاً حينَ حَيَّتِ
وَرَدَّت عَذولي تائِباً وَهوَ قائِلٌ / يَدا العاذِلِ المَغرورِ في الحُبِّ تَبَّتِ
كَذا ما رَأَت عَينٌ وَإِلّا فَأُعمِيَت / وَلا سَمِعَت أُذُنٌ وَإِلّا فَصُمَّتِ
فَقُل لِلَّذي يَلقاكَ في الحُبِّ لا هِياً / أَردتَ بِعَذلي مِنحَتي وَهوَ مِحنَتي
عَذابُ الهَوى عَذبٌ وَما أَعجَبَ الهَوى / وَما هُوَ إِلّا مُنيَةٌ في مَنِيَّةِ
وَكَم خائِضٍ في النارِ حُبّاً لِجَنَّةٍ / وَوَجنَةُ مَن أَهواهُ ناري وَجَنَّتي
فَمَجنونُ لَيلى ماتَ في الحُبِّ مَوتَةً / وَلي كُلَّ يَومٍ في الهَوى أَلفُ مَوتَةِ
تَبوحُ دُموعي وَاللِسانُ صَموتُ
تَبوحُ دُموعي وَاللِسانُ صَموتُ / وَيَحيى غَرامي وَالعَزاءُ يَموتُ
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ بِتَّ فَقُلتُ مَن / تُفارِقُهُ الأَحبابُ كَيفَ يَبيتُ
رَأَيتُ الهَوى بي قاذِفاً قَعرَ هُوَّةِ ال / هَوانِ بِها أَهوَيتُ مُنذُ هَويتُ
وَمُسفرةٍ كَالشَمسِ في رَونَقِ الضُحى / أَرَتني اِفتِرارَ الثَغرِ وَهوَ شَتيتُ
كَأَنَّ بِفيها قَرقَفاً بابليةً / تَضَوَّعَ مِنها المِسكُ وَهوَ فَتيتُ
تَراءَت فَقالَت وَالرِكابُ مُناخَةٌ / وَلِلبَينِ رَوعاتٌ بِهِنَّ دُهيتُ
تَزَوَّد فَهَذي العيسُ تَجدَحُ لِلنوى / فَقُلتُ لَها إِن صَحَّ ذاكَ عُنيتُ
فَقالَت أَتَرضى أَن أُقيمَ وَأَنَّني / أَصُدُّ مَتى أَلقاكَ قُلتُ رَضيتُ
فَقالَت وَما قُربُ الدِيارِ بِنافِعٍ / إِذا أَنا بِالإِعراضِ عَنكَ غريتُ
فَقُلتُ بَلى للقُربُ خَيرٌ مِنَ النَوى / لِأَنّي إِذا شَطَّ المَزارُ نُسيتُ
فَقالَت لَقَد أَلقى الهَوى عِبئَهُ عَلى / فُؤادِكَ مُجتاحاً وَأَنتَ ثَبوتُ
فَقُلتُ أَجَل إِن كانَتِ العَينُ كُحِّلَت / بِأَحسَنَ مِنكُم مَنظَراً فَعَميتُ
فَلَبَّيتُ بِالشَكوى قَساوَةَ قَلبِها / إِلى أَن عَرَتها أَنَّةٌ وَخُفوتُ
وَقالَت عَزيزٌ يا حَبيبي عَلَيَّ أَن / تُراعَ وَلَكِن عَن رِضاكَ نُهيتُ
وَقالَت رُوَيداً لَن يَفوتَ لِقاؤُنا / فَقُلتُ بَلى أَلقى الرَدى فَيَفوتُ
وَلَمّا دَعى داعي النَوى بِفِراقِنا / كَأَنّي إِلى شُربِ الحمامِ دُعيتُ
وَقَد سارَتِ الأَقمارُ فَوقَ هَوادِجٍ / نعِمتُ بِها يَومَ النَوى وَشَقيتُ
وَسُلَّت سُيوفٌ مِن لِحاظٍ بِحَدِّها / بُريتُ وَلَو ذُقتُ اللَمى لَبَريتُ
وَساروا وَأَصواتُ الحُداةِ كَأَنَّها / مَكاوٍ عَلى قَلبي بِهِنَّ كُويتُ
هُم خَلَّفوني لا مَحالَةَ مَيِّتاً / وَمِن دونِ وَجدي مَن يُحِبُّ يَموتُ
وَهارِبَةٍ مِن سَورَةِ الطَعنِ خيفَةً
وَهارِبَةٍ مِن سَورَةِ الطَعنِ خيفَةً / لِما عايَنَت مِن فِعلِهِم بالدَرِيَّةِ
سَمَت فَوقَ سامٍ سامِقٍ فَتَتابَعَت / إِلَيها عَلى قَصدٍ سِهامُ المَنِيَّةِ
أَما وَالَّذي يُحيي الوَرى وَيُميتُ
أَما وَالَّذي يُحيي الوَرى وَيُميتُ / لَقَد نَعِمَت عَيني بِكُم وَشَقيتُ
بُليتُ بِهَجرٍ مِنكَ يا مَن أُحِبُّهُ / وَمِن خَصرِكَ البالي النَحيلِ بُليتُ
تَصُدُّ وَتَجفوني بِغَيرِ جِنايَةٍ / فَلِم يا مُنى قَلبي الكَئيبِ جُفيتُ
ثَناني الهَوى عَن عاذِلي فَأَنا الَّذي / هَوى بي هَوانُ الوَجدِ حينَ هَويتُ
جَفاني حَبيبي بَل كَواني بِهَجرِهِ / فَفي كَبِدي بِالنارِ مِنهُ كُويتُ
حَبيبٌ بَراني حُبُّهُ وَلَوَ اَنَّهُ / يَجودُ بِتَسليمٍ عَلَيَّ بَريتُ
خَبَت كُلُّ نارٍ غَيرَ ناري فَإِنَّني / بِها قَد عَدِمتُ الوَصلَ مِنهُ صَليتُ
دَنَت دَارُهُ مِنّي فَهاتيكَ دارُهُ / فَيا بُعدَها مِنّي إِذا أَنا جيتُ
ذِئابُ الفَلا مِن دونِها وَأُسودُها / وَأَعيُنُ حُسّادٍ بِهِنَّ رُميتُ
رُزيتُ بِنَومي في هَواهُ صَبابَةً / فَبِالنَومِ وَالطَيفِ المُلِمِّ رُزيتُ
زيارَةُ مَن أَهواهُ لا أَستَطيعُها / فَفي حُبِّهِ يا لِلرِجالِ شَقيتُ
سَباني غَزالٌ فاتِرُ الطَرفِ فاتِنٌ / وَلَولا الهَوى ما كُنتُ قَبلُ سُبيتُ
شَرِبتُ كؤسَ العِشقِ صِرفاً فَآهِ مِن / كُؤسٍ بِها مِمَّن هَويتُ سُقيتُ
صَبابَةُ قَلبي في الهَوى لَيسَ تَنقَضي / سَلوا اللَيلَ عَنّي كَيفَ فيهِ أَبيتُ
ضُرِبتُ بِسَيفِ اللَحظِ مِمَّن أُحِبُّهُ / رَضيتُ بِقَتلي في هَواهُ رَضيتُ
طَرِبتُ لِتَغريدِ الحَمامِ ضُحَيَّةً / فَكُنتُ كَأَنّي بِالغِناءِ غَنيتُ
ظَلَلتُ كَأَنّي شارِبٌ بِنتَ كَرمَةٍ / بِها حينَ عوطيتُ الكُؤسَ رويتُ
عَلى كُلِّ حالٍ لَستُ أَسلو عَنِ الَّذي / أَجَبتُ هَواهُ إِذ إِلَيهِ دُعيتُ
غَزالٌ رَبيبٌ غازَلَتني لِحاظُهُ / فَمَن مُنقِذي مِنهنَّ حينَ غُزيتُ
فَلي أَنّةٌ مِن بَعدِهِ إِثرَ حنَّةٍ / فَإِن دامَ بي هَذا الغَرامُ نُعيتُ
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى الحَبيبِ فَإِنَّني / بِطولِ بُكائي في الدِيارِ عَنيتُ
كَفى حَزَناً أَنّي أزيدُ صَبابَةً / إِذا أَنا بِالإِعراضِ عَنهُ نُهيتُ
لَكَ اللَهُ يا حادي المَطِيِّ تَرَقُّفاً / بِها فَهيَ تُدني الوَصلَ وَهيَ تُفيتُ
مُنى النَفسَ أَن تَدنو الدِيارُ بِأَهلِها / فَمن بُرَحائي بِالسَلامِ مُنيتُ
نَأَت دارُهُم عَنّي فَأَغرَبتُ في البُكا / فَيا بُعدَها عَنّي إِذا أَنا جيتُ
هُمُ وَعَدوني بِالوِصالِ فَأَخلَفوا / فَمِنهُم بِنيرانِ الغَرامِ صَليتُ
وُعودُهُم مَمطولَةٌ وَوَعيدُهُم / نُشِرتُ بِهِ في لَوعَتي وَطُويتُ
لَئِن دامَ هَذا بي فَإِنّي لَمَيِّتٌ / وَما لي سِوى هَجرِ الحَبيبِ مُميتُ
يَهونُ عَلى مِثلي هَوانِيَ في هَوى / حَبيبٍ عَلَيهِ هُنيتُ حينَ هَويتُ