المجموع : 6
نزحت لبينِ النازحين مدامعِي
نزحت لبينِ النازحين مدامعِي / وعادوا فعادت رُجَّعاً عبرَاتي
وكنتُ من الأفكارِ والدمع بعدهم / كأنِّيَ في بحرٍ من الظلمات
كأنِّيَ معكوسٌ من السهدِ والأسى / فليلِي معاشِي والنهارُ سباتي
بعادٌ وقربٌ فيهما النوحُ والبكا / أعلِّمُ وُرْقَ الطيرِ في الوَكنات
وزيرَ العلى والعلمِ والبرِّ والتقى / على أيمنِ الأوقات والحركات
قدِمتَ بوفد الرأي والعزمِ والندَى / وقدْ كانَ يكفِي وافد البركات
قدومَ الحيا يروِي ظمَا كلّ منبتٍ / ضعيفٍ فيا بشرى لضعفِ نبات
ذخرنا نداه في الورى وَوَلاءهُ / ليومِ حياةٍ أو ليومِ ممات
وليّ غمامٍ أو وليّ عبادةٍ / ترجِّيه للإحسان والحسنات
إذا بسطت كفَّاه باليمنِ للورى / رجوا بسطها للأمنِ بالدعوات
هو المرء خافَ الله في كلّ حالةٍ / فخافتهُ حتَّى الأسدُ في الفلوات
وقوَّى ضعيف الحالِ منا بدهرِهِ / خلا ما بلحظِ الغِيدِ من فترات
فلا كلم الأعداء جانب جاههُ / ودامَ مطاعاً نافذَ الكلمات
أقيما فروضَ الحزن فالوقت وقتها
أقيما فروضَ الحزن فالوقت وقتها / لشمس ضحىً عندَ الزوال ندبتها
ولا تبخلا عني بإنفاق أدمعٍ / ملوّنة أكوى بها إن كنزتها
لغائبةٍ عني وفي القلب شخصها / كأنيَ من عيني لقلبي نقلتها
يقولون كم تجري لجاريةٍ بكىً / وما علموا النعمى التي قد فقدتها
ملكت جهاتي الست فيك محبةً / فأنت وما أخطا الذي قال ستها
إلا في سبيل الله شمس محاسنٍ / وإن لم تكن شمس النهار فأختها
تعرّفتها دهراً يسيراً فأعقبت / دوامَ الأسى يا ليتني لا عرَفتها
وقال أناسٌ إن في الدمع راحةً / وتلك لعمري راحةٌ قد نكرتها
هل الدمع إلا مقلةٌ قد أذبتها / عليكِ وإلا مهجة قد غسلتها
نصبت جفوني بعد بعدك للدجى / وأما أحاديث الكرى فرفعتها
وقال زماني هاكَ بعد تنعمٍ / كؤوس الأسى والحزن ملآى فقلت ها
بكيتك للحسن الذي قد شهدته / وللشيمِ الغرّ التي قد عهدتها
وروضة لحدٍ حلها غصنُ قامةٍ / لعمري لقد طابت وقد طاب نبتها
وحزن فلاةٍ يممته وإنما / ديارُ الظبا حزنُ الفلاة وموتها
كلانا طريحُ الجسم بالٍ فلو دَرَت / إذاً ندَبتني في الثرى من ندبتها
بروحيَ من أخفي إذا زرت قبرها / جوايَ ولو أعلمتها لعققتها
خبية حسنٍ كنت مغتبطاً بها / ولكن برغمي في التراب دفنتها
وآنسة قد كان لي لينُ عطفها / فلم يبق لي إلا نِداها ونعتها
أنادي ثرى الحسناء والترب بيننا / وعزَّ على صمتِ المتيمِ صمتها
كفى حزناً أن لا معين على الأسى / سوى أنني تحت الظلام بعثتها
وتنميق ألفاظٍ عليك رقيقة / كأنيَ من نثر الدموع نظمتها
قضيت فما في العيش بعدك لذّة / ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها
سلامٌ على الدنيا فقد رحلَ الذي / تطلبتها من أجله وأردتها
يقول مليحٌ مسلم بعد كافر
يقول مليحٌ مسلم بعد كافر / طعنتَ بايرٍ فائقٍ سيفَ دولة
فعاداتُ سيف الدولة الطعن في العدى / وعادات ذا طعنُ العدا والأحبة
أرى جلستي عند الكمال تميتني
أرى جلستي عند الكمال تميتني / غبوناً ونفعي بالعلومِ يفوت
وما تنفع الآداب والعلم والحجى / وصاحبها عندَ الكمال يموت
مضى الأفضل المرجو للبأسِ والندى
مضى الأفضل المرجو للبأسِ والندى / وصحت على رغم العداة وفاته
وما مات أو ماتت بحزنٍ نساؤه / وماتت بأحزان البلاد حماته
فديتُ بليغاً أهَّلتني سطورهُ
فديتُ بليغاً أهَّلتني سطورهُ / لأجنحة تسمو سموَّ الأهِلَّة
فأقطف من أوراقِه الأدبَ الذي / وأسمع من ألفاظِه اللغة التي