المجموع : 3
أَجَدَّ بَتِيّاً هَجرُها وَشَتاتُها
أَجَدَّ بَتِيّاً هَجرُها وَشَتاتُها / وَحَبَّ بِها لَو تُستَطاعُ طِياتُها
وَما خِلتُ رَأيَ السوءِ عَلَّقَ قَلبَهُ / بِوَهنانَةٍ قَد أَوهَنَتها سِناتُها
رَأَت عُجُزاً في الحَيِّ أَسنانَ أُمَّها / لِداتي وَشُبّانُ الرِجالِ لِداتُها
فَشايَعَها ما أَبصَرَت تَحتَ دِرعِها / عَلى صَومِنا وَاِستَعجَلَتها أَناتُها
وَمِثلِكِ خَودٍ بادِنٍ قَد طَلَبتُها / وَساعَيتُ مَعصِيّاً لَدَينا وُشاتُها
مَتى تُسقَ مِن أَنيابِها بَعدَ هَجعَةٍ / مِنَ اللَيلِ شِرباً حينَ مالَت طُلاتُها
تَخَلهُ فِلَسطِيّاً إِذا ذُقتَ طَعمَهُ / عَلى رَبِذاتِ النَيِّ حُمشٍ لِثاتُها
وَخَصمٍ تَمَنّى فَاِجتَنَيتُ بِهِ المُنى / وَعَوجاءَ حَرفٍ لَيِّنٍ عَذَباتُها
تَعالَلتُها بِالسَوطِ بَعدَ كَلالِها / عَلى صَحصَحٍ تَدمى بِهِ بَخَصاتُها
وَكَأسٍ كَماءِ النَيِّ باكَرتُ حَدَّها / بِغِرَّتِها إِذ غابَ عَنّي بُغاتُها
كُمَيتٍ عَلَيها حُمرَةٌ فَوقَ كُمتَةٍ / يَكادُ يُفَرّي المَسكَ مِنها حَماتُها
وَرَدتُ عَلَيها الريفَ حَتّى شَرِبتُها / بِماءِ الفُراتِ حَولَنا قَصَباتُها
لَعَمرُكَ إِنَّ الراحَ إِن كُنتَ سائِلاً / لَمُختَلِفٌ غُدِيُّها وَعَشاتُها
لَنا مِن ضُحاها خُبثُ نَفسٍ وَكَأبَةٌ / وَذِكرى هُمومٍ ما تَغِبُّ أَذاتُها
وَعِندَ العَشيِّ طيبُ نَفسٍ وَلَذَّةٌ / وَمالٌ كَثيرٌ غُدوَةً نَشَواتُها
عَلى كُلِّ أَحوالِ الفَتى قَد شَرِبتُها / غَنِيّاً وَصُعلوكاً وَما إِن أَقاتُها
أَتانا بِها الساقي فَأَسنَدَ زِقَّهُ / إِلى نُطفَةٍ زَلَّت بِها رَصَفاتُها
وُقوفاً فَلَمّا حانَ مِنّا إِناخَةٌ / شَرِبنا قُعوداً خَلفَنا رُكَباتُها
وَفَينا إِلى قَومٍ عَلَيهِم مَهابَةٌ / إِذا ما مَعَدٌّ أَحلَبَت حَلَباتُها
أَبا مِسمَعٍ إِنّي اِمرُؤٌ مِن قَبيلَةٍ / بَنى لِيَ مَجداً مَوتُها وَحَياتُها
فَلَسنا لِباغي المُهمَلاتِ بِقِرفَةٍ / إِذا ما طَها بِاللَيلِ مُنتَشِراتُها
فَلا تَلمَسِ الأَفعى يَداكَ تُريدُها / وَدَعها إِذا ما غَيَّبَتها سَفاتُها
أَبا مِسمَعٍ أَقصِر فَإِنَّ قَصيدَةً / مَتى تَأتِكُم تَلحَق بِها أَخَواتُها
أَعَيَّرتَني فَخري وَكُلُّ قَبيلَةٍ / مُحَدِّثَةٌ ما أَورَثَتها سُعاتُها
وَمِنّا الَّذي أَسرى إِلَيهِ قَريبُهُ / حَريباً وَمَن ذا أَخطَأَت نَكَباتُها
فَقالَ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / أَرى رَحِماً قَد وافَقَتها صِلاتُها
أَثارَ لَهُ مِن جانِبِ البَركِ غُدوَةً / هُنَيدَةَ يَحدوها إِلَيهِ رُعاتُها
وَمِنّا اِبنُ عَمروٍ يَومَ أَسفَلِ شاحِبٍ / يَزيدُ وَأَلهَت خَيلَهُ عُذَراتُها
سَما لِاِبنِ هِرٍّ في الغُبارِ بِطَعنَةٍ / يَفورُ عَلى حَيزومِهِ نَعَراتُها
وَمِنّا اِمرُؤٌ يَومَ الهَمامَينِ ماجِدٌ / بِجَوٍّ نَطاعٍ يَومَ تَجني جُناتُها
فَقالَ لَهُ ماذا تُريدُ وَسُخطُهُ / عَلى ماءَةٍ قَد كَمَّلَتها وُفاتُها
وَمِنّا الَّذي أَعطاهُ في الجَمعِ رَبُّهُ / عَلى فاقَةٍ وَلِلمُلوكِ هِباتُها
سَبايا بَني شَيبانَ يَومَ أُوارَةٍ / عَلى النارِ إِذ تُجلى لَهُ فَتَياتُها
كَفى قَومَهُ شَيبانَ أَنَّ عَظيمَةً / مَتى تَأتِهِ تُؤخَذ لَها أُهُباتُها
إِذا رَوَّحَ الراعي اللَقاحَ مُعَزِّباً / وَأَمسَت عَلى آفاقِها غَبَراتُها
أَهَنّا لَها أَموالَنا عِندَ حَقِّها / وَعَزَّت بِها أَعراضُنا لا نُفاتُها
وَدارَ حِفاظٍ قَد حَلَلنا مَخوفَةٍ / سُراةً قَليلٍ رِعيُها وَنَباتُها
فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي
فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي / وَراكِبُها يَومَ اللِقاءِ وَقَلَّتِ
هُمُ ضَرَبوا بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ / مُقَدِّمَةَ الهامَرزِ حَتّى تَوَلَّتِ
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن عِصابَةٍ / أَشَدَّ عَلى أَيدي السُقاةِ مِنَ الَّتي
أَتَتهُم مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيضُها / وَقَد رُفِعَت راياتُها فَاِستَقَلَّتِ
فَثاروا وَثُرنا وَالمَنِيَّةُ بَينَنا / وَهاجَت عَلَينا غَمرَةٌ فَتَجَلَّتِ
وَقَد شَمَّرَت بِالناسِ شَمطاءُ لاقِحٌ / عَوانٌ شَديدٌ هَمزُها فَأَضَلَّتِ
كَفَوا إِذ أَتى الهامَرزُ تَخفِقُ فَوقَهُ / كَظِلِّ العُقابِ إِذ هَوَت فَتَدَلَّتِ
وَأَحمَوا حِمى ما يَمنَعونَ فَأَصبَحَت / لَنا ظُعُنٌ كانَت وُقوفاً فَحَلَّتِ
أَذاقوهُمُ كَأساً مِنَ المَوتِ مُرَّةً / وَقَد بَذَخَت فُرسانُهُم وَأَذَلَّتِ
سَوابِغُهُم بيضٌ خِفافٌ وَفَوقَهُم / مِنَ البيضِ أَمثالُ النُجومِ اِستَقَلَّتِ
وَلَم يَبقَ إِلّا ذاتُ رَيعٍ مُفاضَةٌ / وَأَسهَلَ مِنهُم عُصبَةٌ فَأَطَلَّتِ
فَصَبَّحَهُم بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ / وَذي قارِها مِنها الجُنودُ فَفُلَّتِ
عَلى كُلِّ مَحبوكِ السَراةِ كَأَنَّهُ / عُقابٌ هَوَت مِن مَرقَبٍ إِذ تَعَلَّتِ
فَجادَت عَلى الهامَرزِ وَسطَ بُيوتِهِم / شَآبيبُ مَوتٍ أَسبَلَت وَاِستَهَلَّتِ
تَناهَت بَنو الأَحرارِ إِذ صَبَرَت لَهُم / فَوارِسُ مِن شَيبانَ غُلبٌ فَوَلَّتِ
وَأَفلَتَهُم قَيسٌ فَقُلتُ لَعَلَّهُ / يَبِلُّ لَئِن كانَت بِهِ النَعلُ زَلَّتِ
فَما بَرِحوا حَتّى اِستُحِثَّت نِساؤُهُم / وَأَجرَوا عَلَيها بِالسِهامِ فَذَلَّتِ
لَعَمرُكَ ما شَفَّ الفَتى مِثلُ هَمِّهِ / إِذا حاجَةٌ بَينَ الحَيازيمِ جَلَّتِ
فِداءٌ لِقَومٍ قاتَلوا بِخَفيَّةٍ
فِداءٌ لِقَومٍ قاتَلوا بِخَفيَّةٍ / فَوارِسَ عَوصٍ إِخوَتي وَبَناتي
يَكُرُّ عَلَيهِم بِالسَحيلِ اِبنُ جَحدَرٍ / وَما مَطَرٌ فيها بِذي عَذَراتِ
سَيَذهَبُ أَقوامٌ كِرامٌ لِوَجهِهِم / وَتُترَكُ قَتلى وُرَّمُ الكَمَراتِ