المجموع : 7
لِمَنْ فِتْيَةٌ مَنشورَةٌ وَفَراتُها
لِمَنْ فِتْيَةٌ مَنشورَةٌ وَفَراتُها / رَواعِفُ في أيْمانِها قَنَواتُها
تُليحُ بِهِمْ جُرْدُ المَذاكي عَوابِساً / وقد طاوَلَتْ أرماحَهُمْ صَهَواتُها
إذا الحَربُ شُبَّتْ بالأسِنّةِ والظُّبى / فهُمْ حينَ تَصْطَكُّ القَنا جَمَراتُها
لهُمْ في بَني البَرْشاءِ قَتْلى كأنَّما / أُميلَتْ على بَطْحائهِمْ نَخَلاتُها
تَدوسُهُمُ خَيْلٌ عِتاقٌ وغِلْمَةٌ / تَسيلُ على حَدِّ الظُّبى مُهَجاتُها
وقد عَلِمَتْ عُلْيا نِزارٍ ويَعْرُبٍ / غَداةَ استُثيرَ النَّقْعُ أنّا كُماتُها
تُلَوِّي أنابيبَ الرِّماحِ بطَعْنَةٍ / مُخالِسَةٍ تَزْوَرُّ عنها أُساتُها
وتُولِغُ في اللّبّاتِ بِيضاً فَتَنْثَني / مِنَ الدّمِ حُمْراً تَلْتَظي شَفَراتُها
وهلْ نَحنُ إلا عُصْبَةٌ خِندِفِيّةٌ / تَرادَفَ غاياتِ العُلا سَرَواتُها
تُضَوِّعُ أرياحَ النّجيعِ دُروعُهُمْ / وتَنفَحُ مِسْكاً ساطِعاً حِبَراتُها
وتَدعو إذا اسْتَشْرى العِدا يا لَغالبٍ / فتُشْرِقُ مِن أبطالِنا قَسَماتُها
وَهُمْ في سَرابيلِ الحَديدِ ضَراغِمٌ / ومِنْ قِصَدٍ خَطِّيَّةٍ أجَماتُها
وتَطغَى بِنا يَومَ الوَغى جاهِليَّةٌ / تَرَدَّدُ في أعطافِنا نَخَواتُها
ونَسْحَبُ أذيالَ السّوابِغِ والقَنا / شَوارِعُ والهَيجاءُ شتَّى دُعَاتُها
فلِلّهِ حَيُّ مِنْ كِنانَةَ أرْقَلوا / إِلى رُتَبٍ لا تُمتَطى هَضَباتُها
بأيْمانِهِمْ بِيضٌ مشاريفُ تَختَلي / رُؤوساً من الأعداءِ مالَتْ طُلاتُها
بأفيائِهِمْ قُبٌّ عناجيجُ تَرعَوي / إلَيهمْ لَدى أطنابِهِمْ مُهَراتُها
يَشُبُّونَ بالبَطْحاءِ ناراً قَديمَةً / تَوَقَّدُ والآفاقُ خُضْرٌ لَظاتُها
وتَدْمى عَراقيبُ المَطِيِّ إذا حَدَتْ / إلَيهمْ أعاريبَ الفَلا سَنَواتُها
إذا ما عَقَدْنا رايَةً مُقتَدِيَّةً / رَجَعْنا بِها خَفّاقَةً عَذَباتُها
يَسيرُ حَوالَيْها المُلوكُ بأوجُهٍ / تُباهي ظُبى أسيافِهِمْ صَفَحاتُها
إذا رَكزوها فالأنامُ عُفاتُهُمْ / وإنْ رَفَعوها فالنّسورُ عُفاتُها
تَرُدُّ شُعاعَ الشّمْسِ عنهمْ أسِنّةٌ / تَذوبُ على أطرافِهِنَّ أياتُها
وتختالُ فيهمْ عَزْمَةٌ نَبَويَّةٌ / إذا الحربُ طاشَتْ وقَّرَتْها أناتُها
لكُمْ يا بني العبّاسِ في المَجْدِ سورَةٌ / تَبَحْبَحَ في حَيَّيْ نِزارٍ بُناتُها
وأنتمْ أعالي دَوْحةٍ مُضَريَّةٍ / تَطيبُ على مَرِّ اللّيالي جَناتُها
إذا انْتَضَلَتْ بالفَخْرِ كَعبٌ توشّحَتْ / بكمْ غُرَراً مَشهورةً جَبَهاتُها
إليكمْ رسولُ اللهِ أوصى بأمّةٍ / أقامَتْ بمُستَنِّ الرّشادِ غُواتُها
فمَهزوزَةٌ إنْ رُوِّعَتْ أسَلاتُكُمْ / ومَغْفورَةٌ إنْ أذنَبَتْ هَفَواتُها
ولمْ تُشْرِقِ الأيّامُ إلا بِعَدْلِكُمْ / فَما أحسَنَ الدنيا وأنتمْ حُماتُها
وفيكم سجايا من قُصَيٍّ وإنّما / مَساعي الإمامِ القائميِّ صِفاتُها
ويَنْسِبُها شِعري بأكْنافِ بابِلٍ / كما انْتَسَبَتْ وَهْناً لِصَحْبي قَطاتُها
لكُمْ أوجُهٌ للعَيْنِ فيهِنَّ مَسْرَحٌ / حَكَتْ مَشْرَفثيّاتٍ أُرِقَّتْ ظُباتُها
وأيْدٍ كَما حَلَّ الغَمامُ نِطاقَهُ / تُدِرُّ أفاويقَ الغِنى نَفَحاتُها
فمَنْ مُبلِغٌ أفناءَ خِنْدِفَ أنّني / بأفْنِيَةٍ مُخْضَرَّةٍ عَرَصاتُها
يَروحُ على صَحْبي بأرجائِها الندىً / وتَغْدو بأشعاري إليها رُواتُها
وتَغلي بأسرارِ العُذَيبِ ضَمائِري / ولكنْ قَليلٌ في النّوى هَفَواتُها
وتُطرِبُني الذِّكرى فأشتاقُ فِتيَةً / تَدورُ على باغي القِرَى جَفَناتُها
وأكْتُمُ ما لو شاع أغرى بيَ العِدا / فبالجِزْعِ أحلامٌ خَفيفٌ حَصاتُها
وأذكُرُ أيّاماً بجَرعاءِ مالِكٍ / رِقاقاً حَواشيها غِضاباً وُشاتُها
ولَو عَلِمَتْ بغدادُ أنّ ركائِبي / على ظَمَأٍ لاسْتَشْرَفَتْ لي صراتُها
ولكنّها تحتَ الأزِمَّةِ خُضَّعٌ / إذا جَأْجَأَتْ بي منْ بَعيدٍ سُقاتُها
فأوْرَدَها الرّأيُ الظَّهيريُّ مَسْرحاً / على نُغَبٍ زُرْقٍ تَجَلّتْ قَذاتُها
وتِلْكَ رِكابي إنْ غَرِضْنَ ببَلدَةٍ / بَكَرْنَ ولمْ تَشعُرْ بسَيْري بُزاتُها
تَرودُ مَصابَ المُزْنِ أنّى تَلَوَّمَتْ / وتُنكِرُ أفلاقَ الحَصَى ثَفَناتُها
فلا خَيَّمَتْ إلا لدَيكُمْ مَدائِحي / ولا ساقَها إلا إلَيْكُمْ حُداتُها
حَلَفْتُ بمَرْقوعِ الأظَلِّ تَشَبَّثَتْ
حَلَفْتُ بمَرْقوعِ الأظَلِّ تَشَبَّثَتْ / بهِ فَلواتٌ نِلْنَ منْ خُطُواتِهِ
لأبْتَغِيَنَّ العِزَّ حتى أنالَهُ / وأنْتَزِعَنَّ المَجْدَ منْ سَكِناتِهِ
فخَيْرٌ لمَنْ يُغْضي الجُفونَ على القَذى / ويَضْرَعُ للأعْداءِ فقْدُ حَياتِهِ
وما أنْسَ لا أنْسَ العِراقَ وربُّهُ / يُخادعُهُ أشياعُهُ عنْ أناتِهِ
ويُغْرونَهُ بيَ والإباءُ سجيّتي / إذا خوّفوني ضَلّةً سَطَواتِهِ
فزُرْتُ عِمادَ الدّينِ معتَصِماً بهِ / أسورُ سُؤُورَ الليْثِ في وَثَباتِهِ
فصدَّقَ ظنّي صدّقَ اللهُ ظنّهُ / بِما لا تُناجيهِ المُنى منْ هِباتِهِ
ورُعْتُ بهِ مَنْ لَوْ تأمّلَ صارِمي / رأى المَوْتَ يَرْنو نَحوَهُ منْ شَباتِهِ
فأعْرَضَ عنهُ بعْدَما سابَقَ الرّدى / إليهِ غَداةَ الرَّوْعِ صدْرُ قَناتِهِ
وغادَرَني نِضْوَ الهُمومِ بمَنْزلٍ / تَعيبُ الحُبارى شُبْهَةً في بُزاتِهِ
فثِبْ يا عُبَيدَ اللهِ وثْبَةَ ماجِدٍ / أُعيرَ المَضاءَ السّيْفُ منْ عَزَماتِهِ
ولا تَحْسَبَنَّ المالَ مما يَروقُني / فقِدْماً سَمَوْنا للغِنى منْ جِهاتِهِ
ولي همّةٌ تَهْفو إِلى كلِّ سُؤْدَدٍ / تَفرّعَ آبائي ذُرا هَضَباتِهِ
وتَبْغي لديْكَ الانتصارَ من امرئٍ / إذا عُدَّ مَجْدٌ كانَ في أخرَياتِهِ
وآباؤُهُ مَنْ تَعْرفونَ مِنَ الوَرى / ولولا التُّقى عرَّفْتُكُمْ أمَّهاتِهِ
ومُلْتَحِفٍ بالأمْنِ مَنْ أنتَ جارُهُ / ولوْ كان آسادُ الشّرى منْ عُداتِهِ
فراعِ حُقوقَ الفَضْلِ فيَّ ولا تُقِلْ / عَدوّاً رَماني بالأذى عَثَراتِهِ
ودونَكَ شِعْراً إنْ فضَضْتَ خِتامَهُ / تضوَّعَ ريحُ الشّيحِ بينَ رُواتِهِ
وألْبَسْتُ دَهْراً أنتَ مالِكُ رِقّهِ / بهِ غُرَراً يَلْمَعْنَ في صَفَحاتِهِ
فَيا قائِليهِ لوْ بَلَغْتُم بهِ المَدى / عَرَفْتُمْ مَنِ المَسْبوق في حَلَباتِهِ
وأيُّ فَتًى ما بينَ بُرْدَيَّ حَطّهُ / خُطوبٌ تُشيبُ الطِّفْلَ عنْ نَخَواتِهِ
ولَسْتُ وإنْ كانتْ إليَّ مُسيئَةً / أذُمُّ زَماناً أنتَ مِنْ حَسَناتِهِ
سَبَقُ بَنيهِ في قَوافٍ أرُوضُها / فلا تَجْعَلَنّي عُرْضَةً لِبَناتِهِ
رَعى اللهُ نَفْسي ما أَشَدَّ اصْطبارَها
رَعى اللهُ نَفْسي ما أَشَدَّ اصْطبارَها / وَلو طَلَبَتْ غَيْرَ العُلا ما تَعَنَّتِ
إِذا ذُكِرَ المَجْدُ التَّليدُ تَلَفَّتَتْ / إِليهِ بِعَيْنَيْ ثاكِلٍ وَأَرَنَّتِ
فَليتَ اعْتِراضَ اليَأْسِ دونَ رَجائِها / ثَنى غَرْبَها أَوْ أَدْرَكَتْ ما تَمَنَّتِ
وَلولا دَواعي هِمَّةٍ أُمَوِيَّةٍ / تُذَكِّرُها أجْدادَها لاطْمَأَنَّتِ
تَحِنُّ إِلى حَرْبٍ أَخُوضُ غِمارَها / بِجُرْدٍ يُبارِينَ القَنا في الأَعِنَّةِ
وَيَوْمٍ عَبُوسٍ ضَيِّقٍ حَجَراتُهُ / تُضاحِكُهُ تَحْتَ العَجَاجِ أَسِنَّتِي
وَلَمَّا رَأَتْ أَنّ الثَّراَء يَخُونُها / لَوَتْ جِيدَها عَما تَمنَّتْ وَظَنَّتِ
وَما اسْتَهْدَفَتْ لِلْذُّلِّ حينَ تَكَدَّرَتْ / عَلَيْها اللَّيالي فَالقَناعَةُ جُنَّتي
وَلَيْلٍ طَويلِ الباعِ فَرَّقْتُ شَمْلَهُ
وَلَيْلٍ طَويلِ الباعِ فَرَّقْتُ شَمْلَهُ / بِخِرْقٍ جَميعِ الرَّأْيِ غَيْرِ شَتيتِهِ
أَهَبْتُ بِهِ وَالعِيسُ مِيلٌ رِقابُها / لِيَبْعُدَ مَسْرَى هَمِّهِ بُعْدَ صِيتِهِ
فَنَفَّضَ عَن أَجْفانِهِ غُبَّرَ الكَرى / وقد مالَ تَرْنيقُ النُّعاس بِلِيتهِ
وَما ظَنُّهُ وَالنَّجْمُ واهٍ نِطاقُهِ / بِأَرْوَعَ مُحْيي لَيْلِهِ وَمُميتِهِ
هَفا مَرَحَاً وَالدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ / وَخاضَ حَشاهُ وَالقطا في مَبيتهِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ / مِنَ الحَرِّ وَالبَيْضاءُ شُبَّتْ لَظاتُها
وَظَلَّتْ تُناجينا صَباً مَشْرِقِيَّةٌ / تُزيلُ تَباريحَ الجَوى نَسَماتُها
وَلِلطَّيْرِ أَسْرابٌ تَناغَى بِأَلْسُنٍ / على عَذَبِ الأَغْصانِ شَتَّى لُغاتُها
فَتِلْكَ قُدودٌ مِنْ قِيانٍ لِهذِهِ / عَلَيها إِذا ما غَرَّدَتْ نَغَماتُها
وَمِمَّا شَجاني بَعْد وُرْقٍ تَجاوَبَتْ / مُطَوَّقَةٌ تُطْلَى بِوَرْسٍ سَراتُها
وَتَبْكي بِعَيْنٍ لا تَجُودُ بِعَبْرَةٍ / وَأَبْكِي بِعَيْنٍ جَمَّةٍ عَبَراتُها
وَلَولا الهَوى لَمْ أُرْعِها سَمْعَ آلِفٍ / صَليلَ السُّرَيْجِيّاِت حُمْراً ظُباتُها
وَلا مَلَكَتْ ظَمْياءُ نَفْساً أَبِيَّةً / قَليلٌ إِلى دارِ الهَوانِ الْتِفاتُها
بِها تَقْصُرُ الأَعْمَارُ في حَوْمَةِ الوَغى / وَتَهْوَى المَعالي أَنْ تَطُولَ حَياتُها
وَآلِفَةٍ لِلخِدرِ ظاهِرَةِ التُّقَى
وَآلِفَةٍ لِلخِدرِ ظاهِرَةِ التُّقَى / لأُسرَتِها في عامِرٍ ما تَمَنَّتِ
تَحِلُّ بِنَجدٍ مَنزِلاً حَلَّتِ العُلا / بِهِ فاِستَقَرَّتْ عِندَهُ وَاطمأَنَّتِ
تَذَكَّرتُها وَالرَّكبُ مُغفٍ وَساهِرٌ / وَهاجَ مَطاياهُم حَنيني فَحَنَّتِ
وَهَبَّ صِحابي واجِمِينَ وَكُلُّهُم / يَقولُ أَلا لِلَّهِ نَفسٌ تَعَنَّتِ
إِذا حَدَرَ الصُّبحُ اللِّثامَ تَأَوَّهَتْ / وَإِن نَشَرَ اللَّيلُ الجَناحَ أَرَنَّتِ
وَلَسنا نَراها تَستَفيقُ مِنَ الهَوى / لَها الخَيرُ ماذا أَضمَرَتْ وَأَجَنَّتِ
تَهيمُ إِذا ريحُ الصَّبا نَسَمَتْ لَها / بِنَجدٍ أَو الأَيكِيَّةُ الوُرقُ غَنَّتِ
وَتَصبو إِلى لَيلى وَقَد شَطَّتِ النَّوَى / وَمِن أَجلِها حَنَّتْ وَرَنَّتْ وَأَنَّتِ
مِنَ البِيضِ لا تَزدادُ إِلّا تَجَنِّياً / عَلينا وَلَولا بُخلُها ما تَجَنَّتِ
تَضِنُّ بِما نَبغي لِظَنٍّ تُسيئُهُ / أَلا ساءَ ما ظَنَّت بِنا حينَ ضَنَّتِ
ذَرا اللَومَ يا بني سالِمٍ إِنَّ صَبوَتي
ذَرا اللَومَ يا بني سالِمٍ إِنَّ صَبوَتي / رَمَتْ كُلَّ لاحٍ مِن إِبائي بِمُسكِتِ
أَمُرُّ بِحُزوى مُطرِقاً خيفَةَ العِدا / وَإِن أَرَ مِنهُم غَفلَةً أَتَلَفَّتِ
وَلَولا الهَوى لَم أَتَّبِعْ خُدَعَ المُنى / فَلا تَطمَعا في زَلَّةِ المُتَثبِّتِ
أَيا دَهرُ لِم فَرَّقتَ بَينَ أَحِبَّتي / وَما تَبتَغي مِن شَمليَ المُتَشَتِّتِ
وَلي كَبِدٌ حَرَّى فَها هِيَ أُلقِيَتْ / إِلَيكَ فَصَدِّعْ كَيفَ شِئتَ وَفَتِّتِ