القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 5
سأبكي على ابني مدتي وحياتي
سأبكي على ابني مدتي وحياتي / ويبكيه عني الشعر بعد مماتي
وأقطع أيامي عليه بلوعة / تعبر عن مكنونها عبراتي
وكل أسى دون الذي يستحقه / وليس وفاء العهد غير وفاتي
وربتما لم أبط عنه فإنني / رأيت قريباً كل ما هو آت
أتبلي المنايا مهجة ابن ذخرته / لدهري ويبلوني بخمس بنات
وكنت أرجي أن يكون محمداً / ذخيرة آمالي وكنز حياتي
فافقرني صرف الردى بذخيرتي / وبت رجائي واستباح نباتي
رحلت أبا الأضياف عني بأنسهم / فأقوت لأنسي منهم عرصاتي
فهل علمت عادات جودك أنني / عفت جنباتي من نزول عفاتي
وما عشت إلا ست عشرة حجة / سقى عهدهن الله من سنوات
وقد كنت تغري الناس بالبر والتقى / كريم الصبا ناء عن الصبوات
محمد لا تبعد فإن حشاشتي / تكدر صافيها بقرع صفاتي
ترحلت عن صدري وحجري إلى البلى / فعرس ركب الهم في حجراتي
غدت لك أعواد المناياي مطية / وليس لها حاد سوى زفراتي
أعندك أن النوم نافراً أعيناً / لها سنة لم تكتحل بسنات
وأنك لم توحش سواي من الورى / ولا وسمت بالثكل غير سماتي
وأن سرور النفس جانب جانبي / وأقسم لا يبدو على قسماتي
وأن محلاً بنت عنه تفرقت / جماعة عواد له وأساة
لقيت الردى مستبشراً غير أنه / لقاء رمى شملي بسهم شتات
رزقت ثبات الجأش لطفاً ورحمة / وطشت فلم أملك عليك ثباتي
وخاطبتني والنفس في سكراتها / خطاب امرء صاح من السكرات
بنفسي ثاو في القرافة سار عن / محل عفاة نحو دار رفات
فقير إلى الرحمن دون عبادة / غني عن الإحسان والحسنات
هجرت جميل الصبر فيه لأنني / وجدت جميل الصبر غير موات
وكنت به دون البرية واثقاً / إذا خان إخواني وقل ثقاتي
وبيتني فيه الحمام ولم أكن / على حذر من طارقات بياتي
وعهدي به يرنو إلي وطرفه / حسير وقلبي دائم الحسرات
ووا رحمتا بل حسرتا لنواظر / سرت بيننا مخذولة النظرات
ومازلت أرجوه إلى أن رأيته / على الرغم مني ساكن الحركات
فقبلت وجهاً كان لي منه قبلة / أصلي إليها من جميع جهاتي
وآليت لا أسلوه حتى أزوره / وإن قريباً كل ما هو آت
أرى ابنيْ عليٍّ ركب الله فيهما
أرى ابنيْ عليٍّ ركب الله فيهما / سجايا نفوس بينهن شتات
فهذا له في المكرمات تسرع / وهذا له في النائبات ثبات
وأحمد ينبوع المحامد والندى / إذا نضب الإحسان والحسنات
وللحسن الفضل الذي هو كاسمه / وما كل أسماء الرجال سمات
قفا فلعل الفيض من عبراته
قفا فلعل الفيض من عبراته / يبرد حر الوجد من زفراته
وميلا إلى سفح المقطم واربعا / على روضة في السفح من هضباته
ففي الروضة البيضاء قبر بربوة / يلوح سمو القدر فوق سماته
وإن أنتما لم تعرفاه فإنه / يفوح نسيم المسك من جنباته
وقولا له يا قبر بلغ سلامنا / سلمت إلى سر الندى وسراته
وقولا له يا قبر بلغ دعاءنا / إلى سمع مسرور بصوت دعاته
وأعلمه أنا كل يوم نزوره / على سابقات هن بعض هباته
وأن مواطي خلينا حول قبره / تكاد تعفيها دموع عفاته
وأن الأسى لو لم يكن في قلوبنا / عرفنا الأسى من صاهلات كماته
ألم ترها تصغي إلينا إذا جرى / حديث قراه أو حديث قراته
مؤدبة الأعطاف من طول ما رأت / وما سمعت من حلمه وأناته
تباركت مفقوداً مضى لسبيله / ونحن مدى الأيام في بركاته
نزاعي به قوماً ونرعى لأجله / فوجد رعاياه كوجد رعاته
سيبكيك عصر كنت خير ثقاته / وأيام ملك كنت أكفي كفايته
وثغر إذا أعيا على الملك سده / شددت عراه من جميع جهاته
وتبكيك بالدمع الشتيت مواطن / ضمنت بها للملك جميع شتاته
وذو لجب لما سريت تقوده / هفت عذبات النصر في عذباته
ومستوضح نهج الصبوات كفيته / برائك غربي سيفه وقناته
ومعتقد فيك الحفاظ حفظته / من الموت لما جف ريق لهاثه
ومعترك في المشتركين شهدته / فكنت برغم الشرك حامي حماته
وآخر في الإسلام فزت بحمده / وأحرزت أجري صبره وثباته
تلفت في ضيق المجال فلم يجد / سواك وفي العهد عند التفاته
وذي عثرة لو لم تقلها ولم تقل / لعاً لم يقله الدهر من عثراته
هجرت إلى حاجاته سنة الكرى / وقد خاط جفنيه بسناته
وهل يعدم التأييد فكر وخاطر / يبيت وخوف لله في خطواته
فتى كان لا يرضى بفضل صلاته / إذا لم يشيعها بفضل صلاته
تبيت الخطايا وهي عنه بحجرة / ويتلى كتاب الله في حجراته
أبا حسن يهنيك أنك لم تمت / وصدرك مطوي على حسراته
ولكن بلغت المنتهى مترقياً / ذرى شرف أعليت من شرفاته
وحلقت في جو من المجد والعلى / أسفت بغاث الطير دون بزاته
واطلعت من آفاق مجدك كوكباً / فأشرق نور منك في قسماته
أضاءت وجوه المكرمات بيوسف / وضاعت مساوي الدهر في حسناته
ولو لم تكن شمساً كنعتك لم تغب / وخلفك بدر كامل في صفاته
ولو لم تجد يا شمس بالبدر لم نقم / بما فيك من وصف الكمال وذاته
وما أنت إلا دوحة طاب غصنها / فأطلع طيب الذكر من ثمراته
وغيث ملث فارق الأرض بعدما / حلى عاطلاً من جيدها بنباته
فدى لأبي الحجاج أفراس حلبة / عواطل من أوضاحه وشياته
هو الجذع المربي على كل قارح / سبوح وما يرضي بسبق لداته
وقور فما تنزو بوادر طيشه / عليك إذا ما خفت من نزواته
أخو صلة يوم الكريهة والندى / مواقعها في ماله وعداته
جزيت علياً عن جميل وداده / ومثلي وفى للخل بعد وفاته
وخلدت فيه ما يدوم وإن أمت / فإن لسان الدهر بعض رواته
ويا أسفي أني وقفت مرثياً / لمن صانني عن مدحه في حياته
أبا حسن فات الذي كان بيننا / فمن لي يرد الأمر بعد فواته
كأني حوت الماء نش غديره / فهل شربة من ملحه أو فراته
ولاشك إلا أن همة يوسف / ستنجز ما قد كان لي من عداته
كريم المحيا لا يزال ابتسامه / يخبر بالإكرام عن مكرماته
مهيب كأن النار من لفحاته / وهوب كأن الغيث من نفحاته
أأرجو بقاء أم صفاء حياة
أأرجو بقاء أم صفاء حياة / وقد بددت شملي النوى بشتات
وقد صدعت بالبين قلبي وأضرمت / لهيباً تقويها به زفراتي
أأسلو عن ابن عزتي بتغربي / سأبكي عليه مدتي وحياتي
وأذري دماً من مقلتي بعد أدمع / تضرجه في وجنتي عبراتي
وأقطع أيامي بهم وترحة / وأبقى حزيناًَ بعده لمماتي
أتبلى الليالي خير نجل ذخرته / وتبقي لي الأيام شر بناتي
رجوت بإسماعيل ذخراً لشدتي / وعوناً على دهري لما هو آت
فخيب ظني باغتصاب ذخيرتي / زماني وأرداني بسهم شتات
طفيل عظيم النفس يصبو إلى التقى / ولم يصب للأهواء والصبوات
ترحلت إسماعيل عنا فأوحشت / منازلنا مأهولة العرصات
لئن غبت عن عيني فإنك حاضر / بقلبي كنقش في أصم صفاة
وما عشت إلا سبعة من سني الورى / سقى عهدهن الله من سنوات
وعاجلني فيك الحمام فخطمت / صروف الليالي صعدتي وقناتي
خيالك في عيني كأنك لم تزل / تطوف وتسعى في ذرى حجراتي
جعلتك في قبر وقد كنت في الحشا / مقيماً فلم أملك عليك ثباتي
لئن كنت طفلاً إن حزنك خطبه / كبير شديد معظم الخطرات
وعهدي به لما دهاه حمامه / يجاهد كرباً وهو في غمرات
ومازال يرجو نفسه ويقول لي / أيا أبتي ادن لي وآت
فأدنو إليه وهو يرنو بطرفه / يخاطبني والنفس في سكرات
إلى أن رأيت الحال أفضى إلى الفنا / وأن بني ساكن الحركات
فقبلت عينيه وقبلت وجهه / وودعته توديع بتل بتات
فوا رحمتا بل حسرتا لفراقه / ويا أسفي لو أشتفي بأساة
ويأمرني بالصبر كل مغفل / ولم يدر أن الصبر غير موات
ولا صبر لي إلا التحرق والبكا / وتصعيد أنفاس من الزفرات
وأبكي لثاو بالقرافة مودع / بدار قرار في جوار حفاة
سأبكي عليه ما ترنم طائر / وما غرد القمري على شجرات
وآليت لا أسلوه حتى يضمني / وإياه لحد في محل رفات
سلام عليه كلما هبت الصبا / وأهدي إليه أفضل الصلوات
ونهج سعت فيه إليك طرائف
ونهج سعت فيه إليك طرائف / فبرزت إذ خافت وخابت سعاته
بذلت به الدر المصون لأروع / تصدق دعوى المادحين هباته
تجنبت مطروق الكلام وهذه / سلافة ما أنشأته وابتداته
ولم أر مثل الشعر يرجو بغاثه / مطاراً بجو قد حمته بزاته
توهم قوم أنه الوزن وحده / وقد غاب عنهم سره وسراته
فذلك لون الماء في العين واحد / وما يتساوى ملحه وفراته
متى رمت منه رقة وجزالة / فإن كلامي ماؤه وصفاته
وغير بهيم الخط شعر أقوله / وأوصافكم أوضاحه وشياته

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025