المجموع : 6
وَزاحَمَني عِندَ اِستِلامي أَوانِسٌ
وَزاحَمَني عِندَ اِستِلامي أَوانِسٌ / أَتَينَ إِلى التَطوافِ مُعتَجِزاتِ
حَسَرنَ عَنِ أَنوارِ الشُموسِ وَقُلنَ لي / تَوَرَّع فَمَوتُ النَفسِ في اللَحظاتِ
وَكَم قَد قَتَلنا بِالمُحَصِّبِ مِن مِنىً / نُفوساً أَبِيّاتٍ لَدى الجَمَراتِ
وَفي سَرحَةِ الوادي وَأَعلامِ رامَةٍ / وَجَمعٍ وَعِندَ النَفرِ مِن عَرَفاتِ
أَلَم تَدرِ الحُسنَ يَسلُبُ مَن لُهُ / عَفافٌ فَيُدعى سالِبَ الحَسَناتِ
فَمَوعِدُنا بَعدَ الطَوافِ بِزَمزَمٍ / لَدى القُبَّةِ الوُسطى لَدى الصَخَراتِ
هُناكَ مَن قَد شَفَّهُ الوَجدُ يَشتَفي / بِما شاءَهُ مِن نِسوَةٍ عَطِراتِ
إِذا خِفنَ أَسدَلنَ الشُعورَ فَهُنَّ مِن / غَدائِرِها في أَلحُفِ الظُلُماتِ
ثَلاثُ بُدورٍ ما يُزَنَّ بِزِنيَةٍ
ثَلاثُ بُدورٍ ما يُزَنَّ بِزِنيَةٍ / خَرَجنَ إِلى التَنعيمِ مُعتَجِراتِ
حَسَرنَ عَن أَمثالِ الشُموسِ إِضاءَةً / وَلَبَّينَ بِالإِهلالِ مُعتَمِراتِ
وَأَقبَلنَ يَمشينَ الرُوَيدا كَمِثلِ ما / تَمشي القَطا في أَلحُفِ الحَبَراتِ
توليتُ عنها طاعة حيثُ ملّت
توليتُ عنها طاعة حيثُ ملّت / فيا ليتَ شعري بعدنا هل تولّتْ
تأملت خلفي هل أرى رسم دارها / فقالت ظنوني لا تخفْ ما تخلّتْ
تمتْ إلينا وهي تهجر ذاتنا / فأفنى وجودي عينها فاستقلَّت
تغافلتُ عنها مذ علمت بأنها / إذا بنتُ عنها أنها وجه قبلتي
تعجبتُ مني ثم منها لعلمها / وجهلي لما ضللتُ وضلت
ترى ليت شعري هل ترى العلم حيرة / وبالجهلِ عزّت ثم بالعلم ذلَّت
تخاطبها مني سرائر ذاتها / فما أنا منها غيرها حيثُ حلّت
تولت وما بانتْ وما مشت / لأني معلول لها وهي علتي
توهمت فيها حين قلتُ بأنها / هي الشرط في كوني وكان لغفلتي
تعاليتِ يا ذاتي فما ثَمَّ غيرنا / وما هي عيني فاعلموا أصلَ حيرتي
ثلاثةُ أسماء تكون بينها
ثلاثةُ أسماء تكون بينها / على ما تراه العينُ شكلُ مثلَّتْ
ثوى في جِنانٍ راحلاً ومودِّعاً / لأمر من الغيب الإلهي يحدث
ثنيتُ عنانَ الفكر فيه فلم أصب / إلى أن أتاني الروح في الرّوعِ ينفث
ثبت له حتى إذا ما انقضى الذي / أتاني به عيناً فقمت أحدِّث
ثناءً على الله الذي خصَّه بما / جرى عند نسيانٍ فلم يك ينكث
ثمال لأسماء إلهية بدتْ / بسلطانها فهو الإمام المحدِّث
ثقلت بهذا الجسم عن نيلِ مطلبي / مدى هذه الدنيا إلى حين أبعت
ثنائي عليه فارحاً لا مجاهداً / لذا أنا مسموعٌ إذا ما يحدث
ثقيلٌ على الأسماع ما جئتها به / وفي الأرضِ والأفلاك والكلُّ محدث
ثمانيةٌ حمالةُ عرشِ ذاته / أنا وصفاتي بل أنا العرش فابحثوا
إذا قلت يالله قال أنا انتا
إذا قلت يالله قال أنا انتا / فلا تدعني إلا بما منك عّينتا
وخصصْ بأسماء لنا ما تريده / بحالك أو باللفظ إنْ أنت مكنتا
فإنْ كان عن حال أجاب ملبياً / وإن كان بالألفاظ أنت إذ أنتا
ولكن بشرط الامتثال لأمرنا / وإنْ لم يكن هذا فما كنتَ إذ كنتا
أسرّ إذا أسررتَ والقولُ قولنا / وأعلنه أيضاً إذا أنت أعلنتا
ذكرتك في جميع كرام أئمة / ملائكة إذ كنتَ بالذكر أضننتا
وهان على الأكوان أمر وجودكم / لجهلهمُ بل هانوا عندي وما هنتا
فلا تدعني إلا إذا كنت قاطعاً / فإني مجيبٌ ما دعوتَ وإن خنتا
تكلفني وقتاً جزاء لما أتى / إليك من التكليف مني وإن بنتا
رأيتك تعصيني وعيني عينُكم / فيأتي منكم من يعينني عنتا
أقوم لكم فيما تقومون لي به / فدنا بما قد كنت أنت به دنتا
ألنت لكم ما اشتدّ من ركنِ قوّتي / لأنك في وقت التكاليف لي لنتا
أصون لكم عِرضي وأحفظ ذاتكم / فأنك لما سبيت بكم صنتا
أقول وقد بانت شواهد علتي
أقول وقد بانت شواهد علتي / بأني محبوبٌ لموجد علتي
فمن هو نفسي أو مغاير عينها / ومن هو اجزائي ومن هو جملتي
إذا عاينتْ عيني سبيلَ وجودها / بفكري وذاتا لم تكن غير نشأتي
أقول لها من أنت قالت مكلمي / فقلت أرى ثنتين من خلف كلتي
فقالت وكثر مما تشاء فإنني / وإن كنت فرداً أنتمُ أصل كثرتي
فيا من هو المقصود في كلِّ وجهة / بوجهي إذا ما كنت لي عين قبلتي
فما عاينت عيناي فرداً مقسما / إلى عدد إلا الذي هو علتي
هو الكل والأجزاء عينُ وجودِه / فيا مثبتي بي لست غير مثبتي
لقد حرتُ في أمر تقسم واحداً / فأين وجودي قل لي أم أينَ وحدتي
فيا من يرى عقدي وحيرة خاطري / ويسرع بالتقريب في حَلِّ عقدتي
علمتُ بأني عبده وهو سيدي / وسلم لي علمي وأنشأ حيرتي
وأعلم أني حائر وهو فارغ / كما هو في شغل فيا حسرتي التي
تباعدني في عين قربي شهودها / فما حسن أفعالي وما سوء فعلتي
لقد علمتْ نفسي وجوداً محققاً / وغابتْ به عني فلم تدر حكمتي