المجموع : 5
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت / ونفساً إذا ما عزها الشوق ذلت
تحن إلى أرض الحجاز ودونها / تنائف لو تسري بها الريح ظلت
وإني بها لو لا أماني تغرها / وقد أرجفت هوج المطايا وكلت
أأمنع من وادي زبالة شربةٍ / وقد نهلت منه الكلاب وعلت
سقى اللَه رمل القاع والقاع فاللوى / فقد عطفت نفسي إليه وحنت
وأسقي لوى جبلي زرود ومربخاً / سحائب لا يلقي الظما ما أظلت
هممت فلم أربع على الفكر لحظةً / وقد كان حظ النفس أن لو تأنت
وأصبحت لهفاناً على ما أضعته / كذاك يكون الرأي ما لم يثبت
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي / ولم تخش إن فكرت في فواتي
أمولاي لا أين المفر من الهوى / فقل لي لما بادرت بالنقمات
أأنسيت عهدينا بوادٍ معظمٍ / وليس بذي زرعٍ سوى الحسنات
وأنت حرام حرمة الحج والهوى / على العين ألا هفوة اللحظات
أخنتك كان العفو أولى بذي الهوى / أم أبلغت زوراً لم شفيت وشاني
سقى اللَه رمل القاع في النخلات
سقى اللَه رمل القاع في النخلات / فذاك الكثيب الفرد في السمرات
فقبر العبادي الذي دون مربخٍ / فمربخ فالغدران فالهضبات
فجبلي زرودٍ فالطليحة فاللوى / فإن لها عندي يداً وهنات
ولم يبق من لذاتها غير ذكرةٍ / تقطع نفسي عندها حسرات
لقصرٍ على وادي زبالة مشرفٍ / أكفكف في أكنافه عبراتي
أحب إلى نفسي وأشقى لشجوها / وأولى بها من هذه القريات
عسى اللَه لا تيأس سيأذن عاجلاً / بنصرة مظلومٍ وفك عناة
وترضى قلوبٌ قد تواتر سخطها / علي فعادتني بغير ترات
زبالة لا هم أسقها ثم روها
زبالة لا هم أسقها ثم روها / وقلت لها أضعاف ذي الدعوات
ألا هل إلى نجدٍ وماءٍ بقاعها / سبيل وأرواحٍ بها عطرات
وهل لي إلى تلك الطليحة عودة / على مثل تلك الحل قبل وفاتي
فأشرب من ماء السماء فأرتوي / وأرعى من الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالةٍ / وآنس بالظلمان والظبيات
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت / تراءت للحظ العين ثم تسرت
علت وخبت ثم انجلت وتطاولت / على هضبات الرمل ثم تخفضت
فلم خب شوقي إذا خبت بل تلهبت / صبابة قلبي بالهوى إذ تلهبت
وما رد عنها الطرف بعد مكانها / ولكن دموع العين لما تهللت
ذكرت بها الدهر اذي ليس عائداً / وما نسيت أيامه بل تنسيت
فما أنصفت أذكت هوىً حين أذكيت / ولم تطف نيران الهوى حين أطفئت