القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 528
فَلا حَمَلَت بَعدَ الفَرَزدَقِ حُرَّةٌ
فَلا حَمَلَت بَعدَ الفَرَزدَقِ حُرَّةٌ / وَلا ذاتُ حَملٍ مِن نَفاسٍ تَعَلَّتِ
هُوَ الوافِدُ المَجبورُ وَالحامِلُ الَّذي / إِذا النَعلُ يَوماً بِالعَشيرَةِ زَلَّتِ
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ / لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
أَسيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً / لَدَينا وَلا مَقلِيَّةً إِن تَقَلَّتِ
غَشيتُ دِيارَ الحَيِّ بِالبَكَراتِ
غَشيتُ دِيارَ الحَيِّ بِالبَكَراتِ / فَعارِمَةٍ فَبَرقَةِ العِيَراتِ
فَغَولٍ فَحِلّيتٍ بِأَكنافِ مُنعَجٍ / إِلى عاقِلٍ فَالجُبِّ ذي الأَمَراتِ
ظَلَلتُ رِدائي فَوقَ رَأسِيَ قاعِداً / أَعُدُّ الحَصى ما تَنقَضي عَبَراتي
أَعِنّي عَلى التَهمامِ وَالذِكَراتِ / يَبِتنَ عَلى ذي الهَمِّ مُعتَكِراتِ
بِلَيلِ التَمامِ أَو وَصَلنَ بِمِثلِهِ / مُقايَسَةً أَيّامُها نَكِراتِ
كَأَنّي وَرِدفي وَالقِرابَ وَنُمرُقي / عَلى ظَهرِ عيرٍ وارِدِ الخَبِراتِ
أَرَنَّ عَلى حُقبٍ حَيالٍ طَروقَةٍ / كَذَودِ الأَجيرِ الأَربَعِ الأَشَراتِ
عَنيفٍ بِتَجميعِ الضَرائِرِ فاحِشٍ / شَتيمٍ كَذِلقِ الزُجِّ ذي ذَمَراتِ
وَيَأكُلنَ بُهمى جَعدَةً حَبَشِيَّةً / وَيَشرَبنَ بَردَ الماءِ في السَبَراتِ
فَأَورَدَها ماءً قَليلاً أَنيسُهُ / يُحاذِرنَ عَمراً صاحِبَ القُتُراتِ
تَلِثُّ الحَصى لَثّاً بِسُمرٍ رَزينَةٍ / مَوازِنَ لا كُزمٍ وَلا مَعِراتِ
وَيُرخينَ أَذناباً كَأَنَّ فُروعَها / عُرا خِلَلٍ مَشهورَةٍ ضَفِراتِ
وَعَنسٍ كَأَلواحِ الإِرانِ نَسَأتُها / عَلى لاحِبٍ كَالبُردِ ذي الحَبَراتِ
فَغادَرتُها مِن بَعدِ بُدنِ رَذِيَّةٍ / تُغالي عَلى عوجٍ لَها كَدِناتِ
وَأَبيَضَ كَالمِخراقِ بَلَّيتُ حَدَّهُ / وَهَبَّتَهُ في الساقِ وَالقَصَراتِ
أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ
أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ / إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ
إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت / طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ
شَدَدتَ عِصابَ الحَربِ إِذ هِيَ مانِعٌ / فَأَلقَت بِرِجلَيها مَرِيّاً فَدَرَّتِ
وَكانَت إِذا ما رامَها قَبلُ حالِبٌ / تَقَتهُ بِإيزاغٍ دَماً وَاِقمَطَرَّتِ
وَكانَ أَبو حَسّانَ صَخرٌ أَصابَها / فَأَرغَثَها بِالرُمحِ حَتّى أَقَرَّتِ
كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ / إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ
أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا / عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ
عَوانٌ ضَروسٌ ما يُنادى وَليدُها / تَلَقَّحُ بِالمُرّانِ حَتّى اِستَمَرَّتِ
حَلَفتَ عَلى أَهلِ اللِواءِ لَيوضَعَن / فَما أَحنَثَتكَ الخَيلُ حَتّى أَبَرَّتِ
وَخَيلٌ تُنادى لا هَوادَةَ بَينَها / مَرَرتَ لَها دونَ السَوامِ وَمُرَّتِ
كَأَنَّ مُدِلّاً مِن أُسودٍ تَبالَةٍ / يَكونُ لَها حَيثُ اِستَدارَت وَكَرَّتِ
لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ
لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ / نَوافِلَ مِن مَعروفِهِ قَد تَوَلَّتِ
وَلَهفي عَلى صَخرٍ لَقَد كانَ عِصمَةً / لِمَولاهُ إِن نَعلٌ بِمَولاهُ زَلَّتِ
يَعودُ عَلى مَولاهُ مِنهُ بِرَأفَةٍ / إِذا ما المَوالي مِن أَخيها تَخَلَّتِ
وَكُنتَ إِذا كَفٌّ أَتَتكَ عَديمَةً / تُرَجّي نَوالاً مِن سَحابِكَ بُلَّتِ
وَمُختَنِقٍ راخى اِبنُ عَمروٍ خِناقَهُ / وَغُمَّتَهُ عَن وَجهِهِ فَتَجَلَّتِ
وَظاعِنَةٍ في الحَيِّ لَولا عَطاؤُهُ / غَداةَ غَدٍ مِن أَهلِها ما اِستَقَلَّتِ
وَكُنتَ لَنا عَيشاً وَظِلَّ رَبابَةٍ / إِذا نَحنُ شِئنا بِالنَوالِ اِستَهَلَّتِ
فَتىً كانَ ذا حِلمٍ أَصيلٍ وَتُؤدَةٍ / إِذا ما الحُبى مِن طائِفِ الجَهلِ حُلَّتِ
وَما كَرَّ إِلّا كانَ أَوَّلَ طاعِنٍ / وَلا أَبصَرَتهُ الخَيلُ إِلّا اِقشَعَرَّتِ
فَيُدرِكُ ثَأراً ثُمَّ لَم يُخطِهِ الغِنى / فَمِثلُ أَخي يَوماً بِهِ العَينُ قَرَّتِ
فَإِن طَلَبوا وِتراً بَدا بِتِراتِهِم / وَيَصبِرُ يَحميهِم إِذا الخَيلُ وَلَّتِ
فَلَستُ أَرَزّا بَعدَهُ بِرَزِيَّةٍ / فَأَذكُرَهُ إِلّا سَلَت وَتَجَلَّتِ
أَلَحَّت مُقيماتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ
أَلَحَّت مُقيماتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ / لَيالٍ وَأَيّامٌ بِنا مُستَحَثّاتُ
نَحِنُّ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ لَذَّةٍ / وَلَكِنَّ آفاتِ الزَمانِ كَثيراتُ
وَكَم مِن مُلوكٍ شَيَّدوا وَتَحَصَّنوا / فَما سَبَقوا الأَيّامَ شَيئاً وَلا فاتوا
وَكَم مِن أُناسٍ قَد رَأَينا بِغِبطَةٍ / وَلَكِنَّهُم مِن بَعدِ غِبطَتِهِم ماتوا
لَقَد أَغفَلَ الأَحياءُ حَتّى كَأَنَّهُم / بِما أَغفَلوا مِن طاعَةِ اللَهِ أَمواتُ
أَلا رُبَّما غَرَّ ابنَ آدَمَ أَنَّهُ / لَهُ مُدَّةٌ تَخفى عَلَيهِ وَميقاتُ
وَكُلُّ بَني الدُنيا يُعَلِّلُ نَفسَهُ / بِمَرِّ شُهورٍ وَهيَ لِلعُمرِ آفاتُ
أَخي أَنَّ أَملاكاً تَوافَوا إِلى البِلى / وَكانَت لَهُم في مُدَّةِ العَيشِ آياتُ
أَلَم تَرَ إِذ رُصَّت عَلَيهِم جَنادِلٌ / لَهُم تَحتَها لُبثٌ طَويلٌ مُقيماتُ
دَعِ الشَرَ وَاِبغِ الخَيرَ في مُستَقَرِّهِ / فَلِلخَيرِ عاداتٌ وَلِلشَرِ عاداتُ
وَما لَكَ مِن دُنياكَ مالٌ تَعُدُّهُ / عَلى غَيرِ ما تُعيهِ مِنها وَتَقتاتُ
أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مُؤاتِ
أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مُؤاتِ / وَفِيٍّ يَغُضُّ الطَرفَ عَن عَثَراتي
يُوافِقُني في كُلِّ خَيرٍ أُريدُهُ / وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ وَفاتي
وَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ / فَقاسَمتُهُ مالي مِنَ الحَسَناتِ
تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلُّهُم / عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلَ ثِقاتِ
إِلى كَم إِذا ما غِبتُ تُرجى سَلامَتي
إِلى كَم إِذا ما غِبتُ تُرجى سَلامَتي / وَقَد قَعَدَت بي الحادِثاتُ وَقامَتِ
وَعُمِّمتُ مِن نَسجِ القَتيرِ عِمامَةً / رُقومُ البِلى مَرقومَةٌ في عِمامَتي
وَكُنتُ أَرى لي في الشَبابِ عَلامَةً / فَصِرتُ وَإِنّي مُنكِرٌ لِعَلامَتي
وَما هِيَ إِلّا أَوبَةٌ بَعدَ غَيبَةٍ / إِلى الغَيبَةِ القُصوى فَثَمَّ قِيامَتي
كَأَنّي بِنَفسي حَسرَةً وَنَدامَةً / تَقَطَّعُ إِذ لَم تُغنِ عَنّي نَدامَتي
مُنى النَفسِ مِمّا يوطِئُ المَرءَ عَشوَةً / إِذا النَفسُ جالَت حَولَهُنَّ وَحامَتِ
وَمَن أَوطَأَتهُ نَفسُهُ حاجَةً فَقَد / أَساءَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَأَلامَتِ
أَما وَالَّذي نَفسي لَهُ لَو صَدَقتُها / لَرَدَّدتُ تَوبيخي لَها وَمَلامَتي
فَلِلَّهِ نَفسٌ أَوطَأَتني مِنَ العَشا / حُزوناً وَلَو قَوَّمتُها لَاستَقامَتِ
وَلِلَّهِ يَومٌ أَيُّ يَومِ فَظاعَةٍ / وَأَفظَعُ مِنهُ بَعدُ يَومُ قِيامَتي
وَلِلَّهِ أَهلي إِذ حَبَوني بِحُفرَةٍ / وَهُم بِهَواني يَطلُبونَ كَرامَتي
وَلِلَّهِ دُنيا لا تَزالُ تَرُدُّني / أَباطيلُها في الجَهلِ بَعدَ استِقامَتي
وَلِلَّهِ أَصحابُ المَلاعِبِ لَو صَفَت / لَهُم لَذَّةُ الدُنيا بِهِنَّ وَدامَتِ
وَلِلَّهِ عَينٌ أَيقَنَت أَنَّ جَنَّةً / وَناراً يَقينٌ صادِقٌ ثُمَّ نامَتِ
أَلَيسَ قَريباً كُلُّ ما هُوَ آتِ
أَلَيسَ قَريباً كُلُّ ما هُوَ آتِ / فَما لي وَما لِلشَكِّ وَالشُبُهاتِ
أُنافِسُ في طيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ / سَواءٌ إِذا ما جاوَزَ اللَهَواتِ
وَأَسعى لِما فَوقَ الكَفافِ وَكُلَّما / تَرَفَّعتُ فيهِ ازدَدتُ في الحَسَراتِ
وَأَطمَعُ في المَحيا وَعَيشِيَ إِنَّما / مَسالِكُهُ مَوصولَةٌ بِمَماتِ
وَلِلمَوتِ داعٍ مُسمِعٌ غَيرَ أَنَّني / أَرى الناسَ عَن داعيهِ في غَفَلاتِ
فَلِلَّهِ عَقلي إِنَّ عَقلي لَناقِصٌ / وَلَو تَمَّ عَقلي لَاغتَنَمتُ حَياتي
وَلِلَّهِ نَفسي إِنَّها لَبَخيلَةٌ / عَلَيَّ بِما جادَت بِهِ لَأُلاتِ
جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا
جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا / وَما لَكَ إِلّا ما وَهَبتَ وَأَمضَيتا
وَما لَكَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ غَيرُ ما / أَكَلتَ مِنَ المالِ الحَلالِ فَأَفنَيتا
وَما لَكَ إِلّا كُلُّ شَيءٍ جَعَلتَهُ / أَمامَكَ لا شَيءٌ لِغَيرِكَ بَقَّيتا
وَما لَكَ مِمّا يَلبَسُ الناسُ غَيرَ ما / كَسَوتَ وَإِلّا ما لَبِستَ فَأَبلَيتا
وَما أَنتَ إِلّا في مَتاعٍ وَبُلغَةٍ / كَأَنَّكَ قَد فارَقتَها وَتَخَلَّيتا
فَلا تَغبِطَنَّ الحَيَّ في طولِ عُمرِهِ / بِشَيءٍ تَرى إِلّا بِما تَغبِطُ المَيتا
أَلا أَيُّهَذا المُستَهينُ بِنَفسِهِ / أَراكَ وَقَد ضَيَّعتَها وَتَناسَيتا
إِذا ما غُبِنتَ الفَضلَ في الدينِ لَم تُبَل / وَإِن كانَ في الدُنيا قَطَبتَ وَبالَيتا
وَإِن كانَ شَيءٌ تَشتَهِهِ رَأَيتَهُ / وَإِن كانَ ما لا تَشتَهِهِ تَعامَيتا
لَهِجتَ بِأَنواعِ الأَباطيلِ غِرَّةً / وَأَدنَيتَ أَقواماً عَلَيها وَأَقصَيتا
وَجَمَّعتَ ما لا يَنبَغي لَكَ جَمعُهُ / وَقَصَّرتَ عَمّا يَنبَغي وَتَوانَيتا
وَصَغَّرتَ في الدُنيا مَساكِنَ أَهلِها / فَباهَيتَ فيها بِالبِناءِ وَعالَيتا
وَأَلقَيتَ جِلبابَ الحَيا عَنكَ ضِلَّةً / فَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً وَأَمسَيتا
وَجاهَرتَ حَتّى لَم تَرِع عَن مُحَرَّمٍ / وَلَم تَقتَصِد فيما أَخَذتَ وَأَعطَيتا
وَنافَستَ في الأَموالِ مِن غَيرِ حِلِّها / وَأَسرَفتَ في إِنفاقِها وَتَعَدَّيتا
وَأَجلَيتَ عَنكَ الغُمضَ في كُلِّ حيلَةٍ / تَلَطَّفتَ في الدُنيا بِها وَتَأَنَّيتا
تَمَنّى المُنى حَتّى إِذاما بَلَغتَها / سَمَوتَ إِلى ما فَوقَها فَتَمَنَّيتا
أَيا صاحِبَ الأَبياتِ قَد نُجِّدَت لَهُ / سَتُبدَلُ مِنها عاجِلاً غَيرَها بَيتا
لَكَ الحَمدُ يا ذا المَنِّ شُكراً خَلَقتَنا / فَسَوَّيتَنا فيمَن خَلَقتَ وَسَوَّيتا
وَكَم مِن بَلايا نازِلاتٍ بِغَيرِنا / فَسَلَّمتَنا يا رَبِّ مِنها وَعافَيتا
أَيا رَبِّ مِنّا الضَعفُ إِن لَم تُقَوِّنا / عَلى شُكرِ ما أَبلَيتَ مِنكَ وَأَولَيتا
أَيا رَبِّ نَحنُ الفائِزونَ غَداً لَئِن / تَوَلَّيتَنا يا رَبِّ فيمَن تَوَلَّيتا
أَيا مَن هُوَ المَعروفُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ / تَبارَكتَ يا مَن لا يُرى وَتَعالَيتا
كَأَنَّ المَنايا قَد قَرَعنَ صَفاتي
كَأَنَّ المَنايا قَد قَرَعنَ صَفاتي / وَقَوَّسنَني حَتّى قَصَفنَ قَناتي
وَباشَرتُ أَطباقَ الثَرى وَتَوَجَّهَت / بِنَعيِي إِلى مَن غِبتُ عَنهُ نُعاتي
فَيا عَجَباً مِن طولِ سَهوي وَغَفلَتي / وَما هُوَ آتٍ لا مَحالَةَ آتِ
حُتوفُ المَنايا قاصِداتٌ لِمَن تَرى / مُوافينَ بِالرَوحاتِ وَالغَدَواتِ
وَكَم مِن عَظيمٍ شَأنُهُ لَم تَكُن لَهُ / بِمُهجَتِهِ الأَيامُ مُنتَظِراتِ
رَأَيتُ ذَوي قُرباهُ تَحثي أَكُفُّهُم / عَلَيهِ تُرابَ الأَرضِ مُبتَدِراتِ
وَقامَت عَلَيهِ حُسَّرٌ مِن نِسائِهِ / يُنادينَ بِالوَيلاتِ مُحتَجِراتِ
إِذا أَنتَ لايَنتَ الَّتي خَشُنَت لانَت
إِذا أَنتَ لايَنتَ الَّتي خَشُنَت لانَت / وَإِن أَنتَ هَوَّنتَ الَّتي صَعُبَت هانَت
تَزينُ أُمورٌ أَو تَشينُ كَثيرَةٌ / أَلا رُبَّما شانَت أُمورٌ وَمازانَت
وَتَأتي وَتَمضي الحادِثاتُ سَريعَةً / وَكَم غَدَرَتني الحادِثاتُ وَكَم خانَت
وَلِلدينِ دَيّانٌ غَداً يَومَ فَصلِهِ / تُدانُ نُفوسُ الناسِ فيهِ بِما دانَت
أَما وَالَّذي يُحيى بِهِ وَيُماتُ
أَما وَالَّذي يُحيى بِهِ وَيُماتُ / لَقَلَّ فَتىً إِلّا لَهُ هَفَواتُ
وَما مِن فَتاً إِلّا سَيَبلى جَديدُهُ / وَتُفني الفَتى الرَوحاتُ وَالدَلَجاتُ
يَغُرُّ الفَتى تَحريكُهُ وَسُكونُهُ / وَلا بُدَّ يَوماً تَسكُنُ الحَرَكاتُ
وَمَن يَتَتَبَّع شَهوَةً بَعدَ شَهوَةٍ / مُلِحّاً تَقَسَّم عَقلَهُ الشَهَواتُ
وَمَن يَأمَنُ الدُنيا وَلَيسَ لِحُلوِها / وَلا مُرِّها فيما رَأَيتَ ثَباتُ
أَجابَت نُفوسٌ داعِيَ اللَهِ فَانقَضَت / وَأُخرى لِداعي المَوتِ مُنتَظِراتُ
وَما زالَتِ الإِيامُ بِالسُخطِ وَالرِضا / لَهُنَّ وَعيدٌ مَرَّةٌ وَعِداتُ
إِذا اِزدَدتَ مالاً قُلتَ مالي وَثَروَتي / وَمالَكَ إِلّا اللَهُ وَالحَسَناتُ
نَعَت نَفسَها الدُنيا إِلَينا فَأَسمَعَت
نَعَت نَفسَها الدُنيا إِلَينا فَأَسمَعَت / وَنادَت أَلا جَدَّ الرَحيلُ وَوَدَّعَت
عَلى الناسِ بِالتَسليمِ وَالبِرِّ وَالرِضا / فَما ضاقَتِ الحالاتُ حَتّى تَوَسَّعَت
وَكَم مِن مُنىً لِلنَفسِ قَد ظَفِرَت بِها / فَحَنَّت إِلى ما فَوقَها وَتَطَلَّعَت
سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ أَحِبَّتي / وَإِن خَلُقَت أَسبابُهُم وَتَقَطَّعَت
فَما مُوِّتَ الأَحياءُ إِلّا لِيُبعَثوا / وَإِلّا لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما سَعَت
أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ
أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ / إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ
وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ / وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ
تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ / أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي
وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها / أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي
إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ / وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي
وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ / وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي
أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها / دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ
أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها / إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ
أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها / تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ
أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا / وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ
كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى / وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي
وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ / إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي
مِنَ الناسِ مَيتٌ وَهوَ حَيٌّ بِذِكرِهِ
مِنَ الناسِ مَيتٌ وَهوَ حَيٌّ بِذِكرِهِ / وَحَيٌّ سَليمٌ وَهوَ في الناسِ مَيِّتُ
فَأَمّا الَّذي قَد ماتَ وَالذِكرُ ناشِرٌ / فَمَيتٌ لَهُ دينٌ بِهِ الفَضلُ يُنعَتُ
وَأَمّا الَّذي يَمشي وَقَد ماتَ ذِكرُهُ / فَأَحمَقُ أَفنى دينَهُ وَهوَ أَموَتُ
سَأَضرِبُ أَمثالاً لِمَن كانَ عاقِلاً / يَسيرُ بِها مِنّي رَوِيٌّ مُبَيَّتُ
وَما زالَ مِن قَومي خَطيبٌ وَشاعِرٌ / وَحاكِمُ عَدلٍ فاصِلٌ مُتَثَبِّتُ
وَحَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ يُرجى سَليمُها / تَراها إِلى أَعدائِها تَتَفَلَّتُ
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ تُفلِتُ
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ تُفلِتُ / وَإِلّا فَإِنّي لا أَظُنَّكَ تَثبُتُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحِلمَ لِلجَهلِ قاطِعٌ / وَأَنَّ لِسانَ الرُشدِ لِلغَيِّ مُسِكتُ
لِكُلِّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ سَكرَةٌ / وَأَيُّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ يُفلِتُ
عَجِبتُ لِمَن قَرَّت مَعَ المَوتِ عَينُهُ / لِحَصدِ الرَدى ما ظَلَّتِ الأَرضُ تُنبِتُ
أَلا إِنَّ لي يَوماً أُدانُ كَما دِنتُ
أَلا إِنَّ لي يَوماً أُدانُ كَما دِنتُ / سَيُحصي كِتابي ما أَسَأتُ وَأَحسَنتُ
أَما وَالَّذي أَرجوهُ لِلعَفوِ إِنَّهُ / لَيَعلَمُ ما أَسرَرتُ مِنّي وَأَعلَنتُ
كَفى حَزَناً أَنّي أُحَسِّنُ وَالبِلى / يُقَبِّحُ ما زَيَّنتُ مِنّي وَحَسَّنتُ
وَأَعجَبُ مِن هَذا هَناتٌ تَغُرُّني / تَيَقَّنتُ مِنهُنَّ الَّذي قَد تَيَقَّنتُ
تَصَعَّدتُ مُغتَرّاً وَصَوَّبتُ في المُنى / وَحَرَّكتُ مِن نَفسي إِلَيها وَسَكَّنتُ
وَكَم قَد دَعَتني هِمَّتي فَأَجَبتُها / وَكَم لَوَّثَتني هِمَّتي فَتَلَوَّثتُ
مُعاشَرَةُ الإِنسانِ عِندي أَمانَةٌ / فَإِن خُنتُ إِنساناً فَنَفسي الَّذي خُنتُ
وَلي ساعَةٌ لا شَكَّ فيها وَشيكَةٌ / كَأَنِّيَ قَد حُنِّطتُ فيها وَكُفِّنتُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ مَنزِلُ قُلعَةٍ / وَإِن طالَ تَعميري عَلَيها وَأَزمَنتُ
وَإِنّي لَرَهنٌ بِالخُطوبِ مُصَرَّفٌ / وَمُنتَظِرٌ كَأسَ الرَدى حَيثُما كُنتُ
أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت
أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت / وَيا زَهرَةَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت
تُقَلِّبُني الأَيّامُ عَوداً وَبَدأَةً / تَصَعَّدَتِ الأَيّامُ لي وَتَصَوَّبَت
وَعاتَبتُ أَيّامي عَلى ما تَروعُني / فَلَم أَرَ أَيّامي مِنَ الرَوعِ أَعتَبَت
سَأَنعي إِلى الناسِ الشَبابَ الَّذي مَضى / تَخَرَّمَتِ الدُنيا الشَبابَ وَشَيَّبَت
وَلي غايَةٌ يَجري إِلَيها تَنَفُّسي / إِذا ما انقَضَت تَنفيسَةٌ لي تَقَرَّبَت
وَتُضرَبُ لي الأَمثالُ في كُلِّ نَظرَةٍ / وَقَد حَنَّكَتني الحادِثاتُ وَجَرَّبَت
تَطَرَّبُ نَفسي نَحوَ دُنيا دَنِيَّةٍ / إِلى أَيِّ دارٍ وَيحَ نَفسي تَطَرَّبَت
وَأُحضِرَتِ الشُحَّ النُفوسُ فَكُلُّها / إِذا هِيَ هَمَّت بِالسَماحِ تَجَنَّبَت
لَقَد غَرَّتِ الدُنيا قُروناً كَثيرَةً / وَأَتعَبَتِ الدُنيا قُروناً وَأَنصَبَت
هِيَ الدارُ حادي المَوتِ يَحدو بِأَهلِها / إِذا شَرَّقَت شَمسُ النَهارِ وَغَرَّبَت
بُليتُ مِنَ الدُنيا بِغولٍ تَلَوَّنَت / لَها فِتَنٌ قَد فَضَّضَتها وَذَهَّبَت
وَما أَعجَبَ الآجالَ في خُدَعاتِها / وَما أَعجَبَ الأَرزاقَ كَيفَ تَسَبَّبَت
رَأَيتُ بَغيضَ الناسِ مَن لا يُحِبُّهُم / يَفوزُ بِحُبِّ الناسِ نَفسٌ تَحَبَّبَت
بُليتُ بِنَفسي شَرَّ نَفسٍ رَأَيتُها
بُليتُ بِنَفسي شَرَّ نَفسٍ رَأَيتُها / لَجوجٍ تَمادى بي إِذا ما نَهَيتُها
فَكَم مِن قَبيحٍ صِرتُ مُعتَرِفاً بِهِ / وَكَم مِن جِناياتٍ عِظامٍ جَنَيتُها
وَكَم مِن شَفيقٍ باذِلٍ لي نَصيحَةً / وَلَكِنَّني ضَيَّعتُها وَأَبَيتُها
دَعَتني إِلى الدُنيا دَواعٍ مِنَ الهَوى / فَأَرسَلتُ ديني مِن يَدي وَأَتَيتُها
وَلي حِيَلٌ عِندَ المَطامِعِ رُبَّما / تَلَطَّفتُ لِلدُنيا بِها فَرَقَيتُها
أَقولُ لِنَفسي إِذ شَكَت ضيقَ بَيتِها / كَأَنّي بِها في القَبرِ قَد ضاقَ بَيتُها
وَلي في خِصالِ الخَيرِ ضِدٌّ مُعانِدٌ / يُثَبِّطُني عَنها إِذا ما نَوَيتُها
وَلي مُدَّةٌ لا بُدَّ يَوماً سَتَنقَضي / كَأَن قَد أَتاني وَقتُها فَقَضَيتُها
فَلَو كُنتُ في الدُنيا بَصيراً وَقَد نَعَت / إِلى ساكِنيها نَفسَها لَنَعَيتُها
وَلَو أَنَّني مِمَّن يُحاسِبُ نَفسَهُ / لَخالَفتُ نَفسي في الهَوى وَعَصَيتُها
أَياذا الَّذي أَلقَتهُ في الغَيِّ نَفسُهُ / وَمَن غَرَّهُ مِنها عَساها وَلَيتُها
كَفانا بِهَذا مِنكَ جَهلاً وَغِرَّةً / لِأَنَّكَ حَيُّ النَفسِ في الأَرضِ مَيتُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025