القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 13
أَفِي وَلَهِي بِاسْمِ المَلِيحَةِ تَعْتِبُ
أَفِي وَلَهِي بِاسْمِ المَلِيحَةِ تَعْتِبُ / وَتُعْرِضُ إِنْ وَحَّدْتُهَا ثُمَّ تَغْضَبُ
وَلَوْ فُزْتَ مِنْ ذَاكَ الجَمْالِ بِنَظْرَةٍ / لأَصْبَحَ مِنْكَ العَقْلُ يُسْبىَ وَيُسْلَبُ
وَهَبْتُكَ سُلْوَاني وَصَبْري كِلاَهُما / وَأَمَّا غَرَامِي فَهْوَ مَا لَيْسَ يُوهَبُ
وَقَيَّدْتُ أَشْوَاقِي بإطْلاقِ صَبْوةٍ / إليْهَا صَبَابَاتُ المُحِبينَ تُنْسَبُ
فَهَا أَنَا والسَّاقي يُنَاوِلُ كأسَهَا / فَأَشْرَبُ صِرْفاً أَوْ يُغَنيِّ فَأَطْرَبُ
فَإنْ لاَمَ فِيهَا الشَّيْخُ طِفْلَ غَرَامِهَا / عَلَى سُكْرِهِ فالشَّيْخُ كالطِّفْلِ يَلْعَبُ
تُذَكِّرُنِي الحَلاَّجَ وَالكَأْسُ تُجْتَلَى / وَلَكِنَّهَا عَنْهُ تُصَانُ وَتُحْجَبُ
وَلَوْ لَمْ يَرَوْا رَاووُقَهَا كَصَلِيِبهِ / لَمَا عَذَروُا حلاَّجَهَا حِينَ يُصْلَبُ
لِمَعْنَايَ قَلْبِي نَحْوَكُمْ أَبَداً يَصْبُو
لِمَعْنَايَ قَلْبِي نَحْوَكُمْ أَبَداً يَصْبُو / وَعِنْدِي لَكُمْ وَجْدٌ جَمِيعِي لَهْ نَهْبُ
وَمَا زَالَ سَلْبِ فَيكُمُ وَاجِباً لَكُمْ / وَفِي حُبِّكُمْ يَا سَادَتي يَجِبُ السَّلْبُ
غَدَا وَصْفُكُمْ لِلْحُسْنِ ذَاتاً فَشَمْسُكُمْ / بكُمْ مِنْكُمُ فِيْكُمْ لَهَا الشَّرْقُ والغَرْبُ
تُحَرِّكُهَا الأَشْوَاقُ نَحْوَ جَمَالِكُمْ / فَتَمْنَعُهَا تِلْكَ المَهَابَةُ والحُجْبُ
فَلاَهِى يَغْشَاهَا سُكُونٌ وَلاَ تَرىَ / سَبِيلاً لِذَاحَاَرتْ فَدَاَرتْ فَلاَ تَنْبُو
تَدُورُ عَلَى بُعْدٍ مِنَ المَرْكَزِ الَّذِي / بِهِ أَنْتُمُ إِذْ كَانَ شَخْصَكُمْ القُطْبُ
فَلَوْ قِيْسَتْ الأَبْعَادُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ / تَسَاوَتْ فَلاَ بُعْدٌ يُرَامُ وَلاَ قُرْبُ
إِذَا مَاسَ مَنْ يَهْوَاكَ تِيهاً فَلاَ عُتْبُ
إِذَا مَاسَ مَنْ يَهْوَاكَ تِيهاً فَلاَ عُتْبُ / وَمَنْ ذَا يَرَى ذَاكَ الجَمَالَ فَلاَ يَصْبُو
ومَنْ ذا الَّذي يُسْقَى بِذِكْرِكَ قَهْوَةً / وَلاَ يَنْثَنِي تِيهاً وَيَزْهُو بِهِ العُجْبُ
سَبَيْتَ الوَرَى حُسْناً وَأَنْتَ مُحَجَّبٌ / فَكَيْفَ بِمَنْ يَهْوَاكَ إِنْ زَالَتِ الحُجْبُ
وَأَصْبَحْتَ مَعْشُوقَ القُلُوبِ بِأَسْرِهَا / وَمَاذَرَّةٌ فِي الكَوْنِ إِلاَّ لَهَا قَلْبُ
إِذَا سَكِرَ العُشَّاقُ كُنْتَ نَدِيمَهُمْ / وأنتَ لَهُمْ سَاقٍ وَأَنْتَ لَهُمْ شُرْبُ
وَإِنْ زَمْزَمَ الحَادِي وَمَالُوا صَبَابَةً / فَلَيْسَ لَهُمْ قَصْدٌ سِوَاكَ وَلا أَرْبُ
وَلِمْ لاَ يَذْوبُ العَاشِقُونَ صَبَابَةً / وَوَجْداً وسُلْطَانُ المِلاَحِ لَهُمْ حِبُّ
نَعَمْ هَذِهِ الدَّارُ الَّتي أَنْتَ تَطْلُبُ
نَعَمْ هَذِهِ الدَّارُ الَّتي أَنْتَ تَطْلُبُ / إِلَى أَيْنَ عَنْهَا يَالَكَ الخَيْرُ تَذْهَبُ
أَعَنْ دَارِ لَيْلَى بَعْدَ مَا بَانَ بَانُهَا / وَفَاحَ شَذَا أَنْفَاسِهَا تَتَحَجَّبُ
لَقَدْ سَمَحَتْ رُوحِي بُقْربِ مَزَارِهَا / بفُرْقَةِ جِسْمٍ لَمْ تَزَلْ فِيهِ تَرْغَبُ
وَهَلْ كَانَتِ الأَجْسَادُ إِلاَّ مَطِيَّنَا / تُقَرِّبُهَا مَعْنىً لَهَا حِينَ تَقْرَبُ
نَعَمْ ذَلِكَ المَعْنَى الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ / بُدُورُ سَنَاهَا بَعْدمَا عَنْكَ تَغْرِبُ
وَلاَحتْ وَهَلْ يَوْماً تَوَارَتْ وَإِنَّمَا / بِتَنْزِيهِهَا عَنْ ذَاكَ طَرْفِي يُكَذِّبُ
رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا
رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا / حَدِيثَ غَرَامٍ عَنْ سُوَيْكِنَةِ الخِبَا
وَأَهْدَى النَّسِيمُ الحَاجِريُّ سَلاَمَهَا / فَيا لُطْفَ مَا أَهْدَى النَّسِيمُ وَمَا حَبَا
أَيَا صَاحِبي مَا لِلْحِمَى فَاحَ نَشْرُهُ / فَهَلْ سَحَبَتْ لَيْلَى ذِيولاً عَلَى الرُّبَا
فماذا الشَذا إلاَّ وقد زَار طَيْفُهَا / فأهْلاً بطَيْفٍ زارَ مِنْهَا وَمَرْحَبا
فَيا طِيبَ عَيْشٍ مَرْ لِي بِفِنَائِهَا / وَلَوْ عَاد يَوْماً كَأنَ عِنْدِي أَطْيَبا
لَيِاليَّ أُنْسٌ كُلُّهَا سَحَرٌ بها / وَأَيَّامُ وَصْلٍ كُلُّهَا زَمَنُ الصّبا
مُمُنْعَةٌ رَفْعُ الحِجابِ وَضَوْءُهُا / كَفَاهَا فَمَا نْحتَاجُ أَنْ نَتَنَقَّبا
هِيَ الشَمْسُ إلاَّ أنْ نُورَ جَمَالِهَا / يُنَزْهُهَا في الحُسْنِ أنْ تَتَحَجْبا
لَئِنْ أَخْلَفَ الوَسْمِيُّ مَا حِلَ تُرْبِهَا / فقَدْ رَاحَ مِنْ دَمْعِ المُحِبْينَ يَخْصِبَا
قِفَا بالمَطَايا بَيْنَ نَجْدٍ وَشِعْبهِ
قِفَا بالمَطَايا بَيْنَ نَجْدٍ وَشِعْبهِ / نُوْدِي تَحِيْاتِ الغرَامِ لِصْبِّهِ
فبَيْنَ رُبَا تِلْكَ الرِّبُوع منَازلٌ / لِعَلْوَة مَاءَ الدَّمْع أكْثَرُ شرْبِهِ
إذَا مَا التَثَمْنَا بِالنَوَاظِرِ تُرْبَةً / تَمَسَّكَتِ الأَجْفَانُ مِنَّا بِتُرْبِهِ
أَحِنُّ إِليْهَا وَهَىْ قَلْبي وَهَلْ تَرَى / سِوَاىَ أَخُو وَجْدٍ يَحِنُّ لِقَلْبِهِ
وَيُحْجَبُ طَرْفِي عَنْهُ إِذْ هُوَ نَاظِرِي / فَمَا بُعْدُهُ إلاَّ لإِفْرَاطِ قُرْبِهِ
أَيَا عَرَبَ الجَرْعَاءِ مَنْ أَيْمَنِ الشِّعْبِ
أَيَا عَرَبَ الجَرْعَاءِ مَنْ أَيْمَنِ الشِّعْبِ / بِكُمْ لاَ بِشَيءٍ غَيْرِكُمْ شَغَفُ الصِّبَّ
أَلَمْ تَعِدُونَا أَنْ نَرَاكُمْ بِذِي الفَضَا / أَظُنُّكُمُ تَعْنَونَ أَنَّ الغَضَا قَلْبِي
غَرَاماً بِكُمْ والنَّارُ يَضْرمُهَا الصَّبَا / أَقَولُ عَلى نَارِي بِكُمْ لِلصَّبَا هُبِّي
وَوَجْدَاً إذا مِلْتُمْ إليَّ معَ الهَوَى / أقولُ اعتذاراً يَحْسُنُ الميلُ للقُضْبِ
وَإِنْ تُوقِدُوا نَارَ الحَرِيقِ فَكَمْ أَضَا / وَنَارُ فُؤادِي فِي حَشَا الْوَالِهِ الصِّبِّ
وَإِنْ تَجِدُوا بِالشِّعْبِ سَيْلاً وَلُجَةً / فَأَنْتُمْ بِمَجْرَى الدَّمْعِ يَا سَاكِني قَلْبِي
سَبَتْنَا الجُفُونُ البَابِليَّاتُ مِنْكُمُ / وَإِنَّ لُبَانَاتِ الُّلَباءَةِ فِي الحَبِّ
نُصَيْصٌ فَهلاَّ لِلرَقِيبَ وَعَاذِلٍ / لِكَيْمَا يَبِيتَا فِي عَذَابٍ وَفِي نَصْبِ
غَزَالُكُمُ ذَاكَ المُمَنَّعُ وَصْلُهُ / أَبَاحَ حِمى دَمْعِى وَبَالَغَ في نَهْبى
هُوَ الظَّبْىُ لاَ بَلْ صَائِدُ الظَّبْيِ لَحْظُهُ / وَيَا مَا أُحَيْلاَ الصَّيْدَ في شَرَكِ الهُدْبِ
حَلاَ لَحْظُهُ وَالمُرُّ فِي الحُبِّ وَصْلُهُ / وَلَمْ تَحْلُ حَتَّى مَرَّ فِي رِيقِهِ العَذْبِ
عَلَى عِطْفِهِ حَتَّى مِنَ الوُرْقِ غَيْرَتِي / أَلَمْ تَرَهَا هَاجَتْ عَلَى الغُصُنِ الرَّطْبِ
فَإِنْ ذَبَلَتْ أَجْفَانُهَا وَهْيَ نَرْجِسٌ / فَمِنْ طُوْلِ مَا أَدْمَنْتُ فِيهِنَّ مِنْ شُرْبِ
وَمِنْ عَجَبٍ وَهْىَ الكُؤُوُسُ فَمَا لَهَا / إِذَا كُسِّرَتْ صَحَّتْ وَدَارَتْ عَلى الشَّربِ
فَهَلْ عَوْدَةٌ فِي لَيْلَةٍ مِنْ ذَوَابَةٍ / عَنِ البَدْرِ مِنْ ظَلْمَائِهَا دَائِماً تُنْبى
تَرَقَّى بِهَا قَلْبِي إلى سِرِّ وَقْدِهِ / سَلاَمٌ على مَنْ تَحْتَهُ سُبَحُ الرَّطْبِ
أَرَادَ تَوَلَّى الحَلَّ وَالعَقْدَ عِنْدَهُ / فَجَارَ عَلَى المسَجْوُنِ مَنْ مُقْتَضَى الجَذْبِ
دَعَانيِ انْكِسَارُ الجَفْنِ مِنْهُ لِضَمَّةٍ / فَجَاوَبَنِي مَا لِلغُصُونِ سِوَى الهُضْبِ
وَغَرَّدْتُ تَغْرِيدَ الحَمَامِ تَوَصُّلاً / إليْهِ لِمَا بَيْنَ الحَمَائِمَ وَالقُضْبِ
وَقُلْتُ زَكَاةُ الحُسْنِ فَرْضاً فَقَالَ مَا / تَمِيلُ الغُصُونُ الوُرْقُ إلاَّ على النُّدْبِ
عُيونَ الحَيَا جُوْدِي لِتُرْبَةِ يَثْربِ
عُيونَ الحَيَا جُوْدِي لِتُرْبَةِ يَثْربِ / بدَمْعٍ هَتُونٍ وَدْقَهُ مُتَصَوِّبِ
وَعُودِي بِطِيبٍ مِنْ سَلاَمِيَ طِيبُهُ / نَسِيمُ الصِّبَا النَّجْدِيِّ يَا خَيْرَ طَيِّبِ
بِلاَدٌ بِهَا لِلْوَحْيِ مَرْبَاً وَمَرْبَعٌ / وَمَنْتَجَعُ الغُفْرَانِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبِ
وَحَيْثُ الكَمِالُ الطَّلْقُ والمَرْكَز الذَّي / إِليْهِ انْتَهَى دَوْرُ المُحيِطِ المُكَوْكَبِ
أَفَاضَتُهُ أَنْوِارُ الغُيُوبِ عَلى الوَرَى / إفَاضَةَ وَهْبٍ خَارِجٍَ عنْ تَكَسُّبِ
فَأَخْبَرَ عَمَا غَابَ بِالشَّاهِدِ الذَّي / يُبَرْهِنُ بِالإِعْجَازِ فِي كُلِّ مَطْلَبِ
إذَا نَظَرَتْ عَيْنا بَصِيرَتِهِ إلىَ / حَقِيَقتِهِ المُثْلَى فأَحْسِنْ وَأَطْيِبِ
يَرَى بَرْزَخَ البَحْرَينِ كَوْناً مُكَوَّناً / وَمَطْلَعَهُ فِي حَدِّهِ المُتَرَتِّبِ
فَيَأْخُذُ مِنْ هَذَا لِهَذَا بِحَقِّهِ / عَلَى نِسْبَةٍ مَحْفُوظَةِ الأُمِّ وَالأَبِ
عَلَى يَدِّ مَعْنَاهُ يَمُرُّ وُجُوبُهُ / لإِمْكَانِهِ مَرَّ السَّحَابِ المُصَوِّبِ
فَيَقْبَلُ مِنْهُ قَابِلٌ حُكْمُ فَاعِلٍ / بِمَضْمُونِ مِيَراثِ الكَمَالِ المُهَذَّبِ
وَلَمْ يَكُ فِي هذَا التَّوُسُطِ مُثْبِتاً / عَلَى النَّاسِ حَقّاً أَوْ تَمَيُّزَ مَنْصِبِ
وُمَا ذَاكَ أَنْ لَيْسَ حَوْلٌ وَقُوَّةٌ / بِغَيْرِ الجَوَادِ المُطْلَقِ الجُودِ فَاعْجَبِ
وَلَكِنْ يَرَى إِلاَّ أَنَّ نُكْتَهَ قَلْبِهِ / أُزِيلَ بِهَا دَاعِي الهَوَى وَالتَّحَوُّبِ
فَهَذَا لَهُ مَعْنَى المَقَامِ مُغَيَّبٌ / وَلَمْ يَكُ عَنْهَا أَهْلُهُ بِمُغَيَّبِ
إِذَا صُفَّتِ الأَقْدَامُ مِنَّا وَأَمَّنَا / صَلاَةَ شُهُودٍ لاَ صَلاَةَ تَحَجُّبِ
مَضَى لَمْ يُعَقِّبْ دَانِياً مِنْ شُهُودِهِ / بِنَا وَمَضَيْنَا خَلْفَهُ لَمْ نُعَقِّبِ
أُولئكَ وُرَّاثُ النَّبِيِّ شَهَادَةً / وَغَيْباً وَلَيْسَ البَّرُ مِثْلَ المُقَرَّبِ
وَتِلْكَ سَبِيلٌ قَدْ دَعَا بِبَصِيرَةٍ / لَهَا ودَعَوْنَا كُلَّ شَرْقٍ وَمَغْرِبِ
فَذَلِكَ دَاعِي اللهِ بِالمَنْهَجِ الَّذي / بِهِ صُورَةُ التَّكْمِيلِ فِي كُلِّ مَذْهَبِ
شَرِيعَةُ حَقٍّ حَقُّ كُلِّ شَرِيعَةٍ / مَقامُ خُصُوصٍ عَنْ عُمُومٍ مُرَتَّبِ
مُشَاراً إليْهِ صُورَةً مِنْ جِهَاتِهَا / جَميعاً وَمَعْنىً مِنْ حَقَائِقِ غُيَّبِ
أَمَالِكَ رقِّي لاَ تَلُمْ عَاشِقاً صَبَا
أَمَالِكَ رقِّي لاَ تَلُمْ عَاشِقاً صَبَا / فَحُسْنُكَ لِلأَلْبَابِ يَا مُنْيَتِي سَبَا
وَإِنْ يَكُ ذَنْبِي فَرْطَ عِشْقِي فَطَاعَتِي / هَوَاكَ شَفِيعٌ لِي إِذَا مِتُّ مُذْنِبا
وَهَبْ أَنَّ ذاكَ الحُسْنَ عَنِّي مُحَجَّبٌ / أَلَيْسَ بَرَيَّاهُ سَرَتْ نَسْمَةُ الصِّبَا
فَدَيتُ حَبِيباً رَنَّحَ السُّكْرُ عِطْفَهُ / فَمَاسَ بِغُصْنٍ مَا رَأَتْ مِثْلَهُ الرُّبا
يُجَرِّدُ مِنْ أَجْفَانِهِ السُّودِ أَبْيضَاً / أَرَاقَ دِمَا العُشَّاقِ طُرّاً وَمَانَبا
جَلاَ خَدُّهُ لي كَاسَ رَاحٍ وَإِنَّمَا / بِدُّرِّ اللَّمَى المَعْسُولِ حُسْناً تَحَبَّبا
تَسَتَّرْتُ بِالأَسْقَامِ فِيهِ فَمُذْ بَدَاَ / ظَهَرْتُ كَمَا في الشَّمْسِ قدْ يظْهَرْ الهَبا
وَأَكْسَبَنِي حُسْناً وَلاَ غَرْوَ إِنَّمَا / لِكُلِّ مَليحٍ مِنْهُ مَا قَدْ تَكَسَّبا
وَإِنِّي لَذَاكَ المُغْرَمُ العَاشِقُ الَّذِي / إِلَى غَيْرِ ذَاكَ المُطْلَقِ الحُسْنِ مَا صَبا
يُرَنِّحُهُ بِالأبْرَقِ الفَرْدِ بَارِقٌ / وَيُصْبِيْهِ فِي نَعْمَانَ مِنْ عَلْوَةٍ نَبا
إِذَا رُمْتَ أَنْ تُبْدِي مَصُونَاتِ سِرِّهِ / فَحَدِّثْ بِذْاكَ الحَيِّ عَنْ ذَلِكَ الخِبا
غَرَامِيَ فِيْكُمْ مَا أَلَّذَّ وَأَطْيَبا
غَرَامِيَ فِيْكُمْ مَا أَلَّذَّ وَأَطْيَبا / وَفِي حُبِّكُمْ أَهْلاً بِسُقمِي وَمَرْحَبا
غَزَالُكُمُ ذَاكَ المَصُونُ جَمَالُهُ / إلَى غَيْرِهِ فِي الحُبِّ قَلْبِيَ مَا صَبا
تَجَلَّى عَلى كُلِّ العُيونِ فَعِنْدَمَا / سَبَى حُسْنُهُ كُلَّ القُلُوبِ تَحَجَّبا
أَأَحْبَابَنَا هَلْ عَابِدٌ فِي حَمِاكُمُ / أَوَيْقَاتِ وَصْلٍ كُلُّهَا زَمَنُ الصِّبا
عَلَى حُبِّكُمْ أَنْفَقْتُ حَاصِلَ أَدْمُعِي
عَلَى حُبِّكُمْ أَنْفَقْتُ حَاصِلَ أَدْمُعِي / وَغَيْرَ وَلاَكُمْ عَبْدُكُمْ مَا تَكَسْبا
وحَاشَكُمُ أَنْ تُبْعِدُوا عَنْ جَنَابِكُمْ / حَلِيفَ هَوىً بالرُّوحِ فِيْكُمْ تَقَرَّبا
وَأَنْ تَهْجُروا مَنْ وَاصَلَ السُّهْدُ جَفْنَهُ / وَهَذْبَ فِيْكُمْ عِشْقَهُ فَتَهَذَّبا
وَأَحْسنْتُمُ تَأْدِيبَهُ بِصُدُودِكُمْ / فَلاَ تَهْجُروهُ بَعْدَ مَا قَدْ تَأَدَّبا
وَلِي مُهْجَةٌ دِينُ الصَّبَابَةِ دَيْنُهَا / فَكَيْفَ تَرى عَنْكُمْ مَدَى الدَّهِرْ مَذْهَبا
وَلِي فِي ظِلاَلِ السِّرحَتَينِ تَنَزُّلٌ / لَبِسْنَا بِهِ بُرْداً مِنَ الوَصْلِ مُذْهَبا
يَرُوقُكَ أَنْ يَرْوِي أَحَادِيثَ وُرْقِهِ / وَتَصْبُوا إِلى الأَلْحَانِ شَجْواً فَتْطْرَبا
وَتَسْتَنْشِقَ الأَنْفَاسَ مِنْ نَسَمَاتِهِ / فَتَفْهَمَ مَعْنَى الزَّهْرِ مِنْ مَنْطَقِ الصَّبا
بَدَا عَلَمٌ لِلحُبِّ يَمَّمْتُ نَحْوَهُ
بَدَا عَلَمٌ لِلحُبِّ يَمَّمْتُ نَحْوَهُ / فَلَمْ أَنْقَلِبْ حَتَّى احْتَسَبْتُ بِهِ قَلْبِي
بَلَوْتُ الهَوىَ قَبْلَ الهَوىَ فَوَجَدْتُهُ / إِسَاراً بِلاَ فَكٍّ سُقَاماً بِلاَ طِبِّ
بِرُوحِي حَبِيبٌ لاَ أُصَرِّحُ بِاسْمِهِ / وَكُلًّ مُحِبٍّ فَهْوَ يُكْنِ عَنِ الحُبِّ
بَرانِي هَوَاهُ ظَاهِراً بَعْدَ بَاطِنٍ / فَجِسْمِي بِلاَ رُوحٍ وَقَلْبِي بِلاَ لُبِّ
بِحُبِّكَ هَلْ لِي فِي لِقَائِكَ مَطْمَعٌ / فَإِنِّيَ مِنْ كَرْبٍ عَلَيْكَ إلى كَرْبِ
بِكُلِّ طَرِيقٍ لي إِلَيْكِ مَنِيَّةٌ / كَأَنِّي مَعَ الأَيّامِ بَعْدَكَ فِي حَرْبِ
بَكَيْتُ فَقَالُوا أَنْتَ بِالحُبِّ بَائِحٌ / صَمَتُّ فَقَالُوا أَنْتَ خُلْوٌ مِنَ الحُبِّ
بَوَارِقُ لاَحَتْ لِلْوِصَالِ فَثَّمَّهَا / فَيَا بَعْدَ بُعْدٍ قَدْ دَنَا زَمَنُ القُرْبِ
بَقِيتُ وَهَلْ يَبْقَى صَبٌ بهِ لَوْعَةٌ / تُقَلِّبُهُ الأَشوَاقُ جَنْباً إِلى جَنْبِ
بَلَغْتُ المُنَى مِمَّنْ أُحِبُّ بِحُبِّهِ / ولاَ بُدْ لِلمَرْبُوبِ مِنْ رَحْمَةِ الرَّبِّ
هَلُمُّوا فَعِنْدي لِلمَحَبَّةِ وَالهَوَى
هَلُمُّوا فَعِنْدي لِلمَحَبَّةِ وَالهَوَى / سِقَامُ غَرَامٍ لَسْتُ أُحْسِنُ طِبَّهُ
هِبُوا لِيَ جَفْناً يَمْلِكُ العَقْلُ دَمْعَهُ / وَإِلاَّ فقَلْباً يَحْكُمُ الصَّبْرُ لُبَّهُ
هَوَتْ قَدَمي فِي الحُبِّ عَنْ غَيْرِ خِبْرَةٍ / فَأَلْفَيْتَهُ حُلْوَ التَّجَرُّعِ عَذْبَهُ
هُوَ الشَّهْدُ مَمْزُوجاً بِسُمِّ وَعَلْقَمٍ / أُؤَمَّلُ عَتْبَاهُ وَأَحْذَرُ عَتْبَهُ
هَوَيْتُ حَبِيباً لَسْتُ أَهْلاً لِحُبِّهِ / وَأَنَّي لِمِثْلِي أَنْ يَكُونَ مُحِبَّهُ
هَلاَلُ فُؤَادِي كُلَّمَا ذُقتُ غَفْوَةً / وَصُبْحُ عَيَانِي كُلَّمَا أَتَنَبَّهُ
هَمَمْتُ بِإِدْرَاكٍ فَقَصَّرتُ هَيَبةً / وَعَجْزِي عَنِ الإِدْرَاكِ أَوْلَى وَأَشْبَهُ
هَفَا بِكَ قَلْبٌ أَنْتَ أَوْرَيْتَ زَنْدَهُ / وَنَالكَ طَرْفٌ أَنْتَ أَهْمَلْتَ سَحْبَهُ
هَنِيِئاً لِهَذِي النَّفْسِ إِنْ كُنْتَ حِبّهَا / وَطُوبَى لِهَذا القَلْبِ إِنْ كُنْتَ حِبَّهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025