المجموع : 6
أَصرَمٌ بليلى حادِثٌ أَم تَجنُّبُ
أَصرَمٌ بليلى حادِثٌ أَم تَجنُّبُ / أَم الحَبلُ مِنها واهِنٌ مُتَقَضِّبُ
أَم الوِدُّ مِن لَيلى كَعَهدي مَكانَه / وَلَكِنَّ لَيلى تَستَزيدُ وَتَعتِبُ
أَلَم تَعلَمي يا لَيلَ أَنّيَ لَيِّن / هَضومٌ وَأَنّي عَنبَسٌ حينَ أَغضَبُ
وَأَنّي مَتى أُنفِق مِن المالِ طارِفا / فَإِنّي أَرجو أَن يَثوبَ المُثَوَّبُ
أَأَن تَلِفَ المالُ التِلادُ بِحَقِّهِ / تَشَمَّسُ لَيلى عَن كَلامي وَتٌقطِبُ
عَشيَّةَ قالَت وَالرِكابُ مُناخَةٌ / بِأَكوارِها مَشدودة أَينَ تَذهَبُ
أَفي كُلِّ مِصرٍ نازِحٍ لَك حاجَةٌ / كَذَلِكَ ما أَمرُ الفَتى المُتَشَعِّبُ
فَوَ اللَه ما زالَت تُلَبِّتُ ناقَتي / وَتُقسِمُ حَتّى كادتِ الشَمسُ تَغرُبُ
دعينيَ ما المَوتِ عَنيَ دافِعٌ / وَلا لِلَّذي وَلّى مِن العَيشِ مَطلَبُ
إِلَيكَ عُبيدَ اللَهِ تَهوي رِكابُنا / تَعسَّفُ مَجهولَ الفَلاةِ وَتَدأَبُ
وَقَد ضمرت حَتّى كأَنَّ عُيونَها / نِطافُ فَلاةٍ ماؤُها مُتَصَبِّبُ
فَقُلتُ لَها لا تَشتَكي الأينَ أَنَّهُ / أَمامَكِ قَرمٌ مِن أُميَّةَ مُصعَبُ
إِذ ذَكَروا فَضلَ امرىءٍ كانَ قَبلُهُ / فَفَضلُ عُبَيدِ اللَهِ أَثرى وَأَطيَبُ
وَأَنَكَ لَو يُشفى بك القَرحُ لَم يَعُد / وَأَنتَ عَلى الأَعداءِ نابٌ وَمِخلَبُ
تَصافى عُبيدُ اللَهِ وَالمَجدُ صَفوَةَ ال / حليفين ما أَرسى ثَبِرٌ وَيَثرِبُ
وَأَنتَ إِلى الخَيراتِ أَوَلُ سابِقٍ / فَأَبشِر فَقَد أَدرَكتَ ما كُنتَ تَطلُبُ
أَعِنّي بسَجلٍ مِن سِجالكَ نافِعٍ / فَفي كُلِّ يَومٍ قَد سَرى لَكَ مِحلَبُ
فانكَ لَو ايايَ تَطلُبُ حاجَةً / جَرى لَك أَهلٌ في المَقالِ وَمَرحَبُ
كَأَنّي بِعَبدِ اللَهِ يَركَبُ رَدعَهُ
كَأَنّي بِعَبدِ اللَهِ يَركَبُ رَدعَهُ / وَفيهِ سِنانٌ زاعِبيٌ مُحَرَّبُ
وَقَد فَرَّ عَنهُ المُلحِدونَ وَحَلَّقَت / بِهِ وَبِمَن آساهُ عَنقاءُ مُغرِبُ
تَوَلّوا فَخلَّوه فُشالَ بِشِلوِهِ / طَويلٌ مِن الأَجذاعِ عارٍ مُشَذَّبُ
بِكَفّي غُلامٍ مِن ثَقيفٍ نَمَت بِهِ / قريشٌ وَذو المَجدِ التَليدِ مُعَتَّبُ
أَقولُ لابراهيمَ لما لَقيتُهُ
أَقولُ لابراهيمَ لما لَقيتُهُ / أَرى الأَمرَ أَمسى مُنصِباً مُتَشَعِّباً
تجهَّز وَأَسرِع وَالحَق الجَيشَ لا أَرى / سِوى الجَيشِ إِلّا في المَهالِكِ مَذهَبا
تَخَيَّر فَأَمّا أَن تَزورَ ابنَ ضابىءٍ / عُمَيراً وَإِمّا أَن تَزورَ المُهَلَّبا
هما خُطَّتا خَسفٍ نَجاؤُكَ منهما / رُكوبُكَ حَوليّاً مِن الثَلجِ أَشهَبا
فَما أَن أَرى الحُجَّاجَ يَغمِدُ سَيفَهُ / يَدَ الدَهرِ حَتّى يتركَ الطِفلَ أَشيَبا
فَأَضحى وَلَو كانَت خُراسانُ دونَهُ / رآها مَكانَ السُوقِ أَو هيَ أَقرَبا
فَكائِن تَرى مِن مُكرِهِ العدوٍ مُسمِنٍ / تَحَمَّمَ حِنوَ السَرجِ حَتّى تَجنَبّا
سَأَبكي وان لَم تَبكِ فِتيانُ مَذحِجٍ
سَأَبكي وان لَم تَبكِ فِتيانُ مَذحِجٍ / فَتاها إِذا اللَيلُ التِمّامُ تأوَّبا
فَتى لَم يَكُن في مِرَّةِ الحَربِ جاهِلا / وَلا بِمُطيعٍ في الوَغى من تَهَيَّبا
أَبانَ أُنوفَ الحَيِّ قَحطانَ قَتلُهُ / وَأَنفَ نِزارٍ قَد أَبانَ فَأَوعَبا
فَمَن يَكُ أَمسى خائِناً لأَميرهِ / فَما خانَ ابراهيمُ في المَوتِ مُصعَبا
أَبا مَطَرٍ شَلَّت يَمينٌ تَفَرَّعَت
أَبا مَطَرٍ شَلَّت يَمينٌ تَفَرَّعَت / بِسَيفِكَ رأسَ ابنِ الحَواريّ مُصعَبِ
وَلا ظَفرت كَفّاكَ بِالخَيرِ بَعدَهُ / وَلا عِشتَ إِلّا في تَبارٍ مُخَيَّبِ
قَتَلتَ فَتىً كانَت يَداهُ بِفَضلِهِ / تَسُحّاِ سَحّ العارِضِ المُتَصَوِّبِ
أَغَرَّ كَضَوءِ البَدرِ صورَةُ وَجهِهِ / إِذا ما بَدا في الجَحفَلِ المتكثِّبِ
لِبشرِ بنِ مَروانِ على الناسِ نِعمَةٌ
لِبشرِ بنِ مَروانِ على الناسِ نِعمَةٌ / تَروحُ وَتَغدو لا يُطاقُ ثَوابُها
بِهِ أَمَّنَ اللَهُ النُفوسَ مِن الرَدى / وَكانَت بِحالٍ لا يَقَرُّ ذُبابُها
دفعتَ ذَوي الأَضغانِ يا بِشرُ عَنوَةً / بِسَيفِكَ حَتّى ذَلَّ مِنها صِعابُها
وَكُنتَ لَنا كَهفاً وَحِصناً وَمَعقِلاً / إِذا الفِتنَةُ الصَمّاءُ طارَت عُقابُها
وَكَم لَكَ يا بِشرَ بنَ مَروانَ مِن يَدٍ / مُهَذَّبَةٍ بَيضاءَ راسٍ ظِرابُها
وَطَدتَ لَنا دينَ النَبيِّ مُحَمَّدٍ / بحلمِكَ إِذ هَرَّت سِفاهاً كِلابُها
وَسُدتَ ابنَ مَروانٍ قُرَيشاً وَغيرَها / إِذا السنةُ الشَهباءُ قَلَّ سَحابُها
رَأَيتَ ثآنا واِصطنعتَ أَيادياً / إِلَينا وَنارُ الحَربِ ذاك شِهابُها